فضـائـح هوليوود.. الجنس، و الانحراف، و الدراما من عصر السينما الذهبي

فضـائـح هوليوود.. الجنس، و الانحراف، و الدراما من عصر السينما الذهبي

ترجمة / عادل العامل
عن / YAHOOmovies
حتى قبل أن تستطيع الأفلام التكلّم، كان الناس يتكلمون عن نجوم الأفلام. فالقيل و القال المتعلق بالمشاهير جزء من الحمض النووي لثقافتنا، كما تؤكد آن هيلين بيترسون في كتابها (فضائح هوليود الكلاسيكية: الجنس، و الانحراف، و الدراما من عصر السينما الذهبي)، الصادر حديثاً.

و يستكشف الكتاب المثير للاهتمام الكيفية التي تكونت بها أيقونات هوليود ــ و منها جيمس دين، و كلارا بو، و كلارك غيبل، و جودي غارلاند ــ و الكيفية التي دمرتها بها الأقاويل التي نشأت حولها. و تلقي بيترسون، التي غادرت مؤخراً العالم الأكاديمي لتصبح كاتبةً في Buzzfeed، الضوء على أساطير متكررة كثيراً (مثل اغتصاب الممثل أرَكل البدين المزعوم لممثلةٍ حتى الموت، أو مَي ويست التي أوحت لوحدها بالرقابة على الأفلام) ببحثٍ سليم من الأخطاء و تحليلٍ حاد كالسيف. و قد أجرت غوين واتكينز من موقع Yahoo Movies مقابلة مع بيترسون حول نشوء القيل و القال الدائر حول المشاهير، و أكثر الفضائح إثارةً للدهشة التي كشفتها في كتابها هذا:

* تتحدثين في بداية كتابك عن أن قيل و قال المشاهير مفيد و مهم تاريخيا، و هذا ما قد لا يراه معظم الناس هكذا إلى هذا الحد.
** تلك هي أساساً الحجة التي أحاول أن أكوّنها من خلال عملي الأكاديمي: أنَّ قيل و قال المشاهير هو محاضرة حول الصور الشعبية. و هكذا فإن الطريقة التي نتحدث بها عن تلك الصور الشعبية، هي نفس ما يفعله، و لنقل، النقد الفني التنقيبي، أو الطريقة التي نتحدث بها عن الروايات، أو حتى الطريقة التي نتناول بها الأفلام الحقيقية. و لهذا فالأمر ليس أننا نتحدث فقط عن النجوم؛ و إنما نتحدث عماذا يعنون و كيف يتعلق ذلك المعنى بحيواتنا نحن.
* إنك تكتبين كذلك أن هؤلاء المشاهير الأساطير لم يكونوا كما توقعتِ منهم أن يكونوا: هناك القصة كما يراها الناس الآن، و القصة كما رآها الناس آنذاك، و هما في الغالب مختلفتان دراماتيكياً. هل يمكنك أن تعطيني مثالاً على ذلك؟
** همفري بوغارت و لورين باكال ــ الطريقة التي جرت بها القصة. لقد كنت أعرف أنها كانت أصغر منه بـ 25 سنة و أنهما وقعا في الحب عند التمثيل، لكن المغازلة كلها كانت علنية جداً و جنونية جداً، باكال و هي تكتب افتتاحيات لمجلة Look مثل»لماذا أكره الرجال الشباب». [ تضحك ] و القيام بالمناورة الذي حصل لتجريد تلك العلاقة من الفضيحة بشكل فعّال كان مدهشاً في الواقع بالنسبة لي. و آنذاك لم تبدُ أساطير بعض النجوم كبيرةً، و لهذا لم أعرف تعقيدات ما حدث ــ مثل، إن قصة جين هارلو مجنونة! و كانت هناك الزيجات الخادعة، و إصابتها بالمرض و الانتفاخ، و كيف أن الجميع أرادوا تصديق أنها ماتت من المادة القاصرة الكثيرة جداً في شعرها.
* بعض الترويج لكتابك يجعل المرء يقارنه بكتاب (بابل هوليود Hollywood Babylon)، و هو مختارات لكينيث أنغر من قيل و قال هوليود من عام 1965. و خلافاً لـ (بابل هوليود)، فإن كتابك لم يجعلني أشعر بالحاجة إلى الاغتسال.
** / أوه، إن (بابل هوليود) كتاب قذر جداً. و لديَّ قصص كثيرة حول كينيث أنغر. و منها ما كتبه حول غلوريا سوانسون، التي قاضته بتهمة التشهير، و أصابه الجنون تجاهها فراح يرسل إليها بالبريد كل ما هو كريه، مثل تابوت مليء بالسكّر و دمى من نوع سحر الفودو الأفريقي تمثّلها هي و فالينتينو و غير ذلك. و كل هذا موجود في أرشيفها، و قد شاهدتُه كله.
* و هكذا فلماذا ما يزال (بابل هوليود) كتاباً مرجعياً لنا فيما يتعلق بقيل و قال هوليود القديمة؟
** حسَنٌ، لقد خلق الكتاب انطباعاً ضخماً كهذا لأنه كان الأول في ذكر كل الإشاعات الفاحشة التي ظلت تدور على المستوى الواطئ لوقت طويل. و كما قلت في كتابي، فإن الكتّاب ظلوا يدسّون أن نجوم السينما يقومون بأمور فاضحة منذ عشرينات القرن العشرين. لكن ليس هناك من كتاب قال شيئاً مثل،»كان لفالينتينو عضو زجاجي»ــ و ذاك مجرد هراء صريح حقاً. و سواء كان الناس يصدقون أو لا يصدقون أن هذه الأمور جميعاً حقيقية أم لا، فإن ذلك كان ينطوي على عنصر تسلية. لكن هناك قدر كبير من الفضائح في (بابل هوليود) يؤخذ الآن على أنه حقيقة، خاصةً تلك التي حول كلارا بو و أربَكل البدين.... و لهذا فأنا أحاول الاعتقاد بأن كتابي تهذيبي بالنسبة لذاك.
* و ماذا عن كل تلك الأمور المثيرة للشكوك حول جودي غارلاند و انهياراتها العصبية؟ لماذا كان الكثير من الغسيل القذر المتعلق بها منشور علناً؟
** تعرفين، إنني أعتقد بأن جزءاً من ذلك كان لتجريد محاولاتها الانتحارية من الفضائحية، محاولة للعرض،»أوكي، لماذا يحدث هذا؟»و الأمر الآخر أنني أعتقد بأن كتّاب أعمدة القيل و القال في الصحف، كانوا يشفقون عليها حقاً، و يرون بوضوح ما كان يحدث. و التدهور الحقيقي لجودي غارلاند يحدث في نهاية الأربعينات و بداية الخمسينات، و ذلك حين بدأ التكافل بين أجهزة القيل و القال و الستوديوهات بالانحلال. و لهذا كان هناك تأنيب ضمير أقل لدى هذه الجهات لجر حبل الستوديو. و هكذا كان بإمكانها التكلم علناً بحرّية أكبر قليلاً.
* تكتبين، و أنت تعودين أكثر في تاريخ هوليود، حول نجم الأفلام الصامتة والاس ريد، و كيف استُخدم إدمانه المخدرات و موته كقالب لقصص إدمان المشاهير منذ ذلك الحين.
** لم يمت والاس من جرعة مخدرات زائدة، و إنما من الامتناع، و هو أمر مهم حقاً بالنسبة لي. لكن وكلاءه حوّلوا ذلك إلى قصة تفسير للسبب وراء إدمانه، و هكذا تصبح القصة أقل فيما يتعلق بجعل إدمانه مرضاً، و أكثر كثيراً فيما يتعلق بجعله مسألة سايكولوجية، افتقاراً مني إلى تعبير أفضل. فحين مات هيث ليدجر، كان بإمكانك أن ترَي الموازيات لذلك ــ مثل وجود قصة بيتر بيسكايند في Vanity Fairحول هيث ليدجر، و الطريقة التي يتحدث بها عن عفاريت ليدجر و كم كان مرهَقاً و كيف أنه لم يستطع التعامل مع الضغط الذي تعرض له.
* كانت الستوديوهات، و بطريقة سابقة لا أفهمها، تسمكر الحيوات الخاصة لنجوم السينما بحيث يكونون متراصفين مع صورهم على الشاشة. متى بدأ ذلك؟
** حدث في المراهقة، عندما بدأت الأفلام في الأول تصير أطول من 10 ــ 20 دقيقة. و حتى آنذاك، لم يكن عليها أحياناً حتى اسم النجم. و ما يحدث بالتالي تريجياً ــ أن الناس بدأوا يكتبون، مثل»ما هو الاسم الحقيقي لهذا الشخص؟ اخبرني عن حياتهم».
* و إلى أي حد ترين أن قراء هذه المجلات أصبحوا أكثر تفهماً بشأن الدرجة التي كان يجري عندها خلق الصور لهم؟
** هناك عدد من مجلات المعجبين، حتى في العشرينات، كانت تبيّن كيف كان النجوم يُصنعون. و قد كان جون كروفورد و كلارا بو من منتجات تنافسات المجلات، ثم تبيّن هذه كيف تم تحويلهم إلى نجوم. و هكذا كان الناس يرون هذه الآلية. و كانت هناك في الواقع شفافية في بعض النواحي، و غالباً ما سيقولون في مقالةٍ شيئاً ما، مثل،»جوان كروفورد، التي اسمها الحقيقي لوسيل ليسو»ــ لهذا لم يكن الأمر أن التاريخ بالضرورة كان يُمحى على الدوام. كان مرئياً. و هكذا فانا أرى أن الناس كانوا يفهمون إلى حدٍ ما أن هؤلاء النجوم منتجات. و أعتقد بأن من المهم حقاً إدراك أن الحال لم تكن من قبيل: في الثلاثينات، كان الكل مغفلين! إنها نفس ما هي عليه اليوم. فقد كان هناك شكوكيون و أشخاص يحبون أن يحاولوا و يقرأوا ما بين السطور، ثم هناك من كان موقفهم من الأمر:»إذا كانت المسرحية السينمائية تقول إن الحال هي هكذا، فهي هكذا».
* أحد الأمور التي نسمعها أنه لزمن فظيع أن يصبح الواحد شهيراً بسبب أخبار المشاهير، و الإعلاميين الذين يلاحقون النجوم، و ما شاكل. لكن المشاهير في الأقل لديهم قدر بسيط من السيطرة على صورهم الآن، عند مقارنة ذلك بإملاء الستوديو كل شيء عليهم. فهل تعتقدين بأن الأمور أفضل أم أسوأ الآن؟
** يمكننا القول،»أوه، لا يمكنني الاعتقاد في الخمسينات أن روك هدسون لم يستطع البروز!». لكن ما تزال هناك طرق أخرى نحدد بها ما يمكن للشخص أن يكونه اليوم. و أنا أكتب الآن مقالة فضائحية في الواقع عن آنا مَي وونغ، التي كانت أميركية صينية و نجمة سينمائية مبكرة، و ما هو بالنسبة لي غير مريح فقط أنها لم تستطع أن تحصل على أدوار جيدة لا تجعلها غريبة الأطوار و معبودة جنس خلال العشرينات و الثلاثينات، و لم تستطع أن تكون سيدة بارزة لأنه كانت هناك قواعد ضد أن يقرنها المرء برجل أبيض، و ما كان ليقرنها برجل آسيوي. و قد أرادت الدور الرئيس في»الأرض الطيبة»في الثلاثينات و لم يعطوه لها؛ أعطوه لأوروبية و جعلوها بوجٍهٍ أصفر! و لكن اليوم ليس هناك أدوار جيدة لأميركان آسيويين أيضاً، و بالتالي كم هو قليل ذلك الذي تغيّر؟ أملي ألا يفكر الناس مع كتابي هذا، قائلين»أوه، لقد كانت الأمور سيئة جداً آنذاك»، بل يفكروا بالطرق المتوازية مع الطريقة المستمرة التي نتعامل بها مع صور النجوم الآن.