هويدا هي السبب ! انور منسى يقول لصباح انت قاتلة!

هويدا هي السبب ! انور منسى يقول لصباح انت قاتلة!

هويدا هي السبب.. هويدا الطفلة التي تجاوزت العامين بقليل هي التي انتصرت أخيراً على عناد صباح، ودموع انور منسي، واستطاعت ان تجمع بين القلبين اللذين جمعهما وفرقهما الحب.
واستطعت انا ان اعرف الخبر صباح يوم السبت، خبر عودة صباح وانور الى الحياة الزوجية، وكانت صباح وانور يجهلان الخبر!

عندما نشرت اخبار اليوم قصة تهديد انور منسي لصباح بمسدسه ان يقتلها وينتحر، اذا لم تعد الى بيته وقلبه وزواجه.. اتصلت بصباح في التليفون، واتصل بي انور، وثرت انا في وجه انور منسي كيف تسعى يا انور وراء امرأة لا تريدك.. وقال لي انور: انا اعرف انها لا تريدني الآن، ولكنني اعرف انها تحبني!
قلت له: انك ستعرض مستقبلك للدمار.. انك ترتكب جريمة عقوبتها السجن..
قال: وماذا استطيع ان افعل.. انني اريدها.. وبعد ان تحدثت الى صباح قلت لجميع زملائي من اسرة الجيل انني اراهنكم ان صباح ستعود الى انور..
وقال لي هنري توفيق بحري سكرتير تحرير الجيل – وتربطه بأسرة صباح صلة شخصية قوية – قال لي انه يراهن بمرتبه ان صباح لن تعود الى انور..
ولكنني كنت واثقاً من كسب الرهان، وكنت واثقا ايضا ان بحري سيخسر الرهان ولن يدفع شيئاً!
جملة واحدة قالتها لي صباح دون ان تشعر: مش معقول ان انسى عشرة سنين.. ومش معقول انسى انه ابو ابنتي هويداً.
قالتها صباح بكل ما في قلبها من حنان..
فسألتها: وهل تنسيك هويدا اباها انور؟
فاجابت صباح بعد تردد: تنسيني كل شيء.. ولكنني احسست احساسا غامضاً ، انها كانت تود الا تقول هذا. احسست انها قاومت نفسها عندما قالت ان هويدا تنسيها انور.. وعندما تنبهت هي الى احساسي، عادت وراوغت وافهمتني انها لا تفكر في العودة الى انور، ولكنها اذا تزوجت فلن تتزوج الا انور منسي!
ولكن هويدا كانت السبب.. عندما عادت صباح من لبنان اتصل بها انور بالتليفون..
انور – مين؟
صباح – انا صباح!
انور – ازيك يا صباح؟
صباح – الحمد لله وازيك انت؟
انور – انا عاوز اشوف هويدا..
صباح – دي بنتك وتشوفها في اي وقت..
انور – يعني اقدر اشوفها عندك في البيت..
صباح – طبعاً..
ولكن انور لم يستطع ان يذهب الى منزل صباح لرؤية هويدا، وخشي ألا يجد صباح في المنزل، فتجرح كبرياءه، او يجدها فيصطدما .. وكانت المربية تحمل اليه هويدا في منزله نصف ساعة او ساعة كل يوم..
وبدأت صباح تسمع من كل اصدقاء انور منسي، قصص دموعه وجروح قلبه ولياليه التي لا تعرف النوم، ولا يعرف خلالها الا اسم صباح!
كان يتتبع اخبارها كمخبر صحفي اذا عرف انها ساهرة في الاوبرج جرى الى الاوبرج، اذا سمع انها في منزل، اخذ يدور بسيارته حول المنزل كبوليس الحراسة.. واذا لم يعرف اين هي كانت شوارع القاهرة حتى مطلع الفجر هي مأواه الوحيد!
شخص واحد استطاعت صباح ان تطمئن اليه، وفي لحظات ضعفها هو المطرب عبد الغني السيد.
قالت له يوما: يا عبد الغني انا احب انور، ولكنه اساء لي كثيراً يلعب القمار ويتجاهل بيته.. ارجو ان ينصلح امره لانني مازلت احبه..
وبكى عبد الغني السيد، ولم يستطع ان يخفي دموعه عن صباح ولكنه قال لها اكتمي هذا في قلبك الآن يا صباح، حتى تعود المياه الى مجاريها باذن الله.
وبدأ انور يشاهد هويدا كل يوم.. وبدأ يسأل عن صحتها كل يوم.. وبدأت صباح تقترب من انور ولكن من بعيد، الى ان فاجأها ذات ليلة منذ اسبوعين في الاوبرج وكانت مدعوة من فريد الاطرش.. وهناك امسك انور مسدسه وهدد بالانتحار اذا لم تقابله صباح.. فثارت اعصاب صباح، وجاهدت نفسها ان تهدئ من اعصاب انور.. ولكنها بدأت تحس ان انور قد يتهور ويرتكب حماقة تهدد مستقبلهما..
ثم عاد اليها في الليلة التي لا تنساها ومسدسه في جيبه مهدداً بالانتحار..
قالت لي صباح: هنا احسست ان انور يحبني.. كان يستطيع انور ان يتعلق بامرأة اخرى.. كان يمكن ان ينساني لو عاش في حب جديد.. ولكنه لم يتبدل، هو انور الذي اعرفه منذ اكثر من عامين، في التهاب عاطفته، وطيبة قلبه ودموعه التي لا تنتهي !
ثم ضحكت صباح وهي تقول :انا كل اللي بيحبوني دائماً بيبكوا ليه؟
وقال انور: يعني مش عارفه ؟
وقالت صباح : ليه؟..
وقال انور: أنت قاتلة!

الجيل / تشرين الثاني- 1955