مصارع ( الزورخانة) الشهير صادق الصندوق

Monday 12th of September 2022 12:16:31 AM ,
5262 (ذاكرة عراقية)
ذاكرة عراقية ,

اعداد: أحمد مجيد القيسي

عندما جاء الهنود مع دخول الجيش البريطاني الى بغداد عام 1916 ن كان منهم الكثير من المسلمين الهنود بالاضافة الى العديد من الطوائف مثل السيخ والكركة والهندوس ، وعندما وصلوا الى بغداد تعجبوا من كثرة منائرها ،

فتوجهوا لمرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني لمعرفتهم بوجود صلة له معهم . وبعد انتهاء احتلال العراق فضّل الكثير منهم البقاء فيه وعدم العودة الى الهند وبعد تآسيس الدولة العراقية الحديثة بمجيء الامير فيصل وتنصيبه ملكاً على العراق وتم اصدار قانون الجنسية العراقية سمح لكل من يريد التجنس بحمل الجنسية العراقية ، وتجنس الهنود من بين من تجنسوا من الاقوام الاخرى الموجودة في العراق ومن بين هؤلاء رجل اسمه ( صندوق الهندي) فقد حصل على الجنسية العراقية وشجع الكثيرمن الجنود الهنود للحصول عليها لانه يتكلم لغتهم وايضا ادعى بأنه من السادة الاشراف.

اصبح لصندوق الهندي جنسية عراقية وبقي يخدم بالحضرة الكاظمية وتزوج هناك وانجب ولده ( صادق ) الذي مارس الرياضة ويعتبر واحد من مؤسسي الزورخانة هناك بالكاظمية وبعدها انتقل الى باب الشيخ ليصبح بطلا بعد ان تعرف على الرياضيين بالرصافة ، مارس العديد من الرياضات الشاقة منها رياضة ( الشنق ) حيث يعلق الرياضي بالحبل من رقبته ، وهذه الرياضة صعبة وخطرة وتعتمد على المطاولة والصبر ويظل معلقا الى ان تصدر منه اشارة متعارف عليها ، فيسرعون الى فك الحبل من حول رقبته ، وقد الغيت هذه الرياضة في اواخر العهد الملكي . كما مارس صادق الجمناستك والالعاب البهلوانية وخفة الحركة والمصارعة والجمباز ، حصل على كؤوس عديدة وتقلد أوسمة رياضية من مسؤولين ومن ملوك وأمراء عدد من الدول في نزالاته في الهند والباكستان وايران وتركيا والعراق ، وله العديد من الصور وعلى صدره أكثر من أربعين وساماً من مختلف دول العالم والعراق ، كان يمارس هوايته في أحياء وأزقة بغداد وكان يقوم بوضع رأسه على الجدار ويقدم مكافأة مالية لمن يستطيع من المارة ان يبعد رأسه عن الجدار ولو لسنتمتر واحد وكانت المراهنات تنهال عليه وفي يوم ما صادف مرور المصارع الكبير ( الحاج حسن كورد ) فشاهد هذا المنظر وتحدث معه واتخذه تلميذاً له في زورخانه الدهانة ورعاه حتى أصبح له اسم وشهرة واسعة في ميادين المصارعة العراقية ولبس المايوه الرياضي سنه 1932 لاول مرة بالعراق وعليه النياشين.

كان لصادق الصندوق جسم نحيف وروح رياضية وله القدرة على تمزيق الاسلاك الحديدية وتقطيعها باليد ، في عام 1966 حيث جرت احتفالية له على ملعب الكشافة حضره وزير المواصلات وامتلأ الملعب بالجمهور الذي يقدر بعشرة آلاف متفرج ، وقد أحضروا له سيارتين من نوع بيكب ثم شدوا يده اليمنى بالبيكاب بحبل غليظ ويده اليسرى بالبيكب الآخرى وما إن إنطلقت البيكبات بأقصى سرعة وإذا به وبقوته الخارقة يطبق الحبلين وعجلات السيارتين تدور ( بوش ) مخلفة وراءها عجاجاً ، بعدها قدم عرضا جميلا حيث نام على كمية من القناني وهي المكسرة وقامت إحدى البيكبات بدهسه وصعدت على جسمه عدة مرات بعدها نهض ولم يصب بأذى وقام وهو يحيي الجمهور ، وفي سنة 1969 وعلى مسرح نقابة النفط وحضرها عدد كبير من المسؤولين حيث ظهر على المسرح وبيده شيش حديد قطره إنجان أخذ يلويه على يده اليسرى وأصبح شبه السبرنك بعدها أعاده كما كان امام إعجاب وتصفيق وهتاف الحضور ، وعندما استقدم المصارع عدنان القيسي الى بغداد في سبعينات القرن الماضي اضيف برنامج الى حفلات المصارعة اذ تقدم فعاليات للرياضيين العراقيين ومنهم (صادق الصندوق ) حيث كان يمسك بصينية نحاسية سميكة ثم يقطعها بيديه من الوسط بمعجزة تبهر الحضور فتلك الصينية النحاس الحمراء كانت بالاضافه الي ثقلها متينة قوية واطرافها بها عقد مطوية .

عمل اواخر ايامه بتصليح الكبنكات للمحال ، وعاش فقيرا ومات فقيرا ولم تمنحه جميع الحكومات العراقيه اية مزايا او حقوق تقاعدية فلقد خدم الرياضة بالعراق وكان الكثيرين يقولون له اذهب لبلاد الغرب وسترى تقديرهم لرياضتك ، انتهى به المطاف ليموت من دون ان يذكره احد..