بالمكشوف: جرابيع أمريكا

Monday 16th of March 2020 07:10:51 PM ,

الحريات اولا ,

 علاء حسن
قبل الشروع بتنفيذ ما يعرف بعملية تحرير العراق بقيادة الولايات المتحدة ومن تحالف معها ، تبنى رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد مبادرة ،كان ينوي طرحها في مؤتمر القمة العربية ، تتعلق باستضافة رئيس النظام صدام حسين مع عائلته ، وإرسال قوات عربية مشتركة إلى العراق للحفاظ على مؤسسات الدولة ثم تشكيل حكومة انتقالية .

وزير خارجية العراق وقتذاك ناجي الحديثي ، علق على المبادرة في حديث لعدد من الإعلاميين العرب والأجانب في القاهرة وقال " جدول أعمال مؤتمر القمة العربية يخلو من هكذا مبادرة تافهة" حديث الوزير نقلته وسائل إعلام محلية رسمية أكثر من مرة مع وصلة من الأناشيد ، فيما تناولت نشرات الأخبار ارتباط دول خليجية بالولايات المتحدة لتنفيذ مؤامرة تستهدف العراق وشعبه.
مبادرة الشيخ زايد من وجهة النظر الرسمية وقتذاك ،كانت رسالة أميركية تتجاهل تمسك العراقيين برئيسهم ، أما على المستوى الشعبي فالغاطس من جبل الجليد كان يتمنى أن تحظى مبادرة زايد بموافقة القيادة الحكيمة ، لكن التمنيات مستحيلة، مادام القرار بيد شخص واحد، جرب العناد في حرب الخليج الثانية حين رفض الانسحاب من الكويت ،وسرعان ما وقع على شروط خيمة صفوان.
أيام قليلة تفصلنا عن حلول الذكرى السابعة عشرة لبدء العمليات العسكرية لغزو العراق بمزاعم تحريره، وإنقاذ شعبه من نظام ديكتاتوري ليكون على موعد مع الديمقراطية . "العلوج" كانوا متفوقين عسكرياً وفي التاسع من نيسان حدث الزلزال وبقيت هزاته الارتدادية مستمرة حتى الوقت الحاضر.
سيطر " جرابيع امريكا" من معارضي النظام السابق على السلطة وقوى سياسية ظهرت بعد الاحتلال . دخلت البلاد في دوامة عنف مصحوب بفشل أداء سياسي وحكومي جعل العراقيين يطرحون السؤال ، ماذا لو وافق النظام السابق على مبادرة الشيخ زايد ؟؟ فات الأوان للإجابة على السؤال، أمريكا احتلت البلاد وسلمته لـ" جرابيعها" ثم تلقت سوء أعمالها حين تولت الإشراف على تشكيل لجنة لكتابة الدستور لتحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة بين الجرابيع.
ساحات التظاهر هي وحدها اليوم القادرة على تغيير المعادلة لصالح الشعب العراقي ،وأي خيار آخر يعني منح حثالات أمريكا ،وأعداء الشيطان الأكبر السيطرة على مقدرات البلاد والعباد إلى يوم القيامة