دراسة في مجموعة (زقاق الفئران) لنزار عباس

Wednesday 15th of September 2021 10:08:12 PM ,
5025 (عراقيون)
عراقيون ,

د. عبد الكريم السعيدي

نزار عباس قاص عراقي مقل ، ليس له إلا مجموعة قصصية واحدة بعنوان ( زقاق الفئران ) ، ينتمي هذا القاص إلى جيل الوجوديين العراقيين الذين ظهروا في ستينات القرن الماضي ، في ظل عصر مني فيه العرب بسلسة من الهزائم ، أفضت فيما أفضت ـ على المستوى الاجتماعي ـ إلى تبني المجتمعات لأفكار غريبة عنها ، كرد فعل عن واقعها المهزوم ، ونزار عباس لم ينل نصيبا من لدن النقد الأدبي عندنا ،

كثيرا ما كان أصدقاء نزار عباس يسألونه عن سبب تنقله بين الأنماط الأدبية المختلفة ، فقد جرب في بداية حياته الأدبية أنماطا أدبية متنوعة ، منها المقالة الأدبية وقصيدة النثر ، ثم استقر عند كتابة القصة القصيرة ، فكتب مجموعة يتيمة هي ( زقاق الفئران ) ،التي طبعت أول مرة في النجف الاشرف في عام 1972 بعشر قصص ، ثم طبعتها دار الشؤون الثقافية العامة في عام 1988 بتسع قصص ، نجد على غلاف المجموعة عبارة (الطبعة الأولى) ، وكان نزار عباس يجيبهم عن تساؤلهم هذا بقوله إن لا دخل للإخفاق أو الفشل في هذا ، إنما ذلك راجع إلى أني لم اكتشف نفسي بعد لحد الآن .

صنف النقاد نزار عباس ضمن كتاب المرحلة الانتقالية ( من الخمسينات إلى الستينات ) ، وبعبارة أخرى من مرحلة الواقعية إلى مرحلة الوجودية ، الأمر الذي جعله ضائعا، ويرى الدكتور عبد الإله احمد ـ انه ينتمي إلى جيل ضاع بين الخمسينات والستينات ، في حين قال عنه الدكتور علي جواد الطاهر انه من الوجوديين العراقيين ، لكن ذلك لم يمنع الناقد ياسين النصير من القول : انه من الجيل الذي كتب في الستينات بروح الخمسينات .

من الثابت أن عباس ينتمي إلى جيل ظهر في أواسط الخمسينات ( من مواليد 1934) ، وقد تأثرت كتابات هذا الجيل بالفكر الوجودي الذي اخذ يكتسح الساحة الثقافية ،بعد انتشار ترجمات كتابات أعلام هذا الفكر كسارتر والبير كامو ، ولاسيما روايته ( الغريب ) التي كان لها الأثر الكبير في حياة نزار الأدبية، وحمل نزار عباس مع حسين مردان ورشدي العامل وعبد الملك نوري وفؤاد التكرلي وغيرهم على عاتقهم أعباء تلك المرحلة ، وراحوا يكتبون في ضوء تأثرهم بالثقافة الوجودية التي تشبعوا بها،والتي حلت محل الواقعية نتيجة للتغيرات التي طرأت على المجتمعات العربية ، التي اتسمت بطابع التعقيد ، الأمر الذي جعل الواقع ضبابيا ، ولاسيما بعد تأكد الناس من استحالة تحقيق أحلام مجتمعاتهم الخضراء ، بعد سلسلة الهزائم التي مني العرب بها ، لذلك راح المثقفون يفكرون بخلاصهم الفردي بعد أن تأكد لهم استحالة خلاص المجتمع ،ونتيجة لهذه الأسباب وغيرها انتشرت الأفكار الماركسية والوجودية في تلك الفترة ، فراح فؤاد التكرلي ـ المغرم بالأجواء الشعبية في قصصه ـ استبطان شخصية الإنسان المثقف الواعي لما يجري من حوله ، وهو يحاول إيجاد الجواب عن سؤاله الوجودي الكبير ، ألا وهو معنى الوجود وقيمته . أما عبد الملك نوري المشهور بتكنيكه الخاص وكثافة معانيه وصل تأثره بالفكر الوجودي إلى الحد الذي وضع لأحدى قصص مجموعة ( نشيد الأرض ) ،عنوان(غثيان ) متأثرا بعنوان رواية سارتر الشهيرة ( الغثيان ) ، كما أن بطله إنسان مثقف يعي ما يدور حوله ، ولكنه يعاني الحساسية الشديدة اتجاه الآخرين ، وينظر إليهم بوصفهم أناسا متلصصين على حياته ووجوده ، وكل ذلك انسجاما مع مقولة سارتر الشهيرة ( الآخرون هم الجحيم ) .

من معاينة سريعة لتواريخ قصص مجموعة ( زقاق الفئران ) يتبن لنا أن القاص لم يؤرخ جميع قصصه ، إنما أرخ لبعضها فقط ، تواريخ تتراوح بين عام 1957 وعام 1971 ، أي أن أربع عشرة سنة قضاها القاص في كتابة هذه القصص ، وهي فترة ليست قصيرة ، فما هو السبب في ذلك ؟

يحاول الناقد فاضل ثامر تعليل ذلك ، فضلا عن ندرة نتاج الكاتب الإبداعي بالقول : إن نزار عباس لم يكن يلتفت لتجارب الآخرين مثل زملائه ، فهو لا ينظر إلى ما حوله كما يفعل أقرانه الذين راحوا يلتقطون من محيطهم تجارب إنسانية واجتماعية وشخصية ، بل وحتى إبداعية إذ راحوا يتعرفون على أساليب الكتابة الإبداعية من خلال النظر لما حولهم من تجارب ، لكن نزار عباس اكتفى بتجاربه الخاصة ، فهو يحيل عذاباته وأزماته الخاصة إلى حبر يخطه على الورق ، وبعارة أدق ، إن قصص نزار عباس هي سيرته الذاتية الطافحة بالاعترافات الشخصية ، كما هو شأن قصة ( السرير رقم 31 ) التي ينقل فيها تجربته الشخصية مع المرض والموت ، هذا الأمر جعل تجربة نزار لا ترقى إلى تجربة التكرلي ، أن نزار يحاول أن يجعل أبطاله نفسه ، فهم لا يؤمنون بشيء يائسين من الحرية والوجود ، من الفكر والثقافة والأحلام والمشاريع ، ومن ثم فان الحياة بنظرهم كذبة لا نهائية من الأحداث في صورة الواقع ، لقد حاول القاص أن يجعل أبطاله يحبون البحر على حساب اليابسة ، بريفها ومدينتها ، وكل ذلك بهدي من سارتر الذي أقنعه بان المدينة هي الكهف الأفلاطوني وهي مملكة الخطيئة .

في الحقيقة إن هذا الحكم النقدي ينطوي على كثير من الصحة ، ذلك لأن هناك أكثر من شاهد يعضده، فبالنظر إلى شخصيات مجموعة ( زقاق الفئران ) نقف عند شخصية كثيرا ما تردد حضورها في المجموعة ، وهي شخصية ( ماجد ) التي هي شخصية صديق دائم المرافقة لبطل نزار عباس ، ومما تمتاز به هذه الشخصية امتهانها الكتابة بالطابعة ، وعشقها الخمر والنساء ، وهي كلها أمور كانت ملازمة لشخصية نزار عباس الحقيقي ـ كما يشير إلى ذلك أصدقاؤه ـ ولعل من الطريف الإشارة هنا أيضا إلى موضوع المسبحة التي ذكرت أكثر من مرة في قصص نزار عباس ، بوصفها لازمة من لوازم البطل، وهي بالتفصيل؛ مسبحة صفراء كان البطل قد اشتراها من محل شرقي عتيق ولها رائحة كريهة ، الأمر الذي نحيله إلى شخصية نزار نفسه ، ومما يلفت النظر أيضا في هذا الباب ، هو الأسلوب الأدبي الذي كتب به نزار قصصه ، وهو أسلوب يقترب في بعض الأحيان من أسلوب الخاطرة وقصيدة النثر ، وفي اقل تقدير كان نزار يكتب بأسلوب المنولوج الداخلي ، الذي يتيح له المجال لاستحضار الخاطرة والشعر ، وفي بعض الأحيان يطول المنولوج ليستوعب معظم أجزاء القصة ، على حساب حضور العناصر السردية الرئيسة ( الأحداث ـ الشخصيات ـ الزمان ـ المكان ) ، وخير مثال عن ذلك هو قصة ( طعم الدفلى ) وقصة ( الدخول في الظلام ) ، وهنا نود أن نتساءل ، هل حضر نزار المقالي هنا أم نزار الشاعر ؟، فلو تصفحنا صفحة من قصة ( طعم الدفلى ) ، وقرأنا الأسطر في ضوء ما وضعه الكاتب من علامات الترقيم ، التي إحالة النص السردي إلى نص قريب من الخاطرة وقصيدة النثر أو المقالة ،ولاسيما الفواصل أو الفوارز التي استخدمها الكاتب بطريقة توحي بأن العبارات المحصورة بينها هي في الأصل اشطر شعرية أو هي عبارة عن خاطرة، وفضلا عن ذلك فان القارئ يمكنه تلمس صورا في نصه السردي هي اقرب للشعرية منها للسردية، اللهم إلا إذا اعتقدنا إننا أمام سرد ينتمي إلى مدرسة تيار الوعي ، ذلك لأنها صور تبعد المتلقي عن الواقعية التي يحاول أي قاص إيهام متلقيه بها ، يقول في ( طعم الدفلى ) : ( الشوارع المقفلة على العوائل )) وقوله (( السواقي المنتظرة )) و : (( الوجه الصيفي )) ، و : (( إن روسو هو أقسى الرسامين)) فهذه صور توحي للمتلقي انه أمام نص شعري

اعتاد القصاصون أن يعنونوا مجامعهم القصصية باسم إحدى قصص المجموعة ، ويكاد هذا التقليد الأدبي أن يكون هو الأشهر بين أساليب العنونة ، لكن نزار عنون مجموعته من تقديم لـ(اليوت) ، يقول فيه : (( ما الذي تفكر فيه ؟ فيم تفكر ؟ فيم ؟ . أفكر في أننا في زقاق الفئران ، حيث الموتى فقدوا عظامهم)) ، ويبدو أن فكرة الزقاق ـ الذي هو هنا أشبه بالقبو الذي تسكنه الفئران ـ تلح على نزار ، فها هو يعاود ذكر هذه الفكرة في آخر قصة في مجموعته ( اللعنة ) ، اسمعه يقول على لسان احد أبطاله ( حاتم العيدان ) لأخيه الأصغر : (( فلنشرب نخب ذلك الزقاق البارد الرطب الذي قذفنا إلى العالم )) ، ويبدو أن مفردات مثل الظلام والرطوبة والموت والفئران ما كان لها أن تحضر هنا لولا غلبت الروح الوجودية عند نزار .

أما العنوانات الفرعية لقصص المجموعة ، فمن خلال قراءة سريعة لها يتبين طغيان العنوان المفرد فيها ( سبعة عنوانات ) ، ثم يأتي العنوان الذي هو جملة اسمية بالمرتبة الثانية ، ومن خلال هذه العنوانات حاول نزار الإمساك بعناصر السرد المهيمنة على سرده ، أو تلك التي اعتقد أنها مهيمنة على غيرها ، فلو أخذنا عنوانا مثلا ( قيء ) نراه يسجل به هيمنة الفكرة ، فالفعل أو الحدث ( القيء) هو مرادف للغثيان الذي يطغى في الأدب الوجودي في تلك الفترة ،وفي قصة ( السيف ) يصبح السيف رمزا لقضية فلسفية تدور رحاها بين المدينة والبادية أو بين التحضر والبداوة ، وعلينا ألا ننسى أن ذلك بهدي من سارتر الذي اقنع نزار عباس بان المدينة هي الكهف الأفلاطوني أوهي مملكة الخطيئة.

وعندما يبشر القاص بالثورة والتغيير نراه يعنون قصته بـ( المياه الجديدة ) ، وعندما ينقل لنا وجهة نظر كانت سائدة بين العامة وبين الوجوديين مفادها عدم جدوى الثقافة والعلم والشهادة الجامعية مقابل تعلم أساليب التجارة والعمل المربحة ، نراه يعنون قصته بـ( اللعنة ) ، وكأنه يريد القول إن لعنة التجار سوف تصيب المثقفين وأصحاب الشهادات ، وفي قصة ( مهاجر ) يتحدث عن مهاجر من جنوب العراق في وسط أوربا لا تفارقه همومه ومنها صورة أخيه القتيل ، ولا يختلف الأمر مع قصة ( وجه صغير ) .

أما إذا هيمن عنصر المكان على السرد واحتوى أحداثه ، كانت له الأفضلية في العنوان ، مثل قصة (السرير رقم 31 ) ، التي تحدث فيها عن مريض راقد على سرير في المستشفى يحمل الرقم ( 31) ، وهكذا هو الأمر مع قصة ( بنسيون السعادة ) ، التي يتحدث فيها عن الموضوع ذاته ، وهو هجرة شاب عربي إلى أوربا وهو يتوقع أن يجدها جنة الخلد التي يحلم بها ، ولكنه وجدها عكس ذلك فلجأ إلى نزل أو فندق بسيط ( بنسيون ) وسكن فيه ، فالفندق هنا رمز لأوربا أو هو أوربا المصغرة التي عرفها الشاب العربي ، لذلك لم يستخدم القاص هنا مفردة عربية بدل ( بنسيون ) ، ومن جانب آخر فان معظم أحداث القصة تدور في هذا الفندق أو النزل ، أي أن طغيان المكان في السرد هو الذي جعله يعنون به .

وفي حال طغيان الزمان على السرد وهيمنته على العناصر الأخرى ، نراه يبرز إلى الحد الذي يصبح فيه عنوانا للقصة ، كما هو الحال مع قصة ( لقد بدأ الليل ) ، فالليل هنا هو سبب الحياة لفرقة السيرك التي يعمل بها الشاب الموسيقي الذي تتحدث عنه القصة .

وفي حال طغيان الحدث فانه يصبح عنوانا ، كقصة (البحث ) ، التي تتحدث عن شخص يبحث عن منزل رجل اسمه ( جابر الكرمي ) الذي عاد لتوه بعد غياب طويل .

وفضلا عما تقدم فان نزار عباس اهتم كذلك بتلخيص الأحداث السردية في عنواناته ، ففي قصة ( حكاية رجل بسيط ) يتحدث عن موظف بسيط اعتاد الروتين في حياته .

وبعد ، فان الكلام عن عنوانات المجموعة لم يقف عند هذا الحد ، فقد وجدنا عنوانات أخرى لا يمكن تجنيسها ضمن أي نوع من الأنواع التي تحدثنا عنها ، كقصة ( طعم الدفلى ) وقصة ( الدخول في الظلام ) ،فهما عملان أدبيان يحار القارئ في تجنيسهما فضلا عن عنوانهما .

الاستهلال في قصص زقاق الفئران :

من خلال قراءة استهلالات نزار عباس القصصية ، يتضح أنها أربعة أنواع ؛الأول يوجز فكرة العمل القصصي ، ومثاله استهلال قصة ( اللعنة ) إذ يقول : (( ها قد أتيت ، كنت أتوقع ذلك ، فأين تذهب ؟، كل الطرق تؤدي إلى حاتم العيدان ...)) ، كما أن استهلال قصة ( وجه صغير ) ينطوي تحت هذا النمط من الاستهلالات ، إذ يقول : (( دخل الحانة متأخرا ، لقد كان المطر يطارد المارة ,أما هو فتذكر أن لاشيء يستطيع أن يخفي ذلك الوجه عنه ...)) .

أما النوع الثاني من استهلالات نزار عباس فهو النوع الذي يعين الزمان والمكان السرديين، ولعلي لا أجانب الصواب عندما أقول إن هذا النمط من البناء السردي يكثر تداوله في القصص التقليدي الذي غالبا ما يحاول كشف عالمه القصصي منذ اللحظات الأولى للسرد ،ومثاله نجده في قصة ( البحث ) الذي يقول : (( في السابعة .. وكل هذا الصمت والليل ، كل هذه البيوت ترقد في الظلمة ،والمصابيح ترتعش في هذا الشارع الذي يكاد يئن من وحدة كئيبة .. )) ، ونجده كذلك في قصة ( مهاجر ) إذ يقول : (( عندما دخل حانة (الخنزير البري ) كانت الجموع ،تسير في الشارع تحمل الصلبان ،إلى العذراء السوداء ، كان ذلك في وارشو...)) ، وفي قصة ( بنسيون السعادة ) نرى أن القاص قد امسك بالزمن القديم عبر استرجاعات لأحداث ماضية فيقول : (( مرت من بين أحداقي المالحة ، تلك الوجوه البعيدة ، الوجوه القريبة ، الوجوه نفسها ، معذبة ، يابسة الشفاه ، وقد قال في يومها : لا ترحل عن مدينتك.. )).

أما النوع الثالث من الاستهلالات فهو النوع الذي يقتحم الحكاية اقتحاما بعد أن يجد القاص له منفذا ينفذ منه إلى ساحة الأحداث ،وهو نمط بنائي حديث يكثر في القصص الحديث ، ونرى هذا النمط في استهلال قصة ( العجوز والشرفة ) الذي يقول : (( شعر، وهو يرش الماء على زهور الحديقة الصغيرة بان يديه قد تعبتا ... )) ، كما نلاحظه في استهلال قصة ( لقد بدأ الليل ) إذ يقول : (( تذكر حديثه معه البارحة ،عندما دعاه قبل بداية العرض إلى مائدته ... )) ، ونجده كذلك في استهلال قصة ( حكاية رجل بسيط ) الذي يقول : (( لقد حدث الأمر هكذا ، أي والله ، لم اصدق عيني أول الأمر... )) ، ونجده كذلك في استهلالات قصص أخرى مثل ( السرير رقم 31 ـ قيء )، وكذلك قصة ( السيف ) الذي يقول استهلالها: (( لم يصدق أول الأمر ، فقد حدث ذلك ببساطة متناهية ، وجد نفسه فجأة في الصحراء ، وحيدا تماما ...)) .

وفي النمط البنائي الرابع من الاستهلالات يبين نزار عباس شخصياته القصصية ، كما في قصة ( في ذلك المساء الجميل ) ، التي يقول استهلالها : (( اسمي المواطن عبد المجيد ، لا حاجة لذكر الأب ، فقد كان متواضعا ، ولم يعرف القراءة والكتابة... )) ، وفي ضوء ما تقدم يتضح لنا أن نزار عباس حاول تجريب الأنماط البنائية جميعها في هذا الشأن .

مستل من بحث نشرته مجلة كلية التربية في جامعة ذي قار