وحيد حامد: أغلب المثقفين وليس كلهم لديهم طموح قوي جدا أن يكونوا قريبين من السلطة”

Tuesday 12th of January 2021 07:04:17 PM ,
4850 (منارات)
منارات ,

لم أتغير منذ أن أمسكت بالقلم ولم أغير مبادئي ولم أنافق أو أتلون ورأيي أعلنته في كل العهود

حوار : نسمة تليمة

حين قابلته منذ عشر سنوات كان يحمل في جعبته الكثير من الأشياء المرتبطة بالأفلام والمشروعات الفنية والحكي عن البلاتوه والممثلين والكتابة وغيرها من معطياته التى يراها من ثقب مفتاح، والتي يتحدث عنها ممتلئا بحماس يوم جديد في الأفق، كان وقتها منتبها إلى أوراقه المرتبة زارعا فى صوته رغبة الوصول إلى الناس والتعبير عنهم، وحين قابلته اليوم،

كما اعتدت وجهه هادئا بشوشا، و لكن رتوش جديدة دخلت فى مشهد نهار خارجي تركه على مقربة من نهر النيل، جلس كعادته على مائدته المفضلة ونظر بعيدا كما لو كان يستعد لقول كلمة واحدة تختزل العالم، أو تضيئه، وخلال الحديث أشار إلى النيل مرة أخري كأنه أيقونة سحرية وساحرة لنجاح قلمه فى الإشارة إلى بلاد يمر منها هذا النهر المقدس ونبرة صوته واثقة” أنا قاعد هنا عشان ابص على النيل بصى وراكى شوفى انا شايف ايه، النيل مكان يصلح للكتابة” كان يصمت أكثر مما يتكلم، وبعض التساؤلات أجاب عنها بكلمات مقتضبة ناهيا الحيرة.

هكذا رأيت الكاتب الكبير والسيناريست وحيد حامد، صاحب عشرات الأفلام التي مازالت تقع فى أذهان الجميع، بل لا نبالغ حين نقول أنها أيقونات مختلفة لمشاهد يرتبها المواطن المصري وقتما أراد فى عقله حين يحتاج أن يعى.

ومن وحي ما كتبه وحيد حامد بداية من ” طائر الليل الحزين” مرورا بـ” الغول، البرىء، الراقصة والسياسي، الإرهاب والكباب، الهلفوت، اللعب مع الكبار، طيور الظلام، النوم فى العسل” وغيرها تحدثنا معه، وسألناه لماذا يبتعد عن المشهد رغم كل هذا الزحام..

والى نص الحوار:

البعض يتساءل أين وحيد حامد من المشهد العام الآن والكتابة كما عوّد جمهوره ؟

لم أتوقف عن الكتابة، انتهيت منذ فترة من كتابة فيلمين، لكن هذه الأيام الأفلام تذهب إلى الرقابة ولا تعود، وهذا ليس معي فقط مع كل الناس، “هاسكت هاعمل ايه يعني.؟”

هل الكاتب يحتاج لمثل تلك الفترات الصامتة ؟

الكتابة بالنسبة للكاتب “زى الميه والهوا” لا يمكن أن يستغنى عنها لكن أحيانا الإنسان يحتاج إلى فترة تأمل وتحدث كثيرا لقراءة المجتمع بالشكل الصحيح، “نقعد نتفرج شوية لازم نريح عقلنا ونملا البير”، ليس شرطا أن تتواجد طوال الوقت أعتقد أفضل تعبير هو إعادة شحن النفس.

ما هي وظيفة الكاتب فى رأيك أن يرصد الواقع أم يتأمله أم يتنبأ بما يأت به ؟

الثلاث أشياء مرتبطة ببعضها البعض، لكن لا شيء يسمي تنبؤ لأنه لا يعلم الغيب إلا الله لكنها قراءة لحال المجتمع، وأحوال الناس، أشبه بمعادلات الكيمياء إذا وضعنا مكون على مكون ينتج مكون جديد، وهو ما يفعله الكاتب، بناء على قراءات عدة للمشهد، على سبيل المثال فيلم” طيور الظلام” حين كتبته في التسعينات الناس قالت تنبأ بشكل الصراع حين أشرت لوجود ثلاث قوى هي الثوري والانتهازي والتيار الديني، والصراع انتهي بين التيار الديني والتيار الانتهازي، كانت حسبة بينما الثوري توارى أمام مثالياته ورومانسيته.

بعد شهرين تقريبا يمر على ثورة يناير الذكري التاسعة، وأفضل أن أسالك على طريقة أحد حواراتك السينمائية

” هي الثورة اتنشلت يازعيم؟”

صمت كبير ثم: ” الثورة كأن شيئا لم يكن” ،” لما تغلى ميه وتسيبيها مش بتبرد ؟ الماء المغلي برد”.

وقع الإجابة يجعلني أسألك عن تفسيرك لذلك ؟

المجتمعات كلها يفوز فيها الأقوى، أو يسيطر إذا استبعدنا يفوز .

أحد المشاهد المهمة فى أعمالك خلال فيلم ” النوم فى العسل” جاءت متطابقة بعد سنوات كثيرة مع مشهد حي في الشارع حين هتف البطل مع المجاميع” آه”

كيف كانت كواليس كتابة هذا المشهد؟

المشهد كان مكتوبا بالأساس داخل ميدان التحرير، لكن حصلت وقتها ظروف إنتاجية جعلت شريف عرفة يبحث عن مكان أخر يعطى نفس المضمون والهدف من المشهد، وقتها السينما لم تكن آلياتها تطورت بنفس الشكل الحالي وكان من الصعب أن نملأ ميدان التحرير بالناس أو المجاميع، لكن التصوير فى مجلس الشعب كان أسهل للتحكم في المجاميع وقد كان.

هل كان مقصودا أن يكون داخل ميدان التحرير؟

والله إنا فكرت وقتها أنه أصلح مكان لتجمع البشر.

بمناسبة مجلس الشعب أو البرلمان هل تتابعه؟

لا.. أبتعد عن أخبار مجلس الشعب عمدا لأنه يضايقني جدا، ولا يعبر عن الشعب المصري.

تكرر دائما ” أنا عايش فى الشارع” وأنا أعلم أنك مراقب جيد هل اختلف الشارع المصري في تقديرك اخر 10 سنين ؟

بالطبع اختلف، أنا مازلت أسير فى الشارع وأمر لشراء الخضار، أعشق الشارع وأحب التواجد فيه، الناس اختلفت بحكم الظروف المفروضة عليها، أصبحت أكثر أنانية وأكثر إهمالا، وأعتقد أن الانتماء وحب الوطن قل كثيرا، فى البداية كنا تخشي أن نخرب شيئا أو نؤذى جارا، كما أن مساحة الفساد اتسعت جدا، والفساد بين الناس الصغيرة أيضا، فقدنا أشياء كثيرة ليس الأخلاق فقط، في شيء جوانا خسرناه.

ولكن ما الذي يمكن أن يغيرهم إلى هذه الدرجة التي تصفها؟

البطالة والظروف الاجتماعية السيئة، فقدان الهمة ولو أن البعض سيصفني بالرومانسي لكنها أيضا سبب خطير للتحول فى الشخصية المصرية، لدينا نظام تعليمي فاشل، ثقافة معدومة، “الناس محتاجة وعى و إيمان أكبر بالعلم” ، لدينا من يحارب العلم والمعرفة والثقافة.

ما تصورك للمشهد السياسي الحالي ؟

لا يمكنني أن أقيم المشهد، لأنني مرتبك، لكن أريد أن أقول أن الحرية تحتها أشياء كثيرة مهمة، باختصار أعطني حريتي أطلق يدي، وان اختلفنا الاختلاف ظاهرة صحية، أنا مثلا مشكلتي النفاق، مساحة النفاق عريضة جدا، والرأي الآخر يجب أن يحترم، حتى لو كان معارضا، ويمكن أن يتم كل شيء بالحوار لمصلحة البلد، يجب أن ننسي الذات أو الشخصنة، ومن يريد أن ينظر نظرة موضوعية لما فيه مصلحة للوطن عليه أن يقدم عليه وألا يتأخر.

الآن هناك استعادة لمشاهد كثيرة من أفلامك وإسقاطها على الواقع من قبل الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي والبعض يتساءل كيف خرجت تلك الأفلام للنور في فترات سابقة رغم جرأتها؟

شهادة أشهد بها، لم أصطدم بالرقابة أو الرقابة رفضت أيا من تلك الأعمال، كان هناك فقط مشكلة في فيلم البريء ولكن لم تكن بسبب الرقابة، كان بناء على بلاغ وقتها ضد الفيلم، لكن كل أفلامي لم يمنعها شخص أو يحدثني أنها مرفوضة أو يرفع سماعة التليفون ويوجه لى ملاحظة ” الغول، ملف فى الآداب، الراقصة والسياسي وغيرها” قانون الرقابة يقول أن مدة وجود الفيلم في الرقابة لإجازته شهر وإن لم ترد يعتبر مجازا، الآن السيناريوهات تذهب الى الرقابة “كأنها دخلت فى مغارة مش عارفين هى فين”، أيضا المفترض أن الرقابة تتبع وزارة الثقافة، والعاملون فيها متخصصون ولديهم الوعي الكافي والإلمام الكافي بقواعد وأصول “الشغلانة” وليس من حق أي شخص أخر أن يشاركهم هذا الأمر.

ألم ترفع سماعة التليفون عليك يوما ويطلب منك ألا تكتب ؟

لا.. ولم يوجه لى أحد أي لوم، أو طلب، أخر مقالة كتبتها فى المصري اليوم منذ عام عن صناعة الخوف، لم أتوقع ردود الأفعال عليها، “أنا اكتب اللي جوايا مابعملش حساب لأي حاجة بعدها نفسي اتسدت ماكتبتش تاني” لنجعلها اجابة دبلوماسية ” انشغلت فى فيلم أكتبه ولم أفضل الاستمرار في كتابة المقالات.

لو هاتكتب مقال فى يناير2020 هايكون عن ايه ؟

لا أعرف، لما يجي يناير، ونشوف هانعرف نكتب ولا لأ.

هل منحتك الكتابة ما توقعته ؟

نعم، واهم ما منحتني إياه السلام النفسي والرضا، حين أحاسب نفسي أقول كنت أمينا وصادقا جدا فيما كتبته، “سواء صح أو غلط”، ممكن أكون صاحب رأي خاطئ، ورأي صواب، لكنني تعاملت مع الكلمة التي أكتبها بإخلاص شديد جدا وأمانة مطلقة، حاجتان لم أزور فيهما وأقدر أقولها بكل فخر واعتزاز، وأنا في مرحلة متأخرة من العمر الآن، لم أتغير منذ أن أمسكت بالقلم وكتبت، ولم أغير مبادئي ولم أنافق ورأيي أعلنته في كل العهود، وقت جمال عبد الناصر كنت شابا لم يكن لدي القدرة على التعبير بالشكل الكافي، ولكن عشت عصر السادات ومبارك والعصر الحالي، موقفي كان ثابتا لم يتغير، وقت الإخوان كان موقفي واضحا ولم أتلون، لم أركب أي موجة أبدا، ومن لديه كلام مغاير يخبرني، أنا راض جدا، كما أصبت قد أكون أخطأت ولكن ما فعلته كنت مؤمنا به.

ما هي مواصفات السيناريست الجيد ورأيك في كتاب السيناريو الآن؟

لا يمكنني الحديث عن زملاء لى لأنني أقدر وأحترم كل شخص أمسك بقلم وكتب وليس من حقي أن أفرض وصاية عليه لأنه لو حدث ذلك أناقض نفسي، لأن كل جيل له رؤية مختلفة ولكن يمكنني أن اقول الأجيال مفترض أن تطور في الكتابة والفن، لست وصيا على غيري، أما مواصفات السيناريست الجيد أهم قواعدها أن يحب المهنة لدرجة العشق ويكون لديه خيال واسع وثقافة غير عادية، ويجب أن يكون لديه إحساس بالجمال وليس القبح، لذا أحزن من بعض الأعمال التي تنقل القبح في الأعمال الدرامية سواء في لفظ أو صورة لأن الفن جمال المفروض يرقى بالذوق العام، أرفع المشاهد لأعلي، ولكن لا أعوّد الجمهور على عادات سيئة وقبح.

ما رأيك فى أفلام محمد رمضان؟

لا أشاهده، ولا بحبه ولا بكرهه.

وكيف تري الدراما والسينما الآن؟

الدراما التليفزيونية الآن غير جيدة، والسينما فيها محاولات تستحق وملفتة للنظر.

هل شاهدت فيلم الممر؟

لا لم أشاهده، رغم إذاعته فى التليفزيون.

انتشرت الآن فكرة ورش الكتابة كيف تراها ؟

ورش الكتابة أسوأ شيء حدث مؤخرا، لأن الكتابة أساسها أن يكون لديك شىء تريد توصيله للناس، فكرة، رأي، هدف، الكتابة جنين أو مولود يخرج للدنيا والناس لا يمكن أن يشترك فيه اثنان أو ثلاثة لأنها ستصبح مثل جلابية المهرج، لسنا جميعا نسخا واحدة، الكاتب أو المفكر مفترض أن يقدم عطاءه للناس، ولكن أن يكتب عدد من الكتاب عملا واحدا ستتحول المشاهد الى “لرقع” ثوب مليء بالبقع.

ينفعل:” هاتيلي مسلسل واحد كتبته ورشة والناس فاكراه؟ بينما تتذكر الأعمال القديمة التى لها بصمة وأثر فى الناس، كاتب عنده رؤية وفكر واحد.

كان لك تعبير سابق عن ثراء الشخصيات وفقرها وتاثير ذلك على الكتابة.. ما هي ملامح الشخصية المغرية للكتابة فى تقديرك؟

الشخصيات الفاعلة سواء فى الخير أو فى الشر هي المغرية للكتابة، هى القادرة على صنع رسالة، المحرك للحدث، القادر على صنع الحدث والتغيير، يصبح شخصية درامية مثلا حين كتبت ” اضحك الصورة تطلع حلوة” كنت اسير على كوبري قصر النيل، وصادفته بالفعل وهو ينادي “صورة يامدام” فكرت أنه شخصية فاعلة قادرة على صنع حالة وهى شخصية عادية، ليس شرطا أن يكون هيرو.

كيف تري علاقة المثقف بالدولة؟

” هاقولها لك بكل صدق أغلب المثقفين وليس كلهم لديهم طموح قوي جدا أن يكونوا قريبين من السلطة ومنتفعين منها بس دي الإجابة”.

أين يفترض أن يكون المثقف فى رأيك؟

المفروض يكون مع مصلحة البلد ويعبر عن رأيه دون خوف أو فزع، ولا ينتظر مكافأة، هذا هو دور المثقف، المثقفون صناع الوعي، لديهم رسالة وربنا منحهم نعمة وهى المعرفة وهى غير متاحة لكل الناس، يجب استخدامها في خدمة الناس، ليس لتحقيق مكاسب شخصية أو السعي وراء مناصب.

يظل طيور الظلام بطلا رغم قدمه هل تشعر أن هناك أحد المشاهد التى كنت تحتاج إلى كتابتها الآن وضمها مرة أخري للفيلم ؟

هناك شخص طلب مني أعمل جزءا ثانيا من طيور الظلام وأنا رفضت، وقلت ما أقوله فى طيور الظلام 2 أقوله فى عمل فنى أخر.

هل تضع ذلك في خطتك ؟

الكاتب ليس لديه خطة، لكن حين تأتي فكرة الكاتب يبدأ يتعامل معها، لأني لو خططت وعملت منهجا افقد شيئا مهما جدا، “هابقي صنايعي، ماحبش أبقي صنايعي “، ولا أستطيع توصيف نفسي، أنا سعيد جدا أني جزء كبير من الناس استوعبوا أعمالي وعارفين أنني لم أغشهم.

البعض كان يري أن وحيد حامد يميل دائما للحل الفردي والخلاص من خلال شخص.. هل هذا حقيقي؟

ظروف العمل هى الحاكمة، هذه المقولة قيلت وقت فيلم” الغول” قتل فريد شوقى ونهاية الفيلم، ولكن لم يكن هناك حل أخر فى هذا الموضوع بالتحديد، لكننى لست مع نظرية الحل الفردي.

ما هي أشرس المعارك التى خضتها ؟

فيلم ” الغول” كان هناك معركة كبيرة جدا، والبرىء أيضا، لكن أتذكر بشدة ” الغول ” لأن الرقابة دخلنا معها معركة واتكتب فى الفيلم تقرير كان ممكن يودي السجن.

وماذا عن مقالاتك التى كنت تكتبها عن مستشفي الأطفال 57357 كيف انتهت المعركة ؟

انتهت.. أنني أجلس أمامك الآن، أغلق الملف، والجرنال الذى كنت أنشر فيه أغلق الملف ورفض استمرار النشر.

وقت الجزء الأول من الجماعة فى عهد مبارك وقال لك زكريا عزمي ” احنا مالنا بالإخوان ” وبعدها كتبت الجزء الثاني بعد ثورة يناير .. هل شعرت باختلاف فى المشهد وأنت تكتب بناء على الأحداث؟

لم يكن هناك اختلاف، زكريا عزمي وقتها قال جملته فعلا حين طلبت نصور فى مكان ما، والجزء الثاني كنت ملتزما فيه بالتاريخ، ووقائعه والأمانة تقتضى أن يتم السرد مع الإلتزام بالحقيقة سواء فى الأول أو الثاني أو في أي وقت.

وأين الجماعة 3؟

لم اشرع بعد في كتابة الجزء الثالث من الجماعة، لأنه شرط أساسي لها توفر المنتج والإنتاج، الآن تابع لإعلام المصريين وإعلام المصريين حين يشعرون أن لديهم خطة وضمن برنامجهم اكمال الجماعة “هايقولولي”، كان هناك كلام بيننا منذ عامين وحين تغيرت قياداتهم ” الموضوع نام”.

متي نكتب عن الأحداث الكبري؟ هل شرط أن يمر سنوات كثيرة لوضوح المشهد؟ وهل من الأفضل أن يوثق الكاتب ما يراه أم يصمت؟

الكاتب لا يوثق لأن معظم الحقائق تكون غائبة أو مخفية ومع مرور الزمن تتكشف حقائق، وتصبح أكثر وضوحا.

هل المواطن المصري محبط؟

نعم

ما وقع أخبار اغلاق بعض الفضائيات فى السنوات الأخيرة عليك؟

اغلاق قناة فضائية أو مؤسسة صحفية أو موقع إخباري مؤلم جدا بالنسبة لى كمواطن.

كيف كان عملك كصحفي ؟

أتذكر أستاذ منير عامر ربنا يديله الصحة، طلب مني موضوعين عن القاهرة بعد الساعة 2 ليلا وموضوع أخر عن زوار المتحف المصري، كان رئيس قسم التحقيقات الصحفية فى صباح الخير وأستاذ لويس جريس طلب مني قبلها العمل في قسم الفن فرفضت وأخبرته أنني أريد أن أكون كاتبا في الوسط الفني ولا يصح أن أكتب عن زملائي، فطلب مني أذهب للتحقيقات الصحفية، كنت أكتب وقتها فى الإذاعة ومتشبعا بالدراما، فلم أستطع العمل في التحقيقات، واعتذرت، واتجهت للكتابة .

هل تسمع الإذاعة المصرية ؟

لا أسمع الإذاعة الآن، ولا أريد الكتابة لها، بالأمس أحد الأصدقاء أرسل لى تسجيلا لمسلسل إذاعي كتبته زمان لكرم مطاوع وأمينة رزق اسمه ” الفتى الذي عاد” سنة 1974 وذكرني بفترة جميلة أحبها ولكني اكتفيت بها، لن نجد هؤلاء مرة أخري.

ونحن على مشارف عام 2020 وعام جديد.. كيف تري مشوارك الفني؟

الحمد لله الدولة كرمتني بشكل جيد جدا، وحصلت على تكريم من الدول العربية، وحتى جمعية الفيلم الأمريكية كرمتني، وأهم من كل ذلك أن هناك قطاعا كبيرا جدا وخصوصا الشباب حين يرون أفلامي وأنتِ منهم يحترمونها ويفكرون فيها ” وخليني أبالغ شوية ” ويتعلمون منها ماذا أريد أكثر من ذلك ؟

لماذا لم تكرر تجربتك فى العمل مع ابنك المخرج مروان وحيد حامد؟

اتعامل مع مروان معاملة الطيور لأولادها، حين يظهر له ريش تطرده من العش، وتطلب منه الطيران وأنا سعيد أن نجاح مروان الشخصي دون أى مساعدة مني

عن جريدة الاهالي المصرية 2019