خمسة أسباب جعلتها بطولة لا تنسى

Tuesday 20th of July 2010 05:00:31 PM ,

الملحق الرياضي ,

إعداد / المدى الرياضي
مرت عشرة ايام على نهائي المونديال وما زالت أفراح الجماهير الإسبانية مستمرة لاسيما واللقب الغالي هو الأول في تاريخ الإسبان في أول نهائي لهم في التاريخ كما أن جماهير كرة القدم في العالم لم تطو صفحة المونديال بعد.. فجماهير جنوب أفريقيا ما زالت تحلم بالمونديال الذي زين القارة السمراء طوال شهر كامل وعلى الرغم من أن جنوب أفريقيا هي من حظيت بتنظيم الحدث العالمي إلا أن القارة كلها عاشت هذا الحلم كما كانت كل الجماهير الأفريقية تساند غانا في مشوارها الناجح بهذه البطولة

وقد حظيت البطولة بمتابعة جماهيرية كبيرة سواء من خلال النقل التلفزيوني أو المتابعة من الملعب وستظل هذه البطولة محفورة في ذاكرة الجميع سواء كانوا لاعبين أو مدربين أو جماهير للعديد من الأسباب.
(المدى الرياضي) تلقي الضوء على الأسباب الخمسة التي جعلت هذه البطولة لا تنسى وحُفرت ذكرياتها في قلوب عشاق الساحرة المستديرة.
1 إسبانيا على المنصة للمرة الأولى
شهدت هذه البطولة ظهور قوة عظمى على غرار ما يحدث في السياسة فقد تمكن الإسبان من أن ينالوا إعجاب كل الجماهير حتى جماهير الفرق المنافسة لاسيما مع الأداء المبهر الذي قدموه في كل المباريات بالرغم من الهزيمة في المباراة الأولى على يد سويسرا حيث أصبح الماتادور أول منتخب يفوز بلقب المونديال بعد الهزيمة في المباراة الأولى.
الإسبان أبهروا العالم منذ عامين وتحديدا في بطولة أمم أوروبا 2008 حين تمكنوا من خطف اللقب على حساب ألمانيا في المباراة النهائية. وفي كأس العالم زاد إعجاب الملايين بالماتادور الذي خالف كل التوقعات بعد أن توقع الكثيرون خروج إسبانيا من الدور الأول بعد الهزيمة المفاجئة في دوري المجموعات لكن الإسبان استفاقوا سريعا وتمكنوا من الفوز في كل مبارياتهم بنتيجة مرضية وأداء مذهل.
المدير الفني فينسنت ديل بوسكي قدم بطولة هي الأروع لاسيما مع توظيفه لاعبيه وتمكنهم من السيطرة على مجريات الأمور بطريقة لعب أشاد بها الجميع وعجز عن إيقافها كل المنتخبات التي واجهت الإسبان.
2 سقوط القوى العظمى
حظيت هذه البطولة بعدد من المفاجآت لا يمكن أن يتوقعها أفضل العرافين فقد شهدت هذه البطولة سقوط الكبار واحدا تلو الآخر ولم ينج من المقصلة سوى المنتخب الألماني الذي نجح في الظفر بالمركز الثالث بعد أداء ممتع ولولا مواجهة إسبانيا في نصف النهائي لتمكنت الماكينات من تحقيق اللقب لكن الحظ العاثر أوقعها أمام الماتادور الذي أطاح بكل شيء.
فرنسا بطلة العالم 1998 كانت أول ضحايا المونديال بعد أداء ضعيف ونتائج سيئة حيث لم تحقق أي فوز وتلقت هزيمتين أمام المكسيك وجنوب أفريقيا على الترتيب قبل أن تتعادل مع الأوروغواي سلبيا، وبدا نجوم منتخب الديوك بعيدين كل البعد عن المستوى الذي يظهرون به مع أنديتهم على الرغم من الأسماء الكبيرة التي يضمها المنتخب الفرنسي، وودعت فرنسا لتلحق بها إيطاليا بطلة مونديال 2006 بعد يومين فقط بعد أن أخفقت في تحقيق أي فوز على غرار فرنسا وودعت المونديال ومعها مارشيلو ليبي المدير الفني الذي ختم مشواره التدريبي بالنهاية الأسوأ التي لا تضاهيها سوى نهاية فابيو كانافارو كابتن الآزروي الذي أعلن اعتزاله عقب الخروج المهين.
البرازيل بطلة نسخة 2002 كانت أفضل حالا من فرنسا وإيطاليا حيث خرجت من دور الثمانية على يد هولندا وصيف البطل بعد أداء مخيب في هذه المباراة تحديدا بعد إصرار المدير الفني المقال دونغا على طريقة لا تشبه لعب البرازيل التي تعودت الجماهير منها على المتعة . ولحقتها الأرجنتين في اليوم التالي بعد سقوط مدوّ على يد ألمانيا عقب الهزيمة برباعية نظيفة ليسقط التانغو وقائده ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم ومعه المدير الفني مارادونا الذي تباهى كثيرا قبل البطولة وتفرغ للتصريحات الرنانة ضد بيليه وبلاتيني وكل من انتقدوه وخرجت الأرجنتين على الرغم من توقع الجميع أن مشوار التانغو في المونديال الأفريقي لن ينتهي بسرعة لكن مارادونا ومنتخبه خالفوا كل التوقعات وأثبت المدير الفني افتقاره للخبرة اللازمة لقيادة منتخب كبير ليكمل التانجو مسلسل السقوط الكبير.
3 الفوفوزيلا الصداع اللذيذ
ارتبط مونديال جنوب أفريقيا بهذه الآلة التشجيعية التي أبهرت المشجعين من أنحاء العالم وتجاوبوا معها بسرعة وأصبحت هي الشعار الأساسي لكل جماهير المونديال وعلى الرغم من مناداة الكثيرين بمنع دخول هذه الآلة إلى المدرجات إلا أن اللجنة المنظمة فشلت في ذلك لتعلق الجماهير بها.
ولكل بطولة ظاهرة خاصة بها في المدرجات تحديدا ويمكن اعتبار الفوفوزيلا أو الصداع اللذيذ هي بحق ظاهرة هذا المونديال فقد شهدت شدا وجذبا من كل الأطراف حيث حاربها اللاعبون وفيفا واللجنة المنظمة لكن الجماهير تمكنت من الدفاع عن اختراعها ونجحت في النهاية أن تجعل الفوفوزيلا تستمر إلى نهاية المونديال حتى أن الجماهير غير الأفريقية كانت تسعى لالتقاط الصور التذكارية وهي تحمل آلة التشجيع المجنونة التي جعلت بعض اللاعبين يشيرون للحكام في العديد من المباريات أنهم لا يسمعون الصافرة للضوضاء التي تسببها الفوفوزيلا حيث ينفخ الآلاف في هذه الآلة في وقت واحد ما يسبب ضوضاء لا يستطيع معها بعض اللاعبين تمييز صافرة الحكم.
وبرغم الجدل الذي أثير حول هذه الآلة إلا أنها في النهاية تظل أثرا وماركة مسجلة باسم مونديال جنوب أفريقيا.
4 نجاح تنظيمي غير متوقع
نالت جنوب أفريقيا من النقد الكثير في ظل توقع الكثيرين بعدم قدرتها علي تنظيم هذا الحدث الفريد وأرسلت ألمانيا خطابا للاتحاد الدولي لتبلغه أنها على أتم استعداد لاستضافة الحدث العالمي في حال فشلت جنوب أفريقيا.
جنوب أفريقيا خالفت كل التوقعات فمع شبكة اتصالات ومواصلات وبنية تحتية وملاعب ومنشآت على أعلى مستوى وحفلي افتتاح وختام اتسما بالبساطة وغلبت عليهما السمة الأفريقية خرج المونديال في أجمل صورة ونال تنظيم جنوب أفريقيا لهذا الحدث إشادة على كل الصعد.
الإشادة بالتنظيم جاءت على لسان بلاتر رئيس الاتحاد الدولي شخصيا في مؤتمر صحفي عقب نهاية المونديال نقل فيه تحية العالم للقائمين على هذا الحدث ولجنوب أفريقيا حكومة وشعبا للمجهود الخرافي الذي بُذل في إقامة الملاعب والطرق مشيرا إلى أن جنوب أفريقيا أصبحت على أجندة الاتحاد الدولي ومن الممكن أن يلجأ إليها في حال حدوث أي ظرف طارئ يتوجب معه نقل البطولة من بلد لآخر.
النجاح الجنوب أفريقي لازمه نجاح من جانب الجماهير حيث توقع الكثيرون ألا تنجح البطولة في ظل عزوف جماهيري على غرار ما حدث في بطولة كأس القارات العام الماضي بجنوب أفريقيا إلا أن الجماهير ساهمت بشكل كبير في إضفاء عامل النجاح على البطولة الأغلى بين بطولات فيفا.
5 حضور سياسي مكثف
تعودنا في المونديالات السابقة على أن يحضر رئيس البلد المستضيف حفلي الافتتاح والختام وذلك لإعطاء البطولة مزيدا من الاهتمام الشعبي والرسمي وترسيخا لمبدأ أن كرة القدم لا تقل بأي حال من الأحوال عن أي شأن آخر حتى السياسة وهو ما وضح في مونديال جنوب أفريقيا حيث حرص الرئيس الجنوب أفريقي على حضور معظم المباريات وليس الافتتاح والختام ومباريات منتخب بلاده فقط.
الجديد في هذه البطولة أن اهتمام الساسة في العالم بكرة القدم زاد بدرجة وسعت مفهوم الاهتمام بكرة القدم لتشمل الجانب الرسمي بعد أن كانت مقتصرة على الجانب الشعبي حيث شهد المونديال حضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مباريات الماكينات للتأكيد على دعم المنتخب الألماني كما شهدت جنوب أفريقيا حضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون مباريات منتخب بلاده قبل خروجه على يد غانا، إضافة إلي جانب حضور الملكة صوفيا ملكة إسبانيا لمباراة المنتخب الإسباني وحرصها على النزول إلى غرف خلع الملابس بعد المباراة النهائية لتهنئة اللاعبين شخصيا للتأكيد علي دعم الماتادور وكذلك الحضور من الجانب الهولندي من قبل أمير هولندا.
كل هذا يدل على تغير الوضع بالنسبة لكرة القدم التي لم تعد رياضة من أجل الترفيه والمنافسة فقط وإنما بدأت السياسة تدخل في نطاق الاهتمام بكرة القدم ما يؤكد أن السنوات القادمة ستشهد اهتماما مكثفا بكرة القدم والفضل يعود لمونديال جنوب أفريقيا 2010.