في رواية     نينا بتروفنا      لحسب الشيخ جعفر..شاعر شرقي يغرد منتشياً بين أجواء عشق روسية

في رواية نينا بتروفنا لحسب الشيخ جعفر..شاعر شرقي يغرد منتشياً بين أجواء عشق روسية

بغداد/ أوراق
(ناديا).. زوجة في ريعان شبابها، لكنها تبدو غير متفاعلة في علاقتها مع زوجها اندريه، فتحاول ان تجد سعادتها بكل ما تتيحه الحياة الاجتماعية الروسية، ومن خلالها ينفتح باب واسع لشاعر ومترجم شرقي، ليمتزج بما تتطلع اليه مشاعره وطبيعته.. فيخوض احداثاً يسجل ذكرياتها خلال ستينات القرن الماضي، مشكلة فيما بعد رواية بعنوان (نينا بتروفنا ـ من أيقظ الحسناء النائمة"للشاعر والكاتب حسب الشيخ جعفر.

والصادرة عن دار (المدى) للثقافة والنشر. يدخل الشاعر والمترجم الشرقي أو لنقل العراقي بناية الجريدة التي ينشر فيها قصائده، متوجهاً نحو غرفة أمينة الصندوق لتسلم مكافأة عن ما ينشره.. ثم ما يلبث ان يدعوه اندريه المحرر الثقافي الى فنجان قهوة، فيتجه معه صوب البوفيه، ويجلسان حول طاولة يجلس عليها اثنان من زملاء اندريه، ويدور الحديث عن حفلة عيد ميلاد تقيمها زوجة احد الزميلن لشقيقتها، وبينما الحال كذلك توجه الدعوة للشاعر الشرقي الذي تجري أحداث الرواية على لسانه، فيجيب تحت تأثير التقاليد والأعراف الشرقية بان الحفلة للمتزوجين فقط بحسب ما لمسه من خلال الحديث الدائر بينهم، لكنهم أوضحوا له ان الذين سيحضرون الحفلة بينهم من غير المتزوجين..

وكما هو معروف عن طبيعة الحفلات في مجتمعات دول كروسيا وما يتخللها من أمور قد لا نجدها في حفلات المجتمعات الشرقية.. واثناء الحفلة يتعرف بناديا زوجة اندريه ليكون ذلك بداية للقاءات تتعدد من خلال الزيارات البيتية، وفي النوادي والسينمات والمسارح، وفي اكثر من لقاء يقدم الشاعر هدية لنادية وهي بدورها تحاول جذب انتباهه اليها اثناء خلوتها معه حيث تصادف زيارته في اوقات لا يكون اندريه موجوداً او يحصل لديه عارض يشغله. فيلاحظ بأنها تتزين وترتدي ملابس معينة لإثارته، لكنه لم يجرؤ على خيانة صديقه إلا حينما تأكد من رغبتها فيه وميولها اليه، وقد حصل ذلك اثناء زيارتها بصحبة زوجها اندريه الى بيته لتجد عنده جارته (لوسا). فيقول:"لم يطرأ أي تبدل على وجه لوسا الجريئة، أما ناديا الرقيقة فقد علا وجهها شيء من الكآبة".. وتستمر ناديا في تلميحاتها فتقول له على الهاتف:"سيتأخر أندريه في الجريدة طويلاً هذه الليلة، لديهم اجتماع مطول ومتشعب، هل لك بزيارتي في الساعة السابعة،ان لم يكن لديك ما يشغلك بالطبع. واذا كنت تفضل ان ازورك فانا آتية اليك في السابعة او قبلها". فيعلمها بانه سيكون مسروراً بقدومها.. اما عن علاقته بجارته لوسا المهندسة المدنية المتزوجة لكنها تبدو تعيسة بسبب انغماس زوجها في حالات الثمالة بشكل دائم، وقد يصفها بأنها بارعة الجمال لكنها ليست اجمل من ناديا، انما هي اطول منها. وتسعى لوسا بدوها الى تطوير علاقتها به لدرجة انها ملأت عليه فراغ سهرة عيد رأس السنة ففاجأته مع أول الليل طارقة الباب مصطحبة معها صديقة لها، فيبهر جمالها صاحبنا الشاعر وهي في العشرين من عمرها أي بسن لوسا، فيحتفل معهما وبهما.. وفي خضم نشوته وسعادته بالحب والطبيعة كثيراً ما يردد ابياتاً لشعراء من مختلف الأزمنة والعصور، اضافة لما تجود به قريحته من وصف لجمال الطبيعة والنساء والحب.. وتكشف له ناديا بانها يتيمة الأبوين، احتضنتها منذ صغرها قريبة لها غير متزوجة تدعى (نينا بتروفنا) وكانت وقتها في التاسعة عشرة من عمرها وتواصل دراستها في المعهد الطبي، واتخذت منها ابنة لها، وهي الآن طبيبة جراحة معروفة، ولم تزل من دون زواج برغم انها فائقة الجمال على حد وصف نادياً مؤكدة للراوي:"صدقني ستجد نفسك مغرماً بها، بل مولعاً لحظة رؤيتك اياها".. ويتحقق ذلك بعد ان يتم التعارف، فيهيم الشاعر بنينا بتروفنا حباً وعشقاً حتى انه يطلب الزواج منها منذ أول ليلة تجمعه بها، ومن اللقاء الأول يضرب على خشب المائدة عملاً بوصية همنيغواي حسب قوله، فتعلق قائلة:"اتجدني رفيعة الشأن هكذا.. لكنك تلاقي العديدات من امثالي في طريقك". ويخبرها على الفور بأنها ارفع واروع، وانها أجمل امرأة على الأرض.. وبدورها تبين له بأنه أول من تحبه وترتضيه، فيعرف انه رجلها الأول.. تقول له:"انا زوجتك، ألم تتزوجني الليلة".. يوضح لها بانه يريد زواجاً شرعياً، فتخبره ان هذا يعد جنوناً، كيف لها ان تتزوج شخصاً تعده بعمر ابنها، وكيف سيتقبل ذلك افراد اسرتها واصحابها.. وتستمر علاقتها به تزوره الى شقته كما تزوره ناديا من دون علم زوجها ونينا بتروفنا، فيثير ذلك لوسا برغم انها متزوجة الا انها ذات يوم تطرق باب شقته لتقول له:"لا تقل انك تنتظر الصغرى أو الكبرى، سأرغمك على ان تزورني وتمضي الليلة معي، انا وحيدة متشوقة وشائقة ولا انتظر احداً غيرك". ثم دعته الى شقتها، واخذت تتعرى مبقية على القميص الوردي وحده منحسراً على الكتفين والنصف الأعلى من الثديين المكورين، فاحتضنها مقبلاً، وسعى بها الى المخدع، وهي تخبره بأنها اكثر رغبة منه، فهو يضاجع اثنتين او اكثر وهي بالنسبة له الرابعة او الخامسة.. وفي سير الأحداث تتأزم العلاقة الزوجية بين ناديا واندريه لينتهي الأمر بهما الى الانفصال.. وبعدها تطلب نينا بتروفنا منه الاهتمام بناديا لكونها لم تزل صغيرة ويجب أن لا تشعر بالفراغ وتخالجها مشاعر الوحدة والكآبة والضيق مما قد يترك اثاراً سلبية عليها.. وتحقيقاً لرغبتها يرافقها الى أماكن التنزه والترفيه ودور السينما والمسارح.. حتى تنتهي احداث الرواية بحادث سير مروع ينهي حياة ناديا والشاعر الراوي وهو يسرع بسيارته للقاء نينا بتروفنا والتي تأثرت كثيراً من هول الصدمة لدرجة انها صممت على ارتداء السواد حتى آخر حياتها.. وهكذا انقطع تغريد شاعر شرقي كان منتشياً بشدوه بين أجواء عشق روسية.