رؤساء وزراء العراق في العهد الملكي

Sunday 28th of November 2010 06:47:44 PM ,

ذاكرة عراقية ,

خالد محمد
يمتد تاريخ العراق في فترة العهد الملكي بين عامي 1921 و 1958 وقد شهدت تلك الفترة أحداثا كبيرة كان أهمها قبول العراق عضوا في عصبة الأمم المتحدة وقد تشكلت عدة وزارات في تلك الحقبة وتوالى عليها أكثر من رئيس وزراء

ولابد ان ندرج أسماء رؤساء الوزارات في تلك الفترة ليتسنى للكثيرين ممن يجهلوا تاريخ العراق المعاصر الوقوف على أسماء الشخصيات التي توالت على الوزارات العراقية في العهد الملكي وهم :
عبد الرحمن الكيلاني النقيب
(1841 - 1927)
نقيب أشراف بغداد ورئيس المجلس التأسيسي العراقي بعد مؤتمر القاهرة الذي عقد لمنح الاستقلال للعراق بعد ثورة العشرين في العراق، ولد في بغداد من عائلة صوفية ، اختير كأول رئيس للوزراء بعد سقوط الدولة العثمانية في 1920 وكانت من مهامه تأسيس الدوائر والوزارات العراقية وانتخاب ملكا للعراق، حيث انتخب المجلس الأمير فيصل الأول ملكاً على عرش العراق في 23 آب 1921، وتولى النقيب رئاسة الوزارة لمرتين بعدها أسندت للشخصية الوطنية والسياسي المخضرم عبد المحسن بيك السعدون عام 1922 .
عبدالمحسن بيك السعدون
هو عبد المحسن بن فهد السعدون ولد في ولاية البصرة 1889م ، وتقلّد أربع وزارات ، وهو واحد من رموز الوطنية العراقية، عضو المجلس التأسيسي وثاني رئيس وزراء في العهد الملكي في العراق بعد نقيب أشراف بغداد عبد الرحمن الكيلاني النقيب، كان ينتمي إلى أسرة آل سعدون، زعماء قبيلة المنتفق، وصار عضواً في مجلس النواب العثماني ممثلا مع شخصيات أخرى للولايات العراقية، وكان ضابطا رفيع المستوى في الجيش العثماني وكان من المناهضين للاحتلال البريطاني للعراق كما ساهم في المعارك ضد قوات الجنرال مود، وبعد ذلك كان من المعارضين لسياسة الانتداب البريطانية على العراق، وانتمى للجمعيات السرية التي تدعو لاستقلال العراق وبعد الاستقلال واثناء تأسيس الدولة العراقية تم تداول اسمه من قبل المجلس التأسيسي ليخلف عبد الرحمن الكيلاني النقيب حيث ورد اسمه في المراسلات الخاصة بتأسيس العراق والتي حررها وجمعها عبد الوهاب النعيمي الذي رشح اسمه، وفي عام 1922 تولى منصب رئاسة الوزراء أربع مرات في الأعوام 1922 , 1925 , 1928 , 1929، توفي في ظروف غامضة بعد إعلانه مناهضة السياسة البريطانية ورفضه التوقيع على معاهدة عام 1925حيث انتحر في ذلك العام .
جعفر باشا العسكري
(1886 - 1936)
أحد رؤساء الوزراء في العهد الملكي في العراق، تولى المنصب مرتين 1924م و 1927م ، خدم في الجيش العثماني اثناء الحرب العالمية الأولى ، كانت له أفكار قومية عربية أنضم هو و زوج أخته نوري باشا السعيد إلى لورنس في معاركه ضد العثمانيين، ونصبه الملك فيصل الأول وزيرا للدفاع في أول حكومة عراقية ، شغل منصب وزير الدفاع ايضا في حكومة ياسين الهاشمي ، قتل جعفر العسكري في انقلاب قاده بكر صدقي عام 1936م ، وبعد سنوات قامت مجموعة من اقارب العسكري باغتيال بكر صدقي في مطار الموصل .
ياسين الهاشمي ، توفي سنة 1937 كان من أحد السياسيين في العراق إبان العهد الملكي حيث شغل منصب رئاسة الوزراء مرتين.اسمه الكامل , ياسين حلمي سلمان ، كان ضابطا في الجيش العثماني قبل الانتداب البريطاني على العراق ، شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 10 أشهر وأصبح عبد المحسن السعدون رئيسا للوزراء من بعده ، شغل مناصب حكومية مختلفة لمدة عشر سنوات حتى أصبح رئيسا للوزراء للمرة الثانية عام 1935 ، اشتهر ياسين الهاشمي بكونه أول رئيس وزراء عراقي يتم الإطاحة به عن طريق انقلاب عسكري حيث قام بكر صدقي بانقلابه الشهير عام 1936، نتيجة لهذا الانقلاب فر الهاشمي إلى سوريا ومكث في دمشق إلى أن وافاه الأجل بعد شهرين من فراره .
توفيق السويدي (1891 - 1968)
كان سياسياً عراقياً تولى منصب رئاسة الوزراء في العهد الملكي في العراق حيث كان رئيساً للوزراء في أربع حكومات في السنوات 1929، 1930، 1946، 1950 ، شغل السويدي مناصب حكومية أخرى عندما لم يكن رئيساً لوزراء كمناصب وزير التعليم ووزير الخارجية حيث شغل منصب وزير الخارجية في حكومة الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن في عام 1958 ولد توفيق السويدي في بغداد وسجن بعد الإطاحة بالملكية في العراق ثم أعفي عنه عام 1961 ثم غادر العراق وعاش في لبنان إلى أن توفي فيها عام 1968.
نوري باشا السعيد
أبرز السياسيين العراقيين أثناء العهد الملكي ، ولد نوري بن سعيد صالح بن الملاّ طه في محلة (تبة الكرد) بالقرب من ساحة الميدان وذلك بحدود سنة 1887 وقتل في سنة 1958 وأما بخصوص نسبه فقد وصف المطّلعين : (بأنه كردي المولد وتركي النشأة والثقافة وعراقي المهنة والعمل) ، تولى منصب رئاسة الوزراء في العراق 14 مرة بدآ من وزارة 23 مارس 1930 إلى وزارة 1 آيار 1958، كان نوري باشا السعيد ولم يزل شخصية سياسية كثر الجدل والآراء المتضاربة عنه، اضطر إلى الخروج مرتين من العراق بسبب انقلابات حيكت ضده، ولد في بغداد وتخرج من الأكاديمية العسكرية التركية في إسطنبول، خدم في الجيش العثماني وساهم في الثورة العربية وانضم إلى الأمير فيصل في سوريا، وبعد فشل تأسيس مملكة الأمير فيصل في سوريا على يد الجيش الفرنسي، عاد إلى العراق وساهم في تأسيس المملكة العراقية والجيش العراقي، هو عسكري وسياسي من قادة العراق ومن أساطين السياسة العراقية والعربية وعرابها إبان الحكم الملكي، وزير ورئيس وزراء لفترات متعددة ساهم بتأسيس عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية التي كان يطمح بترأسها، كانت له ميول نحو مهادنة بريطانيا، بدأ حياته ضابطا في الجيش العثماني وشارك بمعارك القرم شمال البحر الأسود بين الجيش العثماني والجيش الروسي وبعد خسارة العثمانيين عاد لوحده من القرم إلى العراق، قاطعا مسافات كبيرة مابين سير على الأقدام أو على الدواب، انتمى إلى الجمعيات السرية المنادية باستقلال العراق والعرب عن الدولة العثمانية ثم شارك في الثورة العربية الكبرى مع الشريف حسن بن علي ، يشير عبد الوهاب النعيمي في مراسلات تأسيس العراق بأنه قد اختير لعضوية المجلس التأسيسي للعراق عام 1920 من قبل الحكومة البريطانية في العراق برئاسة المندوب السامي السير بيرسي كوكس حيث تشير المراسلات بأنه كتبت المس بيل بعد أول لقاء لها مع نوري باشا السعيد: "إننا نقف وجهاً لوجه أمام قوة جبارة ومرنة في آن واحد، ينبغي علينا نحن البريطانيون إما أن نعمل يداً بيد معها أو نشتبك وإيّاها في صراع عنيف يصعب إحراز النصر فيه " وفي اعتقاد السفير البريطاني في بغداد بيترسون بان ، نوري باشا السعيد ظلّ لغزاً كبيراً ، لأنه بات بعد العام 1927 وتحديدا بعد مقتل رئيس الوزراء عبد المحسن بيك السعدون أصبح نوري باشا السعيد صعب الإقناع في بلد لم يتعود الإذعان لرجل أو الخضوع لسلطة، كان نوري باشا السعيد دبلوماسيا من الطراز الأول يتحدث الإنجليزية بطلاقة ، كان يبدو في مظهره جاداً وحازماً بل وقاسياً عند الضرورة، حاد الطبع، عصبي المزاج ، سريع الغضب، الصفات التي لازمته طيلة حياته السياسية، حتى قيل عنه أنه كثيراً ما كان يشترك في المشاجرات والمشاحنات، لكنه إذا ما أراد الوصول إلى غاية ما أو تكريس سياسة ما، فإنه لا يثور ولا يتأثر، بل يتحمل النقد اللاذع من خصومه ويتعمد الغموض في أحاديثه ويوحي لمخاطبيه عن قصد بإشارات متناقضة أو تنطوي على تفسيرات متعددة، وبالفعل، كان نوري باشا السعيد مناوراً بصورة فريدة، يعرف كيف يستغل الظروف والمتغيرات ويكرّسها لخدمة أهدافه، كان ميكافيلياً بالفطرة ، يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة ، فكان يجيد اختيار ساعته ويعرف كيف يقتنص الفرص الثمينة لتقوية أوراقه الرابحة له مبدأ خاص في الحكم عرف به وهو مبدأ "خذ وطالب". تولى نوري باشا السعيد منصب رئاسة الوزراء في العراق 14 مرة، من أهم القرارات السياسية الذي كان نوري باشا السعيد دورا رئيسيا فيها وخلق ضجات عنيفة هو دوره في تشكيل حلف بغداد 1954 والاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن 1958، كان نوري باشا السعيد الدبلوماسي الأول والأكثر شهرة في العالم العربي، كان حاد المزاج سريع الغضب ولكنه جاد وحازم في قراراته خصوصا إذا ما أراد الوصول إلى غاية ما أو تكريس سياسة ما، فإنه لا يثور ولا يتأثر بل كان يتحمل النقد اللاذع من خصومه, كان يتعمد الغموض مما يجعل المتخاطبين معه يفهمون ما يريد أن يقوله وليس ما قاله ، كانت لديه من المواقف القومية ما يعد في حسابات اليوم منتهى الراديكالية ، وكان مقتنعا بأن لابد للعراق أن يعتمد على دولة كبرى ليردع أعداه ، أحد عرابي تأسيس الجامعة العربية حيث تنافس مع رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى النحاس على تزعم وتضييف الجامعة العربية في بغداد إلا أنها أقيمت في مصر ، لقد جاء في الوصية الأخيرة نوري باشا السعيد مايلي: إنني كعربي وبرغم صداقتي للعالم الحر ، أقول جهراً: إن طاقتي في التحمل بلغت نهايتها، فلقد طفح الكيل كثيراً جراء سياسات الغرب معنا، ويشاركني في مشاعري كل المسؤولين العرب في العالم، لقد سبق أن نبهناكم ونصحناكم مراراً بضرورة إنصافنا وحل قضيتنا قبل أن يستفحل الأمر، ولكنكم تجاهلتمونا، فحلت في المنطقة مشاكل وخطوب عدة ، والآن فأنني أرى كوارث مقبلة في الأفق البعيد، فهي ان حلت عن طريق اليأس، فلابد أن يتجدد سعيرها الملتهب علي أيدي إرهابيين في المستقبل القريب، ويقيني أن إخمادها حين ذلك لن يكون هيناً بأي حال من الأحوال، ان تحليلنا لهذا ( النص ) سيكون مهماً جداً، لان ما حدث بعد ذلك يعلمنا أن ما خشي من حدوثه نوري باشا السعيد قد تحقق، وان كل ما حصل كان بسبب الغرب نفسه الذي لم يسمع ابدا للزعماء العرب سواء كانوا من اصدقائه او من خصومه ، وعلينا ان نتأمل في قول شهير آخر له عندما قال في خطابه التاريخي الذي ألقاه في شهر كانون الثاني 1956، انه : يحق لرجل الدولة أن يغامر بحياته ومركزه وبكل ما يملك إذا أراد ذلك، ولكن لا يجوز له قط أن يجازف بمقدرات او كيان الأمة التي يرعاها ، لكن نهايته كانت بشعة في يوم 15/5/1958.
ناجي شوكت
أحد السياسيين العراقيين أثناء العهد الملكي في العراق ولد في عام 1891 وشغل منصب رئيس الوزراء في العراق لفترة وجيزة من أيلول 1932 إلى آذار 1933، أثناء الحرب العالمية الثانية كان ناجي شوكت يشغل منصب وزير العدل في حكومة رشيد عالي الكيلاني، في 3 تموز 1940 أرسل الكيلاني ناجي شوكت في مهمة سرية إلى أنقرة ليلتقي السفير الألماني في تركيا حيث كان في نية الكيلاني توفير الدعم إلى ألمانيا الهتلرية إذا دخل الحرب أراضي العراق مقابل تعهد ألمانيا في حالة انتصارها استقلال العراق .
رشيد عالي الكيلاني
( 1892 - 1965)
رمز من رموز الوطنية العراقية، سياسي عراقي شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات أثناء العهد الملكي في العراق حيث كان رئيسا للوزراء في الأعوام 1933, 1940, 1941، اشتهر الكيلاني بمناهضته للانجليز ودعوته لتحرير الدول العربية من المستعمر ولتحقيق الوحدة فيما بينها. ولد في بغداد من عائلة سياسية لامعة ومن السادة الأشراف حيث كان من أقرباء عبد الرحمن الكيلاني النقيب أول رئيس للوزراء في العراق، بدأ حياته السياسية متنقلا بين استانبول وبغداد والبصرة والموصل من خلال عمله في الجمعيات السرية التي كانت تنادي باستقلال العراق والوطن العربي عن الدولة العثمانية، وبعد استقلال العراق، وفي عام 1924 رشح وزيرا للعدل في حكومة ياسين الهاشمي، ثم ما لبث أن أصبح رئيسا للديوان الملكي في عهد الملك غازي الأول، للكيلاني عدد من العلاقات المهمة التي لعبت دور تأسيس المملكة العراقية من خلال عمله الوطني إبان الحكم العثماني، فكانت له علاقات احترام مع الملك فيصل الأول ومن ثم نجله غازي الأول، وكذلك كان يتمتع بعلاقات ود شخصية مع عبد المحسن السعدون و جعفر العسكري و عبد الوهاب النعيمي، أعضاء المجلس التأسيسي العراقي ـ وكان الكيلاني سياسيا ذا توجهات قومية بنى مواقفه المناهضة للانجليز عرفانا لآثار الملك غازي الذي عرف بالوطنية والذي توفي في حادث سيارة غامض، شكل الكيلاني وزارته الجديدة والتي سميت بحكومة الإنقاذ الوطني، إبان الحرب العالمية الثانية في أيار 1941، من الضباط القدامى من زملائه في الجمعيات السرية التي كانت تدعو لاستقلال العراق وهم القادة الأربعة المعروفين بالمربع الذهبي برئاسة العقيد صلاح الدين الصباغ وهم كل من فهمي سعيد ومحمود سليمان وكامل شبيب، ويونس السبعاوي، وشيئا فشيئا تبنى إجراءات وطنية مناهضة لبريطانية ذات اليد الطولى في العراق، وقد اعتمد بشكل كبير مع حليفه مفتي القدس أمين الحسيني على انتصار دول المحور في الحرب العالمية الثانية، فمتن علاقاته بألمانيا وايطاليا وزار ألمانيا والتقى بهتلر حيث انشأ من برلين محطة إذاعة عربية سميت إذاعة "حيو العرب من برلين" والتي كان يديرها الإعلامي العراقي المعروف يونس بحري وكانت تدعو لنصرة العرب وتحرير الدول التي كانت تحت الهيمنة البريطانية والفرنسية والهجرات اليهودية المتعاظمة إلى فلسطين، اخذ الألمان ينظرون للكيلاني وأمين الحسيني على أنهما القادة الثوريين والوطنيين للعرب التواقين للتحرر من دول الحلفاء كبريطانيا وفرنسا، وأقنع هتلر بانه لا توجد أي أطماع لألمانيا في العراق أو أي دولة عربية بدليل لم تحتل ألمانيا أي من الولايات العربية بعد انهيار الدولة العثمانية. تشجع الكيلاني للعب دور الزعيم العربي مع رفيقه أمين الحسيني وأخذ يطلق التصريحات والبيانات للقادة والجيوش العربية بضرورة الانتفاض ضد الهيمنة البريطانية والفرنسية، وحث مصر وسوريا على الثورة ضد المستعمر منبها من خطر المخططات الأجنبية لمنح فلسطين لليهود، وخص الجيش المصري بخطاب يحثه مقاومة الانجليز من خلال دعم وتأييد الألمان ودول المحور، كان الملك فيصل الثاني طفلا ، وكان العراق تحت وصاية خاله الأمير عبد الإله الذي كان من المناصرين لبريطانيا ، ولكن الوصي على العرش لم يستطع مقاومة التيار العربي في وزارة الكيلاني الذي لم يسمح للقوات البريطانية باستخدام الأراضي العراقية أثناء الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور، ورفض الدعوات التي وجهت إليه بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايطاليا التي كانت حليفة لألمانيا إثناء الحرب بالإضافة إلى ذلك أرسل الكيلاني ناجي شوكت ليعقد صفقة سرية مع الألمان من خلال السفير الألماني في تركيا. كل هذه المواقف السياسية أدت إلى فرض حصار اقتصادي شديد على العراق من قبل بريطانيا ، وصل أسماع الوصي على العرش عبد الأله بان الكيلاني يدبر لإقصائه عن وصاية عرش العراق فهرب عبد الإله وغادر العراق مما فسح المجال لتنصيب الشريف شرف وصيا على العرش بدلا عن سمو عبد الإله ، نتيجة لهذه الأحداث نزلت القوات البريطانية في البصرة و توجه نحو بغداد ما حدا بالكيلاني للجوء إلى المملكة العربية السعودية. وبقي الكيلاني في السعودية إلى أن أطيح بالنظام الملكي في العراق في حركة 14 تموز 1958 ، وعاد الكيلاني للعراق وقد بلغ 84 عاما .غادر الكيلاني العراق بعد اخلاء سبيله من تهمة التآمر الى لبنان وبقي فيها لغاية وفاته في بيروت عام 1965م.
جميل بيك المدفعي
( 1890 - 1958)
أحد السياسيين العراقيين في العهد الملكي في العراق. وشغل منصب رئيس الوزراء لخمسة حكومات في الأعوام 1934, 1935, 1938, 1941 ، 1953ولد جميل بن محمد بن عباس في مدينة الموصل عام1308هـ، الموافق 1890م، وأتم دراسته الإعدادية العسكرية في بغداد ثم سافر إلى إستانبول وأكمل دراسته في الهندسة العسكرية، وتخرج ضابطا في المدفعية عام 1911م ، وانضم إلى جمعية العهد في إستانبول عام 1913م ، أشترك جميل المدفعي في حرب البلقان ثم عين معلما للمدفعية في المدرسة العسكرية ببغداد، وخدم في الجيش العثماني أبان الحرب العالمية الأولى في ساحتي القفقاس وفلسطين، ولكنه فر من الخدمة في الجيش العثماني عام 1916م، والتحق بالثورة العربية في الحجاز، وكان قائدا للمدفعية مع الملك فيصل الأول وبعد احتلال الشام عين قائدا لموقع دمشق، وعمل كمساعد ومستشار للملك فيصل الأول، وساهم في ثورة العشرين وقاد حركاتها من الموصل وتلعفر ودير الروز، وبعدها ذهب للأردن، وعين حاكما عسكريا ومتصرفا للكرك ثم مديرا للأمن ثم متصرفا، ثم عاد إلى بغداد عام 1923م ، وعين متصرفا لمحافظة الناصرية وبعدها نقل إلى العمارة ثم إلى الديوانية، ثم تقلد وزارة الداخلية ثم وزارة المالية، وأنتخب ثلاث مرات لرئاسة المجلس النيابي، ثم ترأس الوزارة من بعد ذلك عدة مرات ، وأنيطت له مهمة تشكيل الوزارة في فترة حرجة من التاريخ العراقي عقب اغتيال بكر صدقي، وتم نفيه إلى الأردن من قبل رشيد عالي الكيلاني في عام 1941م، ورجع إلى العراق بعد فشل انقلاب مايس وعين عضوا في مجلس الأعيان، وكان رجلا هادئا صبورا واسع الصدر يميل إلى التواضع، ويحب حل المشاكل السياسية بطرق سلمية ولا يحب الانتقام، توفي يوم 26 تشرين الأول من عام 1958م ، (1378هـ)، وشيع بموكب كبير ودفن في مقبرة الخيزران قرب قبر الشاعر معروف الرصافي.
علي جودت الأيوبي
وهو أحد السياسيين العراقيين أثناء العهد الملكي في العراق، وشغل منصب رئيس الوزراء في العراق ثلاث مرات من (1934 - 1935م) ، ومن (1949 - 1950م) ، وأخيراً في عام 1957م ، ولد علي الأيوبي في بغداد عام 1896م ، وتوفي في بيروت في 3 مارس 1969م .
حكمت سليمان
أحد السياسيين العراقيين أثناء العهد الملكي في العراق ، ووالده هو سليمان فائق بن طالب كهية الكولمند من أتراك العراق أو الذين يسمون بالتركمان والتي هي أحد المجموعات العرقية في العراق ، ولد في بغداد عام 1306هـ/1889م ، وبها نشأ وتعلم القرآن وأكمل دراستهِ الابتدائية والثانوية ، ثم سافر إلى إستانبول ودرس في جامعتها وبعد تخرجه عين موظفاً ثم رجع إلى بغداد ، وعين مديراً لمدرسة الحقوق ، ومعاوناً لمدير المعارف عام 1914م ، ثم عين مدير عام للبرق والبريد عام 1923م ، وانتخب نائباً بالبرلمان عام 1925م ، ثم ترقى إلى وظيفة وزير العدلية واستقال منها عام 1928م ، وأصدر مجلة البيان عام 1934م ، وهو الذي أنشأ دار المعلمات الابتدائية ، والمدرسة المأمونية الابتدائية ، ثم عين وزيرا للمعارف وبعدها وزيرا للداخلية ثم رئيسا لمجلس النواب ثم رئيساً للوزراء في عهد إنقلاب بكر صدقي عام 1936م ، وشغل منصب رئيس الوزراء في العراق من 30 تشرين اول 1936م ، إلى 12 آب 1937م ، ودار دفة الحكم بإخلاص منقطع النظير ، وبعد الانقلاب حكم عليه بالسجن خمسة أعوام ، وأجبر على الاستقالة بعد حادثة اغتيال بكر صدقي عام 1937م ، وكان حكمت سليمان رجلاً غنياً اقطاعياً ولم تكن عنده مشاكل مع الفلاحين لحسن خلقه وكرمه ، وله مجلس في داره بمنطقة الصليخ في الأعظمية لا يقل عن مجلس والده سليمان فائق حيث جمع بين الأدب والسياسة ، وكان يحضره العلماء والأدباء ورجال السياسة والصحافة وكان الشاعران الزهاوي والرصافي من ملازمي مجلسه، وله بعض المؤلفات والمقالات في الصحف والمجلات ، توفي حكمت سليمان في بغداد في 6 صفر من عام 1384هـ/16 حزيران 1964م ، وشيع بموكب كبير ودفن في مبنى كلية الشريعة في مقبرة الخيزران .
طه الهاشمي ( 1888 - 1961)
عسكري وسياسي ومتخصص بالجغرافيا البشرية في العهد الملكي في العراق ، تولى عدد من المناصب والمهام منا منصب رئيس الوزراء لمدة شهرين فقط من 1 شباط 1941 إلى 1 نيسان 1941 ثم خبيرا في وزارة المعارف حيث ألف عدداً من الكتب المنهجية لمدارس الثانوية العامة ، عين طه الهاشمي رئيسا للوزراء من قبل الوصي على العرش عبد الإله بن علي بن حسين بعد إقصاء حكومة رشيد عالي الكيلاني ذي التوجهات المناهضة للهيمنة البريطانية على سياسة العراق ، انتهت ولاية طه الهاشمي عندما هرب عبد الاله خوفا من ان يغتال باوامر من رشيد عالي الكيلاني.
ارشد العمري (1888 - 1978)
أحد السياسيين العراقيين اثناء العهد الملكي في العراق ، ولد في مدينة الموصل وكان والده محافظ الموصل انذاك ، اكمل دراساته في مجال الهندسة عام 1908 في اسطنبول اثناء الحكم العثماني في العراق ، من أهم المشاريع الذي نفذها كمهندس قبل دخوله معترك السياسة كان اعمار المسجد الأقصى في القدس الذي تم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني حيث اضطر ارشد العمري للعيش سنوات في القدس حتى يكمل ذلك المشروع ، شغل منصب رئيس الوزراء في العراق من 4 حزيران 1946 إلى 14 كانون الأول من العام نفسه اي لمدة 6 اشهر. وشغل المنصب للمرة الثانية عام 1954 ، من المناصب الأخرى الذي شغلها العمري هو منصب وزير الدفاع عام 1948 ، استقال من الحياة السياسية عام 1968 و توفي في عام 1978 عن عمر يناهز 90 عاما .
صالح جبر ولد عام 1895
في مدينة الحلة جنوب بغداد وتوفي في 6حزيران عام 1957 كانت حياته مليئة بالأحداث الجسام التي ارتبطت معظمها باسمه ، فقد شغل مناصب مهمة في الدولة العراقية من متصرف ــ محافظ ــ ثم وزير وعضو في مجلس النواب والأعيان ثم رئيسا للوزراء ، وعندما يذكر صالح جبر لابد ان تذكر معاهدة (بورت سموث) لآنها أهم واكبر حدث في تاريخه السياسي بسبب مارافقها من أحداث، والواقع ان الأحزاب السياسية وصحفها كانت قد انتقدت المعاهدة قبل أن تطلع عليها ، بعد عودة صالح جبر الى بغداد فوجئ إن الأمور قد انقلبت رأسا على عقب، وإن عناصر لاتريد مصلحة البلاد قد قامت بتحريض الطلاب والبسطاء والسذج وإفهامهم أن الدفاع المشترك يعني أن الجيش العراقي سيذهب ويقاتل دفاعا عن بريطانيا، علما إن بريطانيا لم تكن بحاجة لمن يدافع عنها خصوصا بعد انهيار ألمانيا في الحرب العالمية الثانية علاوة على ذلك فإن الجيش العراقي لم يكن في تلك الفترة بالجاهزية التسليحية التي تمكنه من القتال نيابة عن بريطانيا أو أي دولة من الدول الأخرى التي كانت تستعمر دولا عديدة وليس دولة واحدة فقط ، وسط تلك الأمور والتفسيرات المغلوطة التي ارتكبت عمدا لتشويه صورة صالح جبر أمام الرأي العام وتأويل ما ذهب إليه وما أتفق عليه في (بورت سموث) حدثت انتفاضة عام 1948 التي سقط بسببها العديد من الأبرياء الذين كانوا ضحية الحركة التي دبرتها قوى الظلام التي لن ولن تريد للعراق أن يرى النور مطلقا ، لم يكن امام صالح جبر إلا أن يترك الوزارة فاسحا المجال للحكومة للتباحث والتداول بشأن المعاهدة وغادر بغداد الى الهاشمية ، وبتاريخ 3/2/1948 أرسل برقية الى مجلس الوزراء لافهمهم حقيقة الموقف وما كان يعلم ان المجلس قد اتخذ قرارا بعدم قبول المعاهدة وجاء في تلك البرقية ، ( أما وقد حيل بيننا وبين افهام الشعب العراقي الكريم حقيقة مشروع معاهدة ( بورت سموث ) وما حققته للبلاد من رغبات ومغانم كثيرة اهمها استقلال البلاد استقلالا كليا بكل ما في هذه الكلمة من معنى في شؤونه الداخلية والخارجية واطلاق يده للتصرف في مرافقه الحيوية كالسكك الحديد والميناء التي صارت ملكا خالصا له وألغت معاهدة 1930 المعهودة قبل أوان إنتهائها بتسع سنوات ، أقول أما وقد حيل بيننا وبين اطلاع الشعب على هذه الحقائق الناصعة بالحركة الرعناء التي دبرتها العناصر المعلومة التي تريد السوء بالبلاد والتي شجعتها جهات لايتسع المجال لذكرها هنا ، الحركة التي تعمد مدبروها تفسير المعاهدة تفسيرا مغلوطا قلبوا به الحقائق رأسا على عقب كتفسيرهم مثلا ان الغرض من الدفاع المشترك هو ان يحارب العراقيون خارج العراق دفاعا عن الامبراطورية البريطانية ، ألأمر الذي لاوجود له أصلا بقصد الضرب على الوتر الحساس ليتخذور منه سلاحا لاستفزاز الطلاب المعصوبين والسذج من الناس الذين يستحيل عليهم تفهًم هذه الامور ، إذ حيل بينها وبين ذلك للأسباب التي تعرفونها لذا أجد أن الواجب الوطني يحتم عليً أن ألفت أنظاركم الى ضرورة درس مشروع معاهدة ( بورت سموث ) درسا مليا يمكنكم الاطلاع على حقيقة الامر الواقع والوفد العراقي المفاوض على أتم الاستعداد لايضاح بنود المعاهدة والملحق والكتب ايضاحا كافيا للبرهنة على دحض جميع المفتريات التي لاتمت الى المعاهدة بصلة ولاثبات ان المعاهدة هي من مصلحة العراق وانه لابد منها لحماية العراق وحفظ كيانه من الغزو الخارجي ، وبعد سماع هذه الايضاحات لكم ان تقرروا ماشئتم ، أما التسرع باتخاذ قرار ما تحت تأثير هذا الجو المشبع بالدعايات السيئة فمعناه استمرار العمل بمقتضى معاهدة حزيران 1930 وفي هذا نفع لبريطانيا وضرر على العراق ، ألأمر الذي لايتفق مع مصلحة العراق بحال من ألأحوال.
احمد مختار بابان
سياسي عراقي شغل منصب رئيس الوزراء في عام 1958م ، وهو من مواليد مدينة بغداد عام 1900 م ، ويرجع نسبه إلى سلالة بابان وهي من الأسر الكردية في شمال العراق، والتي يرجع نسبها إلى القبيلة العربية بني مخزوم، ومنها خالد بن الوليد، وكانت لأسرته مجالس دينية وعلمية وأدبية يتردد عليها الفضلاء والعلماء من أهل بغداد ، تولَى مناصب رفيعة جدا هي ، قاضي في المحاكم العراقية لمدة 17 عاماٌ، وفي أغلب المحافظات، متصرفاٌ ومحافظ لمدينة كربلاء ، في 5 / 10 / 1942 وزيراٌ للعمل والشؤون الاجتماعية في حكومة نوري باشا السعيد ، في 25 / 12 / 1943 وزير العدلية في حكومة نوري باشا السعيد، في 4 / 6 / 1944 وزير العدلية في حكومة حمدي الباجه جي، في 29 / 8 / 1944 وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة الباجه جي الثانية، في 23 / 6 / 1946 وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة توفيق السويدي، في 20 / 6 / 1947 وزير الدفاع ووزير المعارف في حكومة علي جودت الأيوبي الثالثة، عمل لفترة طويلة رئيساٌ للديوان الملكي، في مايس 1958 أصبح رئيساٌ للوزراء لحين الانقلاب القاسمي المشؤوم، في 17 / 10 / 1958 وقف في قفص الاتهام أمام المحكمة العسكرية العليا (محكمة الشعب) سيئة الصيت والذكر، والتي تأسست بعد ثورة 14 تموز 1958 ، والتي كان يرأسها المقدم فاضل عباس المهداوي ، في 19 / 11 / 1958 حكم عليه بالإعدام شنقاٌ حتى الموت ، وبعد إصدار ذلك الحكم القاسي عليه استطاعت أبنته (سراب) ووالدتها من مقابلة عبد الكريم قاسم وطلبتا منه العفو عنه وأخلاء سبيله، وقد لبى عبد الكريم طلبهما وأطلق سراحه فوراٌ، سافر مع عائلته إلى لبنان وبعد ذلك إلى ألمانيا، توفي بتاريخ 24 تشرين الأول 1976م، في مدينة بون في فندق King Hoof ، طيلة فترة حياته الوظيفية كوزير أو كرئيس للديوان الملكي أو رئيس وزراء لم يلاحظ عليه أية سلبيات من ناحية الجشع والطمع واستغلال الوظيفة، أما على الصعيد الإنساني والاجتماعي فكان متواضعاٌ جداٌ لا يفرق بين الغني والفقير والضعيف والقوي ، ولم يكن من أولئك الذين استغلوا الوظيفة واستفادوا من تلك الوظائف فعائلته معروفة بالثراء ولهم أملاكهم في بغداد والمحافظات الأخرى وأولاده في عائلته كانوا متمسكين بتلك التعليمات، على سبيل المثال: أبنته (سراب) كانت طالبة في جامعة بغداد، طيلة وجودها في تلك الجامعة لم تتصرف بأي تصرف لكي يعرف الطلبة بأنها ابنة فلان، بل كانت تتصرف كأية طالبة في الكلية من كافة النواحي حتى في الملبس والتنقل ، بعد انقلاب 14 تموز 1958 علموا بأنها ابنة أحمد مختار بابان .