من عامل نسيج الى أروقة الاذاعة والتلفزيون..هل تذكرون الفنان عبدالصاحب شرّاد ..؟

Sunday 15th of August 2021 10:58:36 PM ,
5003 (ذاكرة عراقية)
ذاكرة عراقية ,

يحيى ادريس

في اوائل عام 1952 انطلق من الاذاعة صوت غنائي ريفي جديد.. صوت لشاب تميز بجمال صوته الطروب وطابعه الريفي الخاص.. انه المطرب عبدالصاحب شراد الذي اصبح في ما بعد من المع مطربي الغناء الريفي فهو مطرب اذاعي وتلفزيوني ناجح وقد التقته مجلة الاذاعة والتلفزيون حيث حدثنا هذا المطرب الفنان.. عن الموسيقى والغناء..

وعن الاغنية الريفية وضرورة تطويرها.. وعن قصة دخوله للاذاعة وكيف عارض حينذاك حضيري ابو عزيز المطرب الريفي المعروف قبوله كمطرب..

وفي ما يلي نص الحديث ننقله الى القراء الاعزاء.. *ماذا كنت تفعل قبل ان تصبح مطربا اذاعيا؟

-لقد كنت وما ازال اعمل عاملا في شركة الغزل والنسيج العراقية.. فقد بدأت في هذه الشركة كعامل واصبحت الان برادا في شعبة النسيج.

*وكيف اتجهت الى الغناء كمطرب في الاذاعة؟.

-اقامت شركة الغزل والنسيج في مطلع عام 1952 حفلة ترفيهية لعمال المصنع برعاية الاستاذ اديب الجادر وزير الصناعة اليوم والذي كان انذاك مديرا عاما للشركة..ورشح بعض العمال ليقوموا بالتمثيل والغناء وكنت واحدا من بين اولئك المغنين.. وفي تلك الحفلة غنيت اول مرة امام جمهور كبير من العمال واصدقائهم وكان بعض المطربين والمطربات الاذاعيين مدعوين الى تلك الحفلة منهم المطربة راوية وكبير المذيعين يومذاك محمد علي كريم. وكان احد المصريين هو السيد عبدالرحمن المصري الذي سمعني فشجعني كثيرا وقال لي بعد الحفلة: -صاحب ان صوتك جميل جدا وصالح للاذاعة.. فلماذا لاتغني؟ وكان قوله هذا خير مشجع لي.. وقدمت لي بعد الحفلة هدية وهي كاس فضية قدمها لي سيادة الجادر المدير العام تقديرا لمساهمتي في تلك الحفلة التي ظهرت فيها موهبتي كمطرب ريفي جديد وفعلا تقدمت الى الاذاعة للعمل كمطرب فيها في نفس العام ووافقت لجنة القبول باغلبية الاصوات، باربعة اصوات مقابل صوت واحد هو صوت حضيري ابو عزيز العضو الوحيد الذي عارض في قبولي كمطرب.. غير ان رأي الاغلبية قرر اعتباري مطربا اذاعيا وفعلا خصصت لي ثلاث حفلات غنائية حية في كل شهر.

*وهل استمررت منذ ذلك اليوم بالعمل في الاذاعة ولم تنقطع عنها؟

-استمررت ولكن الى عام 1954 وكنت قد اصبحت مطربا لامعا من مطربي الغناء الريفي المعروفين وهذا العام بالذات 1954 فجأة قلصت حفلاتي الغنائية من ثلاث حفلات الى حفلتين واحيانا حفلة واحدة في الشهر فقررت ان اترك الغناء في الاذاعة احتجاجا على تقليص حفلاتي وفعلا تركت الغناء في شهر ايلول 1954. *ومتى عدت الى الغناء في الاذاعة؟

-عدت الى الغناء عندما قامت ثورة 14 تموز 1958 بناء على رغبة الجمهور والمسؤولين الثوريين الواعين الذين كانوا يعملون في الاذاعة ولازلت اغني الى اليوم وجمهوري يتزايد يوما بعد يوم. كما غنيت من التلفزيون بناءا على رغبة المدير العام انذاك- المقدم عبدالستار رشيد ، وفعلا بدأت اغني في ركن الريف.. ثم انتقلت الى تقديم حفلات غنائية في كل شهر اربع حفلات بمصاحبة فرقة التلفزيون الموسيقية وبقيت اغني لمدة ثلاث سنوات حتى ان بعض زملائي من مطربي الغناء الريفي احتجوا وقدموا عرائض الى المسؤولين يقولون فيها: *لماذا يختص عبدالصاحب شراد وحده بالفرقة الموسيقية؟ ولهذا قرر المسؤولون على قسم البرامج في عام 1963 ان اعود واغني في برنامج ركن الريف لمدة قصيرة اعود بعدها الى تقديم حفلاتي بمصاحبة الفرقة الموسيقية ولكن لم يتحقق لي ذلك فلذلك عدت من جديد وقدمت طلبا جديدا اطلب اعادة حفلاتي بمصاحبة الفرقة الموسيقية. *ولماذا تصر على ان تؤدي اغانيك الريفية بمصاحبة الفرقة الموسيقية؟.

-انني في الواقع عندما اغني الاغاني الريفية بمصاحبة الفرقة الموسيقية ارغب في ان ابعث شيئا في روح الاغنية الريفية او اريد ان انقلها من البدائية والرتابة التي هي فيها الى مرحلة جديدة متطورة ولكن تقدم في مستوى فني يكون للموسيقى فيها نصيب.. وهذا ما ارجو من المسؤولين في مديرية برامج الموسيقى ان يحققوه لي من اجل ان تقدم الاغنية في اطار جديد يتلاءم والعصر الذي نعيش فيه.

*هل لك تسجيلات خاصة (اي اسطوانات)؟

-لقد سجلت خمس اسطوانات لحساب تسجيلات جقماقجي في اواخر عام 1963 وهي: 1-سفرتكم لتطولوها. 2-تتندم علي بعدين تندم. 3-ارد انشد من اهل الهوى. 4-ذبي العباية. 5-عجيبة ياحلو. وسجلت 13 اغنية لحساب شركة بايزيدفون- وهي شركة كويتية في عام 1964 وسجلت اخيرا خمس اغان جديدة لشركة بشير فون- وهناك عقود لاغان اخرى جديدة. وتذيع لي جميع محطات الاذاعة العربية اغان عديدة وانا شخصيا لم اسجلها لحساب الاذاعات ولكن ربما كانت الاذاعات قد حصلت عليها عن طريق اسطواناتي التي سجلتها لشركات التسجيل.

*ما آخر اغنية جديدة سجلتها للاذاعة؟.

-آخر اغنية جديدة سجلتها للاذاعة من كلمات حسن الشاطي والحان الفنان محمد عبدالمحسن ويقول مطلعها: من ايدك يولفي راح انساك

ما اريدك بعد ما احجي وياك

جزت من المحبة العلى دوم صعبة

اعوفك بعد ما يهمني فركاك *

تفضل الغناء في الاذاعة ام امام الجمهور؟.

-انني افضل الغناء امام الجمهور لانه يتجاوب معي ويشجعني.

*لماذا لا تدرس الموسيقى لكي تساعدك على رفع مستوى اغانيك؟.

-فعلا بدأت اتدرب على العود لكي يساعدني في تلحين الاغاني.

م . الاذاعة والتلفزيون 1977