ترجمة: عمار كاظم محمد
كل رواياتها ال 84 اضافة الى 157 قصة قصيرة مازالت تطبع ولديها 19 مسرحية بضمنها مسرحية"مصيدة الفئران"مازالت تعرض في الطرف الغربي في لندن منذ عام 1952 حيث تم تأديتها 23,500 مرة حتى الآن.
السيدة أغاثا نفسها توفيت عام 1976 بعد ان بلغت 85 عاما بينما طفلتها الوحيدة روزاليند هيكس قد توفيت عام 2004، كانت ملكيتها حتى ذلك الوقت اكثر من 300 مليون باون بينما استمرت حقوق التلفزيون والافلام بزيادة تلك الاموال.
السيدة أغاثا بدت شيئا جميلا وقديما، مع تلك الاقداح ذوات الطراز القديم والملابس التي لا شكل لها وسيقان نسائية بجوارب بنية انتفخت من الدوران الكثير، يبدو أن جو قصصها المثيرة يمثل انكلترا بشكل شاعري، بقطاراتها البخارية، وديكوراتها المزخرفة والشاي الدافي لبلدة ديفون والسيارات الفخمة.
حينما تجتمع الاجساد مع بعضها فليس هناك وصف لأدمغة محطمة او دماء او احشاء تسيل على جدران غرفة الرسم فكل شيء محدد وبذوق جيد لدى أغاثا كريستي، صور تميل الى ان تكون جذابة ومألوفة، لقد قرأنا كتبها، في الواقع، هناك مفاجأة شريرة واقعية وتحد، لم يكن ملاحظات من قبل حيث انه عاطفي شيء بربري.
ما هو جدير بالثناء في السيرة الذاتية الجديدة التي كتبها ريتشارد هكس انه ايضا يرفض ان يتوافق مع الصور المحكمة والمتجانسة التي كتبتها السيدة أغاثا كريتسي فقد كانت هناك رغبة عارمة للعنف والانتقام تتضخم في داخلها وسبب هذا ليس صعبا ان نبحث عنه.
في بيتها في سننغلاند في كانون الاول عام 1926 كانت أغاثا كريستي تعرف ان زوجها لايريد الرجوع الى البيت مجددا ولعدة سنوات كان ارجي كريستي يرعى زوجته رافضا رغبتها في ان تكتب قصصا"اكثر من كونها مجرد تسلية، مثل شوكة او حديقة"لقد بدأ بتجنبها وهو يقضي الليل في ناديه وعطلة نهايات الاسبوع في ملعب الغولف. فقد وجد نفسه انه لايستطيع حتى مواجهة نظرة أغاثا خصوصا بعد ان عرف امرأة اخرى هي نانسي نيل البالغة آنذاك 25 عاما وهي سكرتيرة تعمل في هيئة الغاز القارية الضخمة.
لقد صدمت أغاثا واصبح لديها انهيار عصبي لعدة دقائق بعد ان علمت بالامر لذا تركت سيارتها في مقاطعة سري وعاشت في فندق في مقاطعة يوركشاير حيث اختفت عادة الخجل والحياء التي كانت تحيط بها قليلا وارتدت ملابس براقة وغنت وعزفت على البيانو في البار وتصرفت بشكل حيوي وواثق كل ذلك خارج شخصيتها حيث دخلت الى الفندق باسم السيدة تيريزا نيل.
وبالعودة الى مقاطعة سري كان موقف زوجها موقف الغضب والاحباط والذي جعل منه المشتبه به الرئيسي فقد كان منزعجا من عرقلة عمله في لعب الغولف اكثر من انزعاجه من فقدان زوجته. لقد غدا اختفاء أغاثا كريستي خبرا وطنيا تتناقله الجرائد وتم رصدها في النهاية في مدينة هارو غيت في بعض الاحيان بصحبة عازف ساكسفون يدعى بوب ليمنغ.
لقد قرر الاطباء انها كانت حالة واضحة لفقدان الذاكرة وفقدان الهوية لكن سلوك أغاثا الملتوي كان دراماتيكيا ويبدو مثيرا للأهتمام واكثر من ذلك، انه اكثر تطرفا فمنذ البداية كان هناك الكثير من الغضب المكبوت والذي تعزز لوقت طويل وفي داخله كانت تصرخ أغاثا ماري كلاريسا ميلر التي تم رفعها الى مرتبة نبيلة، فقد كانت طفلة وحيدة خلقت حكايات مثيرة ومغامرة وسلت نفسها بتعلم اشياء عن السموم.
خلال الحرب العالمية الاولى عملت أغاثا كممرضة وتم تأهيلها كصيدلانية عام 1918 وكانت تفتخر دائما بمعرفتها الدقيقة والمحترفة بقناني الزرنيخ والمخدرات اللذين كانا يستعملان كثيرا في رواياتها المثيرة. ثم قابلت ارجي كريستي في هيئة الطيران الملكي الذي كان ذا طبيعة غريبة طالما ذكرتها بالوردة وتزوجته على عجل في شهر كانون الاول عام 1914 وعلى الرغم من جرأته وجاذبيته لكنه كان مرفوضا في بيئة مدنية.
ان كفاءته الثابتة كطيار جعلته غير مؤهل للحياة العائلية وكان عنده كراهية كبيرة للمرض والموت وللمشاكل من اي نوع كانت ولم يكن لديه اي احساس حينما توفيت والدة أغاثا في ربيع عام 1926 فلم يتعاطف مع حزن زوجته وبؤس أغاثا جعلها محرومة من البهجة والروح، والذي كان دائما ما يعبد طريقها بالكآبة وهي النقطة التي قابل عندها ارجي نانسي.
وعلى الرغم من ان أغاثا لم تتعاف من خيانة ارجي زوجها لكنه بالتأكيد عزز الهامها كفنانة فجميع الجرائم والضحايا بدون استثناء في كتبها كانوا زناة، فتيات سريعات، اوغاد، راقصين، جذابين او ثنائيا انغمس في هيجان جنسي.
وفيما عدا ستة عناوين نشرت قبل عام 1926 فان رواياتها الاربع والثمانين وقصصها البالغة 157 قصة قصيرة كان تعبيرا عن معاناتها العقلية وفعلا طويلا من العقاب. لقد ضمنت طلاقها من ارجي عام 1928 وذهبت لتتعافى على طريق سبملون الشرقي ثم سافرت الى اسطنبول ودمشق وبغداد كضيف على التنقيب عن الاثار، فتى من اكاديمية اوكسفورد يسمى ماكس مالون مدخن غليون وخريج برغماتي حيث تستذكر أغاثا قائلة"ان ماكس قد قرر بانني سأكون زوجة ممتازة له" وانا اراهن انه قد فعل ذلك"ومن ثم حينما رأت علامات الانسجام فيما بينهما فان ماكس في الاقل لن يكون زير نساء بعد الآن حيث تزوجا في اسكتلندا عام 1930.
وعلى العكس من ارجي استمتع ماكس في ان يكونا في دعة – السفر على الدرجة الاولى والطعام الجيد والموظفون المحليون والبيوت الجميلة التي حصلت عليها كانت من تمويل أغاثا.
وقد رافقت أغاثا زوجها الذي اصبح السير ماكس فيما بعد في مهماته التنقيبة في بلاد ما بين النهرين وبدأت بانتاج روايتها بمعدل ثلاث الى اربع روايات في العام.
عن: ديلي تلغراف