عمارة المرقد الحسيني الشريف

Thursday 15th of September 2022 12:58:36 AM ,
5265 (عراقيون) (نسخة الكترونية)
عراقيون ,

مجاهد منعثر منشد

بعداستشهاد الامام الحسين (عله السلام) في طف كربلاء عام 61هـ يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام قام الامام علي بن الحسين (عليه السلام) مع بني أسد بدفن الجسد الطاهر للإمام الحسين (عليه السلام) وأجساد الشهداء من أهله وأنصارهم.

والثابت في الرواية والاخبار بأن اول زائر زار القبرالشريف في عام 61للهجرة يوم الاربعين الاول هو الصحابي جابر الأنصاري الذي قال : ألمسوني القبر...وكان معه عطية العوفي ,فقد رُوِيَ أَنَّهُ فِي يَوْمِ الْعِشْرِينَ مِنْ صَفَرٍ كَانَ رُجُوعُ حَرَمِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) مِنَ الشَّامِ إِلَى مَدِينَةِ الرَّسُولِ‏( صلى الله عليه و آله )، وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي وَرَدَ فِيهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام )، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ زَارَهُ مِنَ النَّاسِ.

وفي تاريخجة كربلاء كان بني أسد قد حددوا للقبر مسجداً وبنوا سقيفة على قبره الشريف ووضعوا على القبور الرسوم التي لا تبلى.

ويشير ابن قولويه الى ذلك قائلا : ان الذين دفنوا الحسين (عليه السلام) اقاموا لقبره رسماً ونصبوا له علامة وبناء لاينـدرس اثره.

و مابين عامي 61 - 63ه‍ بنوا مسجداً عند رأس الامام الحسين (عليه السلام).

وعام 64ه‍ قام بنو نضير وبنو قنيقاع ببناء صندوق الضريح.

و سنة 66ه‍ـ عمّر المختار بن أبي عبيدة الثقفي على مرقده الشريف قبة من الجص والآجر، وقد تولى ذلك محمد بن إبراهيم بن مالك الأشتر، واتخذ قرية من حوله، وكان للمرقد بابان شرقي وغربي وبقي على ما قيل حتى عهد هارون العباسي.

وعام 132 هـ في عهد مؤسس الدولة العباسية أبو العباس عبدالله السفاح فُسح المجال لزيارة قبر الحسين عليه السّلام وابتدأ عمران القبر من جديد.

وعام 158 هـ في عهد المهدي العباسي - أُعيد تشييد السقيفة,وان ام المهدي كانت تسلم الهبات الخيرية الى خدم المشهد الحسيني.وتصرف المرتبات لهم.

الطبري حوادث عام 193هـ.

وعام 193 قام الموالين بتعمير القبر وقد استغلوا الصراع بين الأمين والمأمونَ.

وفي عام 198هـ ارد المأمون بن هارون كسب ثقة الموالين لاهل البيت وتأييده بعد حربه مع اخيه الامين , ففسح المجال لزيارة قبر الامام الحسين (ع) وتعميره، فبُنيَ عليه قبة شامخة لغرض سياسي.

وعام 248 هـ أمر المنتصر العباسي ببناء مرقد الإمام الحسين (عليه السّلام )وإعادته إلى ما كان عليه..

وقام الداعي الصغير محمد بن زيد أمير جرجان بزيارة الحائر وأمر بعمارة المرقد الشريف.فانتهى من بنائه عام 280 هـ ، فوضع قبة شامخة على المرقد وبابين وبنى للمرقد إيوانين كما بنى سوراً حول الحائر ومنازل للزائرين والمجاورين.

ويُذكر أنّ الداعي الصغير بالغ في فخامة البناء وحُسن الريازة ودقّة الصنعة في عمارة الحائر .

وعام 248ه‍ ولما استقر الحكم للمنتصر في نفس السنة وبلغ مسامع الأشناني توجه من ساعته إلى كربلاء ومعه جماعة من الطالبيين والشيعة - وذكر أنه كان برفقة إبراهيم بن محمد العابد ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) المعروف بسيد إبراهيم المجاب (عليه السلام) فلما وصلوا كربلاء أعادوا للقبر معالمه القديمة.

وورد في دائرة المعارف الحسينيّة وتاريخ المراقد :

عام 352 هـ أمر معز الدولة البويهي بإقامة العزاء على الإمام الحسين عليه السّلام في بغداد وذلك في يوم عاشوراء، وكان لهذا الأمر آثاره الإيجابية في تطوير وإعمار مرقد الإمام الحسين عليه السّلام وإنعاش مواسم الزيارة، بل وساهَمَ في عمارة المرقد.

و عام 368هـ بنى عمران بن شاهين الخفاجي المسجد المعروف باسمه إلى الآن والذي يقع إلى جهة الشمال من الروضة، وقد ضُمّ فيما بعد إلى الحرم، أمّا الرواق الذي شيّده فيقع إلى جهة الغرب من قبر الحسين عليه السّلام، وهو أول من ربط حزام الحائر بالرواق. ان رواق ابن شاهين في الجانب الغربي من الحائر الشريف المعروف اليوم برواق السيد ابراهيم المجاب وبني بجنبه مسجداً سمي باسمه ذكره ابن بطوطة الطبخي في رحلته وكان هذا المسجد موجوداً إلى أيام الصفويين فاستثنوا بدمج المسجد في الصحن فأدمج في الصحن وبقي من المسجد أثره حتى اليوم وهو محل خزن مفروشات الروضة الحسينية خلف الإيوان المعروف بالايوان الناصري وتم ذلك البناء أي بناء الرواق والمسجد المعروف برواق مسجد ابن شاهين.

وفي عام 369 هـ قام عضد الدولة بزيارته التقليدية للمرقد المطهر للإمام الحسين عليه السّلام أمر بتجديد بناء القبة الحسينية وروضتها المباركة، وشيّد ضريح الإمام الحسين عليه السّلام بالعاج، وزيّنه بالحُلل والديباج، وبنى الأروقة حوالَي مرقده المقدّس وعمّر المدينة.

وسنة 371هـ واصل عضد الدولة زيارته السنوية للحائر المقدس، ويبدو لنا أنه أشرف في هذه السنة على مراسم الانتهاء من إعمار وبناء المرقد الحسيني المطهر، فاهتم بتزيين الروضة والأروقة، حيث جلب معه القناديل والثريات المضاءة بالشمع لإنارة الروضة المقدسة، كما زيّن الضريح بالساج والديباج وغلّفه بالخشب، وأمر ببناء الصحن الصغير وبناء مدرسة ثانية إلى جوار الصحن الشريف وملاصقة له، وقد احتلّ الصحن الصغير موقعه في الجهة الشمالية الشرقية للمرقد المطهر فيما كانت المدرسة قد بُنيت إلى الغرب من الصحن الصغير أي شمال المرقد المطهر، ويحتوي الصحن الصغير على مِئذنتين، وكان منه يذهب إلى مرقد أبي الفضل العباس. يصف الكليدار هذا الصحن الذي عُرِف بالصحن الصغير.

وكذلك أمر قبل وفاته سنة 372هـ ببناء مرقد العباس (ع) لأول مرة وشيد اول سور للحائر وقد قدرت مساحته 2400 م2.

و عام 407ه‍ـ أصاب حرم الإمام الحسين (عليه السلام) حريق اثر سقوط شمعتين كبيرتين في الحرم, فقام الحسن بن الفضل وزير الدولة البويية بإعادة البناء نفسه مع تشييد السور، (17)..

في سنة 479 هـ زار الحائر الشريف السلطان ملكشاه السلجوقي مع وزيره نظام الملك وأمر بتعمير سور الحائر.

وعام 767 هـ اكمل السلطان أوليس الايلخاني الجلائري تجديد بناء الحرم الحسيني , وأتمة واكمله ولده السلطان حسين.

و سنة 914 هـ أمر الشاه اسماعيل الصفوي بتذهيب حواشي الضريح الحسيني، وأهدى اثني عشر قنديلاً من الذهب، كما اهدى الشاه نفسه شبكة فضية أي صندوقاً بديع الصنع للحائر المقدس وفرش رواق الحضرة بأنواع المفروشات القيمة.

و سنة 984 هـ بامر اسماعيل مرزا شيد ضريح سيد شباب اهل الجنة ,و المسجد والرواق والقبة وعمر ايضاً قباب شهداء كربلاء.

وقيل بامر مراد الثالث حيث كلف واليه علي باشا الوندزادة بتعمير المرقد.

. وقد أمرت زوجة نادر شاه كريمة السلطان حسين الصفوي بتعمير المسجد المطهر عام 1153 هـ، وأنفقت لذلك امولاً طائلة.

وسنة1207هـ تم تذهيب قبة الحسين عليه السلام على عهد القاجاريين ثلاث مرات وفي زمن السلطان آغا محمد خان (23).,و في عهد السلطان فتح علي شاه القاجاري.

و عام 1232 هـ جرت اصلاحات كثيرة للحائر بعد غارة الوهابيين على يد السلطان المذكور بهمة المرحوم الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء. وقام نجله محمدعلي مرز القاجاري بتعمير الحائر أيضاً وتزيين الحرم وما يحتاجه من تعمير. وتم التذهيب الثالث للقبة من قبل السلطان ناصر الدين شاه القاجاري حفيد فتح علي شاه حيث جدد بناءها وقسماً من تذهيبها في سنة 1273 هـ.

وقد وسع السلطان ناصر الدين شاه الجانب الغربي من الصحن وجدد بناءه حيث وجه كبير علماء ايران المرحوم الشيخ عبد الحسين الطهراني سنة 1276هـ من أجل اصلاح وتجديد وتعمير الصحن الشريف.

. وقد تم تجديد صندوق الخاتم للقبر المطهر في هذا العهد بالذات، فقد جدده خان جان القاجار في سنة 1225 لأن الوهابيين كانوا قد كسروا هذا الصندوق وأحرقوه في سنة 1216 هـ.

و سنة 1355 هـ أمر السلطان طاهر سيف الدين الداعية السماعيلي بتجديد شباك الضريح الحسيني المقدس من الفضة الخالصة، وقد صنع في الهند سنة 1358 هـ كما وتبرع بعض الوجوه بالهمة التي بذلها السيد عبد الحسين السيد علي آل طعمة سادن الروضة الحسينية بمبلغ من المال لتجديد هيكل الضريح، فتم ذلك في سنة 1360 هـ.

أما المسجد الكائن في القسم الشرقي من الصحن الشريف فقد قام بتجديده السيد كاظم بن السيد قاسم الرشتي المتوفي سنة 1259هـ.

و سنة 1282 هـ أمرت والدة السلطان عبد المجيد العثماني بتشييد خزان لإرواء الماء في الجهة الجنوبية الشرقية من الصحن الشريف.

وفي عام 1354 هـ أرصدت مديرية الأوقاف العامة مبلغاً من المال لتسوير أسس جدار الرواق الغربي للصحن الحسيني كما خصصت المبالغ اللازمة لدفن الجهة الغربية من الصحن.

وقد بقيت أرض صحن الروضة مفروشة بالرخام الذي كان قد تبرع به السلطان ناصر الدين شاه القاجاري، إلى أن تبرع السيد أحمد مصطفوي احد تجار إيران بالكمية الكافية من الرخام الايراني ذي الحجم الكبير لتجديد فرش الصحن والروضة الحسينية.