حوار مع كاتب أغنيات زهور حسين ولميعة توفيق

حوار مع كاتب أغنيات زهور حسين ولميعة توفيق

ستار جاسم ابراهيم
محمد العصري او محمد عباس حمودي شاعر غنائي ويمكن اعتباره من الشعراء الزاهدين بزخارف الحياة ومبهرجاتها.. رأيناه منزوياً في ركن من مقهى جواد كاظم في محلة الكريمات يناقش مشروع قصيدة من تلك القصائد التي صدحت في حناجر كبار مطربينا ومطرباتنا من الرعيل الذي اخلص للأغنية العراقية وجعلها في مكانتها الحقيقية.



* ما شاغلك الآن ؟
- ما يشغلني هذه الأيام أني أرى بعض الشعراء وهم يتكلمون في الندوات بنرجسية غريبة فهم لوحدهم في الساحة ولم يخلق الله شعراء قبلهم ولن يأتي بعدهم من يجرؤ على قول الشعر!!

* حسناً من غنى لك اشعارك؟
- بلبل الريف الراحل داخل حسن وحضيري أبو عزيز وجواد وادي ومحمد قاسم الأسمر والمطرب محمد سلطان والمطربة الكبيرة الراحلة زهور حسين والمطربة المخضرمة صبيحة إبراهيم والراحلة لميعة توفيق والمطرب محمد عبود النجفي والمطرب عبد الجبار العزاوي. وغنت لي فرقة الإنشاد أغنية يا دجلة ميّك عنبر من الحان الراحل يحيى حمدي. والراحل ناصر حكيم ومجيد الفراتي وشهيد كريم وعبد محمد وعبد الواحد جمعة وهم من مطربي الريف كما تعلم حضرتك إضافة الى الكثير من الأشعار والابوذيات والزهيريات التي صدحت بها حناجر المقاميين الكبار أمثال جميل الاعظمي وعبد الهادي البياتي وعبد الوهاب العزاوي وحمزة السعداوي وحسن البناء وغيرهم.

* والراحل يوسف عمر؟
- اجتمعنا مرة وطرحت عليه فكرة تبديل كلمات البستات القديمة التي صارت مثل (اليخني) فمثلاً الى متى نجتر كلمات مثل:
كلبي ركن بغداد سوك الهرج بي
ولم نلتق بعدها .

* ومتى اكتشفت ميلك الى الشعر؟
- في خمسينيات القرن الماضي كان لدي مقهى في محلتي الكريمات يجتمع فيها كبار المطربين والملحنين والشعراء وانا من المواليد 1930 وكان عمري آنذاك بحدود العشرين عاماً. تأثرت كثيراً بهذه النخبة من الفنانين وشعراء الأغنية بالذات أمثال المرحوم سيف الدين ولائي الذي كان سيد الأغاني لكثرتها وللإبداع الذي يتمتع به هذا الراحل الكبير الذي سُفر الى إيران بحجة التبعية ولقد مات كمداً في الطريق وهو العراقي أباً عن جد. ومن الشعراء ايضاً إبراهيم وفي وكاظم حميد النجار وجبوري النجار وملا حسن الكاظمي وجبار الفضلي وياسر العمران وملا سلمان الشكرجي والشاعر جاسم حمدان وعذراً للشعراء لا أستطيع ذكرهم الان.

* وهل تأثرت بالطرق الشعرية التي كانوا يتبعونها في أشعارهم ممن كانوا يلتقون في مقهاك؟ .
الحقيقة لم أتأثر بأحد ولكنني معجب كل الإعجاب بالشاعر المرحوم سيف الدين ولائي وتجد صداها في كل أعراس الخمسينيات وما تلاها. في ذاك العصر كانت عيون الشعراء ترنو الى حب الناس وإعجابهم بنا ولم نحسب للنقود هذا الحساب الزائد في هذه الايام .

* ومتى تغير الحال وانتقلت من عصر الى عصر؟
- أغلقت مقهاي في السبعينيات.. وعندها تفرقت (شلتنا) وأخذتني مشاغل شخصية اخرى، ونادراً ما كنت التقي بالمطربين .

* ولماذا لم تكن تقصدهم وقد ركزت شخصيتك الشعرية عندهم ؟
- لم يحدث ان قصدت مطرباً لأعطيه قصيدة. اذكر هنا ان المطربة الراحلة المرحومة زهور حسين جاءتني بسيارتها وطلبت مني قصيدة فحواها الزعل فكتبت لها :
منّانه وبعد لا تكول نتلاكه
خاين ما يهم بعدَه ولا فراكه
هذا وياك حدنه
يلضيعت ودنه
منانه وبعد لا تكول نتلاكه
وجاءت مرة ثانية لتشكرني لان هذه الأغنية صارت أغنية أعراس وتردد في الملاهي والمنتديات .