المكسيك 1970.. بيليه: دخلت في وصلة بكاء قبل المباراة النهائية ولم أستطع التوقف

المكسيك 1970.. بيليه: دخلت في وصلة بكاء قبل المباراة النهائية ولم أستطع التوقف

الألمانية د.ب.أ
لن يستطيع الجوهرة السوداء بيليه، أبدًا نسيان بطولة كأس العالم عام 1970، فضلا عن قيادته المنتخب البرازيلي نحو الاحتفاظ بكأس جول ريميه إلى الأبد، أصبح اللاعب الوحيد على وجه الأرض الذي فاز ببطولة كأس العالم لكرة القدم ثلاث مرات.

ورغم أنه كان محاطًا بدعم الجماهير المكسيكية، يتذكر بيليه، أنه عاش لحظات من القلق خلال تلك البطولة، أدت في النهاية إلى دخوله في وصلة نحيب قبل انطلاق المباراة النهائية التاريخية أمام إيطاليا.
ويوضح بيليه، أن العديد من العوامل تضافرت في تلك اللحظة لتؤدي إلى تلك الحالة من بينها ثقل الضغوط السياسية التي كان يعانيها اللاعبون من قبل حكام الديكاتاتورية العسكرية التي كانت تحكم البلاد والذين كانوا يرون اللقب العالمي الثالث عاملًا مساعدًا لتدعيم مكانتهم في السلطة.
وكشف اللاعب السابق «73 عامًا»: «في خضم كل المشكلات السياسية في البرازيل كان من الضروري تحقيق الفوز، في ظل رسائل من الرئيس (الجنرال إيميليو جاراستازو ميديسي) وأشخاص آخرين».
إلى جانب ذلك، كان بيليه، يفكر في ذلك الحين باعتزال اللعب، وكان يعرف أنها المرة الأخيرة التي يخوض فيها كأس العالم.
وانتبه بيليه، إلى حالة القلق التي كانت تعتريه قبل دقائق من المباراة النهائية، وقال: «خرجنا من المعسكر مباشرة إلى استاد الأزتيك. كنا في طريقنا إلى غرف الملابس عندما انتبهنا إلى صيحات الجماهير في المدرجات، وعلى الفور انخرطت في البكاء ولم يسعني التوقف».
وبعد نحو ساعتين من ذلك، كان المنتخب البرازيلي يحتفل بثالث ألقابه في كأس العالم، الذي ضمن له الاحتفاظ بكأس جول ريميه إلى الأبد، بعد أربعة عقود من تناقلها بين الأيدي، كما توج بيليه إلى الأبد بلقب «ملك كرة القدم»، وهو اللقب الذي كانت الصحافة الفرنسية قد منحته إياه مبكرًا في عام 1961.
ويرى النجم السابق أن المكسيك 1970 كانت كذلك مسرحًا لمباراته التي لا تنسى، رغم أنها وللغرابة كانت واحدة من المباريات القليلة التي لم يسجل فيها أي أهداف، عندما فازت البرازيل على إنجلترا «1/صفر».
ورغم أنها كانت في الدور الأول للبطولة، يعتبر بيليه، تلك المباراة التي أقيمت بمدينة جوادالاخارا بمثابة تأكيد لتوقعات الصحافة التي أطلقت عليها حينها «النهائي المبكر للبطولة»، بعد أن جمعت الإنجليز أبطال 1966 والبرازيليين أبطال 1958 و1962.
وقال بيليه: «في الأسبوع الذي سبق المباراة، كنت قلقا، رغم أنني لم أكن أظهر ذلك، كنت أشعر بالإثارة أمام فرصة مواجهة الإنجليز للمرة الأولى في إحدى بطولات كأس العالم، كان لدي أسباب للرغبة في تحقيق الفوز».
ولا يزال بيليه يتذكر الجو المتوتر الذي خيم على الشوط الأول من اللقاء، الذي وصفه بأنه كان «مباراة شطرنج»، حيث تجنب الفريقان المخاطرة بالهجوم وعمدًا إلى دراسة بعضهما البعض.
وكاد النجم البرازيلي يفتتح التسجيل بعد مرور عشر دقائق من بداية الشوط الأول، بضربة رأس قوية من مسافة قريبة تمكن الحارس بانكس، من تغيير اتجاهها. ويقول بيليه عن تلك اللعبة: «بالنسبة لي كان أفضل تصديا للكرة في تاريخ كأس العالم».
لكن ابن الأحياء الفقيرة الأسمي، لم يستسلم لليأس برغم الرقابة اللصيقة المفروضة عليه، حيث تمكن من تمرير الكرة التي جاء منها هدف الفوز البرازيلي الذي أحرزه جيرزينيو، ومنح الفريق الثقة المطلوبة لمواصلة طريقه نحو نيل اللقب.
ويرى بيليه، أن الفوز على الإنجليز كان مهما أيضا لأنه جنب البرازيل احتلال المركز الثاني في المجموعة، وهو ما كان سيجبر الفريق على الرحيل عن جماهير جوادالاخارا التي كانت تشجعه بجنون، وخوض مباراة الدور الثاني في ليون، حيث كان سيصطدم بالمنتخب الألماني المخيف.
وقال: «بعد ذلك الفوز، واجهنا (في الدور الثاني) بيرو، بينما لعبوا هم (إنجلترا) أمام ألمانيا وخسروا 2/3».
ووصل بيليه، إلى المكسيك وهو القائد الرئيسي للمنتخب البرازيلي، إلى جانب لاعب الوسط جيرسون والظهير إيفيرالدو، وتحت قيادة المدير الفني ماريو زاغالو الذي كان قد خلف في المنصب جواو سالدانيا، المعلق الرياضي البرازيلي الشهير الذي كان قد ترك المنصب بعد تورطه في أزمات عديدة.
وبرغم أن سالدانيا، ذكر أنه قد يستبعده من بعثة الفريق بسبب قصر نظره، أكد بيليه أن ذلك التهديد لم يكن سوى «مزحة»، وأن سبب رحيل المدرب كان التناول الواسع للأمر من جانب الصحافة المحلية.
وأكد:«كنت أعاني بالفعل من قصر نظر خفيف، سالدانيا ذكر الأمر على سبيل المزاح، وكان سيبقى كذلك لولا أنه وصل إلى عناوين الصحف في جميع أنحاء البلاد. وعندما حدث ذلك، كان مزحة سالدانيا قد باتت شبه مقال».