خطيبة الملك فيصل الثاني الأميرة الحزينة فاضلة

Sunday 4th of March 2012 07:42:34 PM ,

ذاكرة عراقية ,

جواد الرميثي
في صباح 14 تموز 1958، كانت الاستعدادات قائمة في مطار( يشيل كوي) باستانبول لاستقبال الملك فيصل الثاني . وكان رئيس الوزراء عدنان مندريس على رأس الوفد الذي كان ينتظر وصول الملك العراقي . إلا أن الجميع فوجئوا بوقوع الانقلاب في العراق .

لم تعرف عائلة الأميرة (فاضلة ) خطيبة الملك فيصل ، تفاصيل الأحداث المروعة للانقلاب إلا بعد أيام. حيث علموا بمصير الأمير عبدالاله ورئيس الوزراء نوري السعيد والملك فيصل الذي كان يبلغ الثالثة والعشرين من عمره ، والذي أصيب بجروح بليغة ، وظل ينزف حتى الموت
كانت العلاقات العراق مع تركيا في أوج ازدهارها. وكانت قصة خطوبة الملك فيصل الثاني للأميرة فاضلة حفيدة آخر السلاطين العثمانيين وحيد الدين قد بدأت في صيف 1957 .
فاضلة ، سليلة السلاطين
تنتمي فاضلة التي ولدت في باريس عام 1940 ، إلى عائلة عريقة من جهة أمها الأميرة (زهرة خانزاده) ، فهي كريمة عمر فاروق أفندي نجل السلطان العثماني عبدالمجيد الثاني ، وابنة الأميرة صبيحة ،كريمة آخر السلاطين العثمانيين وحيدالدين . وقد تزوجت الأميرة خانزاده من زوجها الأمير محمد علي إبراهيم في القاهرة عام 1940 . وتوفيت في باريس عام 1977 . وبذلك فان الأميرة فاضلة ، عثمانية من جهة أمها ،ومصرية من جهة الأب . اضطرت فاضلة إلى مغادرة تركيا مع عائلتها ، وهي ابنة أربعة أشهر، عقب صدور قرار من الحكومة التركية ، بنفي كل من ينتمي بصلة القرابة إلى عائلة السلطان العثماني .حيث عاشت متنقلة مع عائلتها في مدن عديدة مثل: نيس والقاهرة والإسكندرية قبل أن تعود مع عائلتها إلى تركيا عام 1954 .
كانت فاضلة ، ذات جمال فاتن وأخاذ .وقد تعرفت على الملك فيصل في حزيران عام 1954 في حفل أقيم في بغداد أثناء زيارة عائلتها للعاصمة العراقية. بعد سنة من هذا التعارف كان اللقاء الثاني بينهما في فرنسا ،حيث قررا الزواج. زار الملك فيصل استانبول في 1957 والتقى مع فاضلة في جولة بحرية ،على متن يخت الأميرة خانزاده.وتكررت اللقاءات وتوثقت عرى العلاقات العاطفية بينهما ، فكان أن تم إعلان الخطوبة في 13 أيلول 1957 بعد أن تقدم الملك رسميا للزواج منها.
بعد يومين من عودة الملك إلى بغداد ، أعلن رئيس ديوان التشريفات علي جودت نبأ الخطوبة . توجهت فاضلة بعد إعلان الخطوبة رسميا ، إلى فرنسا ومنها إلى لندن لتلقي دروس في مدرسة (فينشينك اسكول) استعدادا للزواج .
كان الملك يقوم أحيانا أثناء زيارته لاستانبول ، بزيارة خطيبته فاضلة ، ومنها كانا يقومان بزيارة بعض الدول الأوربية ، وكانت الصحف والمجلات تنشر صورا مختلفة للخطيبين السعيدين .
كما قامت الأميرة مع والديها بزيارة بغداد قبل الانقلاب بعدة أسابيع .وعادت منها إلى مدرستها في لندن .
وقع خبر مقتل الملك على خطيبته فاضلة كالصاعقة، بعد استماعها إلى نشرة أخبار الإذاعة البريطانية ، من جهاز الراديو الموضوع في صالة المدرسة . انهملت الدموع من عينيها الخضراويين ، وهرعت زميلاتها يواسينها تخفيفا للحادث المرعب ، التي ظلت تعاني منه فترة طويلة ، عاشت خلاله ذهولا تاما . .بعد سنوات من مقتل خطيبها الملك فيصل الثاني ، تزوجت الأميرة فاضلة من الدكتور خيري اوركوبلو نجل رئيس وزراء تركيا الأسبق سعاد اوركوبلو ، ورزقت منه بولدين : علي وسليم . رغم ذلك تم طلاقهما في 10 /12/1965 .حيث بدأت بالعمل عام 1980 في هيئة اليونسكو .