تقانات فن النحت.. مدخل إلى عالم التعبير بالكتلة

تقانات فن النحت.. مدخل إلى عالم التعبير بالكتلة

يتحدث كتاب (تقانات فن النحت) لمؤلفه الدكتور فواز البكدش، عن الجوانب التطبيقيّة والتقانيّة، والخامات والمواد المستخدمة في إنجاز فن النحت بشقيه: الكامل التجسيم، أو النافر والغائر.
ويبين الكتاب أنه ينتمي (فن النحت) إلى الفنون التشكيليّة التي تنتمي بدورها إلى الفنون الجميلة، إضافة إلى العمارة والشعر والموسيقى، وبعض أنواع الرياضة.

وفن النحت أكثر الفنون الإنسانيّّة خلوداً وديمومةً وتعبيراً عن سير الأمم وحضاراتها، ويعود ذلك إلى أنه ينفذ من مواد وخامات صلدة، مُقاومة للظروف الطبيعيّة. لهذا يُطلق على منجزاته (أوابد). أي تبقى وتستمر لأطول مدة من الزمن.
يُشير الكتاب إلى أن للتقانة في فن النحت جانبين: الأول معرفي. أي معرفة الخصائص الفيزيائيّة والكيميائيّة لمواده وخاماته.
والثاني مهاري يختص بالجودة ودقة الإلهامات في العمل الفني، الذي يتمظهر في التقنية (وهي تطبيق العلم في الأمور العمليّة) وفي التكوين الذي يعني شكل الكتلة الرئيسة المُشكلّة بدورها من مجموعة كتل صغيرة، ومن أبرز خصائصه: التوازن، الحركة، التناسب، الوحدة، الانسجام، الارتكاز السليم.
يتم بناء التكوين النحتي من مادة وسيطة كالصلصال أو الجبس، ثم يخضع لعملية القولبة، لتحويله إلى مادة البرونز، أو الاسمنت، أو الحجر الصناعي، أو البوليستر. وربما ينفذ العمل النحتي مباشرة بخامة طبيعيّة. يؤكد الكتاب أن عملية إنجاز العمل النحتي، تخضع لأسس ومعلومات تقانيّة، منها: إدراك أساليب صياغة البناء الشكلي للمنحوتة، فهم تقانات تحويل المنحوتة من موادها الأوليّة إلى مواد أخرى، ممارسة طرق التعامل مع الكتل الضخمة، تعلم الخبرات عن الخصائص المتعلقة بالمواد والخامات.
يُعرّف الكتاب التفكير البصري التشكيلي بأنه كل نشاط عقلي، أدواته الرموز التشكيليّة التي يستعيض بها الفنان عن المواقف والأحداث، وهذه الرموز تأخذ طريقها إلى العمل النحتي بمواد ووسائل وتقانات مختلفة، أولها تقانات التشكيل بالصلصال (الطين)، وهي أنواع. منها تشكيل التماثيل الطينيّة المفرغة أو الأقنعة أو النصفيّة أو كاملة الحجم. كما يمكن التشكيل بالجبس بشكل مباشر، أو بوساطة القولبة والطباعة الجبسيّة. وبعدها يستعرض الكتاب خامات النحت المباشر كالخشب. وغير ذلك الكثير.