عبد الستار البيضاني : تمنيت كتابة (مائة عام من العزلة )

عبد الستار البيضاني : تمنيت كتابة (مائة عام من العزلة )

حسين رشيد
لاشيء افضل من استهلال ما كتبه عنه صديق المحنة والقصة حميد المختار يوم احتفى به اتحاد الادباء والكتاب، واخرجه من عزلته ، يقول المختار: انه صوت اخر من اصوات القصة العراقية التي ابتدأت كرنفالها خارج حدود الصمت والخوف، فهو منذ نعومة اظفار قصصه البكر انفلت من اسار التشظي والتبعية والتعبوية التي انساق وراءها الكثير من كتاب القصة العراقية ابتداء من مطلع الثمانينات وحتى ما بعد التسعينات،

لكن اليبضاني بقي مثابرا يسير في طريق محفوفة بالمخاطر والموت سواء الموت في شوارع بغداد الملغومة برجال الامن والمخابرات ام الموت الاخر على جبهات الحرب في حدودنا الشرقية واقصد بها الحرب العراقية الايرانية، البيضاني.. لم يكتب شيئا عن النظام ولم يحابيه او يجامله لانه لم يخَفه واعلن راية عصيانه من خلال رايات نصوصه الغاضبة تلك التي كشفت عن فظاعات الحرب واهوالها عبر حكايات وقصص مأساوية ولدت من رحم الموت على حدود ايران الدموية.
يتساءل البيضاني : من الذي دفعني الى هذا ولكنني لم اتوصل الى يقين بعينه فثمة جداول وانهار تكون الابداع .. وهناك بداية للقراءة ومنها الموهبة .. فاول قراءة كانت قصة (اصحاب الكهف ) في كتاب (جامع الاخبار ) ومعلمنا كان يقرأ لنا قصة (تاجر البندقية ) واخبرني زميل لي ان اقرأ رواية (البؤساء) ونضجت حالات التدوين مع حرب تشرين 1973 مع تحول في التفكير ... وعندما بدأت اكتب تولدت بدايات ونهايات كثيرة فاوعز لي البعض بكتابة القصة القصيرة واستمراري بها توصلت الى نتيجة بوفرة السرد والحكاية واستطعت ان اسحب القارىْ دون اية بهرجة ...
وها هو الان يعيش ويعمل ويكتب دون بهرجة ايضا ، كتب كتب كتب توقفت عند محطة القاص والروائي عبد الستار البيضاني:
أحب كتاب قرأته : سأكون متعسفا لواخترت كتابا واحدا، فمابين اكتشاف لذة القراءة ووعيها، مساحة تتسع لعشرات الكتب الأحب الى النفس، لكني مازلت اتحسس ديستوفيسكي في (الجريمة والعقاب) وسرفانتس في (دون كيشوت)و(اجمل رجل غريق في العالم)لماركيز.
كتاب ترك بصمة عليك : من ناحية تفتح الوعي الفكري وليس التأثر اذكر (هكذا تكلم زرادشت) لنيتشة، و(فلسفتنا) للسيد محمد باقر الصدر.أما من الناحية الابداعية في خطواتي الأولى مجموعة (الرعد) لزكريا تامر، و(مغامرات وأسرار) لأدغار ألن بو.
كتاب تتمنى قراءته : قل أتمنى اكمال قراءته هو (الف ليلة وليلة) الذي بدأت بقراءته أكثر من مرة من دون أكمال جميع الأجزاء خاصة في طبعته الأصلية التي خصصت لها وقتا في الثمانينات خلال الحرب لكن الظروف لم تسعفني لاكماله .
كتاب وددت كتابته : كل كتاب مثير وجميل اتمنى ان اكون كاتبه، لكن قصائد مايكوفسكي في اعماله الكاملة جعلتني اتمنى ان اكون شاعرا لأكتب تلك القصائد و(مائة عام من العزلة ) لماركيز.
أول كتاب قرأته: كتاب (جامع الأخبار) لا اتذكر اسم مؤلفه وجدته في مكتبة والدي الصغيرة قرأته وانا في الصف الخامس الابتدائي، ويتضمن قصصا وموضوعات من التاريخ العربي، اتذكر أن اكثر ماشدني اليه قصة أصحاب الكهف.
اول كتاب وصلك اهداء: اذا كان المقصود الاهداء الشخصي من المؤلفين لا أتذكر بالضبط، اما الأهداء العام فهو رواية (قصة مدينتين) لتشارلز ديكنز،بمناسبة فوزي بالجائزة الثانية لمسابقة القصة القصيرة التي كانت تقام في ثانويتنا.
اخر كتاب قرأته : إعادة قراءة رواية (الاغتيال) للكاتب ابراهيم الحريري، وقد سبق وان قرأتها في بداية التسعينات وكنت معجبا بتناولها قسوة الدكتاتورية، بطريقة اقرب الى السخرية، الآن اريد معرفة هل ان اعجابي بها بسبب تناغمها الفكري معي ام لأسباب أخرى؟.
اول كتاب اصدرته : يأخذ عليَ ابناء جيلي عدم اكتراثي باصدار نتاجاتي بكتب خاصة، لذلك تأخرت سبع سنوات بعد اصدار مجموعتنا المشتركة (أصوات عالية)عام 1983 لأصدر مجموعتي الخاصة الاولى (قلعة النساء) عام 1990.
اخر كتاب اصدرته: (تحت خط الحب) وهو مجموعة قصصية صدرت في العام 2011.
كتاب تعكف على اصداره : لدي تحت الطبع مجموعة قصصية بعنوان(المسلات) يفترض عن تصدر هذا العام عن الشؤون الثقافية، وكان المفروض ان تصدر روايتي (لن يأتي الصباح هذه الليلة) بداية هذا العام في بيروت ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي وفي اللحظات الاخيرة توقف بسبب التقشف.
كتاب ينتظر ان تقرأه : على لائحة الانتظار عدة كتب مذكرات لسياسيين وروايات في مقدمتها رواية دان براون(ملائكة وشياطين) الذي اجلت قراءته أكثر من مرة اضافة الى رواية (شاي العروس) للصديقة ميسلون هادي.

سيرة ذاتية
عبدالستار جبار البيضاني
ولد في بغداد عام 1958
حاصل على شهادة البكلوريوس في الإعلام من جامعة بغداد
كتب عدة أفلام وبرامج وتقارير تلفزيونية لعدة قنوات تلفزيونية عراقية وعربية وعالمية، منها تلفزيون العراق ،وأبوظبي ،وقطر،والجزيرة،و الـ(A .R.T ) من خلال شركة الديار للانتاج التلفزيوني للفنرة 1999 -2002.
المؤلفات المطبوعة:
1- أصوات عالية- قصص مشتركة- 1983
2- قلعة النساء – قصص – 1990
3- الثنائيات – قصص -1993
4- مآتم تنكرية – قصص – 2000 (ترجمت الى اللغة الاسبانية من قبل المستعرب المعروف أنياكي غوثيريت تيران وصدرت عن دار نشر هيرو الأسبانية عام 2004 ضمن سلسلة فكثيون التي تضمنت أصدارات لأشهر أدباء العالم.
5- عطش على ضفاف الدانوب – رواية – 2001
6- الزاوية والمنظور- حوارات في القصة- 2002
7- لجوء عاطفي – رواية-2004