ناظم نعيم ملحن بارع ومبدع في تاريخ الأغنية العراقية

Wednesday 24th of February 2021 09:11:35 PM ,
4882 (عراقيون)
عراقيون ,

جوزيف الفارس

من المجحف ان نذكر هذا الملحن العبقري والذي يملك من صولات الابداع في مساحات المقام العراقي وابداعاته في تاريخ الاغنية العراقية بكلمات قد لا ترتقي الى وصف مايملكه من الثقافة الموسيقية والنابعة من التراث والاصالة في المقام العراقي ,

والذي صاغ منه قلادة ابداع من الحان حلقت بالاغنية العراقية الى مستوى الرقي في سماء فن الاغنية العراقية البغدادية الاصيلة --- فلولا ناظم نعيم لما كان ناظم الغزالي , وهذا باعتراف كبار النقاد الموسيقيين , لقد تميز ناظم نعيم بالالحان البغدادية , والذي حافظ على اصالتها وتراثها الفني , انه جزء من المسيرة الفنية العراقية الاصيلة , وتاريخ حافل بالعطاء الثر بالحان تميزت بالابداع و باالاصالة التراثية والنابعة من اصالة الاغنية البغدادية العريقة .

ناظم نعيم – هذا الملحن العراقي والذي تاثر بالبيئة والاجواء الاسروية ومن خلال والده الفنان الاستاذ نعيم سلمو عازف الكمان المشهور , ففي كلمة منه في حفل الاحتفاء به وبمسيرته الفنية والتي اقيمت له في امريكا قال :

( ساتطرق الى نبذة من تاريخ حياتي , او مشوار حياتي , من خلال كتاب اللحن الجميل مع الشكر الجزيل لجميع الذين شاركوني في انجاز هذا الكتاب منهم , الاخ العزيز المهندس الاستاذ فؤاد ميشو , والفنان الفوتوغرافي زهير شعوني , والاستاذ السيد حكمت كلوزي , ومع نخبة من الشعراء والادباء والفنانين ) .

ولد هذا الفنان العبقري في الثامن من كانون الثاني عام 1952 في محلة القاطرخانة , من عائلة فنية , حيث كان والده الاستاذ نعيم سلمو عازف كمان , وشقيقه عزت نعيم عازف على الة الكمان , وعمه شاكر نعمو عازف على الة العود , واولاد عمه على الايقاع .

لقد اكتسب هذا الملحن تاثيرات فنية من محيطه الاسروي ومن خلال البيئة العراقية البغدادية التي عاش فيها , لهذا كان عاشقا للاغنية العراقية البغدادية منذ طفولته , ففي التاسعة من عمره تعلم من والده على مسك الة الكمان في اليد اليسرى , ولهذا تاثر هذا الفنان بسيرة والده الفنية , حيث كان يصطحبه لحضور البروفات مع الفرق الموسيقية ليستمع الى الالحان الجميلة والاغاني الجديدة والتي كانت من الحان الاساتذة صالح الكويتي وداؤود الكويتي , حيث كان الاستاذ صالح يعزف على الة الكمان , وداود يعزف على الة العود , والاثنين كانا يعملان في الاذاعة العراقية بعد تاسيسها عام 1936 , حيث يقول الاستاذ الملحن ناظم نعيم :

( لقد تاثرت بالموسيقار صالح الكويتي , حيث اعتبره الجامعة التي اهلتني للتلحين ) .

لقد التحق الفنان ناظم نعيم بمعهد الفنون الجميلة عام 1938 عندما كان عمره ( 12 ) عاما لدراسة الموسيقى الغربية على يد البروفيسور سانكو ايدو , استاذ الة الكمان انذاك ,وبعد الثلاث سنوات انهى الدراسة في المعهد , وبعدها بدأ بدراسة الموسيقى الشرقية , حيث كان والده يساعده في ذالك ومن خلال تهيئته له بعض الاسطوانات لعازفين شرقيين من امثال سامي شوا , وتوفيق الصبار , حيث كانت هذه الاسطوانات خصوصية بتعليم التقاسيم المنفردة على الة الكمان .

لقد كان همه التدريب العملي على الة الكمان اضافة انه كان يعزف على الة العود , كان ايمانه المطلق , على ان الفنان الذي يروم الوصول الى النجومية عليه ان يتدرب على الته ليكتسب حرفة فنية عملية متقنة , اضافة الى اكتسابه الثقافة النظرية و لاطلاع على اصول فن العزف , وان يهتم بمسيرة الفنانين الرواد من الذي سبقوه في المسيرة , هذا الفنان م طلع على فن قراءة المقام العراقي وكيفية تحريره , ولديه المام بالاصوات ومساحاتها المتكاملة من حيث القرار والجواب , ولهذا نجح في معظم الحانه للمطرب ناظم الغزالي حينما درس مساحته الصوتية وعلم بانه ضعيف في القرار , وانما قوي في الجواب , ومن هنا جائت الالحان التي صاغها لحنجرة الغزالي , حيث لا قت نجاحا وابداعا اضافت للمطرب ناظم الغزالي نجومية على الساحة العراقية والعربية .

لقد كانت البداية الحقيقية لحياة هذا الفنان الكبير ناظم نعيم الفنية في عام 1943 عندما ذاع صيته بالعزف على الة الكمان , واصبح اسمه منتشرا بين الفنانين من العازفين , لذا عندما تم تعيينه في دار الاذاعة العراقية , والذي زاد هذا التعيين من دعمه المعنوي , حيث اخذ يعطي كل ما لديه من الثقافة العملية والنظرية , فتبين وبمقارنته مع الاخرين انه فنان وعازف متكامل لا يضاهيه عازف اخر , ولهذا بدأت قدرته في التلحين تنبع من خلال موهبته وثقافته معا , ومما اكتسبه من الخبرة والتجربة في معهد الفنون الجميلة ومن احتكاكه بوالده وبالعازفين الاساتذة صالح الكويتي وشقيقه داؤود الكويتي , ولهذا كانت الساحة له واسعة في فن التلحين حيث كان اول لحن له غنته الفنانة نرجس شوقي هو ( مظلومة بهواك الروح ) ولقد استفاد هذا الفنان من مصاحبته للفنان صليب القبطيب العازف على الة العود وهو لبناني الاصل , والذي كان يقيم في بغداد , حيث تعلم على فن الايقاعات الصعبة , والسماعيات والصولفيج , حيث يذكر , ان هذا الفنان كان قد عمل في افلام الموسيقار محمد عبد الوهاب , وهو ايضا من اوائل العازفين على الة العود , وقد اصطحب هذا الفنان ناظم نعيم الى لبنان في الخمسينيات الى جبل بحمدون في بيروت وكانت معه زوجته وابنته البكر نيران , وهناك عرفه بالموسيقار محمد عبد الوهاب والذي كان بدوره معجبا بصوت الفنان ناظم الغزالي , ولاسيما حينما كان يسمع منه المقام العراقي بصوته , وبالذات مقام الركباني .

لقد كان الملحن ناظم نعيم محط اعجاب الجمهور والنقاد معا , حيث كانت الصحافة تكتب عنه باستمرار , والنقاد منهم سعاد الهرمزي من خلال تقييم الحانه , اضافة الى تقييم الناقد عادل الهاشمي الى معظم الحانه التي لحنها للعديد من المطربات والمطربين , فلقد جاء في مقال لمجلة الاذاعة والتلفزيون العراقية مايلي :

( الفنان ناظم نعيم استفاد من احتكاكه بالموسيقيين العراقيين الاوائل , ولا سيما في الثلاثينيات , حيث احتك بالاخوين الموسيقيين صالح الكويتي وداؤود الكويتي , والذين لحنوا اغنية ( كلبك صخرجلمود وما حن عليا ) واغنية ( يانبعة الريحان ) , واغنية ( هذا مو انصاف منك ) وغيرها من الاغاني المعروفة والتي غنتها الفنانة المبدعة المرحومة سليمة مراد ( سليمة باشا ) , وكذالك اغاني اخرى لزكية جورج ,والفنانة نرجس شوقي واللتين عاشتا في العراق لفترة طويلة .

لقد كتب عنه الناقد عادل الهاشمي مقالا في جريدة الجمهورية تحت عنوان ( الملحن التراثي ) جاء فيه :

( ان قيمة ماقدمه الفنان العراقي القدير والمتمكن والاصيل ناظم نعيم , والذي ارتبطت الحانه بشكل وثيق باصوات عصره ناظم الغزالي , سليمة مراد , عفيفة اسكندر ,مائدة نزهت , صلاح عبد الغفور , وسواهم , جعلته في موقع منفرد من الخارطة العراقية اللحنية , فالكثير مما قدمه ناظم نعيم يوصف بانه تراثي , وقد تعلق بالفن , الحق , فهو ليس فقط ابن عصره والمعبر عن احلامه , بل هو كذالك ملحن ملهم يتبع الصوت الكامن في داخله ) . لقد شهدت مسيرة الفنان ناظم الغزالي العديد من الحان , هذا الملحن العبقري والمبدع , منها اغنية ( شقدملك هدية بعيد ميلادك ياحبي ) واغنية ( تصبح على خير ) واغنية ( احبك وحب كلمن ايحبك ) ومعظم اغانيه هي من كلمات الشاعر جبوري النجار .

لقد ذكره الناقد الفني سعاد الهرمزي في مقال له نشر في مجلة الاذاعة والتلفزيون العراقية جاء فيها :

( الفنان ناظم نعيم , عازف وفنان محافظ , وقياسا لهذا الوصف , فهو عازف جيد جدا , يملك قدرا كبيرا من الحرص الفني , وقد اهلته معرفته بالمقامات العراقية لتحتل صدارته بين عازفي الكمان , فهو يعد من الملحنين العراقيين الاوائل الذين اغنو الاغنية العراقية بعطاء وفير لا يمكن للمنصف الا ان يقدر هذا العطاء ويحترمه ) .

في المؤتمر الموسيقي والذي عقد في القاهرة عام 1932 , وجهت دعوة للعراق للمشاركة فيه , فكلف الفنان محمد القبانجي بتشكيلها وبرئاستها , ومنهم كان الفنان ناظم نعيم احد اعضائها , هذا الفنان العبقري الاصيل ناظم نعيم , له اراء سديدة لمعظم الاصوات الغنائية العراقية , حيث يعبر عن رايه بالاستاذ المطرب محمد القبانجي قائلا : انه مدرسة فنية كبيرة , فهو فنان كبير وله مكانة في مسيرة المقام العراقي , حيث انه اول من غنى مقام اللامي , والذي انتشر فيما بعد في الدول العربية , حتى ان الموسيقار محمد عبد الوهاب اخذ من مقام اللامي اغنية ( ياللي زرعت البرتقال ) ولهذا فان المطرب القبانجي مطرب له تاثيرات فنية على الساحة الفنية العراقية والعربية , وله تاريخ حافل يفتخر به .

مما يؤسف له , ان زيارات الفنان الملحن ناظم نعيم الى القاهرة تعددت ولاسباب فنية متعلقة بلحن للسيدة كوكب الشرق ام كلثوم والتي وافقت عليه وتهيأت لاجراء البروفات للعمل على تسجيله الا انها توفيت ولم يتحقق هذا الحلم , ولهذا ومع كل الاسف لم تسلط الصحافة المصرية على هذه الزيارات المتكررة للفنان ناظم نعيم ولا الغرض من زيارته المتكررة .

واما عن الفنانة عفيفة اسكندر , قال عنها انها فنانة عراقية واصيلة , تحترم فنها ومثقفة ثقافة عربية كونها تهوى قراءة الاشعار وتتغنى بالقصائد الشعرية لمعظم الشعراء ولا سيما ممن اختارت لقصائدهم غنوة لها وغنتها مثل اغنية ( قيل لي قد تبدل ) , وعن المطربة مائدة نزهت قال انها فنانة خاتمة المطربات في سفر الغناء العراقي , حيث غنت له اغاني منها ( عاشكين – والروح محتارة ) --- الخ ,

هذا الملحن القدير والذي يملك حسا مرهفا , وخبرة بالاصوات الغنائية كلف على الاشراف والتدريب لفرقة الانشاد العراقية , واعطاها من الحانه العديد من الاغاني منها ( ريحة الورد ولون العنبر ) التي غناها المطرب المتالق سفير الاغنية العراقية الفنان ناظم الغزالي , واغنية ( نوبة مخمرة ونوبة مغشايا ) , واغنية ( احبك ) حيث بدأت الفرقة مرحلة جديدة عام 1976 , والتي اكتسبت من ثقافته ملكة ثقافيا زادتهم اجتهادا في كيفية الاداء والغناء ومن خلال محاضرات في مجال الموسيقى والغناء والمقام العراقي.

ان ناظم نعيم ملحنا قديرا ومتمكنا من ثقافته وخبرته , وملكته الثقافية وخبرته مع انواع الاصوات للمطربات وللمطربين , ولهذا كان يعطي لكل صوت مستحقاته اللحنية , فلقد غنت الفنانة احلام وهبي من الحانه عدة اغاني منها (الله الله من عيونك ) واغنية ( هاي من الله قسمتي ) والتي قالت عنه : ( ان للملحن الاستاذ ناظم نعيم الحانا اصيلة وتراثية نابعة من البيئة الغدادية الاصيلة والتي تتعايش مع المعجبين تعايشا وجدانيا وعاطفيا , لانها نابعة من البيئة البغدادية الاصيلة , وتعيش معه الى الابد .

هذا الملحن المتالق والذي غنت اغانيه مطربات عربيات ومنهن المطربة اللبنانية انصاف منير اغنية ( انا مو بيدي اهلي مايرضون ) وذالك عام 1955 , اضافة الى هذا فلقد صدحت حنجرة المطرب صلاح عبد الغفور باغنية من الحانه (البغدادية ) , هذه الاغنية كانت مفتاح تالق الفنان صلاح عبد الغفور ودخوله الى عالم الغناء البغدادي الاصيل , حيث انتقل من خلالها الى مصاف المطربين العراقيين المتالقين صوتا وطربا , فقد قال الملحن ناظم نعيم عن صوت المطرب صلاح , بانه يمتاز بصوت بغدادي جميل واحساس مرهف باداء الالحان , ليضيف من ادائه جمالا ورونقا , يطرب اذن المستمع , اضافة الى هذا لقد انبهر صلاح عبد الغفور بهذا اللحن والذي قال عن الملحن ناظم نعيم : هذا الملحن العملاق فتح لي باب الطرب الجميل ومن خلال دراسته لصوتي واعطائي اللحن المناسب , فكان السبب في نجاحي في اداء هذه الاغنية والتي اشتهرت على نطاق واسع , وحضيت على اعجاب الجماهير .

لقد سئل الملحن ناظم نعيم عن الاصوات المحببة الى قلبه , فجاء رده : احب المقام بصوت الفنان العراقي فؤاد سالم واعتبرة من احد اقطاب المقام العراقي , وبالمقابل قال الفنان فؤاد سالم عن الفنان ناظم نعيم : انه من رعيل الخط الاول في العزف على الة الكمان , وهذا باعتراف الحسناوي , حيث سئل في احدى لقاءاته التلفزيونية في الكويت , من غيرك من عازفي الكمان في الوطن العربي , فاجابهم الفنان ناظم نعيم في العراق , وعبود عبد العال في لبنان , اضافة الى انه يعتبر شيخ الملحنين , وهذه حقيقة لا مجال عن اغفالها ,وللحقيقة وللتاريخ الذي لا يغفل عن ذكره اي انسان , ان لولا ناظم نعيم لما كان ناظم الغزالي , لان هذا الملحن العبقري والذي هاجر الى اميركا واستقر فيها , قد ظلمه التاريخ ولا سيما في العراق وكما ظلم العديد من الفنانين والذين اجبروا على الهجرة عن اوطانهم , لاسباب عدة, ولهذا حبذوا الهجرة الى خارج الوطن والعمل على نشر ما انتجته عبقريتهم من الالحان والاعمال الفنية ونشرها في الخارج , والتواصل بالعمل على انتاجات ثمار ابداعاتهم في المهجر والذين لاقوا تشجيعا ودعما معنويا وماديا من قبل المسؤولين هناك وكما هو الحال مع الفنان ناظم نعيم .

لقد ابدع المطرب ناظم الغزالي باغنية ( احبك واحب كلمن ايحبك ) حيث لاقت نجاحا باهرا وواسعا , هذه الاغنية والتي لحنها ناظم نعيم بحرفية عبرت عن عبقريته في اللحن حين مزج الالات الغربية ومع الالات الشرقية وبتوزيع فني اكاديمي , اضافة الى ادائه المتميز والذي قال عنه ناظم نعيم : ( وجدت في صوت ناظم الغزالي الميل العجيب لقراءة المقام العراقي , عندما سمعته يؤدي مقام الحويزاوي , عندها بدات اعطي له الحاني فكانت اغنية ( بالهوى نبقى سوية ) وهي من كلمات عبد الكريم العلاف .

لقد تعاون الملحن ناظم نعيم في عام 1950مع شركة تسجيلات اسطوانات جقماقجي , حيث عرف عن هذا الملحن بان الحانه متميزة ونابعة من التراث البغدادي ومن البيئة التي احتضنته وتاثر بها , ولهذا جائت اغانيه بروحية اعجبت المستمع البغدادي اضافة الى المعنيين بمثل هذا اللون من الغناء والالحان الاصيلة , فجاء تكليف الفنان جميل بشير للملحن ناظم نعيم بالتعاون مع تسجيلات اسطوانات جقماقجي على تسجيل انتاجاته اللحنية عندهم , والذي من شدة حرصه , كان يحضر بنفسه ويشرف على تسجيل الحانه في ستوديوهات جميل بشير وجقماقجي ومن خلال اغنية ( احبك ) والذي شارك الفنان جميل بشير بالعزف مع الفرقة الموسيقية في التسجيل لهذه الاغنية , والتي كانت من كلمات الشاعر الغنائي ابراهيم وفي .

في بداية الستينيات , اتفق ناظم نعيم مع الغزالي بتشكيل فرقة موسيقية حديثة متكونة من الالات الشرقية والغربية سميت بفرقة ناظم نعيم , وقد كان اول لحن وبتوزيع اوكسترالي هو لاغنية ( مروا عليا الحلوين ) كلمات زاهد محمد والتوزيع الموسيقي للاستاذ فرح دخيل من لبنان , ومن هذا المنطلق بدات شهرة ناظم الغزالي في اوائل الستينات خاصة بعد حفلة الكويت ولبنان , ويقول الفنان ناظم نعيم في حديث له عن طريق احدى وسائل الاعلام : ( بعد وفاة الفنان ناظم الغزالي , وبصفتي ملحنا لمعظم اغانيه , تنازلت عن حقي من اجل تسجيل اغاني المرحوم على الاسطوانات فقط , ونظرا لنجاح فرقة نعيم الموسيقية عين الملحن مشرفا ومسؤولا على الفرقة الموسيقية للاذاعة والتلفزيون , حيث ابلغه بذالك الفنان الكبير عبد الكريم بدر عازف الكمان المشهور في الفرقة الموسيقية في الاذاعة , , فبعد استلام ناظم نعيم مسؤولية الفرقة الموسيقية ادخل عليها تحسينات زادت من رونقة اعمالها التسجيلية , حينما عمل على اشرك الالات الغربية مع الشرقية ومشاركة الكورال ( الكورس ) في الفرقة .

يقول الفنان ناظم نعيم في حديث له وعن طريق احدى الوسائط الاعلامية قائلا : تمت دعوتنا الى الكويت في ذكرى العيد الوطني الكويتي انا وناظم الغزالي , عندها كان في بداية سلالم شهرته الى النجومية , وقد شارك في الحفل الغنائي والذي كان قد حضره الفنان الموسيقار فريد الاطرش والمطربة نجاة الصغيرة , وشريفة فاضل , ومعنا كانت ايضا الفنانة احلام وهبي , اضافة الى الفنان المبدع المرحوم وديع الصافي , في هذه الحفلة ابدى ناظم الغزالي مهاراته الغنائية وقد ابدع في ذالك بحيث عجت القاعة بالتصفيق اعجابا بصوته وغنائه حينما غنى اغنيته الشهيرة ( عيرتني بالشيب وهو وقار , ليتها عيرتني بما هو عار --- ) واغنية ( احبك ) واغنية ( طالعة من بيت ابوها ) وبعد انتهائه من وصلته الغنائية صفق له الموسيقار فريد الاطرش اعجابا به .

بعد النجاح التي حققته فرقة ناظم نعيم ومن خلال عروضها على شاشة التلفزيون العراقي , وكذالك مرحلة وصول الفنان ناظم الغزالي الى الشهرة والنجومية العراقية والعربية , وبعد حفلات الكويت في عام 1960 , تلقى الفنان ناظم نعيم دعوة من بيروت والتي مهدها للمطرب ناظم الغزالي في ملهى طانيوس , عندها اجرى مع المتعهد المكاتبات اللازمة بهذا الخصوص , وكان باصطحابه عازف الناي المرحوم خضر الياس والذي يعتبر اليد اليمنى لناظم الغزالي , وكذالك الفنان حسين عبدالله , اضافة الى الاستعانة بعازفي الملهى نفسه , بعد وصولهم الى لبنان ومعهم السيدة سليمة مراد , عندها قامت الفرقة باحياء الحفلات الجميلة والتي تركت الاثر الكبير لدى الجمهور اللبناني , ونظرا لنجاح هذه الحفلات , دخل الفنان ناظم الغزالي الى ابواب السينما في لبنان , حيث طلب منه الفنان محمد سلمان الاشتراك معهم في فيلم ( ياسلام على الحب ) .

قال الناقد الموسيقي سعاد الهرمزي : ( لقد حقق الفنان الراحل ناظم الغزالي نجاحا باهرا , وانما لم يكن هذا النجاح من صنعه فقط , بل شاركه في صنعه الملحن العبقري ناظم نعيم , والذي دفعت نصائحه والحانه القيمة الى نجاح الفنان ناظم الغزالي , فالفنان ناظم نعيم كان فنانا بحق , حيث كان هذا الملحن سندا للمطرب ناظم الغزالي , والذي كان صوته يفتقد للقرار , انما الملحن ناظم نعيم كان السند له في تخطي هذه العقبة ومن خلال الالحان التي كان يقدمها له وتذليل العقبات والمتاعب من امامه , فاثمر هذا الجهد والتعاون عن الحان متميزة لناظم نعيم , والاغاني الشجية للفنان ناظم الغزالي .

قال المؤلف الغنائي جبوري النجار مؤلف اغاني الفنان ناظم الغزالي في كتاب ( ناظم الغزالي ) والصادر في بغداد من تاليف حسن سعيد الرماحي , والذي التقى شخصيا بكاتب كلمات الغزالي المرحوم جبوري النجار قبل وفاته ( بان كلمات الغزالي بنسبة 95 بالمئة قد كتبت بيده , , اما عن التلحين , فقد شهد بان الفنان ناظم نعيم قد لحن معظم اغاني الغزالي وعن علاقة ناظم الغزالي بالمطربة سليمة مراد والملقبة ( سليمة باشا ) , انها كانت قد التقت به عام 1952 في مسكن احدى العوائل البغدادية , وجمعتهما الصدفة .

لقد لحن الفنان ناظم نعيم للمطربة سليمة باشا اغنية (نوبة مخمرة ونوبة مغشايا ) واغنية ( هلو يانور عيني) , واغنية ( من علمك ترمي السهم بعيونك ) ,وقد كان من المقرر بعد عودتهم من اوربا تسجيل وتصوير هذه الاغاني في بغداد , انما الغزالي بعد عودته كان متعبا تعبا شديدا , حيث اتصل باحد اصدقائه والذين قاموا بدورهم بعرضه على الاطباء , ولكنهم لم يتمكنوا من انتشاله من الموت , , حيث لفظ انفاسه الاخيرة في يوم الاثنين المصادف 21 – تشرين الاول – عام 1963 وفي تمام الساعة العاشرة والنصف , حيث قام تلفزيون العراق بتصوير تشييعه .

لقد عبر الفنان الملحن ناظم نعيم عن وفاة المرحوم ناظم الغزالي قائلا : ( ان موت الغزالي اصابني في الصميم , حيث انني شعرت في حينها , بان الحياة قد تخلت عني , لان الحياة هي عبارة عن عشرة ) لقد لحن ناظم نعيم العديد من الاغاني للعديد من المطربات والمطربين ومنهم :

ناظم الغزالي -- اغنية احبك , وطالعه من بيت ابوها , وما ارده الغلوبي ,فوك النخل , يم العيون السود , مرو عليا الحلوين --- الخ .

احلام وهبي – هاي من الله قسمتي , عندي هدية للولف وردة , الله الله من عيونك – الخ .

مائدة نزهت – الروح محتارة , كالو الحلو , يامسيرين البلم .

وكذالك لحن لفؤاد سالم , وسعدي البياتي , وسليمة مراد , وعفيفة اسكندر , وصلاح عبد الغفور ( الحلوة يالبغدادية ) ونرجس شوقي , وانصاف منير , ووحيدة خليل .

واخيرا هاجر ناظم نعيم الملحن العبقري , والتي مازالت الحانه تعيش في وجدان المواطن العراقي والعربي معا , كما هاجر من قبله ولاحقا العديد من الفنانين والذين كتبوا في سجل صفحاتهم ومسيرة حياتهم الفنية واعمالا تذكرنا بهم حتى وان كانوا بعيدين عن الوطن , وانما ما زالوا يعيشون في قلوب عشاقهم , ومنهم هذا الملحن العبقري ناظم نعيم , والذي هاجر واستقر به المقام في امريكا بين عشاقه من العراقيين والعرب.