مجالس ومنتديات الحلة الثقافية والأدبية....

مجالس ومنتديات الحلة الثقافية والأدبية....

شكر حاجم الصالحي
من حسن صنيعه منذ بدايات اهتماماته الثقافية تكريسه لجهوده البحثية والتوثيقية في الكشف عن تراث مدينته الحلة التي أصبحت محط انظار المشتغلين بالتاريخ قديمه وجديده لاعتبارات عديدة، وضمن جهوده اصدر المؤلف الدكتور عبد الرضا عوض هذا الاصدار الثامن عشر في سلسلة تراث الحلة، اذ اصدر قبله: شعراء الحلة السيفية ايام الامارة المزيدية وما بعدها،

و.... أوراق حلية، وصفحات بابلية، و.... الحلة في العهد الجمهوري الأول، و.... ادباء بابل وكتابها المعاصرون (4 أجزاء)، و... اشهر الجرائم والاغتيالات في الحلة، و... تاريخ الطب والأطباء في الحلة، و... الحلة في ثورة العشرين، و... و... و... وما لا يتسع المجال لذكره من هذه الاصدارات التي حظيت بتثمين واعتزاز المهتمين والباحثين في الشأن الحلي، ويجئ اصداره هذا ـــ مجالس ومنتديات الحلة الثقافية والأدبية ـــ الطبعة الثانية، ليؤكد لنا اصرار عوض على الخوض في ادق التفاصيل والكشف عن كل ما يعني الحلي من ضرورة الاطلاع والتعرف على كنوز مدينته العريقة وما قدمته من اضاءات معرفية قيمة للإنسانية..
تضمن الكتاب ثلاثة فصول بعد مقدمة وتوطئة ــ وهي: الفصل الأول: المجالس وصنوفها ص 13 ــ 44،والفصل الثاني: الاتحادات والجمعيات الثقافية ص 45 ـــ 92، والفصل الثالث: المجالس المعاصرة ص 93 ـــ 116، وسنحاول في هذه القراءة إلقاء الضوء على الفصل الثاني كنموذج للبحث والتوثيق باعتباره فصلاً مهماً يتناول ــ حسب المؤلف والكتاب ـــ:
1 ــ المقاهي الثقافية
2 ـــ الندوات الأدبية
3 ـــ الشعراء الشعبيون
4 ــ دور الثقافة الجماهيرية
5 ــ اتحاد الأدباء والكتاب / بابل
6 ـــ تجمعات ثقافية أدبية بعد 2003 م...
وفي توطئة الكتاب يشير مؤلفه الدكتور عبد الرضا عوض الى ان:
الحلّة معناها محل النزول بالأرض حسب لغة القوم، وقد حلّ بها آل مزيد فسميت (حلّة)، والحلة هنا نقصد بها المدينة التي تقع بين بغداد والكوفة، زارها عدد كبير من الرحالة العرب والاجانب، وقد أطنبوا في وصفها، واطلق عليها اسم الفيحاء ــ (من..؟ متى..؟) ــ فسميت الحلة الفيحاء، لطيب هوائها وصفاء سمائها وحلو مائها، وكان يطلق عليها قبل ان يمصرها سيف الدولة صدقة بن منصور الأسدي ((الجامعين))،
يتناول الفصل الثاني ــ كما أشرنا ــ المحاور والمراكز والتجمعات الثقافية والأدبية ومن بينها دار الثقافة الجماهيرية ـــ أوردها المؤلف في ص 45 (دور)، وهي التسمية الرسمية لها وليس كما اوردها (دار) في ص 59 ــ
يقول الدكتور عوض عنها:
وهي منظمة تبنتها سياسة الدولة الحاكمة.... الخ، والصواب هي دائرة رسمية تابعة لوزارة الثقافة والاعلام، وليس كما اشار اليها المؤلف، وفي معرض حديثه عن اللجان التي ضمتها هذه الدائرة يشير الى ان اعضاء لجنة الفنون التشكيلية هم كل من الفنانين: شاكر نعمة، امين قاسم خليل ــ والصواب هو: امين عباس الخفاجي، و باسمة الخزاعي ، وعبد الوهاب الفتلاوي،
وفي حديثه عن اتحاد ادباء بابل وظروف تأسيسه يقع المؤلف في التباس توثيقي واضح اذ يقول: اجتمعت الهيئة التأسيسية في دار اسطه جابر، بمحلة كريطعة ــ وهو مقر نادي الشعراء ـــ الاشارة مني ــ وبحضور اكثر من خمسين أدبياً وعشرة مراقبين، وارسل الاتحاد العام (المركز) الاديب عبد الستار ناصر ليشرف على تشكيلة الفرع وانتخاب الشاعر الشعبي ضياء طالب حيدر رئيساً للفرع....... ويضيف عوض: وبعد انتهاء الدورة الاولى جرت انتخابات فأصبح الشاعر جبار الكواز رئيساً للفرع بعد ان طلب جمع من الادباء من السيد ضياء التخلي عن رئاسة الاتحاد ويذكر سبعة اسماء من هؤلاء والذين لا صلة لهم بالاتحاد سوى ناجح المعموري وعبد الهادي عباس ص 69. وللأمانة التأريخية أقول باعتباري أحد المشاركين في خطوات واجراءات التأسيس الأولى ان هذا الكلام لم يكن دقيقاً، اذ ان الرئيس الاول للفرع كان موظفاً عسكرياً ولم يكن دائم الحضور في الحلة، فاقترحت شخصياً باعتباري نائباً للرئيس حينها اعفاء الرئيس وتكليف الشاعر المرحوم علي الحسيني بادارة الفرع باعتباره اكبر الاعضاء سناً وحضوراً ثقافياً، وعلى اثر ذلك التغيير الدراماتيكي جرى ما جرى وتم الاستفسار من الهيئة الادارية عن آليات التغيير، ولمزيد من الدقة لم تكن هذه الاحداث جرت في دار اسطة جابر وانما في مقر الاتحاد في حي الماشطة ومن المعلومات غير الدقيقة ما ورد من ان: وفي تلك السنين تم تخصيص قطعة ارض على الشاطئ الشرقي لشط الحلة ضمن محلة الخسروية، وشيد فوق الارض مشتملات باموال الاتحاد (المركز العام)...
وللحقيقة ان المركز العام لم يمنح فرعنا ديناراً واحداً منذ عام 1998 حتى 2003 م وان من تبرع بتشييد المقر المهندس الاستشاري نصير نجل الشاعر المرحوم علي الحسيني ومن امواله الخاصة وكان الاتحاد يعتمد في تغطية فعاليته على ما يجود به الاصدقاء من مساعدات مشكورة ولابد من كلمة قبل ختام هذه القراءة أدعو من خلالها الدكتور المؤلف الى تمحيص الروايات التي يعتمدها لان في بعضها الكثير في مجافاة الواقع والقفز على الاحداث لا سيما وان شهودها مازالوا على قيد الحياة واتمنى لو أن الدكتور عوض اختار صوراً فوتوغرافية واضحة توصل رسالتها الى مشاهدها وان يعالج ما وقع في غلاف الكتاب الأول من ان سنة الصدور هي 2013 في حين ان الغلاف الداخلي اشار الى سنة 2014 م وهو الصواب..
وأخيــــــــــــــــــــراً
ابارك للدكتور عبد الرضا عوض جهده التوثيقي الذي يبذله من اجل تراث الحلة وتأريخها وحاضرها واتمنى له المزيد من النجاحات في سبيل اغناء معرفتنا بما يدعونا الى مزيد من الاعتزاز بتاريخنا المجيد وحاضرنا الذي نتمناه..........