آينشتاين كان لديه الوقت للصديقات ورسائلهن

Tuesday 15th of March 2022 11:09:33 PM ,
5147 (منارات)
منارات ,

ترجمة: ابتسام عبدالله

كان لألبرت اينشتاين ست من الصديقات، وقد اخبر أنهن يمطرنه بالحب، وذلك حسب الرسائل التي نشرت قبل أعوام. والعالم اليهودي الألماني ذو الشعر الكثيف، الذي اشتهر بنظريته (النسبية)، أمضى وقتا قصيرا في البيت، وقد حاضر في أوروبا والولايات المتحدة الاميركية، حيث توفي عام 1955 وهو في سن الـ 76 وهو على الرغم من واجباته تلك، كتب مئات الرسائل الى أسرته.

والرسائل التي نشرت مسبقا تقول ان زيجته الأولى من ميليفا ماريك، لم تكن سعيدة، وقد تم طلاقهما (بعد إنجابها ولدين) عام 1919، وسرعان ما تزوج بعد ذلك من ابنة عمه، ولكنه خدعها مع سكرتيرته بيتي نيومان.

اما في الرسائل الأخيرة التي تم الكشف عنها قبل خمسة أعوام، يصف اينشتاين ست نساء، أمضى معهن وقتا من الزمن وتلقى منهم الهدايا، بينما كان متزوجا من إلزا.

ففي اوائل الثمانينيات، قدمت مارغوت، ابنة إلزا، 1.400 رسالة تقريبا للجامعة العبرية في القدس (والتي ساهم اينشتاين في تأسيسها) ولكن مارغوت طلبت عدم نشر تلك الرسائل الا بعد مرور 20 عاما على وفاتها، وقد توفيت في 5 تموز 1986.

وبعض النسوة، كما ذكر اينشتاين هن: ايثيل، إيستيلا، توني، و”حبيبته الجاسوسة الروسية” مارغريتا، وقد أشار الى أخريات بأحرف أسمائهن الاولى.

وقد كتب مرة الى مارغوت عام 1931 قائلا: “حقا ان (M) لحقت بي الى انكلترا، ولم اعد قادرا على السيطرة بشأن مطاردتها لي، وبعيدا عن كلام الأحلام، فانا في الحقيقة منجذب فقط للسيدة (L) وهي سيدة محترمة، ولا ضرر منها».

وفي رسالة اخرى الى مارغوت، يطلب اينشتاين منها ان تنقل رسالة صغيرة الى مارغريتا، تجنبا لمنح الاعين الفضولية المجال للقيل والقال.

وقالت المسؤولة عن ارشيف اينشتاين باربراوولف، ان حرف (M) الذي يتكرر في الرسائل، هي ايثيل ميكانوسكي، الاشتراكية الالمانية التي كانت تعيش في برلين في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وقد وصفت علاقتهما بقصة حب، ولم تكشف المزيد عن تلك الشخصية، غير انها كانت تصغر اينشتاين 15 سنة، وكانت على علاقة صداقة مع ابنة زوجته، مارغوت.

وتقول وولف، ان تلك الرسائل القت ضوءا على الجانب الإنساني، ولم تضف الجديد، ونحن عبرها نرى الجانب الإنساني، ولم تضف الجديد الى جانبه العلمي، لقد كان العالم يعرف ذلك العالم البارز بثلاثة الوان وأصبح اليوم بستة الوان.

وكانت العديد من الكتب التي تناولت سيرته وصفته بالبرود والقسوة تجاه زوجته ميليفا، ولكن الرسائل الأخيرة كشفت ان علاقته مع زوجتيه وأطفاله كانت طافحة بالحب والحنان.

وقد كتب اينشتاين عام 1924 الى إلزا رسالة يقول فيها، “لقد حلمت ان مارغوت قد تزوجت، اني أحبها كثيرا وبقدر محبتي لو انها كانت ابنتي، وربما اكثر، ومن كان سيعرف أي نوع من الفتيات كانت ستصبح، لو اني كنت والدها».

كما ان الرسائل تكشف ان العالم الكبير كان يناقش مع إلزا ومارغوت قصص حبه المتعددة.

وفي رسالة له الى إلزا يكتب: “سرعان ما اسأم نظرية النسبية، حتى مثل هذا الامر قابل للذبول، عندما يكون مستغرقا فيها كثيرا».

وكان اينشتاين قد عاش ودرس في جامعة أكسفورد، مختفيا عن النازيين، وقال زميل الماني له في رسالة الى إلزا، “لقد اخبرني بعدم الاقتراب حتى من الحدود الألمانية، لان الغضب تجاهي قد تصاعد الى حد كبير».

وفي نفس تلك الرسالة التي كتبها عام 1933، اقل من عقد من بدء الحرب العالمية الثانية، يقول: “المرء يخاف في كل مكان من ترحيل كافة “العقول” اليهودية».

وتفيد الرسائل ايضا، ان الجائزة المالية التي حصل عليها اثر فوزه بنوبل (الفيزياء) عام 1921، وضعت في البنك السويسري، وذلك حسب اتفاق بين الزوجين السابقين، وكانت ميليفا تسحب منه لصالحها وولديها هانز والبرت اينشتاين.

ولكن الرسائل تقول ايضا، ان اينشتاين قد وظف جزءا كبيرا من ذلك المبلغ في اميركا، حيث استقر أخيرا بعد اخراجه من المانيا. ومعظم ذلك المبلغ انفق في مرحلة الكساد الاقتصادي. وقد اثار ذلك الامر ميليفا، التي ظنت سابقا ان المبلغ بأكمله قد وضع باسمها في البنك، وكانت تسأل بالحاح عنه، علما ان المبلغ بأكمله آنذاك كان 28.000 دولار

نشرت في صحيفة المدى عام 2015