الاقتصاد (العلم القائم على الفطرة).. رجمة جديدة ترفد المكتبة الاقتصادية

Monday 18th of July 2011 05:26:07 PM ,

ملحق الاقتصادي ,

عرض / صابرين علي
صدرت الترجمة العربية للكتاب الموسوم (الاقتصاد،العلم القائم على الفطرة) لمؤلفيه جيمس غورتيني وريتشارد ل.ستروب ودوايت رلي، ترجمة الدكتورعباس ابو التمن وهو اقتصادي له مشاركات هامة في عدد من المؤتمرات والندوات، فضلاً عن اسهاماته البحثية الكثيرة التي نشرت في المجلات و الصحف الاجنبية والعربية والمحلية.

الترجمة نشرت بطعتها الاولى عن منتدى بغداد الاقتصادي وهو احدى منظمات المجتمع المدني حيث شملت مقدمتين عربية واخرى انكليزية، وأربعة فصول.
وان قيام منتدى بغداد الاقتصادي بترجمة هذا الكتاب يعد جزءاً من برامجه لتحقيق واحد من اهداف المنتدى في نشر الثقافة والوعي العام في التفكير الاقتصادي الموضوعي والمفاهيم والتطبيقات وذلك بإشراك مجموعات المجتمع ذات العلاقة بالنشاط الاقتصادي على اسس علمية وموضوعية ابداعية تستعيد وتحفظ للاقتصاد والاقتصاديين الدور الرئيس والفاعل في حياة المجتمع وتطوره.
وهو يشتمل على أربعة اجزاء حيث شمل الجزء الاول عشرة عناصر أساسية لعلم الاقتصاد والتي تمثل المرتكز لتفكير اقتصادي سليم والتي تميز الحقائق الاقتصادية عن الهراء والخيال الاقتصادي في حين ذهب الجزء الثاني الى تناول سبعة مصادر رئيسة يمكن ان تشكل قاعدة لكل من التقدم الاقتصادي والثروة، حيث شرح اهمية ما يمكن ان تقوم به الحكومات بحماية اموال الناس وممتلكاتهم من الاعتداء عليها وتطبيق العقود بأسلوب عادل وتوفير الحصول على المال بشكل سليم ويفسر بهذا الجزء تحسين المستوى المعيشي للناس الاعتياديين منها نظام قانوني وأسواق تنافسية ووضع قيود على اللوائح الحكومية التنظيمية وضرورة وجود سوق رأس مالي كفوء وان يكون هناك استقرار نقدي فضلاً عن وجود معدلات ضريبة منخفضة وضرورة وجود تجارة حرة تتقدم من خلالها الامم من خلال بيع السلع والخدمات التي يمكن ان تنتج بكلفة منخفضة نسبياً.
فيما عرض الكتاب في الجزء الثالث التقدم الاقتصادي ودور الحكومات واثر العملية السياسية على الواقع الاقتصادي من حيث اثر الديمقراطية في معالجة القضايا الاقتصادية حيث قيد الحكومة بوظائف أساسية محددة.
أما الجزء الرابع تناول اثني عشر عنصراً للتمويل الشخصي و التي تساعد على صنع خيارات اقتصادية أفضل مؤكداً على ضرورة توفير المزايا لكل فرد من خلال اكتشاف المميزات المقارنة التي توضح كيف يمكن للتجارة الحرة ان تجعل من الممكن للناس في البلدان المختلفة تحقيق مستويات معيشية عالية ووجود عنصر التنظيم الذي يعد اساساً في تقدم الناس الى الامام بصورة سريعة وبمساعدة الاخرين واكتشاف طرق افضل لانجاز الاعمال، في حين ذهب في العنصر الثالث الى ضرورة الادخار في الكسب من خلال وضع برنامج ادخاري منظم، وعدم التمويل لأشياء اطول من حياتها النافعة يعد عنصرا من العناصر التي تعد بحسب تقديرات المؤلفين لهذا الكتاب من الأمور الأساسية التي تشجع على التمويل الشخصي، كما حذر المؤلفان من مديونية بطاقات الائتمان ودعوا الى شراء مواد مستعملة كطرق للحصول على عائدات اكثر من الاموال كما أكدا ضرورة بدء كل شهر بالدفع في حساب ادخارات العالم الحقيقي وجعل الفائدة امرا مهما يعمل لصالح الفرد وتوزيع العمل والتجارة في ميادين عدة لان وضعها في مكان واحد الامر الذي يعرضها لمخاطر السوق والحث على صناديق الاسهم المقايسة ان تساعد على التغلب على الخبرة من دون التعرض لمخاطر مفرطة، فيما حث المؤلفان في العنصر العاشر على الاستثمار في الأسهم لأهداف بعيدة الأمد وزيادة نسبة السندات في وقت الحاجة للاموال كما حذرا من المشاريع الاستثمارية الواعدة بمرور عال مع المخاطر القليلة او المعدومة فيما ذكرا في العنصر الثاني عشر تعليم الاطفال كيفية كسب الاموال وانفاق الاموال بحكمة.
الكتاب يعد اسهامة فاعلة في تنمية الفكر الاقتصادي من خلال الافكار التي عرضت فيه، كما انه يعد في الوقت عينه التفاتة ذكية من المترجم والباحث الاقتصادي الدكتور عباس أبو التمن لإشاعة الوعي الاقتصادي في المجتمع.