الوضع الصحي في بغداد في الجيل الماضي بين الطب الشعبي والمؤسسات الحديثة

الوضع الصحي في بغداد في الجيل الماضي بين الطب الشعبي والمؤسسات الحديثة

د . عباس فرحان الزاملي
عانى المجتمع العراقي بصورة عامة من امراض مختـلفة حاول معالجتها بشتى الطرائق المعروفة ، وبمختلف الوسائل المتاحة ، كان من اهمها الطب الشعبي ، الذي مثل المحاولات الاولى في علاح الأمراض ، وكان دليلاً على علاقة الانسان بالطبيعة ، ومدى تأثره بعقائده وعاداته وتقاليده التي امتدت اليها الخرافات والأوهام في بعض الاحيان.


لم يقتصر الطب الشعبي على التداوي بالاعشاب لمعالجة الامراض وانما استعملت فيه ادوية متنوعة مختلفة ( معدنية وحيوانية ونباتية) والنباتات لا تقتصر على الاعشاب بل اشتملت على مختلف انواع النبات الطبيعي ، فضلاً عن ( جذره وساقه وورقه واغصانه وثمره وبذرته وقشرته وعصارته ). ويدخل فيه الدعاء والطلاسم والسحر والخرافة.
وظهر في بغداد اطباء يمارسون الطب القديم. يعالجون مختلف الامراض وبعضهم يفعل ذلك مجاناً لا سيما في المناطق الشعبية. فقد كان الحلاقون والعطارون والعّرافون والكحالون والحجامون ورجال الدين والسادة والمشايخ وكبار السن والقابلات والسحرة والدجالون والمشعوذون هم طبقة الاطباء والجراحين .
برز في المملكة العراقية عامة وفي بغداد على وجه التحديد عدد كبير من الحلاقين الذين مارسوا مهنة الطب الشعبي وكانوا يقومون بختان الاولاد. وقلع الاسنان ومعالجة الجروح وتضميدها وازالة بعض النتوءات مثل الشامات بكيها بالتيزاب وبعضهم يقوم بالحجامة.ومعالجة المصابين بالقرع وتفجير الدمامل وتربية دود العلق مع قليل من الماء في (كيزان الفخار) وتستعمل لغرض امتصاص الاورام المتقيحة وذلك بعد وضع الدودة فوق " الدمبلة " فتقوم بامتصاص الدم وتسقط بعد امتلاء جوفها وبعضهم يعيد استعمالها مرة ثانية بعد عصرها عصراً خفيفاً.
وكان للعطارين اثر كبير في معالجة الامراض بفعل الممارسة الطويلة والتعامل ( بالمواد العطارية ) السائدة آنذاك إذ اكتسبوا خبرة في وصف وجمع مواد الادوية الشعبية وجمعها لمعالجة بعض الامراض. ومارس العرافون [ العرافة] مهنة الطب الشعبي باستعمال الكي بوساطة قضيب صغير من الحديد او مسمار او منجل بعد ان يحمى بالنار يكوى به المريض الذي يشكو من آلام الظهر او بوساطة قطعة من القماش (عطابة) يشعل راسها ويطفأ ويستعمل عند الجروح والدمامل وعرق النسا وصداع الرأس. وبهذا الصدد أورد عباس بغدادي مثلاً معبراً عن قيام احد هؤلاء العرافة وهو ابن ( شيخ كمر) في عام 1929 ( بتسخين طاوة الدهن) ثم كوى بها رأس الطالب صبري درويش احد طلاب المدرسة الثانوية المركزية في بغداد ، بهدف استخراج الشيطان من راسه فتسبب في موته. واشتهر بعضهم بعلاج العيون عرفوا بالكحالين.
وقام رجال الدين والسادة والشيوخ بعمل الاطباء بقراءة الأدعية. والآيات القرآنية الكريمة او بوساطة ( التنشير على المريض بالبخور او بقدح الماء ) بعد قراءة الأدعية عليه واعطائه للمريض. وقد أورد خيري العمري مثلاً معبراً عن ايمان بعض الناس بجدوى هذه المعالجات وقدرة رجال الدين على الشفاء من الامراض ، إذ يذكر ان وزير الصحة محمد مهدي بحر العلوم في الحكومة العراقية المؤقتة عام 1920 نصح اقاربه الذين قصدوه طالبين منه التوسط لدى احد الاطباء البريطانيين ليعالج مريضهم ، بان يراجع " الملا جواد " الذي يعالج الامراض بالأدعية .
ويعد ( فتاح الفال ). اكثر هؤلاء المتطببين الذين عرفوا بممارستهم " للدجل والشعوذة " في المجتمع البغدادي ، ينادي بصوت جهوري في الشوارع " فتاح فال – عداد نجم " ويقوم بكتابة التعاويذ والحجابات ورد المظالم وابطال السحر والحسد وفض المنازعات وفك الزوج المربوط ورجوع الغائب والمحبة وغيرها ، بخطوط غير واضحة او بكلمات غير مفهومة ويفرض اجور نقدية وعينية لا سيما الدجاج والصابون والسكر والشاي لكي يعزم عليها الجن [ حسب ادعائهِ ] بعد ان يعرف اسم من يريد الفال واسم امه ، على الرغم من ان هذه الوسائل لم ينزل الله بها من سلطان وهي لغرض ابتزاز الاموال بطرق سهلة وسريعة لكنها كانت مهن مقبولة اجتماعياً لدى الفئات البسيطة الساذجة التي تؤمن بما يقوله هؤلاء المشعوذون لا سيما في المناطق الشعبية من بغداد .
ويشير الملا عبود الكرخي. وهو شاهد عيان معاصر لتلك الحقائق – الى اسماء جمهرة كبيرة من أولئك الأطباء والحكماء بشعره الشعبي قائلاً :
ومحمد ابو الفينة طبيب القـوم
وسلمان بن باقر واحمد وعاشـور
والمرزه علي وحاج فرج فاهـم
وابو نشعه علي وسيد ابو القاسـم
وابن سيد ربيع الحلي و افرايـم
والجدة الحكيمة ريمة بنت سرور.
واثرت العادات والتقاليد في العلاج الشعبي ، فقد وضع بعض البغداديين المعلقات على ابواب بيوتهم كراس الغزال واباريق الخزف ذات اللون الاخضر لطرد الارواح الشريرة. وبهذا الصدد يشير بعض المؤرخين الى اعتقاد السذج من البغداديين والبغداديات بمعجزات طوب ابو خزامة ، اذ انهم يشعلون الشموع حوله ويتبركون به. وتقوم القابلة (الجدة) بحمل المولود الجديد في يومه السابع وتدخله في فوهته ثلاث مرات ثم تذهب به الى المصبغة حيث يقوم الصباغ بوضع بعض النقط على قطعة خاصة بالطفل ثم تذهب به الى محل السجناء ثم الى المدبغة والى الثكنة العسكرية لاخراجه من تحت السلاح ثم الى الجوبة ( مكان بيع الماشية ) وتعود به بعد ذلك وهي فرحة مسرورة. وقد ذكر الكرخي بعض معتقدات العامة من سكان بغداد وما فيها من خرافات واساطير فعلى سبيل المثال قيام الام بحمل سعفة طويلـة بعـد ان
تضرم النار بها بهدف معالجة طفلها المصاب بالحمى وتسير بها نحو النهر. فاذا انطفأت في منتصف الطريق كانت نذير شؤم بموت الطفل قائلاً :
الرجعيـة اذ مكموعهـا تـورط
بصخونة وحرارة مهلكة وانحـط
تشعل سعفة من مهجوهها للشـط
جبارة طويلة أطـول السعفـات.
ويمكن القول ان العادات والتقاليد قد أثرت في تحديد تخصص الاطباء بالامراض النسائية لعدم وجود العدد الكافي من العنصر النسوي المتخصص في هذا المجال فقد كان الموت بمرض حمى النفاس امراً طبيعياً لجهل الأمهات الحوامل والقابلات وانعدام النظافة وعدم وجود اللقاحات الضرورية للطفل الذي يترك للقدر وعناية الله ، وحاول الاطباء الشعبيون معالجة امراض المرأة المختلفة لا سيما الحساسية والآلام الداخلية التي تسمى مرض الحرارة (بالعشبة والجوبجيني). بعد قليها بالماء ثم شربها بشرط ان يحافظ على الهدوء وان لا يقوم أي احد بازعاج المريض خشية ان تنقلب الاية ويحصل ضرر الدواء بدلاً من نفعه حسب اعتقادهم.
وعالج الطب الشعبي مختلف الامراض التي عانى منها المجتمع البغدادي على سبيل المثال لا الحصر الروماتيزم وآلام المفاصل وتشنجات الاعصاب والضعف الجنسي والاكزيما والبواسير وتساقط الشعر وامراض المعدة. واستعملوا سعف النخيل والواح الخشب واللفائف في تجبير كسور الارجل والايادي ، وقد برع في هذا المجال خليل الحويشاوي وابناؤه استعملوا زيت سمك الجري وبطن سمك الشبوط ودهن الكوسج وزيت الزيتون لمعالجة كسور العظام بمختلف انواعها.
ووضع الاطباء الشعبيون الوصفات الطبية القديمة لكثير من الامراض ، فتناقلها الناس بالوراثة او عن طريق التجارب لامراض الحمى والشلل والعيون والاسنان والقلب والرأس والكلى والجلد والطاعون والملاريا ، وقد اشار الكرخي الى قسم من هذه الامراض قائلاً :
الملاريا باردة يسمونها في الحال
ذبوّا عالمريض جلال مال زمـال
واذا وجعته الكلية شوية مسلوكة
واذا جارت عليه يحموله طابوكة
اذا جارت على المـرأة او الرجال
واكله شوربة من تمـن المخمـور
طماطـة وفلفـل احمـر ريوكـه
الحكيم يكول خاصرته عليه اتجور
نخلص مما تقدم ان الطب الشعبي البغدادي قد حاول معالجة الامراض السائدة في المجتمع سواء اكانت جسدية ام نفسية بحسب الامكانات المتاحة وعلى ضوء التجربة والممارسة في صنع الادوية وتحضيرها للمعالجة وخضعت بشكل او باخر للمعتقدات وامتدت اليها الخرافات والاساطير ولكنها لم تخلُ من معالجات ناجحة لبعض الامراض المعروفة .

المؤسسات الحديثة
كانت المستشفيات من اهم المؤسسات الصحية العلاجية التي قدمت خدماتها بشكل مستمر ومنتظم الى مختلف فئات المجتمع العراقي ومنها العاصمة بغداد. وقد اهتمت الحكومات العراقية المتعاقبة في المسؤولية بين عامي (1939-1958) بتطوير تلك المؤسسات وحاولت بشتى الطرق ، معالجة جوانب الخلل والنقص فيها وعملت الدوائر الصحية على انشاء مستشفيات جديدة .ولم يقتصر هذا الاهتمام على الدور الحكومي وانما تعداه الى مساهمة بعض الاطباء وغيرهم في هذا الاتجاه وذلك بتشييد المستشفيات الخاصة في بغداد وغيرها من المدن العراقية الاخرى.
شهدت بغداد خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها تطوراً ملحوظاً في تأسيس المستشفيات الحكومية والاهلية الامر الذي جعل المدينة تستحوذ على عدد كبير من تلك المؤسسات وعلى نسبة عالية من الكادر الطبي اللازم لها ، وهذا يعني ان مستوى الخدمات الصحية التي حصل عليها سكان بغداد افضل من بقية المدن.
ويعد المستشفى الملكي من اهم المؤسسات الصحية العلاجية في المملكة العراقية فضلاً عن وظيفته التعليمية لتدريب طلبة الكلية الطبية الملكية او الاطباء الجدد بشكل علمي ، لكنه كان عاجزاً عن توفير الخدمات الطبية بشكل منتظم للمرضى المراجعين. لذلك بذلت مديرية صحة العاصمة جهوداً كبيرة لتوسيعه وتقسيمه .
وفي سنة 1940 تم دمج المستشفى الملكي بالكلية الطبية فأستبدل اسمه الى المستشفى التعليمي. وفي عام 1942 تم تطوير المستشفى وتوسيعه فأصبح يتكون من (12) عيادة داخلية و (14 ) عيادة خارجية. وازداد عدد الاسّرة فيه حتى بلغت (562 ) سريراً في العام نفسه. قّدم المستشفى خدماته للمرضى الراقدين فيه لقاء اجور رمزية واستثنى المرضى الفقراء اذ كانوا يعالجون مجاناً. وبعد صدور نظام ادارة المستشفيات لسنة 1942 ، حددت الأجور ، فكانت اجور العمليات الجراحية بحسب درجاتها وكذلك نوع الغرف التي تجرى فيها ، فعلى سبيل المثال كانت أجور العمليات الكبرى في الغرفة من الدرجة الاولى (10) دنانير و (6) دنانير للعملية من الدرجة الثانية و (3) دنانير من الدرجة الثالثة ودينار واحد للعملية الصغرى ، بينما كانت اجور عملية الدرجة الاولى في غرفة من الدرجة الثانية (5) دنانير وثلاثة دنانير للدرجة الثانية ونصف دينار للدرجة الثالثة. وظهر الى جانب المستشفى التعليمي المشار اليه عدة مستشفيات تركز معظمها في العاصمة بغداد. وتشير خارطة العراق الصحية التي وضعها الدكتور علي غالب لسنة 1943 الى ان هذه المستشفيات غير كاملة العدة باستثناء الموجود منها في بغداد والبالغ عددها (7) مستشفيات ، ومستشفى واحدة فقط في كل من البصرة والموصل وكركوك.وشيدت في بغـداد مستشفيـات اخـرى مثـل مستشفى الكرخ الذي افتتحت فيها اقسام للجراحة والطب الباطني وامراض الانف والحنجرة والولادة . وفي الخمسينيات شيدت عدة مستشفيات في بغداد منها مستشفى خاصة بامراض العيون بالقرب من جسر الملك فيصل الثاني في جانب الكرخ من الاموال التي جمعت من واردات يانصيب المستشفيات ، وجهز بأجهزة التشخيص والمعالجة الخاصة بالعمليات ، وافتتح المستشفى في شباط 1951 وسمي ( مستشفى الرمد) يحتوي على عدد من الردهات وعيادة خارجية ، وقدم خدماته بشكل منتظم للمرضى الراقدين فيه ، وقـدر عـدد المرضى المراجعين له في فصل الشتاء (150-200) شخص وفي فصل الصيف (500) شخص يومياً من الرجال والنساء بمختلف امراض العيون. وفي عام 1951 تم افتتاح مستشفى خاص لمعالجة الامراض الصدرية في منطقة التويثة عرف بمستشفى الامير عبد الاله.
اهتمت وزارة الصحة بانشاء مستشفيات خاصة بالاطفال اشهرها مستشفى الطفل العربي في كرادة مريم الذي ضم عيادة خارجية للاطفال مع مستشفى كامل العدة مزود باحدث الاجهزة [ حسب مقاييس ذلك الزمان ] يقع في بناية مؤلفة من سبعة طوابق. وفي عام 1952 افتتحت مستشفيات للولادة في بغداد منها على سبيل المثال مستشفى الولادة في الكرادة الشرقية ومستشفى الحريري الذي عرف بـ ( مبرة الملكة عالية ). اختصت بعض المستشفيات بامراض معينة كالامراض العقلية والعصبية والصدرية ، وقد افتتحت هذه المستشفيات عام 1953. في بغداد منها مستشفى الامراض العقلية والعصبية في الشماعية يحتوي على اربعة اجنحة بسعة (400) سرير. ويشير الدكتور اديب توفيق الفكيكي الى طبيعة المعاناة التي واجهها المرضى في هذا المستشفى اذ ان غرفهُ ضيقة ومظلمة وردهاته في حالة مزريـة بعد ان حشد فيها مئات المرضى ، ونظراً لانعدام النظافة وقلة التخصيصات المالية اللازمة للمستشفى اصبح المرضى كأنهم هياكل عظيمة ، زيادة على ذلك ان الكادر الطبي المسؤول عن ادارته كان يتالف من ( حراس ومضمدين بعيدين عن الرحمة والانسانية ). وفي سنة 1953 افتتح مستشفى الامراض الصدرية في الكرخ وتوسع بشكل تدريجي وبلغت اسرته في سنة 1956 حوالي (347 ) سريراً.اما المستوصفات فقد طرأ عليها تطور كبير في بعض جهات بغداد التي اتسمت بقلة سكانها مقارنة مع سكان مركز المدينة .

طبابة صحة المعارف :
اولت وزارة المعارف الصحة البدنية اهتماماً كبيراً ، اذ قامت بتأسيس مديرية صحة المعارف في بغداد في عام 1931 ، بهدف تقديم الخدمات الطبية للطلبة ومنتسبي التعليم من معلمين ومدرسين واساتذة وموظفين ومستخدمين.
كان الهدف الاول لصحة المعارف الوقاية من الامراض الاجتماعية والصحية السارية والمعدية والمتوطنة المنتشرة انذاك في المملكة. لذلك قامت وزارة المعارف بتأسيس مستوصف واحد في مركز كل مدينة يديره في اغلب الاحيان طبيبان احدهما عام والاخر مختص بالأسنان فضلاً عن موظف صحي ومساعد مختبر يقوم بأجراء التحليلات المرضية للطلبة مجاناً. ويشير التقرير السنوي لسير المعارف للسنتين الدراسيتين 1939-1940 ، 1940-1941 ، الى قيام صحة المعارف في بغداد باتخاذ إجراءات وقائية من الامراض تتمثل بالتلقيح ضد التيفوئيد ومكافحة التراخوما والملاريا والبلهارزيا والقيام بالفحص السنوي للطلبة الجدد في بداية كل عام دراسي ، فضلاً عن تشكيل لجان طبية خاصة تقوم بزيارة المدارس وفحص الطلبة وتقديم العلاجات لهم ، وممارسة مهمة التفتيش الصحي لتشخيص النواقص في ابنية المدارس من حيث توافر الماء الصالح للشرب ومراعاة الشروط الصحية في تلك المدارس.
اما عدد المستوصفات التابعة لمديرية صحة المعارف في بغداد ، فقد كانت ستة مستوصفات موزعة في كل من الكرخ والاعظمية والكاظمية والكرادة الشرقية ، كما توجد مستوصفات في المدارس الداخلية في دار المعلمين العالية ودور المعلمين والمعلمات الريفية والتعليم العالي والمدارس المهنية. وقد بلغ عدد مستوصفات مديرية صحة المعارف في بغداد عام 1941 ( 8) مستوصفات فضلاً عن مستوصف واحد في كل مدينة في المملكة.

المستشفيـات الاهليـة :
ازداد عدد المستشفيات الاهلية في بغداد بعد تظافر جهود الاطباء والجمعيات الطبية والخيرية والمحسنين في انشائها ، وقد عالجت شتى الامراض التي عانى منها المجتمع البغدادي.
كان من اهم تلك المستشفيات مستشفى ( مير الياس ). ومستشفى دار الرشيد الذي تم افتتاحه سنة 1943 بأدارة الدكتور جاك عبودي ، ومستشفى دار السلام في الرصافة بإدارة الدكتور وليم وكنر الذي باشر العمل سنة 1946 ، وفي سنة 1949 افتتح الدكتور محمد صالح مستشفى في منطقة الصالحية. وافتتح الدكتور كمال السامرائي مستشفى في محلة السعدون عام 1950 عرف بمستشفى السامرائي الذي اختص بالامراض النسائية والتوليد ، ثم انتقل الى بنايته الجديدة في منطقة العلوية ، احتوى على (25) سريراً منها عشرون للدرجة الاولى وخمسة للدرجة الثانية وفيه صالتان احدهما للعمليات والثانية للتوليد. وافتتح مستشفى الكرادة الشرقية بجهود الراهبات التقدميات ، وقد اصبح فيما بعد مركزاً تدريبياً لمهنتي القبالة والتمريض ، وفي 17مايس1955 افتتح الدكتوران سلمان درويش ومحمد علي الامام مستشفى في منطقة الكرادة الشرقية ، عرف بمستشفى الامام ، اختص بالجراحة العامة. وفي عام 1956 افتتح الدكتور عبد الحميد سليمان فيضي مستشفى في منطقة السعدون بالقرب من القصر الابيض عرف بمستشفى فيضي وهو خاص بالامراض الباطنية وجراحة القلب والصدر.

عن رسالة
( الحياة الاجتماعية في بغداد)