الإعلام قيم ومبادئ..استراتيجية وآليات تطوير إعلام معاصر في كردستان

Saturday 9th of June 2012 08:45:39 PM ,

ملحق اوراق ,

تاليف : د .شيرزاد قاضي
نشر :دار المدى _الطبعة الأولى _2011
مراجعة :فريدة الآنصاري
يهدف هذا الكتاب الى تعريف القارئ بالقيم والمبادئ التي تتحكم في عمل الصحفيين ، مع التركيز على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في إقامة مجتمع مدني في كردستان ،كما يهدف الى تشخيص الإشكاليات التي تصاحب العمل الإعلامي، ويضع المقترحات التي تحدد حيادية الإعلامي

دون الإنحياز لهذا الحزب أو ذاك ، او لطائفة معينة مستفيداً من تجربته في العمل في المجالين الإذاعي والتلفزيوني. ولعل هذا الكتاب يعد من أوائل الكتب العلمية ذات الدراسة الجادة والموضوعية عن الإعلام الكردي ،والتي اعتمدت على المنهج العلمي التحليلي ،مستنداً على عدد كبير من المصادر والمراجع باللغة العربية والكردية والانكليزية ، متجنباً اعطاء الأحكام المسبقة أو الخوض في السياسة .
يقع الكتاب في 248 صفحة متضمناً مقدمة واربعة فصول ،وملاحق .
في مستهل الكتاب يتتبع المؤلف المسار التاريخي والجغرافي لنقل الاخبار وتطور وسائل الإعلام، التي صاحبت تطور الإنسان، ونشوء الدول والقوانين والدساتير، وظهور عدد من الكتاب والفلاسفة ودعوتهم الى الحرية والديمقراطية ،فدعت حاجة الإنسان الى ايجاد وسيلة تعبر عن ارادته وتطلعاته ،وتكشف له مكامن الفساد ، فجسدت الصحف هذه الرغبة الملحة .فكانت (اخبار الأسبوع ) أول صحيفة انكليزية صدرت سنة 1622،وبعد قيام الثورة الفرنسية واعلان حقوق الإنسان الذي نص على حرية الرأي والتعبير كجزء من حقوق الإنسان حدثت ثورة في تطور الصحف في العالم ،واصبح الإنسان يجد فيها متنفساً لتطلعاته، .فتحولت الصحافة الى قوت يومي للإنسان .
ولم يكن الإعلام الكردي بمعزل عن تلك التطورات، فتزامن مع ظهور الوعي القومي الكردي الذي تأثر بظهور الحركات القومية وتطور الديمقراطية الغربية، وكانت صحيفة (كردستان ) أول صحيفة كردية عبرت عن القضية الكردية ،اصدرها مقداد مدحت بك في القاهرة ف 22نيسان 1898. وبعد العدد الاول صدرت اعداد اخرى من الصحيفة ذاتها في مدن اوربية ،ترسل منها الى كردستان وتوزع مجاناً ، وبعد ذلك صدرت العديد من الصحف والمجلات الأسبوعية واليومية من قبل جمعيات كردية في اسطنبول والعراق واوربا مثل صحيفة (بانكي كوردستان الثقافية )وباري كوردستان وزار كومانجي وآزادي وغيرها من الصحف العلنية والسرية التي يمضي المؤلف في تحليل مضمونها وبيان دورها الفعال في تعريف العالم بالقضية الكردية
ومع تزايد حملات القمع على الاكراد لقي العاملون في الصحف الكردية صعوبات جمة في توزيعها ،مما اظطرهم الى العمل السري واكتشاف اساليب جديدة لتبقى على صلة بقرائها لتعرفهم بالقضية الكردية .وفي اعقاب حرب الخليج الأولى اصاب الاعلام الكردي الركود بسبب الحصار وسوء الوضع الأقتصادي في العراق عموما، غير انه تمكن من تجاوز ذلك في مستهل عام 2000.
يتطرق المؤلف بعد ذلك الى وسائل الإعلام الآخرى فيذكر كيف تم افتتاح القسم الكردي في الاذاعة العراقية الرسمية في بغداد عام 1939 .وفي عام 1963تاسست إذاعة سرية في منطقة كردستان العراق بإسم (صوت كردستان العراق ).
بعد ذلك يتناول المؤلف التحديات التي واجهت الصحفيين الكرد وخاصة في عام 1963 وفي عهد صدام حسين ،وتعرضهم للإغتيال والخطف بعد سقوطه ، غير ان ذلك كما يذكر لم يمنعهم من المضي في عملهم وفق أسس علمية تعكس حاجة الجماهير وتكسب ثقتهم ،يتطرق المؤلف اليها في ص84 -99.
وبعد حدوث الثورة العلمية التقنيه العالمية في وسائل الإعلام ، وسقوط نظام صدام حسين الذي حجب جميع وسائل الإعلام التقنية المتطورة عن العراق لسنوات عديدة ، أصبح لازماً على الإعلام الكردي اللحاق بمسيرة التطور العلمي التقني .فظهرت الصحافة الألكترونية ،وتحولت الى إعلام جماهيري يستقطب شرائح كثيرة من المجتمع الكردي ،ومن الطبيعي بان هذه الوسائل الإعلامية قد استغلها عدد من السياسيين والتجار لترويج فكرة ما او بضاعة ما للتأثير على الجماهير ثم يتطرق المؤلف الى الدعاية المضادة واساليبها مبينا كيفية التعامل معها في نهاية الفصل الثالث.
ينتقل المؤلف بعد ذلك الى دراسة استراتيجية الأعلام الكردستاني تجاه القضايا الآنية والمستقبلية ، داعياً الصحفيين الى الاستفادة من التجارب السابقة والاعتماد على البحوث والدراسات المحايدة ،ووضع استراتيجية قريبة ومتوسطة وبعيده المدى لتطوير المجتمع ،وتحويله الى مجتمع مدني متطور وفي هذا الصدد يقدم المؤلف في نهاية الفصل الرابع المقترحات التي يمكن الأستفادة منها. حتى تكون ركيزة للصحفيين .
وفي الختام لا يسعنا الا التأكيد على اهمية الكتاب في التعريف بالأعلام الكردي وتطوره والمهام الملقاة على عاتقه ويمكننا اعتباره وثيقة اعلامية لجميع الصحفيين.