خطوبة نجل رئيس جمهورية لبنان..

خطوبة نجل رئيس جمهورية لبنان..

بيروت – من بديع سربيه:
اعلنت رسمياً خطوبة السيد دوري شمعون، نجل رئيس الجمهورية كميل شمعون، الى الميونيرة الشابة نايلة ثابت، كان فستان الخطبة سببا في نشوب معركة كبرى بين مصمم الازياء العالمي كريستيان ديور والخياطة اللبنانية المشهورة ايزابيل..

فقد اوصت الخطيبة الحسناء على فستان الخطبة عند ايزابيل، وظلت الخياطة العجوز ثلاثة ايام مع عاملاتها يهيئن هذا الفستان..
وكان مفروضا ان تتسلم خطيبة نجل رئيس الجمهورية هذا الفستان قبل يوم واحد من الخطبة، ولكن حدث في اليوم الذي انتهى فيه واصبح جاهزا للتسليم ان داهمت قوة من رجال البوليس مشغل الخياطة وصادرت كل مافيه من فساتين بما فيه فستان خطيبة نجل الرئيس..
وبعد ذلك استدعيت ايزابيل للتحقيق.. وتبين ان المحامي الكبير الاستاذ شارل حلو، وهو من الوزراء السابقين واحد المرشحين لرئاسة الجمهورية المقبلة في لبنان، قد رفع قضية لدى الدوائر المختصة نيابة عن محلات كريستيان ديور منهما الخياطة ايزابيل بانها تسرق الموديلات من محلاته وبمساعدة بعض العاملات هناك وتصنع مثلها في بيروت.
وفي الحال وكلت الخياطة ايزابيل محاميا معروفا آخر هو الاستاذ جورج فيليبس، وطالبت النيابة العامة بتعويض عن العطل والضرر قائلة انها لم تسرق اي موديل من محلات كريستيان ديور.. انه ليس هناك قانون يحرم وجود شبه بين الفساتين التي تنتجها بيوت الازياء المختلفة.
وقد تلقى الاستاذ شارل حلو برقية من كريستيان ديور يقول فيها انه سيبعث الى لبنان بثلاث خبيرات فرنسيات في الازياء ليفحصن الموديلات التي سرقتها ايزابيل وليليقين في الوقت نفسه نظرة عامة على جميع الموديلات التي تنتجا محلات الازياء اللبنانية لان كريستيان ديور اكتشف ان لفيفا من العاملات في محلاته يهربن تصميمات الموديلات الجديدة ويبيعنها للخياطات في الشرق بمبالغ ضخمة.
ويتردد في هذه القضية اسم السيدة التي تدير محل"شانتال"للازياء في بيروت، وقد كانت في عهد الانتداب الفرنسي على لبنان زوجة للمندوب السامي، ثم سافر وتركها في لبنان، فاختارت لنفسها صناعة الازياء.
وقيل ان هذه السيدة حاولت ان تقوم باعداد الفستان الذي سترتديه خطيبة نجل رئيس الجمهورية، فلما اخفقت في ذلك، وتغلبت عليها مدام ايزابيل، ارادت ان تدبر لها مقلبا فابرقت الى كريستيان ديور تنبئه بان ايزابيل تسرق موديلاته.. فكان ما كان..
ولم يمر الحادث بهذه السهولة فان جميع اصحاب محلات الازياء في بيروت عقدوا مؤتمراً خطيرا وقرروا فيه الاضراب عن العمل احتجاجا على اقتحام البوليس لمشغل ايزابيل باعتبار ان مثل هذه البادرة تسيء الى سمعة المهنة. فاذا تحقق هذا الاضراب فان سيدات المجتمع اللبناني الانيقات سوف يتركن بيروت ويتجهن الى القاهرة للتوصية على فساتين الربيع في محلات الازياء المصرية.

الجيل / كانون الثاني-1956