جعفر السعدي.. مسيرة حافلة بالعطاء والابداع

Wednesday 19th of October 2022 11:51:16 PM ,
5288 (عراقيون)
عراقيون ,

سامي عبد الحميد

فنان عراقي راحل (ممثل ومخرج مسرحي) ولد في قضاء الكاظمية ببغداد عام 1922 ،وشاهد أول عرض مسرحي وهو صغير عام 1930 عندما عرض مسرحية (ذي قار أو ذيول صفين) في مدرسة المفيد الابتدائية

التي كانت قائمة في مدينة الكاظمية،وهذه المسرحية من تأليف سلمان الصفواني احد رواد الصحافة المبرزين في العراق والوزير فيما بعد،وفي عام 1931 تعرف على الفنان الكبير الراحل حقي الشبلي ويشاهد مسرحيته (شهامة العرب) التي اخرجها الشبلي وعرضها لمنفعة مدرسة المفيد الابتدائية في مدينة الكاظمية وقد شغف بالمسرح منذئذ فصعد اول مرة على خشبة المسرح عام 1934 كممثل في عروض مسرحية مدرسية، واشترك في العديد من الاعمال المسرحية.

وانضم بعدئذ إلى اللجنة الفنية التي شكلتها جمعية بيوت الامة في الكاظمية والتي كانت يترأسها يوسف حبيب ثم تلاه هاشم البياع وقد عرضت هذه الجمعية العديد من المسرحيات الاجتماعية والسياسية عام 1941، وقد قصد من تمثيل هذه المسرحيات تصوير الفساد الذي عم العراق ابان الحكم العثماني والاثر السيئ الذي تركه هذا الحكم افعال الشرطة (4) حيث كشف هؤلاء الكتاب في مسرحياتهم عن امراض المجتمع معالجات هؤلاء كانت بسيطة وساذجة في بعض الأحيان ويطغى عليها الاتجاه الوعظي الوطني،وفي عام 1931 تعرف على الفنان الكبير الراحل حقي الشبلي ويشاهد مسرحيته (شهامة العرب) التي اخرجها الشبلي وعرضها لمنفعة مدرسة المفيد الابتدائية في مدينة الكاظمية وقد شغف بالمسرح منذئذ فصعد اول مرة على خشبة المسرح عام 1934 كممثل في عروض مسرحية مدرسية، بعد أن اكتسب جعفر السعدي خبرة فنية وتعمق لديه الوعي الفكري ومكانة واهمية المسرح التحق بمعهد الفنون الجميلة في بغداد وتخرج فيه عام 1945 وكان ضمن الدورة الأولى ومن زملائه في المعهد ودورته المخرج ابراهيم جلال، ونتيجة لحبه وشغفه بالمسرح فقد شارك في تأسيس (الفرقة الشعبية للتمثيل) والتي اجيزت رسمياً بتاريخ 12/8/1947 وكان اول رئيس لها عبد الكريم هادي الحميد المحامي.

بعدها تبين للسلطات الحكومية ان هذه الفرقة تشارك في العمل السياسي وفي التظاهرات التي عمت العراق في اواخر الاربعينيات من القرن الماضي خاصة انها عرضت مسرحية (شهداء الوطنية) فقد توقف نشاطها عام 1948،وانضم بعدئذ إلى اللجنة الفنية التي شكلتها جمعية بيوت الامة في الكاظمية والتي كانت يترأسها يوسف حبيب ثم تلاه هاشم البياع وقد عرضت هذه الجمعية العديد من المسرحيات الاجتماعية والسياسية عام 1941، وقد قصد من تمثيل هذه المسرحيات تصوير الفساد الذي عم العراق ابان الحكم العثماني تم تعيينه عام 1950 في دار المعلمين الريفية كأول مدرس للتمثيل في دور المعلمين في العراق ويتم انتخابه سكرتيراً للفرقة الشعبية للتمثيل بعد اعادة نشاطها الفني ثم يصبح مدرساً في قسم التمثيل والاخراج في معهد الفنون الجميلة بعد ان نقل اليه من دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية ويبقى في المعهد لغاية عام 1957، لقد اعيد انتخابه سكرتيراً للفرقة الشعبية للتمثيل التي تم الغاء اجازتها بموجب المرسوم المرقم 19 لسنة 1954 مع عشرات من الاحزاب السياسية والجمعيات الاجتماعية والفنية والصحف الوطنية بسبب المواقف الوطنية التي وقفتها هذه الفرقة من الاحداث التي جرت في العراق في حينه.

تزوج جعفر السعدي عام 1956 من السيدة ماجدة عبدالقادر (ماجدة السعدي) هي فنانة معروفة ومتميزة بدأت رحلتها الفنية عام 1949 عندما كانت طالبة وقد مثلت في مسرحية (القبلة القاتلة) لجمعية بيوت الامة، تحق جعفر السعدي بالبعثة العلمية الى الولايات المتحدة الامريكية للحصول على شهادة الماجستير في الاخراج المسرحي وذلك من معهد الفنون في شيكاغو ويعود الى العراق عام 1961 حاملاً شهادة الماجستير ويعاد تعيينه في نفس العام مدرساً لمادة الاخراج والتمثيل في معهد الفنون الجميلة وينتخب مجدداً سكرتيراً للفرقة الشعبية للتمثيل،اسس عام 1963 (جماعة سمير اميس للتمثيل) وبقيت هذه الفرقة لغاية عام 1964 بعد صدور قانون الفرقة التمثيلية في نفس العام المذكور حيث ينتقل الى التدريس في اكاديمية الفنون الجميلة التابعة لوزارة المعارف في حينه ويبقى فيها لحين الحاق هذه الاكاديمية بجامعة بغداد عام 1967،اعيرت خدماته الى المحكمة العربية السعودية لمدة عام اعتباراً من 7/10/1967 وعاد بعدها مدرساً لمادة التمثيل والاخراج في اكاديمية الفنون الجميلة، وبالنظر لمكانته وانجازاته الفنية والفكرية فقد تم اختياره مع الفنان يوسف العاني كعضوين في لجنة اليونسكو عام 1969 حيث عقدت هذه اللجنة اجتماعاتها في القاهرة لاختيار احسن كاتب مسرحي من الشباب عام 1974، وتثميناً لجهوده الفنية والابداعية اختير رئيساً لقسم الفنون الجميلة في الاكاديمية وكان هذا القسم يضم فروع المسرح والسينما والتلفزيون والاذاعة والتربية الفنية وبقي في هذا المنصب لغاية عام 1981، لقد تم انتخابه رئيساً لغرفة المسرح الشعبي لعدة دورات وبقي في هذا المنصب لغاية عام 1993،وفي عام 1978 شارك في المؤتمر العالمي المنعقد ببرلين عن الكاتب المسرحي الالماني الشهير برتولدبريخت.