رولان بارت..  فقير مهمش أصبح أشهر النقاد

رولان بارت.. فقير مهمش أصبح أشهر النقاد

إعداد / منارات
رولان بارت هو أحد أشهر النقاد الأدبيين الفرنسيين في القرن العشرين. عرف شهرة عالمية كبيرة كأحد مفكري «البنيوية"وعلم الدلالات ــ Sémiologie في عصره. وهذا العلم الذي تتم ترجمته عامّة إلى اللغة العربية بـ«سيميائية»، يعنى بدراسة كل ما يتعلّق بالعلامات والرموز الأساطير والخرافات والطقوس وكل ما يمكن أن ينضوي تحت هذه العناوين.


ولمناسبة الذكرى المئوية الأولى لولادة المفكر الذي احتلّ مكانة مرموقة في المشهد الثقافي والفكري في القرن العشرين على صعيد فرنسا والعالم، ستعرف بالتأكيد رفوف المكتبات العديد من الكتب التي ستجعل سيرة حياته وأعماله موضوعاً لها. وهو من مواليد عام 1915 في مدينة «شيربورغ» الفرنسية وتوفي في باريس عام 1980. هذه السنة 2015 تصادف الذكرى المئوية الأولى لولادته. وليست قليلة الأصوات في فرنسا التي تعتبر هذه السنة هي سنة رولان بارت.
ومن أوائل هذه الكتب العمل الذي تقدمه «تيفاني ساموايو»، أستاذة الأدب المقارن في جامعة السوربون الثالثة بباريس، تحت عنوان «رولان بارت». من هنا يمكن اعتبار هذا الكتاب بمثابة «الافتتاح"في احتفالية الذكرى المئوية لولادة المفكر العالمي ذي الشهرة العالمية..
وأيضاً الذكرى الخامسة والثلاثين لوفاته عام 1980 حيث دهسته عربة كانت محمّلة بـ«مواد الدهان المنزلي» عندما كان خارجاً من لقاء حول وجبة الغداء مع الرئيس فرانسوا ميتران الذي غدا في العام التالي رئيساً للجمهورية الفرنسية. هكذا يتم التعرّض لعدد من الأحداث والمعطيات التي كان لها تأثير كبير في المسار الحياتي والفكري لرولان بارت. وهي تؤكّد بشكل خاص الدور الذي لعبه «المرض المبكّر"في حياته. وتحدد القول إنه كان وراء «نفوره» الواضح من الكتب «السميكة» ذات الصفحات الكثيرة كثيرة.
ومن الأفكار التي تؤكّدها «تيفاني ساموايو» أن المدخل الأفضل لفهم العمل الفكري لدى رولان بارت يكمن في عمله الذي يحمل عنوان «أساطير». والإشارة إلى أن ذلك العمل كان بمثابة الخطوة الأولى لدخول بارت في عالم الشهرة وترسيخ مكانته في المشهد الثقافي آنذاك.
وإذا كانت المؤلفة تكرّس القسم الأكبر مما يزيد على 700 صفحة يتألّف منها هذا الكتاب لشرح «السيرة فكرية"و«المفاهيم"التي طرحها في مختلف أعماله، فإنها تكشف أيضاً عن «افتقاره الكبير للحس السياسي»، كما تقول.
ذلك الابتعاد عن الحس السياسي تجد المؤلفة ترجمته في واقع أنه لم يكن بين المثقفين الفرنسيين الذين وقّعوا «بيان الـ 121 »ضد التعذيب الذي كانت تمارسه السلطات الاستعمارية ــ الفرنسية ــ في الجزائر. كذلك لم يُظهر الكثير من الاهتمام بما عُرف بثورة الطلبة في فرنسا في شهر أيار من عام 1968.
والوصول إلى نقل المؤلفة عن «سيمون لايس» المختص الفرنسي بالشأن الصيني قوله إنه أثناء زيارة للصين في عهد ماوتسي تونغ أبدى رولان بارت اهتماماً بـ"وجبة الطعام المقدّمة في الطائرة أكثر من اهتمامه بالقمع في الصين."