سلمى الخضـراء الجيوسي: وزراء الثقافة العرب يقرّون معايير غربية ضدنا؟

Tuesday 25th of April 2023 09:47:40 PM ,
5416 (منارات) (نسخة الكترونية)
منارات ,

جعفر العقيلي

من المعروف عن الناقدة والباحثة والمترجمة سلمى الخضراء الجيوسي أنها تنجز معظم مشاريعها بجهود فردية، لكن ما تقدّمه هذه الباحثة والكاتبة والمترجمة يفوق في أثره ونتائجه ما تقدّمه مؤسَّسات حكومية وغير حكومية ضخمة تتوافر لديها الأموال والإمكانات وتُخَصَّص لها الميزانيات.

والسرّ في ذلك أن الجيوسي تُقبل على مشاريعها بهمّة عالية، وتتولّاها برعايتها وإشرافها، وتكرّس لها وقتها وجهدها، مؤمنةً بقدرتها على إحداث الفرق وطبْع بصمة تخصّها وحدها دون سواها على جدار التاريخ.

والزائر إلى بيتها في العاصمة الأردنية عمّان، يعجب وهو يتأمّل ما يحلو لي أن أدعوه "خزانة الأسرار" التي قُسمت إلى عشرات الصناديق لتحتضن متعلَّقات المشاريع التي لم تنتَهِ (وربما لم تبدأ) بعد، ويشمل هذا الأفكارَ والخطاطاتِ والتصوراتِ الأولية والمحاورَ والاقتراحات.. وهذا واحدٌ من المؤشرات على الجدّية والمثابرة والإحساس بالمسؤولية، وهي الصفات التي تلازم شخصية سلمى الخضراء، وتجعلها "أيقونةً" في مجال العمل البحثي والثقافي المنطلق من رسالةٍ وطنية وقومية واضحة الملامح والأهداف.

ومن هذه الزاوية يمكن تفهّم الدوافع التي انطلقت منها وهي تؤسس في عام 1980م مشروعها الكبير "بروتا"، فقد كانت هناك حاجة ماسّة لوضع الكتاب العربي الجيد على رفوف المكتبة العالمية، وكان لا بد من سدّ الفراغ الناتج من غياب الثقافة العربية في المدوّنة الإنسانية. ثم جاء تأسيس "رابطة الشرق والغرب" للدراسات (1992م)، وهو مشروع أخذ على عاتقه إصدارَ عدد من الكتب النوعية المشتملة على دراسات حضارية، ومنها كتاب جامع عن حقوق الإنسان في الفكر العربي، وآخر عن القدس في التاريخ والتوراة، وثالث -كبير جدًّا- عن المدينة في العالم الإسلامي، ورابع عن الفن القصصي العربي في العصور الكلاسيكية.

هذه الحماسة للإنجاز وإطلاق المشاريع سمة لصيقة بشخصية سلمى الخضراء الجيوسي التي لا تفتأ تؤكد أنك إنْ قدمتَ أدبك وتراثك بشكل متقَن وذكي، فإن العالم مستعدّ له ومنفتح لك، مهما كانت محاولاتُ أعداءِ الثقافة العربية لردعه ولمنعك من تقديمه قوية.

وتقرّ الجيوسي أنّ ما يفتّ في عضدها، هو أنّ الرسالة الأساسية التي كرّست لها حياتها، لم تُصِبْ بـ"العدوى" إلّا عددًا قليلًا من المسؤولين العرب. لكن هذا لم يُثْنِها عن مقاومة الجهل الفادح بالعرب في الخارج، ونشر أرقى ما أنتجه العرب من أدب وإبداع في العالم، والتعريف بالإرث الروحي والمزايا الإنسانية لهم في القرون الوسطى.

ومما يَسِم تجربتها أيضًا، تنوّع اهتماماتها وتعدُّد اشتغالاتها، فمِن الشعر إلى النقد، ومن تأريخ الأدب إلى البحث والترجمة، ومن الإشراف على الأنطولوجيات الموسوعية إلى الغوص في التراث.

فقد أبدت هذه المبدعة اهتمامًا بالشعر في بداياتها، وأصدرت مجموعتها اليتيمة فيه "العودة من النبع الحالم" عام 1960م، ثم تحولت إلى النقد والبحث والترجمة بعد أن أجرت على الشعر "حكمًا جارحًا" على حد تعبيرها. فكانت إذا جاءتها القصيدة، لا تتردد في تأجيلها ريثما تنتهي من هذا ومن ذاك، ولأن لحظة الإبداع هشّة ولا تطيق التأجيل، فقد ضحّت سلمى الخضراء بما لا يُضَحّى به حتى تنجز ما يجب أن يُنجَز، بحسب ما تقول قبل أن تضيف: "لو كنت أعيش في زمن رخيٍّ أتمتع باستقرار الوطن جميعه وتقدمه المستمر، لما اخترت إلّا الإبداع تعبيرًا عن تجارب الحياة، ولكني أدرك أنه لن يقوم بنا إلا العمل المستمر للدفاع عن شرفنا المغتصَب وسمعتنا الحضارية وإنجازاتنا الزاهرة".

وفي النقد، استهواها التأريخ الأدبي أكثر من سواه، لهذا خصصت أطروحتَها للدكتوراه لتناول الشعر العربي الحديث منذ القرن التاسع عشر حتى عام 1970م مؤرّخةً كل ما حصل لهذا الشعر منذ عصر النهضة.

وفي مطلع الستينيات، ترجمت عددًا من الكتب عن الإنجليزية، منها كتاب لويز بوغان "إنجازات الشعر الأميركي في نصف قرن" (1960م)، وكتاب رالف بارتون باري "إنسانية الإنسان" (1961م)، والجزأين الأوَّلَين من "رباعيّة الإسكندرية" للورانس دريلم "جوستين" و"بالثازار" (1961/ 1962م)، و"هكذا خلقت جيني" لأرسكين كالدويل (1961م)، و"والت ويتمان" لريتشارد تشيس (1962م)، و"الشعر والتجربة" لآرشيبالد ماكليش (1962م).

وفي عام 1977م نشرت دار بريل (لايدن)، وهي أعرق دور النشر الغربية لنشر الكتب عن الحضارات غير الغربية، كتابها "الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث" في جزأين، وقد تُرجم هذا الكتاب إلى العربية، وصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت. وحررت الجيوسي أكثر من أربعين عملًا في إطار مشروع "بروتا"، ومن بين هذه الأعمال سبع موسوعات ضخمة للأدب العربي الحديث، هي: "الشعر العربي الحديث" (93 شاعرًا)، "أدب الجزيرة العربية" (95 شاعرًا وقاصًّا)، "الأدب الفلسطيني الحديث" (103 شعراء وكُتاب)، "المسرح العربي الحديث" (12 مسرحية، بالاشتراك مع روجر آلن)، "القصة العربية الحديثة" (187 إدخالًا)، ثم المسرحيات العربية القصيرة (20 مسرحية).

مُنحت سلمى وسام منظمة التحرير الفلسطينية عام (1990م)، والجائزة التكريمية التي يقدّمها اتحاد المرأة الفلسطينية في أميركا عام (1991م)، ووسام القدس عام (1999م)، ووسام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت عام (2002م)، وكرّمتها جمعية الخريجين العرب الأميركيين (1996م). كما نالت جائزة سلطان العويس للإنجاز الثقافي عام (2008م)، وجائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة، مناصفةً مع المستشرق الألماني هاندرتش هارتموت (2009م).

يشار إلى أن سلمى الخضراء أنهت تعليمها الثانوي في كلية شميت الألمانية بالقدس، ودرست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأميركية ببيروت، ثم سافرت إلى لندن، حيث التحقت بجامعتها وحصلت منها على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، وعملت أستاذة للأدب العربي في عدد من الجامعات العربية والأميركية، قبل أن تتفرّغ لمشروعها "بروتا".

هذا الحوار أجريتُه معها لـ"الفيصل"، وتطلب ذلك أن ألتقيها مرات عدة، في بيتها في عمّان، وفيه نقف على محطاتٍ مضيئة في رحلة التجربة، ونطلّ على رؤى هذه الباحثة التي تمثّل علامةً فارقة في المشهد الثقافي العربي، ونسمع منها عمّا يؤرقها ويشغل بالها، ونتعرف موقفَها من عددٍ من القضايا الملحّة والراهنة.

● خضتِ معركة حقيقية للتعريف بالأدب العربي، كيف تنظرين الآن إلى ما قمتِ به؟ وماذا تقولين للأجيال الجديدة التي هي أحوج ما تكون إلى قدوة أو نموذج؟

■ تبدأ المعركة منذ الطفولة: كيف ينشـأ الطفل وماذا يعرف عن تراثه ووضعه الحضاري في الحاضر والماضي. أنا نشأت في جوّ وطني حتى النخاع، فليس غريبًا أن أتبنّى ملءَ قسمٍ من فجوات التاريخ بما أنجزناه ما دمتُ قادرة على هذا. لا يمكنني أن أنسى تلك اللحظة التي غيّرت حياتي. كنت في أستوكهولم مع الشاعرين التونسيين المنصف الوهايبي ومحمد الغزّي مسافرين من بيت صديقتي العزيزة "سيغريدْ كالِهْ" في ريف العاصمة عبر أستوكهولم جنوبًا إلى "لونْدْ" لحضور مؤتمر عن الشعر العربي والسويدي الذي كان سينعقد في "لونْدْ" في جنوب السويد، وذهبنا بتدبير مسبق من رئيس مكتبة مؤسسة نوبل السيد "أوستن شوستراند" إلى زيارة هذه المكتبة الكبيرة التي كانت تجمع آلاف الكتب العالمية. فبعد أن تجولنا في المكتبة طلبتُ أن نرى الأرشيف العربي. وتردد "شوستراند" لحظتين ثم فتح لنا درجًا صغيرًا وأخرج منه أربعة كتب محدودة الحجم مترجَمة من العربية إلى الإنجليزية، وهذا كان كل ما عندهم من لغتنا. وسمعتُ صوتي يعلو بفزع للمنصف الذي كان واقفًا قربي: "تغيّرت حياتي يا منصف!". فقد صممت على أن أفعل كل ما بوسعي لتغيير هذا الوضع الشائن. وبدأ مشروع "بروتا" العمل على هذا في اليوم التالي. والحق أنه لم يُفشلني قط، وإن كان للذكورية أيّ تأثير فهو أن المساندات لم تأتِنا إلا بعد إنجاز مشروع نعمل عليه، فإذا أتممناه ونشرناه أعطونا المشروع التالي، وكان في وسعي أن نعمل على عـدة مشاريع معًا كما كنت أنوي، فالوضع حرج ويحتاج إلى بذل سخيّ للوقت والمال، ولكن الباذلين للمال لم يقتنعوا ولم يساندوا لنا إلا مشروعًا واحدًا بعد مشروع. ومع شكري الجزيل لهم لا بد من القول: إن تردّدهم في استغلال طاقتنا على عملٍ واسع قد قلّص مردودنا العملي كثيرًا رغم حاجة الثقافة العربية إلى إنجاز عـدة مشاريع دفعة واحدة.

أنا ما زلت أذكر، بقهرٍ وحرقـة، كيف نشأ جيلي الذي وُلـد بعد هجوم الاستعمار الغربي علينا بقليل، فقد كان يعرف عن تاريخ الإمبراطورية الإنجليزية أكثر بكثير مما يعرف عن تاريخ العرب الذين كانوا لعشرة قرون على الأقلّ في العصر الوسيط، أقوى الأمم غربي الهنـد وأعمقها حضارة وإبداعًا. اليـوم أصبحت المعرفة عن التراث العربي متاحة لطلبة العلم إلى حدّ مقبول، ولم يعد الجهل بها مقبــولًا.

في مواجهةٍ لي مع معلمة إنجليزية في سنوات الاستعمار الأخيرة في فلسطين، تظهر علائم المؤامرة علينا وذلك التلقين الذي كان يتلقّاه الموظفون الإنجليز في دوائرنا لإخضاعنا والبروز علينا آمرين متمردين. أنا تغلبتُ على هذا وأظهرتُ مكيدتهم، ولكن هذا التغلب لم يكن ميسورًا للكثيرين الذين تربّوا على الخوف من المستعمِرين ومحاولة إرضائهم.

● توصَف عمليات الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، بأنها رهن المصادفة والارتجال. كيف يمكن إطلاق مشروع عربي جدّي يأخذ على عاتقه نقل ثقافتنا إلى العالم؟

■ ليس هذا أمرًا عسيرًا أبدًا. مشروعي مشروعٌ عربي جدّي كل الجـدّة وناجح كل النجاح، وقد أخذ على عاتقه نقل ثقافتنا إلى العـالـم، ولكن الذين ساندوه فعلوا ذلك بتدريجٍ ومحدودية، وبدل أن نُخرج ست أو سبع موسوعات في ١٨ شهرًا كما كنت مصممة وكما كنا قادرين، اضطررت إلى تقليص العمل ليتماشى مع توقيتهم. يبدو لي أن كل عمل دقيق منظم يعتبره معظم المسؤولين صعبًا غير ميسور. ما الذي كان يمنع المقتدرين العرب أن يساعدونا للقيام بمشروعنا الذي قدمته لهم عامرًا كاملًا لا ينقصه إلا المال، والمال طلبته منهم وأعطيتهم الخيار في إدارته هم بأنفسهم ولكنهم لم يؤمنوا بشيء ولا سيما بروح العمل نفسه وقيمته وضرورته. لم يبدُ ذلك مهمًّا أو لعلهم ظنوه غير ممكن، أي أنهم لم يدركوا لبابه الأساسيَّ ومقدرتنا عليه، وأظن أن ذلك كان يعـود ليس فقط إلى سوء التقدير لقيمته الإبداعية وفعاليته الأدبية والجمالية، بل أولًا لأن الشعور بتخلّفنا عن ركب الحضارة والإبداع كان منغرسًا في النفوس. ثم إن الذكورية دائمًا كامنة وترفع رأسها لتقليص دخول المرأة إلى العالم المتحرك ما استطاعت. مع كل هذا، إنّ ما قدمناه حتى الآن لم يكن محدودًا على الإطلاق.

● خلال مشروعك الثقافي لنقل عيون الأدب العربي إلى الإنجليزية، ركزتِ كثيرًا على إصدار الموسوعات الكبيرة. لماذا التركيز على الموسوعات؟

■ كنت أودّ إدخال أجمل ما عندنا من إبداع، وهذا قد لا ينجح إذا ركزتُ فقط على انتخاب عدد معين من كل بلد عربي، فقد يكون في بلدٍ ما مبدعٌ كبير هو الوحيد في بلده، ولذا فقد ركزت على انتخاب الأجود المتاح في العالم العربي جميعه دون الإعلان عن عدد المبدعين هنا أو هناك، قليلهم أو كثيرهم. الموسوعة العامة تتخطّى هذا النوع من الإعلان وتقدم أجمل المنتخبات باسم العرب جميعهم.

● تقولين إنه لم يَحْمِكِ من القلق في شبابك إلا انتماؤك العربي ورؤياك للوطن الكبير وإمكاناته الشاسعة. لكن يبدو أن الرياح قادت السفينة إلى غير ما كنتِ أنت وأبناء جيلك تأملين. هل تعتقدين أن حلم الوحدة ما زال ممكنًا، ولماذا؟

■ نحن في صراع عميق مع مخططٍ غاية في اللؤم والبراعة، وقد خضع العرب له منذ زمن غير قليل. لقد لمست أنا شخصيًّا سوء تقدير الشبان العرب المتعلمين لإنجازات الثقافة العربية عبر القرون وتصديقهم لتراخينا، ذلك التراخي المزعوم، عن إغناء الإبداع الأدبي العالمي وهذا رغم أننا من أوائل بناة الثقافة الإبداعية في العالم. ولكن السؤال هنا هو: ما الذي يفعله وزراؤنا المسؤولون عن الثقافة العربية؟ ما بحثهم في هذا الأمر؟ ما اجتهادهم؟ ما مخططهم؟ هل يرضون أن يتركوا مخطط التغيير والانقلاب الذي نحتاج إليه كثيرًا دون جعله من أوائل متطلبات مخططهم الثقافي؟ كيف يرضون بالصمت عن معايير مجحفة ضدّنا ويتركونها تقرر سمعـة هذه الأمة ثقافيًّا؟ لم يعـد ممكنًا ترك المخطط الاستعماري ينمـو وينغرس عامًا بعد عام في العقول، فحتى جيل الستينيات في القرن الماضي كما أذكر، نشأ يظن أننا تخلفنا عن الإبداع تاريخيًّا. ولم يستغلّ أحدٌ من الرعاة القادرين على مواجهة هذه الافتراءات ضدنا، مركزَه ليحاول تغيير هذا الوضع. كيف حدث ويحدث هذا؟ إنه أمر جاد جدًّا.

● حركة الثقافة في العالم تتسارع على ما يبدو، نحو التبادل الثقافي المتكافئ. ما الذي ينبغي أن نفعله كعرب لتحقيق حضورنا المناسب الذي يعبّر عنا؟

■ نؤسِّس مركزَين رئيسيْنِ للثقافة؛ أولهما مركز يدْرس ما يَحْسُن تقديمه إلى العالم تحت مخطط مدروس، يعمل فيه أساتذة معتمدون؛ وثانيهما مركز يشرف على نقله عالميًّا عبر الترجمة. وللمركزين فروع متعددة، بحسب الحاجة. وتفصيلًا أكبر: نعيّن لذلك لجنـةً مرموقة من المثقفين المتخصصين منهم بالثقافة العربية قديمها وجديدها وعندهم أيضًا معرفة بالثقافة العالمية، على الأقل بإحدى لغات العالم الأولى. وذلك لانتخاب النصوص، واضعين لذلك شروطًا مدروسة قبل البـدء في أيّ عمل. ويتبع ذلك عملية الترجمة نفسها، وهذه مؤهلة عندنا في "بروتا"، ولا يمكن التنازل عن أيٍّ من شروطها. فالترجمة الجيدة تسير في أربعة مدرّجات هي: الترجمة الأولى، التدقيق المعنوي للترجمة، تحرير الترجمة (أي وضع العمل المترجم بدقة في لغةٍ وأسلوب يضمنان الأمرين معًا: معانيه وجمالياته)، والتدقيق الأخير الذي يعنى بالأمرين؛ المعنى والمبنى.

من حوار اجرته معها مجلة الفيصل عام 2018