عبد الرزاق قرنح : أشعر أنني ما زلت أعيش هناك... في زنجبار

Wednesday 13th of October 2021 12:12:14 AM ,
5042 (منارات)
منارات ,

تريب غابرييل

فاز الروائي التنزاني عبد الرزاق غورناه، بجائزة نوبل للأدب، حسب بيان الأكاديمية السويدية، لـ«تصويره الدقيق والراسخ لآثار الاستعمار وصدمة تجربة اللاجئين». وغورناه (72 عاماً)، الذي ولد ونشأ في جزيرة زنجبار لكنه رحل إلى إنجلترا كلاجئ في أواخر الستينات هرباً من الاضطهاد/ وهوخامس أفريقي يفوز بجائزة نوبل للآداب.

كان غورناه، الذي ولد في جزيرة زنجبار بالمحيط الهندي، قبالة ساحل شرق أفريقيا، عام 1948، قد بدأ الكتابة بعد انتقاله إلى إنجلترا كلاجئ، حيث يقيم الآن.

ويقول الروائي إنه عندما وصل إلى إنجلترا، لم تكن كلمات مثل «طلب اللجوء» تحمل الرنين نفسه الذي تحمله الكلمة الآن، فهناك حالياً المزيد من الناس الذين يكافحون للهروب من «الدول الإرهابية». لقد بات العالم الآن أكثر عنفاً مما كان عليه في الستينات، لذلك هناك ضغط أكبر الآن على الدول الآمنة، مشدداً على أنه «يجب أن نتعامل مع هذه القضايا بأكثر الطرق حكمة».

وفي مقابلة له مع «مؤسسة نوبل»، حث غورناه أوروبا على النظر إلى اللاجئين الأفارقة على أنهم أناس لديهم «ما يعطونه. الكثير من هؤلاء الناس الذين يأتون إلى أوروبا جاءوا بسبب الحاجة، وأيضاً لأنهم بصراحة تامة لديهم ما يعطونه. فهم لا يأتون خالي الوفاض، فمن بينهم الكثير من الأشخاص الموهوبين والنشطين الذين لديهم ما يقدمونه»، مشيراً إلى أنه لا يزال يحتفظ بصلاته مع تنزانيا.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال «نعم، عائلتي لا تزال على قيد الحياة ولا تزال تعيش هناك. أذهب إلى هناك عندما أستطيع ذلك. ما زلت على اتصال بهم... أنا من هناك، وفي رأيي ما زلت أعيش هناك».

كاتب بالمصادفة

بدأ غورناه الكتابة في السنوات القليلة الأولى من وصوله إلى إنجلترا في حوالي سن 21 عاماً، ووصل إلى البلاد بعد تعرض أفراد الأقلية العربية في زنجبار للاضطهاد في أعقاب الثورة هناك عام 1964، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وقال للصحيفة في مقابلة نشرت عام 2004، «كانت الكتابة تعثرت فيه، ولم تأت وفق تخطيط. كان الأمر يتعلق في الغالب بالشعور الغامر بالغرابة والاختلاف الذي شعرت به».

ومرت 20 عاماً أخرى تقريباً قبل أن يطلق روايته الأولى «ذاكرة المغادرة» عام 1987، وتبع ذلك روايته «طريق الحج» بعد عام واحد، ثم روايته «دوتي» عام 1990. استكشفت الروايات الثلاثة تجارب المهاجرين في بريطانيا المعاصرة، بما في ذلك قضيتا العنصرية والهوية. ويقول الأكاديمي لوكا برونو، إن أعمال غورناه «هيمنت عليها قضايا الهوية والتهجير والتشكيل من خلال إرث الاستعمار والعبودية».

وكتب برونو على موقع المجلس الثقافي البريطاني على الإنترنت يقول: «تستند جميع روايات غورناه إلى التأثير المدمر للهجرة والسياق الجغرافي والاجتماعي الجديد على هويات شخصيته».

في الوقت ذلك، وبعد عامين قضاهما في جامعة في نيجيريا، عاد غورناه إلى بريطانيا وحصل على الدكتوراه في عام 1982 من جامعة كنت البريطانية، حيث عمل حتى تقاعده.

جاء الاعتراف النقدي بأعماله مع روايته الرابعة، «الجنة» (1994) التي دارت أحداثها في شرق أفريقيا الاستعمارية خلال الحرب العالمية الأولى، والتي وضعته في القائمة القصيرة لجائزة «بوكر» البريطانية للرواية المرموقة، رغم خسارته أمام المؤلف الاسكوتلندي جيمس كيلمان.

تروي رواية غورناه الصادرة عام 1996، التي حملت عنوان «الإعجاب بالصمت»، قصة شاب يعود إلى زنجبار بعد 20 عاماً من سفره إلى إنجلترا، حيث تزوج من امرأة إنجليزية وعمل مدرساً.

هوية ما بعد الاستعمار

في رواية «عبر البحر» » التي صدرت عام 2001، رصد غورناه رحلة وحياة صالح عمر، وهو طالب لجوء قديم وصل لتوه إلى بريطانيا. وأحدث أعماله هما رواية «الهجران» التي صدرت عام 2005، التي رشحته لجائزة كتاب الكومنولث لعام 2006، و«الهدية الأخيرة» (2011).

وصفت مجلة «ببليشرز ويكلي» روايته الأخيرة بأنها «رواية مؤرقة» ذات «حبكة قوية وتأملات قوية في الفناء، والذاكرة، والنضال من أجل تأسيس هوية ما بعد الاستعمار».

طرح غورناه الذي يعيش الآن في برايتون، على الساحل الجنوبي لإنجلترا، رواية «Gravel Heart» عام 2017، التي وصفها ناشرها «بلومزبري» بأنها «قصة قوية عن المنفى والهجرة والخيانة».

صدرت روايته الأخيرة «ما بعد الحياة» العام الماضي، وهي تحكي قصة صبي صغير بيع لقوات الاستعمار الألماني. وقال أندرس أولسون، رئيس لجنة نوبل عن هذه الرواية، «هناك استكشاف لا ينتهي مدفوع بالعاطفة الفكرية في جميع كتاباته، وبرز بالقدر نفسه الآن، في رواية (ما بعد الحياة)، كما حدث عندما بدأ الكتابة كلاجئ يبلغ من العمر 21 عاماً».

وحرر غورناه كتاب «دليل كامبريدج لسلمان رشدي» في عام 2007، وتقاعد كأستاذ للغة الإنجليزية وأدب ما بعد الاستعمار في عام 2017.

* عن «نيويورك تايمز»