أغاثا كريستي.. من الألف إلى الياء

أغاثا كريستي.. من الألف إلى الياء

أغاثا كريستي هي أحد أشهر الأدباء، الذين عرفهم القرن العشرون. وأحد الروائيين العالميين الذين ارتبط أسمهم بالشرق، حيث أمضت أوقاتاً طويلة في ربوعه. وهي مؤلفّة سلسلة من الروايات البوليسية وغيرها من صنوف الأدب والتي عرفت الترجمة إلى أغلب لغات العالم.


«أغاثا كريستي من الألف إلى الياء"هو عنوان الكتاب ــ الموسوعة الذي يقدّمه اثنان من أكثر المعجبين بأعمال أغاثا كريستي هما «آن مارتينيتي»، أحد مديري دار نشر «القناع ــ دو ماسك» والآخر «غيّوم لوبو»، الناقد الأدبي الأخصائي بالرواية البوليسية. والعمل يتم تقديمه بصورة عمل «روائي» وبعنوان فرعي مفاده:"كل عالم ملكة الجريمة».
وعن تفرّدت أغاثا كريستي بالقياس إلى المبدعين الآخرين، خاصّة ممن يكتبون الرواية، نقرأ:"إنها كاتبة مبدعة تتجاوز مخيلتها جميع الحدود. ولقد كتبت صنوف أدبية كثيرة التنوّع من بينها الرواية الخيالية التي قدّمت في ميدانها العديد من الأعمال الناجحة، ولم تكرر نفسها أبداً كما فعل أدباء آخرون مثل ماري هيغنز كلارك، حيث يكررون بعد حين نفس المواضيع ونفس الطرق في المعالجة».
تتم الإشارة أن أحد المصادر الأساسية لهذا الكتاب ــ الموسوعة عن أغاثا كريستي يتمثل في عملين كتبتهما الأديبة نفسها عن «سيرة حياتها» تحت العنوانين التاليين:"هل تقولين لي كيف تعيشين؟"و« سيرة ذاتية».
ويكشف المؤلفان عن لعب أغاثا نفسها بعض الأدوار في أعمالها وبطريقة فيها الكثير من « الطرافة». هكذا مثلا تتعرّض للحديث عن بعض صفاتها وميولها الشخصية عبر «إلصاقها» بشخوص رواياتها مثل «زيادة الوزن التي كانت تعاني منها» وعن « ميلها المتأصّل لتغيير طريقة تصفيف شعرها باستمرار.
ويؤكد الكتاب أن أحد المشاكل الكبرى التي كانت تؤرّق اغاثا كريستي تمثّلت في إيجاد سبل العيش من كتابتها بحيث لا تكون رهينة لأحد. والإشارة أن ذلك الاهتمام هو الذي دفعها لكتابة روايات تعتمد على «الألغاز"وحيث يكون الموت والجريمة «حاضرين» باستمرار.
ذلك لأن ذلك النوع من الروايات كان رائجاً تجارياً بسبب تعبيرها عن مأساة جيلها الذي كان قد عاش ويلات الحرب العالمية الأولى. ولم يكن غريباً أن تحمل الصفحات الأولى من مخطوطات أعمالها كلمات متبوعة بإشارات استفهام مثل: لماذا؟ من؟ متى؟ أين؟...الخ.
والإشارة أنها ربما كانت تبحث في أعماقها عن إجابات عن مثل تلك التساؤلات للتوصل إلى «القاتل» الذي كان وراء «إسالة دماء أوروبا» في الحرب الكبرى القاتلة التي عرفتها القارّة خلال سنوات 1914 ــ 1918. بكل الحالات كان القاتل «أوروبيا» مثلما كان القتلة في روايات اغاثا كريستي هم بمعظمهم من داخل الأسر الإنجليزية، «المتحللة في ظل حكم الملك ادوارد»، الذين ترسمهم. وأولئك القتلة هم الذين يتحمّلون المسؤولية الأولى في سفك دم الضحايا. هكذا كان القاتل في رواية «اللغز الأخير"هو أخ القتيل.