نجاح الجبيلي
«تمر حلو في البصرة» رواية صدرت عام 2010 لجيسيكا جيجي تروي حكاية لاذعة لاتنسى عن الصداقة والعائلة وتدور في العراق خلال الحرب العالمية الثانية، تعد هذه الرواية انحرافاً درامياً عن روايتها الأولى «ماسات تتخذ للأبد».
تراث ضائع
حين يؤويها إلى الفراش كل ليلة اعتاد أبو «جيسيكا جيجي» أن يهدهدها كي تنام على وقع حكايات نوستالجية تدور في وطنه العراق. حكايات أرض عرفها قبل أن يغادرها في عام 1947 وعمره 18 سنة حين لم يكن العراق محاصراً بالحرب وكان اليهود يشغلون مواقع في السلطة والحكومة، وقد عاش أصدقاء من أطياف دينية سوية في توافق.
إن رواية «تمر حلو في البصرة» هي تبجيل لعراق أبيها اذ تتناول بشكل ذكي أجواء الشرق الأوسط المتفجرة أثناء القرن الماضي وتلفت الانتباه إلى التراث الضائع لعالم كان بالأمس مثالياً. إنها قصة افتداء لثقافتين مختلفتين جداً وتذكير قوي بأن لا جدران تستطيع أن تسجن الروح الإنسانية.
«شفيق» صبي يهودي يبرهن إخاؤه مع جاره المسلم «عمر» بأن الدين لا يقف حاجزاً أمام الصداقة.
«كاظمية محمود» هي فتاة عربية شابة من الأهوار إذ كان على أهلها أن يرتبوا لها الزواج لكن بدلاً من ذلك يرسلونها للعمل كخادمة في مدينة البصرة.
في عراق الأربعينات الضائع، زمن التقاليد الغنية والعوالم المتقاربة تلتقي كاظمية بشفيق. لكن في عالم فقدان الشرف يمكن أن يعاقب فيه بالموت فإن التقارب الذي ينشأ بين كاظمية وشفيق يصبح خطراً كونه حباً مشؤوماً متجذراُ. حين تقصف الطائرات البريطانية العراق وتتفجر التوترات الهائجة طويلاً فإن قوة رابطة الصبا التي لا تنفصم والحب السامي لا بد من أن يقهرا الكسور العميقة في المجتمع المنهار.
بحث عن الهوية
يذكر ان جيسيكا جيجي هي ابنة مهاجر يهودي عراقي عملت ناطقة عن السكرتارية العامة للأمم المتحدة كما عملت لأكثر من عقد ككاتبة أخبار تغطي التطورات العالمية الجارية. وهو مؤلفة رواية «ماسات تتخذ للأبد» المشهورة بتصويرها الإيجابي للثقافة العربية إضافة إلى ثلاثة سيناريوهات طويلة اختارت واحداً منها شركة «لانتيرن بكتشرز». تعيش في نيويورك سيتي مع زوجها وثلاثة أبناء.
يقول الروائي نعيم قطان كاتب رواية «وداعاً بابل»:
في هذه القصة عن الحب والبحث عن الهوية تنجح جيسيكا جيجي تماماً في الإمساك بالعواطف وعمق المشاعر والعلاقات القوية التي تتجاوز الاختلافات العرقية والدينية».
وتقول الكاتبة في الفيديو الترويجي لروايتها «تمر حلو في البصرة»: إنها قصة حب رومانسية تسرد لقاءً عاطفياً بين خادمة على نمط بورشيا تأتي إلى البصرة وتعقد علاقة مع أحد أبناء سيدتها وهو يهودي وبذلك تعبر الخطوط الطائفية. وتشير الرواية أيضاً إلى فترة الأربعينات التي هي لحظة فاصلة في تاريخ العراق الحديث على أمل الحصول على الاستقلال من الاحتلال البريطاني. تشير كلمة التمر إلى الفاكهة التي تعد غذاءً رئيساً في العراق ويحبها كل فرد ولها قوى سحرية كذلك هناك العلاقة الأخوية المتبادلة التي تنشأ بين عائلتين أحداهما يهودية والأخرى مسلمة. هذه القصة مستمدة بإلهام من أبي الذي رباني على العديد من الحكايات عن العائلة والجار المسلم».