العراق واحداث لبنان وتاثيرها في نجاح الثورة

العراق واحداث لبنان وتاثيرها في نجاح الثورة

■ فتحي عباس الجبوري
بدأت الثورة الشعبية في لبنان بصورة سرية منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حينما طالبت القوى الوطنية بقطع العلاقات مع بريطانيا وفرنسا ولكن السلطة الحاكمة في لبنان المتمثلة برئيس الجمهورية كميل شمعون عارضت بقوة اتخاذ مثل هذه الخطوة. وهناك عامل أخر أدى الى تلك الثورة الا وهو سياسة التبعية الاستعمارية التي انتهجها شمعون بالانحياز الى حلف بغداد وتبني مبدأ ايزنهاور .


ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان عام 1957 زادت الحكومة اللبنانية من تعسفها بحق الجماهير فقمعت مظاهراتها بشدة الامر الذي ادى الى سقوط عدد كبير من المتظاهرين بين قتيل وجريح واخذ الخط البياني للسخط الجماهيري يتصاعد ولا سيما بعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا.

وحينما تبلورت المعارضة في لبنان سنة 1957 سعت كل من الحكومة اللبنانية وقوى المعارضة الى البحث عن انصار لهما بين الدول العربية وضمنت الحكومة اللبنانية حلفاء لها في العراق ومن ثم الاردن بعد قمع الملك حسين للحركة الوطنية في الاردن في نيسان 1957 في حين حصلت المعارضة على تأييد معنوي من مصر وسوريا وتطلعت الى البلدين بعد اعلان الوحدة بينهما بحماس اقوى مما كان عليه الحال في السابق .
وبدأت الحرب الدعائية بين العراق والجمهورية العربية المتحدة ووقف نوري السعيد وكميل وشمعون والملك حسين في جانب وعبد الناصر في الجانب الاخر وكانت الاتهامات المتبادلة على غرار تلك التي استخدمت أبان ازمة السويس عام 1956 وازمة سوريا عام 1957 وكان البريطانيون والامريكان منذ البداية يتهمون الجمهورية العربية المتحدة والسوفيت بمحاولة تقويض الحكومة اللبنانية تمهيداً لضم لبنان الى الجمهورية العربية المتحدة وتحويل دول الشرق الاوسط الى وضع الدول الشيوعية التابعة للاتحاد السوفيتي .
ومن جهة اخرى كانت المخاوف تساور نوري السعيد من احتمال اخفاق شمعون في الانتخابات الرئاسية وفوز اللواء فؤاد شهاب ووقوع لبنان في احضان عبد الناصر . لذلك رأى نوري السعيد ضرورة مساعدة شمعون لغرض نجاحه في البقاء مدة رئاسية اخرى الامر الذي يؤدي الى كبح جماح الاندفاع الشعبي الشديد نحو قيام الوحدة بين مصر وسوريا بزعامة عبد الناصر .
وفي السياق نفسه اتصلت الحكومة العراقية بالحزب القومي السوري في لبنان داعية اياه للمشاركة في تعزيز موقف الحكومة اللبنانية واستضافت بغداد في 9 آذار 1958 وفداً برئاسة اسعد الاشقر نائب رئيس الحزب للتباحث مع الحكومة العراقية حول الدور الذي يجب ان يقوم به الحزب على الساحة اللبنانية وحث الوفد الحكومة العراقية بان تتخذ الاجراءات السريعة لتعزيز العناصر اللبنانية المتعاونة معه في مواجهة التيار السائر مع ركاب الجمهورية العربية المتحدة وعلى اثر ذلك اوعزت الحكومة العراقية الى الملحق العسكري العراقي في بيروت بمنح الحزب المذكور مساعدة مالية مقدارها (125) الف ليرة لبنانية .
وما ان حاول شمعون اجراء تعديلات على الدستور اللبناني من شأنه تجديد مدة رئاسته للجمهورية حتى هبَّ الشعب اللبناني عن بكرة أبيه يعارض هذه المحاولة واحتدم الصراع بين الشعب وقوات شمعون وامدت الولايات المتحدة شمعون بالمال والسلاح وحذا العراق حذوها إذ ساعد حكومة شمعون بشتى الوسائل .
وجرت الانتخابات اللبنانية في ايام الاحد المصادفة (9) و(16) و(23) و (30) من حزيران عام 1958 وكان الغرض من ذلك تجنب اعمال العنف المحتملة وقد اظهرت النتائج نصراً حاسماً لحكومة شمعون وفاز انصار الحكومة بثلثي المقاعد في المجلس الجديد في حين لم تحصل المعارضة الا على ثمانية مقاعد واخفق عبدالله اليافي وصائب سلام ، واحمد الاسعد وكمال جنبلاط وهاجموا الحكومة اللبنانية بحجة تدخلها في الانتخابات ، وتصاعد التوتر بين انصار شمعون ومعارضيه من جديد .
لم يبادر شمعون الى الاتصال المباشر بالمعارضة منذ بداية الازمة لايجاد حل لها، ويبدو ان السبب في ذلك يعود الى اقتناع شمعون بوجهة نظره التي تحمل بعض الدول العربية المجاورة مسؤولية الخطر الذي يتهدد لبنان وعد مبدأ ايزنهاور بأنه أمثل حل لازمة لبنان ووضعها الداخلي.
وفي 9 أيار 1958 بدأ صدام مسلح في مدينة طرابس بين المتظاهرين وقوات الامن اللبناني وبعد ثلاثة ايام بدأت الثورة المسلحة تعم معظم مناطق لبنان.

موقف العراق من الانتفاضة اللبنانية
حاولت الحكومة العراقية منذ بداية نشوب الثورة الشعبية في لبنان الاتصال برئيس الجمهورية كميل شمعون عن طريق سفيرها في بيروت للتعرف على مدى استعداده للتداول مع الحكومة العراقية حول تنسيق الدفاع المشترك بين البلدين بخاصة وأنه قد سبق للعراق ارسال قوة عسكرية الى لبنان في 4 شباط 1958 لضرب المعارضة التي كانت قائمة في ذلك الوقت وقد ابدى الرئيس اللبناني موافقته على المبادرة العراقية شريطة عدم تدخل العراق عسكرياُ في لبنان ويبدو ان سبب هذا الشرط يعود الى خوف شمعون من افتضاح لجوئه الى دول اخرى لحل ازمة داخلية الامر الذي يؤدي الى تصعيد الانتفاضة.
وعلى اثر الاشتباكات التي اندلعت في لبنان في يوم 12 ايار 1958 عقدت وزارة الخارجية العراقية اجتماعاً في اليوم التالي مع سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا في بغداد وحث المسؤولون العراقيون حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا على ضرورة الاسراع في دعم الحكومة اللبنانية التي " تجابه عدواناً مسلحاً واضحاً من قبل الشيوعية والناصرية "؛ وطلبت الحكومة العراقية من سفيرها في بيروت الاتصال بوزير الخارجية اللبنانية لاعلامه بان الحكومة العراقية على اتصال دائم مع حكومتي بريطانيا والولايات المتحدة لتعزيز موقف الحكومة اللبنانية ومساعدة الرئيس كميل شمعون.
كما اعربت الحكومة العراقية عن استعدادها لتزويد حكومة كميل شمعون بالاسلحة ونقلها جواً عبر تركيا .
وقد قام كميل شمعون بزيارة الى بغداد في 18 أيـار 1958 بهـدف الاطلاع على مدى الدعم الذي ستقدمه الحكومة العراقية له لمواجهة الاحداث في لبنان.
ويذكر غلمن ان نوري السعيد عقد لقاء معه في 21 ايار 1958 قال فيه : " ان استمرار الاضطرابات في لبنان بدأ يزعجني كثيراً ، ويبدو لي ان هذا النهج سيكون مقدمة لتدخل عسكري " .
ومن منطلق دعم الاتحاد العربي الهاشمي للرئيس شمعون قدم العراق وبتنسيق مع الاردن مساعدات مالية سخية للرئيس شمعون ولم يقف تعاون العراق والاردن عند هذا الحد فقد طلب ملك الاردن من ملك العراق توفير وسائل نقل جوية عراقية لنقل اسلحة اردنية استجابة لطلب من الحكومة اللبنانية نظراً الى ان الاردن لا تتوافر فيه وسائل نقل حديثة ؛ فأوكل الملك فيصل الثاني بتنفيذ هذا الطلب الى رئيس اركان الجيش العراقي رفيق عارف الذي طلب بدوره من مدير الاستخبارات احمد مرعي توفير احدى الطائرات العراقية لنقل الاسلحة الاردنية ، وكانت الاردن قد ارسلت بالفعل بتاريخ 18 آيار 1958 ست سيارات شحن كبيرة ( لوريات) محملة بالاسلحة .
ويبدو ان المسؤولين في العراق والاردن قد ادركوا انه في حالة انتصار الثورة الشعبية في لبنان وما قد ينجم عنها من احتمال ضم لبنان للجمهورية العربية المتحدة سوف يؤدي الى عزلة بلديهما عن العالم العربي لذلك قام الاتحاد العربي الهاشمي بالتعاون مع حكومتي بريطانيا والولايات المتحدة بتقديم المساعدات العسكرية والمالية بهدف دعمها ضد الانتفاضة الشعبية.
وكأجراء احترازي من الحكومة العراقية في عدم افتضاح تقديمها المساعدات لنظام شمعون استخدمت اسلوب التضليل والكتمان في عملية تقديم المعونات والاسلحة الى كميل شمعون ، إذ اتخذت من مسألة تقديم المساعدات العسكرية لكل من لبنان وتونس والجزائر غطاءً لنقل الاسلحة والامدادات الى نظام كميل شمعون .
كما استدعى شمعون سفراء كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا واطلعهم على الموقف في لبنان الذي وصفه بانه اشبه بحالة حرب مع الجمهورية العربية المتحدة ، وان الموقف يتطلب من دولهم اتخاذ اجراءات عاجلة لانقاذ لبنان، وفي الاجتماع نفسه ادلى وزير خارجية لبنان شارل مالك بتصريح مفاده ان لبنان ينتظر المساعدة اذا تطور الامر نحو الأسوأ وفي الوقت نفسه أعلن في واشنطن بان الولايات المتحدة مستعدة لتزويد لبنان باسلحة ضد ما وصفته بعمليات الشغب الجارية في لبنان .
وفي يوم 22 ايار 1958 وبناء على طلب من الرئيس كميل شمعون تقدمت الحكومة اللبنانية بشكوى رسمية ضد الجمهورية العربية المتحدة الى مجلس جامعة الدول العربية متهمة اياها بالتدخل في شؤون لبنان الداخلية ، وتشجيع الثوار وبتسلل المتطوعين والسلاح الى لبنان عبر حدوده مع سوريا .
وتقدمت الحكومة اللبنانية بشكوى مماثلة في اليوم نفسه الى مجلس الامن، واكد مالك بان حكومته تملك دليلاً مادياً على تورط الجمهورية العربية المتحدة … وان حكومته لا تنوي اجراء أي تعديل على برنامجها على الرغم من ازدياد مطالبة المعارضة باستقالة شمعون .
عارضت حكومة الاتحاد العربي الهاشمي رفع شكوى لبنان الى جامعة الدول العربية ، وقد تجلى ذلك في البرقية المؤرخة في 19 ايار 1958 المرسلة من رئيس وزراء الاتحاد العربي الهاشمي نوري السعيد والتي حث فيها لبنان على عدم رفع شكواه الى جامعة الدول العربية بحجة عدم وجود فائدة منها مطلقاً نظرأً لسيطرة الجمهورية العربية المتحدة عليها ، واقترح عرض الشكوى على مجلس الامن الذي كانت تساوره شكوك قوية ازاء هذه الجمهورية.
وفي يوم 20 ايار 1958 اجتمع وزير خارجية لبنان بسفيري العراق والاردن في لبنان وشدد خلاله على ضرورة اسراع الاتحاد العربي الهاشمي في تقديم المساعدات اللازمة للحكومة اللبنانية. .
وقد برز موقف العراق بشكل واضح حينما عرض كميل شمعون القضية على مجلس الامن التابع لهيئة الامم المتحدة حيث مثل العراق محمد فاضل الجمالي الذي القى في 10 حزيران 1958 كلمة مطولة اتهم فيها الجمهورية العربية المتحدة باثارة الاضطرابات في لبنان متهماً جمال عبد الناصر : " باتباع الاساليب الشيوعية الهدامة وتعاونه مع الاتحاد السوفيتي ليكون له موضع قدم في الشرق الاوسط والعمل على تقويض سلطة الدولة من خلال اثارة الاستياء العام وتأمين الرجال والسلاح للثورة "، كما اتهم اجهزة الاعلام المصري والمدرسين المصريين باثارة الاضطرابات في لبنان وطالب الجمالي حكومة الجمهورية العربية المتحدة بايقاف حملاتها الدعائية والعمل على منع السوريين من التدخل في النزاع اللبناني.
وقد ايد مندوبو العراق والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين الوطنية (تايوان) بقوة مزاعم الوفد اللبناني وحثوا مجلس الامن على اتخاذ اجراء فوري. فقد صرح مندوب الولايات المتحدة هنري كابوت لودج " K. Lodge " ان بلاده ترى ان التدخل في لبنان قد حدث من داخل اراضي الجمهورية العربية المتحدة وبتسهيل من السلطات المصرية والسورية، اما بيردي فوسيل " B.De Fussil " مندوب فرنسا فقد اكد على مصداقية وصحة الادلة التي قدمها وزير خارجية لبنان شارل مالك هو تدخل الجمهورية العربية المتحدة في شؤون لبنان في حين صرح بيرسون ديسكون " B. Discon " مندوب بريطانيا بان بلاده تمتلك كثيراً من الادلة التي تؤيد ما تقدم به شارل مالك حول تدخل الجمهورية العربية المتحدة في شؤون لبنان .
وفي 11 حزيران 1958 تم التصويت على قرار تقدم به مندوب السويد ينص على ارسال مجموعة من المراقبين الدوليين الى لبنان لتقصي الحقائق والتأكد من وجود تسلل اليه او عدمه وتم اقراره باكثرية عشرة اصوات وامتناع الاتحاد السوفيتي عن التصويت . وعلى الفور سارعت الحكومة العراقية الى ارسال تقرير موثق بمعلومات تؤكد تدخل الجمهورية العربية المتحدة بشؤون لبنان الى ممثل العراق في نيويورك وطلبت منه تسليمه الى شارل مالك ليقدمه الى المراقبين الدوليين وقد ورد في التقرير ان العراقيين المقيمين في سوريا قد وجدوا ان حمص اصبحت وكأنها ساحة حرب حيث يجري تجنيد المتطوعين فيها وتسليمهم السلاح للعبور الى الاراضي اللبنانية .
كما ذكر " غلمن " ان السعيد التقى به يوم 17 حزيران 1958 وابدى قلقه ازاء الموقف في لبنان بقوله : " ان المتطوعين يدخلون الى لبنان باعداد كبيرة وشهاب يمثل الامل الوحيد الان لايقاف ذلك فاذا اخفق في العمل بقوة وبصورة فورية فان الانهيار محتم بسرعة الامر الذي سيزيل كل امل في اصلاح الموقف" ، واعرب السعيد خلال اللقاء عن استعداد حكومته لتقديم المساعدة للبنان قائلاً: " هذه المرة اذا طلب لبنان مساعدة عسكرية غربية فان حكومتي لن تتردد في تأييد هذا الطلب " .
وفي يوم 18 من الشهر نفسه رفع الجمالي تقريراً الى الحكومة العراقية اشار فيه الى اجتماعه بنظيره اللبناني شارل مالك ومندوبا الولايات المتحدة وبريطانيا استعرضوا فيه اخر تطورات الموقف في مجلس الامن واكد الجمالي في تقريره ان الخوف والقلق قد خيما على المجتمعين بسبب ميل الامين العام للامم المتحدة داغ همرشولد " Hamm grskjold " للرئيس عبد الناصر ، وهذا ما اكده السفير البريطانـي فـي بغــداد مايكــل رايت "M. Wright "حيث كتب بعد لقائه بنوري السعيد في 23 حزيران 1958 يقول :" … كان السعيد هادئاً وودياً الا انه مازال متشائماً تماماً ، اذ عبر عن مخاوفه وقلقه حول الوضع في لبنان وخوفه من قيام همرشولد بالتوصل الى حل مع عبد الناصر يحقق له النجاح كما اكد السعيد استعداده لاعطاء لبنان اية مساعدة سواء اكانت عسكرية ام غيرها الا ان كميل شمعون يبدو انه لا يتمكن من اتخاذ القرار ولا يعرف ماذا يريد " .
وفي الحقيقة كان السعيد جاداً في تقديم المساعدة العسكرية للبنان ومساندة كميل شمعون للقضاء على الثورة وكان يفضل ان يتقدم لبنان بهذا الطلب او على الاقل كان يأمل ان يطلب شمعون مساعدة غربية .
وعلى صعيد اخر اجتمع السفير العراقي في بيروت برئيس الجمهورية اللبنانية في 21 حزيران 1958 ودار الحديث بينهما حول استعداد العراق لارسال قوات الى لبنان للقضاء على الثورة الشعبية.
وفي يوم السبت الموافق 12 تموز 1958 ألح شمعون على مجلس الوزراء اللبناني لاستحصال الموافقة على الاستنجاد بالجيش العراقي الذي كان على أهبة التحرك ، ولكن بيار أده عارض بشدة اقتراح شمعون الامر الذي اضطر الاخير الى ان يرجئ مناقشة الاقتراح الى يوم الاثنين 14 تموز 1958 .
واخيراً توصل السعيد وشمعون الى قرار يقضي بارسال قوات عسكرية عراقية الى الاردن ومن هناك تزحف الى سوريا لاحتلالها والقضاء على وحدتها مع مصر ومن ثم تواصل زحفها الى لبنان لسحق الثورة الشعبية فيه .
وبناء على هذا القرار اصدر السعيد اوامره الى بعض قطعات الجيش العراقي بالتوجه الى الاردن تمهيداً لزحفها الى سوريا. وعلى الفور ادرك الضباط الوطنيون والقوميون في الجيش العراقي ان هذا الاجراء ما هو الا تمهيد للتدخل في شؤون لبنان وهو امر لايتم الا بغزو سوريا اولاً بوصف ان العراق والاردن ليس لهم حدود مشتركة مع لبنان. وكانت الخطة المرسومة تقضي بان تنطلق هذه القوات من معسكر جلولاء في بعقوبة الى الاردن عبر بغداد الا ان هذه القوات حولت اتجاهها الى بغداد واسقطت الحكم الملكي في العراق واعلنت قيام الجمهورية العراقية .