مات في غربته الاضطرارية..فنانون: عمانؤيل رسام ذاكرة التلفزيون العراقي

Wednesday 8th of September 2021 09:13:45 PM ,
5020 (عراقيون)
عراقيون ,

عبد الجبار العتابي

والراحل من مواليد مدينة ام الربيعين (الموصل) يوم 7 / 7 /1940،عاش وسط عائلة روحية كان من بين افرادها الاب الخوري افرام رسام رحمه الله الذي عمل مدرسا لمادة الدين في مدرسة المنذرية الابتدائية ،والتحق عمو بمعهد الفنون الجميلة عام 1957،

وعند تخرجه في 1961صدر قرارا بتعيينه معلماً في الموصل، لكنه رفض الوظيفة رغبةً منه في العمل في مجال الفن ولأجل تحقيق حلمه التحقَ بأكاديمية الفنون الجميلة وتخرج فيها عام 1964،وفور تخرجه تم استدعائه للخدمة العسكرية الالزامية كضابط احتياط برتبة ملازم ثاني، وقضى خدمته العسكرية في اذاعة القوات المسلحة (التوجيه المعنوي)، و تسرح من الخدمة عام 1966

اخرج الفنان عمانوئيل رسام الذي عرف باسمه المختصر بالحروف الثلاثة ( ع ن ر ) الكثير من الاعمال الفنية واشهرها مساهمته في اخراج مسلسل (تحت موس الحلاق )،ومن المناصب التي شغلها عما نوئيل رسام رئيس قسم الدراما في التلفزيون 1979 كما انه احد مؤسسي شركة بابل للانتاج السينمائي والتلفزيوني، وكذلك شركة عشتار، وشغل منصبَ المدير المفوض لشركة بابل للإنتاج التلفزيوني ( قطاع مختلط ) وأسس شركة عشتار للإنتاج التلفزيوني ، كان الراحل ذي خُلق عال وتواضع ،بعدها هاجر الى كندا ليعيش بقية حياته هناك

من اعماله التي لها بصمات في الذاكرة : فتاة في العشرين،تحت موس الحلاق، حرب البسوس،حكايات الايام العصيبة،تمثيلية البوم الذكريات، قام ببطولتها و كان مايزال طالباً في المعهد، و هي تدور حول حياته الشخصية.تمثيلية ليطة، بطولة يوسف العاني.تمثيلية لو،التي لم تعرض لأسباب سياسية

ونعاه العديد من الفنانين منهم الفنان مقداد عبد الرضا بقوله : الفجر الباسل ينتصر دائما ،الفجر الباسل يذبح الاسئلة ،وداعا ابا عبير ،وداعا عمانؤيل رسام ،ليس الرب من ابعدك ،هي البلاد العصية , البلاد الجفاف ،لترقد بسلام , لاهلك الصبر ولروحك السلام والطمأنينة

ونعاه الملحن الكبير كوكب حمزة بقوله: عمانؤيل فناننا و مبدعنا الجميل لروحك السلام وستبقى مثلا للخلق الرفيع و الطيبة و التواضع و العطاء المميز. وداعا ايها الرائع,وداعا ايها النبيل.

كما نعته الفنانة الكبرة سيتا هاكوبيان بقولها :حين دخلت ستوديو التلفزيون لأول مرة لأقدم اغنية “الوهم” مع الفرقة البصرية من ألحان الفنان حميد البصري وشعر كبيرتنا نازك الملائكة في برنامج (الوجوه الجديدة)، كان المخرج هو (ع. ن. ر.)، ثم تابعني حين سجلتها للأذاعة وأخرجها تلفزيونيا فكان اول مخرج في حياتي الفنية، احتضنني كأب وأصبح ابي الروحي منذ ذلك الوقت، ثم تتالت الاعمال حتى عام ١٩٨٤ حين عملت معه كمخرجة مساعدة في مسلسل (الأيام العصيبة)، وأخرجت الكثير من الاعمال لشركته ( عشتار).

واضافت :عمانوئيل رسّام الفنان الكبيرالذي ترك بصمة كبيرة في الأخراج التلفزيوني سواء للدراما او المنوعات في تلفزيون بغداد، العمل الأهم والذي لن ينساه العراقيون هو مسلسل (تحت موس الحلاق).

وتابعت :خَر لقاء بيننا كان في الأسبوع الماضي في المهرجان العراقي الكندي حيث كنّا ضيوف شرف في هذا المحفل العراقي الجميل.وداعا ( عمو عمو) أيها الفنان القدير صاحب القلب الكبير الذي لا يكّن للناس الا المحبة.

اما الفنانة الشابة نوفا عماد بهجت فقالت عنه: وداعا عمو عمو،منذ اللحظة التي سمعت فيها خبر وفاة الاستاذ الكبير ، المخرج “عمانوئيل رسام” ، وشريط الذكريات لا يتوقف في راسي. عرفه الناس ب “ع. ن. ر” ، او استاذ عمو (تصغيرا لاسم عمانوئيل) ، لكني عرفته كـ (عمو عمو) ، هذا الرجل العظيم الذي لا تفارق البسمة محياه ، الذي كان يجلس معي واختي وابنته رنا التي كانت زميلتي في الدراسة في غرفة التخطيط في شركة عشتار ويسألنا عن يومنا المدرسي الذي غالبا ما ينتهي ونحن نؤدي الواجبات المدرسية في مكتبه. كبرنا ، وتغربنا وجمعتنا الاقدار في كندا ، وكبرت طموحاتنا ولم يتوقف “عمو عمو” عن السؤال عني انا واختي وتشجيعنا في كل خطوة،

االفنان محسن العزاوي الذي فوجئ بهذا النبأ حين تحدثنا إليه، ليستذكر تعاونه مع الراحل في مجال المسرح قائلاً “ كانت هنالك تجارب عديدة تجمعني بالراحل عمانؤيل رسام في مجال المسرح، وعلى مستويات عالية، وهو من الأوائل الذين تبنوا عمل الانتاج المسرحي، بسبب غياب الجمهور، محاولة منه جذب الجمهور العراقي إلى المسرح.»

وعن مُنجزه الدرامي يذكر العزاوي “ أن ما يميز رسام في اشتغالاته الدرامية هي خطاه، لقد خطا خُطى المخرجين الباحثين عن التاريخ، فأنجز عدداً من الاعمال التاريخية خاصةً تلك التي تتحدث في مجال اللغة والتاريخ.»

ولا تغيب روحية الراحل خلال الحديث عنه فيذكر العزاوي أن “ الراحل كان متساهلاً، متواضعاً سهل العلاقة مع الفنانين وقريباً منهم وخصوصاً فناني الستينيات من القرن الماضي.»

لم يبرز الراحل فقط في المجال الفني، بل كان إدارياً ممتازاً وهذا ما أكده العزاوي ذاكراً “ شغل رسام مواقع ادارية ناجحة مثل إدارته لشركة بابل للانتاج التلفزيوني والسينمائي وكان جاداً مجتهداً في عمله وأميناً فيه، حيث أصبحت الشركة في وضع مالي مميز وخاصة في تقديم المسلسلات إلى الدول العربية مثل دول الخليج وتونس والاردن وبذلك استطاع الرسام فتح آفاق جديدة أمام الممثل العراقي في توظيف كفاءته اللغوية والأدائية.»

عمانؤيل رسام الأب الروحي لكثير من الفنانين العراقيين، بل هو مكتشف المواهب الشابة وداعمها، هذا ما أكده الفنان العراقي كريم محسن، الذي إستقبل النبأ بألم شديد قائلاً “ أُعزي الوسط الفني بمجمله برحيل المخرج الكبير عمانؤيل رسام، كما أُعزي عائلته، فالكل يذكر أعماله التي كانت من أهم الاعمال التي ساهمت بإنشاء دراما عراقية رصينة.” وأكد محسن قائلاً “عُرف الراحل بدعمه الكبير لجيل الشباب الذي أعدّ أنا واحداً منهم فكان يقف إلى جانب الموهبة التي يؤمن بها، وللرسام الفضل الكبير على الساحة الفنية العراقية.” الإبنة الروحية، تنعى رحيل عرابها ومكتشفها الأول، هكذا بدأت الفنانة شذى سالم بالحديث عن الراحل قائلة” خسارة كبيرة في الوسط الفني العراقي هذا النبأ.” وأشارت سالم “ أنا أنتمي لرسام بشكل كبير فهو أعطاني فرصة كبيرة في حياتي الفنية، في أهم مسلسل في تاريخ الدراما العراقية والذي لايزال مطبوعاً في ذاكرة المتلقي العراقي، وهو مسلسل “ فتاة في العشرين «

وأشارت سالم “ أن الراحل كان يعاملني كأب وليس كمخرج، في الأداء والعمل وكان صوته لا يُسمع ، بل كان يهمس حتى أثناء إعطائه الملاحظات للفنانين.” وعبّرت الفنانة شذى سالم عن مدى ألمها ذاكرة “ أنا أشعر بألم كبير برغم أن هذا الأمر مقدَّر لنا جميعاً، ولكني أكن للراحل كل المودة فهو مايزال في ذاكرة الانسان العراقي من خلال اعماله.»

صديقه في مسيرته وأعماله الفنان سامي قفطان عدّ الراحل مدرسة من المدارس الفنية الخالدة لما قدمه من عمل متميز وقال قفطان “ المدارس الفنية التي يدخلها التلاميذ متعددة الانواع، فهنالك مدرسة تنتهي ولا يبقى ذكرها، وأخرى تبقى في ذاكرة الناس من خلال أعمالها، ومدرسة الراحل عمانؤيل رسام مدرسة عظيمة تعلّم منها الكثيرون.” مؤكداً لي الشرف أن أكون واحداً من أؤلئك الذين تعلموا في هذه المدرسة التي ستبقى تعطي دروساً حتى بعد خسارة رئيسها ورائدها.” وأشار قفطان “ أن رسام صاحب فضل كبير على أغلب الفنانين وكذلك على الدراما العراقية من خلال ما قدم من أعمال كبيرة وخالدة.”