عندما أصبحت وزارة الصحة مديرية عامة1922 ـــ 1952

Monday 9th of August 2021 01:09:35 AM ,
4998 (ذاكرة عراقية)
ذاكرة عراقية ,

د. حيدر حميد

مع قيام الحكم الوطني في البلاد، وتشكيل أول وزارة بعد تتويج الملك فيصل الأول في 23 آب 1921، كانت حصة الصحة أن أصبحت وزارة قائمة بذاتها، وقد عين الدكتور حنا خياط، أول وزير صحة في العراق. والدكتور حنا خياط (1884-1959) طبيب من رجال الإدارة في العراق. ولد في الموصل، حاز على بكالوريوس في العلوم والآداب من الجامعة الفرنسية عام 1913، وعلى دبلوم الطب من جامعة باريس واستانبول.

وكان في أثناء الحرب العالمية الأولى نائباً لرئيس “جمعية الهلال الأحمر « في الموصل، ورئيساً للمستشفيات الملكية فيها بين عامين 1914 – 1919. التحق بالأمير فيصل في دمشق. عين أول وزير للصحة بعد قيام الحكم الملكي، فمديراً عاماً لمديرية الصحة العامة، فمديراً عاماً في وزارة الخارجية فمفتشاً عاماً للصحة، فمديراً للمستشفى الملكي، وعميداً للكلية الطبية الملكية.

إلا أن الأزمة المالية التي سادت البلاد بين عامي 1921 و 1922 قادت إلى إلغاء وزارة الصحة في الثامن من حزيران 1922 . وأصبحت مديرية عامة عرفت باسم “ مديرية الصحة العامة « وألحقت بوزارة الداخلية. وفي الوقت نفسه أًُسّست « مفتشية الصحة العامة «. وبقيت مديرية الصحة مرتبطة بوزارة الداخلية حتى عام 1939 عندما فك ارتباطها بها وألحقت بوزارة الشؤون الاجتماعية المستحدثة، وبقي الأمر على هذه الحال حتى عام 1952، حيث تم تشكيل وزارة الصحة في تلك السنة. وقد رأس مديرية الصحة العامة آنذاك موظف (طبيب) يحمل درجة مدير عام يقوم بواجباته على وفق أحكام القوانين والأنظمة المرعية، والتعليمات التي يصدرها وزير الداخلية ومن بعده وزير الشؤون الاجتماعية. وكانت المديرية المذكورة تتألف في أواخر عام 1951 من الدوائر الآتية:

أ- ديوان مديرية الصحة العامة: ويتألف من المديريات والشعب الآتية:

1 - مديرية الطب الواقي والاجتماعي: تنحصر أعمالها في درس الأمراض المتوطنة والوبائية ووضع المناهج لمكافحتها. والنظر في أمور الحج والحجاج ونقل الجنائز الأجنبية، وفي الاهتمام بالمحاجر الصحية والأمراض التناسلية والأمراض الصدرية، وتنسيق أعمال الأمور الإحصائية من الناحية الفنية.

2 - مديرية الطب العلاجي: تنحصر أعمالها بإدارة المستشفيات والمستوصفات ورعاية شؤون الصيدليات والمذاخر الطبية، ورسم الخطط اللازمة لرفع مستواها العلاجي. وكذلك الإشراف على المعاهد الفنية كالمعهد الباثولوجي والمعهد البكتريولوجي ومعهد الطب العدلي ومعهد الأشعة والمختبر الكيماوي ومعهد الأمراض المتوطنة. وقد عين في كل معهد من المعاهد المذكورة آنفاً طبيب اختصاص، ويكون مدير المعهد مسؤولاً أمام المديرية المذكورة عن شؤون المعهد الفنية والإدارية والمالية كافة، ويعد مدير المعهد مستشاراً للمديرية العامة في القضايا المتعلقة مباشرة بمعهده.

3 - مديرية التفتيش: يقوم على إدارتها مدير وتنحصر أعمالها في تفتيش المؤسسات الصحية الحكومية والأهلية في العراق كافة.

4 - مديرية الإحصاء: وتتمثل مهماتها في تنسيق الأعمال الإحصائية الصحية منها والحياتية.

5 - شعبة الترجمة: يرأسها ملاحظ يقوم على شؤون الترجمة من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية وبالعكس.

6 - شعبة شؤون التمريض: ترأسها ممرضة تشرف على شؤون الممرضات في المؤسسات الصحية.

7 - شعبة الحسابات: يرأسها ملاحظ تنحصر مهمته برعاية الشؤون الحسابية بمقتضى القوانين والأنظمة والتعليمات.

8 - شعبة الذاتية: يرأسها ملاحظ يتابع الشؤون المتعلقة بموظفي مديرية الصحة العامة ومستخدميها كافة.

9 - شعبة التسجيل: يتولى شؤونها ملاحظ يعمل على تسجيل الأطباء الجدد بحسب تعليمات خاصة وتجديد أجازات ذوي المهن الطبية سنوياً.

10 - شعبة الرسائل: وكان يرأسها ملاحظ ويقوم بما يوكل إليه من الأعمال الكتابية.

11 - شعبة الأوراق: ويقوم بأعمالها ملاحظ تتحدد مهمته بتقديم المخابرات للمديريات كافة إلى مراجعها.

ب- إدارة صحة الألوية: قسم العراق إدارياً في تلك المرحلة إلى أربعة عشر لواءً في كل لواء منها رئيس صحة يكون مسؤولاً عن لوائه من ناحية الخدمات الصحية، فضلاً عن أربع طبابات صحية في ألوية بغداد والبصرة والموصل وكركوك وكان يشرف على كل واحد منها طبيب يساعد رئيس صحة اللواء ما عدا طبابة بغداد (مديرية صحة العاصمة)، فأنها ترتبط بمديرية الصحة العامة مباشرة وليس لها علاقة برئاسة صحة لواء بغداد. وكان يمثل رئيس صحة اللواء في القضاء الطبيب المركزي، وفي الناحية الموظف الصحي أو المضمد. وفي كثير من الأحيان كان يعاني رؤوساء الصحة في هذه المرحلة على الأقل من الروتين الممل، فلم تكن الكثير من طلباتهم تجد لها آذاناً مصغية من المركز في بغداد، وقلما كان “يسهر أحدهم على مكافحة الأمراض المتوطنة “.

إزاء ذلك أصبح من الطبيعي أن تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ تطور الإدارة الصحية في العراق، ولاسيما بعد التوسع الذي طرأ عليها وعلى نشاطها، وتزامن ذلك مع التحسس المالي للدولة بعد العام 1952، الأمر الذي مكنه من تخصيص مبالغ أكبر من ميزانية الدولة للشؤون الصحية، فكان لا بد من استحداث وزارة قائمة بنفسها تكون مسؤولة عن المؤسسات الصحية، وتتفرغ لإدارتها، وتعمل على رفع مستواها من الناحيتين الفنية والإدارية. وعلى هذا الأساس استحدثت وزارة الصحة بموجب القانون رقم (28) لسنة 1952 ، وأصبح عبد الرحمن جودت أول وزير للصحة بعد إعادة تشكيليها، وكان ذلك في عهد وزارة مصطفى العمري(12 تموز -21 تشرين الثاني 1952). وكان استحداث وزارة للصحة إجراءاً موفقاً.

عن رسالة ((االأوضاع الصحية في العراق 1945- 1958))