المصارف الإلكترونية

Monday 15th of August 2011 05:55:30 PM ,

ملحق الاقتصادي ,

علي نافع حمودي
يشهد العالم طفرة علمية كبيرة أثرت إيجابياً على مجمل نواحي الحياة وقللت من الوقت والجهد معاً، ومن أبرز الإنجازات ما تحقق من ثورة مصرفية حقيقية تمثلت في التوسع الهائل في ميدان التكنولوجيا المصرفية، نتج عن التوسع مظاهر انتشار المصارف الالكترونية التي تعتبر حديثة مقارنة بالمصارف التقليدية لما تحققه من مزايا عديدة.

وتختلف التسميات حول مفهوم المصارف الالكترونية ولكنها تصب في مفهوم واحد هو المصارف التي تعمل عن طريق شبكة المعلومات الدولية (الانترنت).
وبالتالي يمكن للعميل أن يتصل بالمصرف مباشرة بالاشتراك العام،عبر شبكة المعلومات الدولية وإجرائه لمختلف التعاملات بيسر وسهولة، وهذا ما يتبعه العديد من رجال الأعمال في العراق في إنجاز تعاملاتهم التجارية مع دول العالم الأخرى دون انتقالهم من أماكنهم وهذا ما وفر لهم الجهد والوقت معاً.
وتعود نشأة المصارف الإلكترونية إلى بداية الثمانينات مع ظهور النقد الإلكتروني، أما استخدام البطاقات كان مع بداية القرن الماضي في فرنسا على شكل بطاقات كرتونية تستخدم في الهاتف العمومي، وبطاقات معدنية تستعمل على مستوى البريد في الولايات المتحدة الأمريكية.
خلال منتصف التسعينات ظهر أول مصرف إلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية يميّز بين نوعين من المصارف كلاهما يستخدم تقنية الصيرفة الإلكترونية، وكان سبب انتشار المصارف الالكترونية يعود إلى عنصرين أساسيين: الأول أهمية ودور الوساطة بفعل تزايد حركية التدفقات النقدية والمالية في مجال التجارة،والثاني تطور المنظمة الإعلامية للاتصال التكنولوجي والتي تم استثمارها بشكل كبير جداً في مجال عمل المصارف.
ويجب علينا أن نعرف أن هناك ثلاثة أصناف أساسية للمصارف على شبكة المعلومات الدولية تتمثل هذه الأصناف في: الموقع المعلوماتي: يمثل المستوى الأساسي والحد الأدنى للنشاط الإلكتروني المصرفي، ويسمح هذا الموقع للمصرف بتقديم معلومات حول برامجه ومنتجاته وخدماته المصرفية.
و الموقع الاتصالي: يتيح هذا الموقع عملية التبادل الاتصالي بين المصرف والعملاء مثل البريد الإلكتروني،تعبئة طلبات أو نماذج على الخط،وتعديل معلومات القيود والحسابات،الاستفسارات.والموقع التبادلي: ويمكن من خلاله أن يمارس المصرف نشاطاته في بيئة إلكترونية، كما يمكن للعميل القيام بمعظم معاملاته إلكترونيا من سداد قيمة الفواتير، وإدارة التدفقات النقدية، وإجراء كافة الخدمات الاستعلامية سواء داخل المصرف أو خارجه.
ولا بد هنا أن نشير إلى نقطة متميزة تتمثل بأن هذا النوع من المصارف بقدرتها على الوصول إلى شريحة أوسع من الزبائن دون التقيد بمكان أو زمان معين وبإجراءات بسيطة جداً تبتعد عن الروتين والروقراطية، كما تتيح لهم إمكانية طلب الخدمة في أي وقت وعلى طول أيام الأسبوع وهو ما يوفر الراحة للعميل، إضافة إلى أن سرية المعاملات التي تميز هذه المصارف من ثقة العملاء فيها. إضافة إلى إنها تقوم تقديم جميع الخدمات المصرفية التقليدية، مع تقديم خدمات جديدة عن طريق شبكة المعلومات الدولية (الانترنت).
وهناك عدة أشكال لهذه الخدمة ظهرت في بعض الدول ففي أمريكا بدأت هذه الخدمة مع ميدلاند، المصرف الذي يقوم بتوفير الخدمة تحت اسم الحساب الأول المباشر ,يتم الاتصال بالمصرف عن طريق رقم سري خاص يمكن الزبون من تحويل الأموال أو الأمر بالدفع لصالح دائنيه.
في بريطانيا دخلت هذه الخدمة 1985 وكانت تعمل بواسطة شاشة متوفرة لدى العميل في المنزل يتصل مباشرة مع المصرف، تمكنه من معرفة كل المعلومات التي هو في حاجة إليها وبأقل تكلفة وجهد.
أما في عام 1987 تمت إضافة خدمة الصوت أي محادثة بين الزبون والمصرف مباشرة من خلال الحاسب الآلي الخاص بالزبون.
ونرى أن تكلفة العمل المصرفي على الانترنت منخفضة بنسبة كبيرة مقارنة بالقنوات التقليدية الحديثة وتوفر بيئة عمل سليمة جداً.