محمود أمين العالم.. المثقف الملتزم بقضايا الناس

Friday 23rd of July 2010 04:39:06 PM ,

منارات ,

من دواعي الفخر والإعتزاز أن نجتمع اليوم في " برلين لتكريم الكاتب العربي المصري الأستاذ محمود امين العالم لمنحه جائزة إبن رشد للفكر الحر لهذاالعام. وقع الإختيار علي الأستاذ العالم بقرار من لجنة تحكيم مستقلة ضمت شخصيات ورموزاً فكرية وإبداعية من أقطار عربية مختلفة.

بالرغم من شهرة الأستاذ العالم إلا أننا نود أن نفرد سطوراً قليلة لجزء يسير من سيرته الذاتية ومراحل حياته الصاخبة والمثيرة وهو لا يزال يواصل مسيرته المضنية الأمينة وفعله التنويري في ثقافتنا العربية.
ولد محمود أمين العالم في اليوم الثامن عشر من شهر شباط عام 1922 في حي الدرب الأحمر في القاهرة وعاش في هذا الحي الشعبي حتى بلغ الثلاثين من عمره. يقول العالم عنه:
"فأنا لا يكاد يسعدني شيء مثل العودة دائماً الى هذه الازقة القديمة الضيقة، أحس فيها بحقيقتي وأتشمم فيها عطر الأصالة والعراقة"
التحق بعد شهادة الثانوية بقسم الفلسفة كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة اليوم) وحصل على شهادة الليسانس، وقد ظل طوال دراسته يقوم بعمل إضافي لتغطية تكاليف الدراسة.
حصل على درجة الماجستير من الكلية نفسها وتم تعيينه في قسم الفلسفة مدرساً مساعداً. لأسباب سياسية تم فصله في نفس العام 1954 مع عدداً آخر من الأساتذة والمدرسين من مختلف كليات جامعة القاهرة.
هناك شخصيات نادرة في التاريخ استطاعت أن تجمع بين الإهتمام والعطاء الفكري والإبداعي وبين الإنخراط في النضال السياسي، منهم العالم، الذي استطاع بصورة خلاقة المزاوجة بينهم ليصبح مفكراً بارزاً ومناضلاً سياسياً في الوقت عينه.
صدر للعالم حتى الآن أكثر من عشرين كتاباً والعديد من الدراسات والمقالات والمحاضرات في مجلات مصرية وعربية واجنبية، وهو يشرف الآن على إصدار كتاب شبه دوري بعنوان "قضايا فكرية"، صدر منها حتي الآن عشرون عددا.ً يكتب العالم في الفلسفة والنقد الأدبي والتراث العربي الإسلامي والفكر القومي السياسي.
بدأ اهتمام العالم بالفلسفة في سن مبكرة بالمرحلة الثانوية حينما بدأ يهتم بالشعر والفلسفة والشطرنج والتأمل الذاتي – كان موضوع رسالة الماجستير، في البداية، بعنوان "نظرية المصادفة في الفيزياء الحديثة" ثم قام بتغييره الى "نظرية المصادفة الموضوعية في الفيزياء الحديثة" بعد إطلاعه على الفكر الماركسي وتحوله عن الرؤية الفلسفية المثالية الى الرؤية المادية الجدلية والى الإشتراكية العلمية التي طبعت مسار حياته.حتى الآن.
يقول بنفسه مشيراً الى بحثه:- "إنه صورة من همومي الفكرية في مرحلةٍ مبكرةٍ من مراحل العمر. ولعل هذه الصورة أن تكون تأصيلاً لكثير من المواقف التي إتخذتها بعد ذلك".
لقد بدأت مسيرة العالم في النقد الأدبي بمجموعة مقالات ودراسات في النقد الادبي كتبها محمود العالم وعبد العظيم أنيس خلال عام 1954، ضُمت في كتاب "في الثقافة المصرية" (1955)، وقد أثارت المقالات وقتها معركة عرفت بأنها معركة الجديد والقديم في النقد الادبي.
بدأت المعركة بمقال لطه حسين حول صورة الأدب ومادته وعارضه الكاتبان بمقال عنوانه "الأدب بين الصياغة والمضمون" ومنذ ذلك الحين والى الآن لم تنتهِ هذه المعركة النقدية حول الكتاب، فمن مؤيد ومعارض ومن ناقد موضوعي وآخر متهافت يخرج الكتاب من السياق التاريخي والإجتماعي والسياسي التي جاءت بها مقالات الكتاب.
تابع العالم منذ الخمسينيات الإنتاج الروائي لكاتبنا الكبير "نجيب محفوظ" بالنقد والتحليل وبنهاية الثلاثية الخالدة توقف "محفوظ" لفترةٍ طويلةٍ ولكن عندما تفاقمت الازمات في ظل العهد الجديد – ازمة الحرية – أزمة الديمقراطية - أزمة القيم وتفشي الإنتهازية – عاد محفوظ لقلمه بمرحلة جديدة من الفكر والبناء الفني إنعكست فى أعماله اللاحقة التي بدأت بروايته الرمزية الملحمية "أولاد حارتنا" والتي لا تزال محظورةً في مصر. يقول العالم عن هذه الرواية:-"إن "أولاد حارتنا" ليست كما يقال تاريخاً للبشرية و ليست كذلك تاريخاً خاصاً بمصر، إنما ببساطة – فيما أعتقد – توكيد للمعني الإنساني الصرف للأديان، توكيد أن جوهر الدين هو العدالة، هو الأمن هو الكرامة، هو الحرية، هو المحبة، هو الخير، هو التقدم للإنسان، إن الأرض ميراث للناس جميعاً وإن المحبة والعدل والأمن والرخاء والسعادة حق للناس جميعاً، هكذا يقول الأنبياء جميعاً، من آدم حتى محمد، من أدهم حتى قاسم وهكذا هو جوهر جهادهم جميعاً"
ثم أصدر العالم كتابه "أربعون عاماً من النقد التطبيقي – البنية والدلالة في القصة والرواية العربية المعاصرة" لم يكن نقده التطبيقي موجهاً لكبار المبدعين المصريين مثل نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، طه حسين ويوسف إدريس فحسب، بل الى عدد كبير من المبدعين في العالم العربي. كما اهتم بالأدباء و الناشئين، كان يستمع الى قراءاتهم و يناقش ويحلل نصوصهم، ورغم ذلك يقول العالم:- "وما أكثر ما أٌحس بالتقصير إزاء هؤلاء الأدباء والفنانين وخاصة الناشئين منهم, عندما يجرفنا تيار الحياة الى موضوعات بعيدة عن أعمالهم".
رغم أعباء التدريس في جامعة باريس الثامنة، تابع العالم التطورات الفكرية والنظريات الأدبية الحديثة وناقش وحاور كثيراً من الفلاسفة والأدباء والماركسيين الجدد. في كتابه "ثلاثية الرفض والهزيمة"، يقدم العالم نقداً للمنهجية البنيوية في الأدب أو المنهجية الهيكلية كما يفضل ان يسميها. كما يتعرض الى النظرية ومصطلحاتها الإجرائية و أصولها وركائزها الفلسفية. ويقول في كثيرٍ من تطبيقات المنهج البنيوي ذكاء ولمعان ما يمكن الإستفادة من نتائجه في إضاءة العمل الأدبي.
يستخدم العالم المنهج البنيوي تطبيقياً على ثلاث روايات للروائي المصري "صنع الله إبراهيم"، "تلك الرائحة"، "نجمة اغسطس" و"اللجنة". وقد ترجمت بعض روايات صنع الله إبراهيم الى الألمانية.
ناقش أفكار الشيخ على عبد الرازق، محمد عبده، حسين هيكل، طه حسين، العقاد، زكي نجيب محمود رائد الفلسفة الوضعية في مصر، عبد الرحمن بدوي الفيلسوف الوجودي المصري، وصولاً الى المفكرين القوميين واليساريين المعاصرين حسن حنفي، محمد عابد الجابري، عبد الله العروي، محمد جابر الأنصاري، محمد اركون، أدونيس، سمير أمين، طيب تيزيني، انور عبد الملك، محمد عماره وغيرهم.
ويمتد نقده، ليس الى المبدعين فحسب، بل يتعداه الى نقاد الأدب أنفسهم فيناقش نظرية الأدب أو الدراسات التطبيقية لبعض النقاد مثل سيد البحراوي وصلاح فضل و الناقد و الروائي في نفس الوقت أدوارد الخراط وغيرهم.
وفي كتابه "الإبداع والدلالة" يناقش ثلاثة مفاهيم هي العقلانية في الفكر، والدلالة في الإبداع الأدبي والفني، والخصوصية في الثقافة.
و العالم ليس ناقداً أدبياً فحسب بل مبدعاً شعرياً، فقد صدر له ديوانان من الشعر، وقال مرة في حوار له:- "إنني ممزق بين ثلاثة أشياء الشعر والفلسفة والعمل السياسي، بدأت شاعراً وما زال الشعر في حياتي وكثيراً ما رغبت ان أكون شاعراً فحسب وفي بعض الأحيان اجد في الفكر كل شيء لذا مات الشعر عندي".
إهتم العالم بالتراث وصدر له عام 1997 كتاب "مواقف نقدية من التراث". كتب وحاور إبن خلدون، إبن رشد، أبو حيان التوحيدي، الإمام الشافعي و الغزالي.
كتب العالم عن الفكر العربي المعاصر والفكر القومي العربي. في عام 1986 أصدر كتابه "الوعي والوعي الزائف في الفكر العربي المعاصر" كما خصص عدداً كاملاً من مجلة قضايا فكرية بعنوان "الفكر العربي على مشارف القرن الحادي والعشرين" وإستكتب فيه العالم أبرز المفكرين العرب المعاصرين في بلدان عربية مختلفة.
يقول في بحثٍ له "الهشاشة النظرية في الفكر العربي المعاصر":- "هناك أزمة في الفكر العربي المعاصر ولا سبيل الى فصلها عن أزمةِ الواقع العربي نفسه، موضوعياً وتاريخياً. وتؤرخ هذه الأزمة بعصر النهضة وبما يسمي بصدمة الحضارة، اي هذا اللقاء الدرامي بين الواقع المتخلف والواقع الأوروبي المتحضر الوافد بفكره وأطماعه وعلمائه واساطيله وجيوشه منذ مفتتح القرن التاسع عشر".
ويقول في مكان آخر:- "إننا ما نزال أحوج الى فكر نظري نقدي تأسيسي، وخاصة في هذه المرحلة من حياتنا العربية التي يتفاقم فيها التشتت والتفكك والتسطح والإغتراب والتخلف فى الفكر والواقع على السواء، على حين يتفجر عصرنا بمنجزات معرفية وتكنولوجية باهرة تكاد تشكل نقله جديدة في حضارة الإنسان".
ويواصل:- "لن نتجاوز تخلفنا وتبعيتنا إلا بالإمتلاك المعرفي بحقائق الثورة العلمية الجديدة، ثورة المعلوماتية وبمشروع تنموي قومي شامل ذي ابعاد إقتصادية وإجتماعية وتعلىمية وثقافية وإعلامية وقيمية. مشروع يستوعب تراثنا العربي الإسلامي إستيعاباً عقلانياً نقدياً ويضيف اليه ويستوعب حقائق عصرنا الراهن ويضيف اليه".
و من منطلق مسؤولية المثقف الملتزم بقضايا وطنه، كان ولابد من إيجاد صيغة للتعاون ولتأييد الزعيم جمال عبد الناصر القائد لمعركة العداء للإستعمار والصهيونية والرجعية وتمسكه بموقفه المبدئي، وقد نجح العالم في إيجاد هذه الصيغة، فإرتبط بنظيمات ثورة 23 يوليو 1952 وعمل في إطارها مع تصور إمكانية التحول الإجتماعي الثوري وتحقيق أهدافه وتصوراته مستفيداً من أجهزة الدولة – ثم إختلف معها فكان لابد من بالإختلاف بين رجلٍ لا يتنازل عن مبادئه ودوره التنويري وبين قائد ثورةٍ لا يسمح بلإختلاف والتعدد، فكان لابد ان يحدث الصدام – وعواقبه من فصل تعسفي وتشريد ثم السجون والتعذيب الرهيب.
ومع تهميش وملاحقة المثقفين المصريين الوطنيين والتقدميين، وجد العالم نفسه مضطراً أن يغادر مصر. اولاً الى بريطانيا لفترة قصيرة وبعدها الى فرنسا لتمتد إقامته بها الى احدي عشر عاماً.
ظل العالم ثابتاً على مواقفه وقناعاته الفكرية بالرغم من كل العواصف والهزات وكان في نفس الوقت لا يخشي النقدولا يتواني عن النقد الذاتي.
و نشير هنا على سبيل المثال لا الحصر الى قوله في إحدى إفتتاحيات "قضايا فكرية" (1990):- "إن الدفاع المتصل عن المثال الإشتراكي المتحقق في الإتحاد السوفيتي فكراً وممارسة كان أقوى من نقد سلبياته ونواقصه".
وعلى الرغم من العذابات التي عاناها العالم في سبيل معتقداته ومبادئه فإنه كان من أوائل المدافعين عن عبد الناصر ومشروعه أو حلمه في الدفاع عن وطن متحرر من اشكال الإستغلال، ويقول بموضوعية:-"و الحقيقة البسيطة التي لا تنكر لثورة عبد الناصر، منذ بدايتها عام 1952 حتى وفاته 1970 كانت ثورة من أجل الإستقلال الوطني والتنمية الإقتصادية والإجتماعية. كانت ثورة وطنية معادية للإستعمار والإمبريالية, معادية للتخلف الإقطاعي والإحتكار الرأسمالي".
ناقش العالم في كتاباته فكر وفلسفة الحداثة وتعرض لتاريخها وواقعها في العالم الغربي وصورتها في العالم العربي يقول:- "برغم الإختلافات المتنوعة والمتناقضة لمفهوم الحداثة، فهناك ما يمكن إستخلاصه منها جميعاً في ضوء تعاملنا المعاصر مع هذا المفهوم، أي أن هناك ما يمكن إعتباره قاسماً مشتركاً عاماً، رغم هذه الإختلافات. القاسم المشترك هو مبدأ التغيير التجديدي التطويري التجاوزي للواقع الإنساني والإجتماعي". ويفرق بين الحداثة والتحديث فيقول:- "رغم التداخل والتفاعل بالضرورة بين المفهومين، إن مفهوم الحداثة يغلب على دلالته التغيير الفكري والعلمي والجمالي والقيمي عامة على حين أن مفهوم التحديث يغلب على دلالته التغيير السياسي والإجتماعي الإقتصادي".
كما قام بنقدِ وإدانة فكر ما بعد الحداثة مستعيناً بإسهامات مفكرين وفلاسفة أوروبيين معاصرين، تعرض من بينهم الى أفكار المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي ومدرسة فرانكفورت – النظرية النقدية في أبحاث هوركهايمر، Max Horkheimer ادورنو Theodor Adorno، هربرت ماركوزا Herbert Marcuseوصولاً الي يورغن هابرماسJürgen Habermas ، الفيلسوف الألماني المعاصر، الذي يعتبر من أبرز الفلاسفة المعاصرين تصدياً لإتجاه ما بعد الحداثة وخاصة في نقده لفوكو، دريدا، و دولوز وإمتدادهم في الفكر الألماني المعاصر. يعتبر العالم يورغن هابرماسJürgen Habermas من أبرز المعبرين عن الإتجاه العقلاني ونقد الطابع التقني الوصفي القمعي للعقل في الممارسات الرأسمالية والإشتراكية ومحاولة تنمية البعد الموضوعي الإنساني للعقل من خلال نظرية "العقل التواصلي" التي تجعل من الفلسفة نشاطاً عقلياً حياً فاعلاً مع الواقع الإنساني في مختلف تجلياته السياسية و الإجتماعية والإقتصادية والعلمية والتكنولوجية والفكرية والثقافية عامة. وفي الوقت عينه يعترض العالم على نقد هابرماس لفكر ماركس ويعتبر فيه إجتزاء كبيرا وإبتسارا للفكر الماركسي.
لقد أوفيت أنت وزميلك الراحل، لويس عوض، بالعهد، وسلمتما الأمانة الى الشعب، بقولك وأنت تفترق عنه بعد فصلكما من كلية الآداب سنة 1954، وأنتما تجتازان الطريق من ساحة الجامعة الى ميدان الجزيرة الزاخر بالناس والحركة:- "سوف نغيب عن ساحة الجامعة، ولكن لا ينبغي ان نغيب أبداً عن هذه الساحة التي نمضي نحوها، ساحة شعبنا، بلادنا، ساحة مصر كلها، سنواصل فيها الرسالة التي يؤمن بها كل منا".
في ختام مقالك بعنوان "التكوين" 1993 تقول:-"أما أنا فما زلت في الطريق العاصف الذي بدأته منذ تلك السنوات البعيدة، اتحرك في مساراتها السياسية والفكرية والأدبية قدر طاقتي، وما زلت اتعلم واحاول ان اتكون و أتجدد كل يوم وأن أكون نافعاً للناس والثقافة".
وفي كتابك الجميل "الرحلة للآخرين" تقول:- "ما أقسى نهاية الأشياء نهاية الأيام والأعمال والأعمار، عندما لا تكون هذه النهاية كمالاً لجهد أو حتى مجرد اكتمال له بل تكون مجرد تعلق في الفضاء الأجوف، مجرد تامل مجرد".
تواصل:- "ليس الموت نهاية الحياة عندما يكون إكتمالاً صحيحاً لعمرٍ زاخرٍ بالجهد المثمر أو تحقيقاً لعمل مشرق، بل يكون كمالاً حياً وبداية لحياة أعمق".
ثم تواصل قائلاً:- "اللهم هبني أن أعرف – ان أعبّر – أن اعمل – ان أٌبدع. هبني القدرة على أن أٌحسن النهاية التي تضع البداية للآخرين و أن أحسن البداية التي لا تنتهي بنهايتي".
سوف نعود نحن والأجيال القادمة الى كتاباتك لتبعث فينا روح التفاؤل والأمل والتساؤل وتعلمنا ان للحياة معنى، وللنضال معنى. في كلماتك المضيئة نجد معاني الخير والحب والتسامح والجمال.
متعك الله بموفورِ الصحةِ والعافيةِ وانت لا تزال على الساحة تواصل عطاءك لأبناء وطنك في مصر والبلاد العربية.
تحيةً لك يا ضيفنا الكبير وأنت القابضٌ على مٌثلك، ومبادئك، مثل القابضِ على الجمرِ.
تحيةً لك يا ضيفنا المكرم فأنت محمود و أمين و عالم

كلمة تكريم محمود أمين العالم اثناء منحه جائزة إبن رشد للفكر الحر في برلين-.2001
ألقاها د. حامد فضل الله