أراد  بكل سذاجة.. أن يغير العالم

أراد بكل سذاجة.. أن يغير العالم

هناك خطأ في اعتبار أن جورج أمادو هو الكاتب الأكثر شعبية في البرازيل فقط، فهو يذهب أبعد من ذلك، حيث يجعل من الكلمات لعبة سهلة ولكنها قاسية في الوقت نفسه.
كان خورخي محبوبا في مدينة سلفادور في باهيا، والكاتب الذي تقرأ كتبه بين البرازيليين علي مر السنين، لايمكن فصل أمادو عن نسيج الحياة البرازيلي.

لم يبرز فقط للبرازيليين شخصيات وصور من مقاطعة باهيا وشمال شرق البلاد، ولكن قوته هو أنه أوضح لهم الي ماذا يمكن أن تقودهم مصائرهم، أو ماذا يمكن أن يصبحوا بالفعل.
أعترف بسذاجة، تدعو الي الأسي، أنه أراد دائما أن يغير العالم 'كل الرجال يريدون تغيير العامل، فلماذا لايكون الروائيين كذلك؟ لم أفلح في ذلك حتي الآن، ولكني سأستمر في المحاولة'. كذلك لم تفلح كتبه في تغيير العالم، ولكنها غيرت حياة الكثيرين.
كان النقاد يتعاملون مع أدب أمادو ببعض التحفظات، أحيانا، وهو ما حدث أيضا بين أبناء مهنته، وهذا لاينفي تأثرهم الشديد بأعماله. 'لم أرد أبدا أن أكون كاتبا عظيما، كل ما أردته هو أن تكون أعمالي مقروءة وتحترم..
وهذا هو ما حصل عليه منذ روايته الأولي التي انتقد فيها المجتمع بقسوة، وحتي رواياته في المرحلة الثانية من مساره الأدبي والتي يرفض تسميتها هكذا التي ظهرت بعد دخوله الحزب الشيوعي، في عام 1956، تعايش القراء مع حكاياته، وأماكنه، وشخصياته.وبدأت شعبيته خارج البرازيل تتزايد منذ روايته 'جابرييلا'،.958.
ولكن أكثر رواياته مبيعا، باع منها أكثر من 60 مليون نسخة في البرازيل وحدها، كانت 'قباطنة الرمال'، 1973، عندما انضم الي 'الجبهة الشعبية البرازيلية'، وهي رواية فاضحة تعبر عما يحدث لأطفال الشوارع في مدينة سلفادور في باهيا.
شعبية أمادو ترجع الي أن شخصياته مخلوقة من عوالم انسانية تعبر بطلاقة عن باهيا. وأكثر كتبه روعة هي التي تعكس الحياة اليومية البشعة للطفولة المهملة في الشوارع.
عادة ما يقول الملحن البرازيلي 'أنتوينو كارلوس خوبيم' أن النجاح الفردي، في البرازيل، يؤذي الآخرين. والحقيقة أن كثيرا من نقاد الأدب في البرازيل لم يغفروا لأمادو شعبيته الهائلة، وقدرته علي أن يجعل القراء بسرعة وبعمق يتعايشون مع شخصياته.
كان 'انتونيو كانيدو' محقا، وهو ألمع نقاد الأدب في البرازيل، عندما صرح أن 'جورج أمادو استطاع أن يتسلل الي شعرية العامة، وأعاد خلقها كما يريد، وأنه استلهم من العامل والفلاح، والسود، والبيض تجربته الفنية، لأنه أراد واستطاع دائما أن يحيا معهم..
وهنا تكمن عظمته، ويكمن أيضا سر عدم اهتمام النقاد الأكاديميين بأدبه: فقد سمح خورخي أمادو للشعب أن يغزو أدبه.
لم يتخل أبدا جورجي أمادو عن دوره كمقاتل، بالمعني الشامل لهذا الوصف، منذ أعماله الأولي وحتي الأخيرة والتي تزخر بعطفه وشاعريته في ا يخص الشخصيات البسيطة. أمادو مناضل ضد الحياة نفسها.
لن تنساه البرازيل أبدا، فهو الأقرب الي روحها والبسيط كشعبها.


إنريك نيبوموسينو
كاتب ومترجم وصحفي برازيلي