قراءة في كتاب  الحلـــة .. لمحات اجتماعية وادارية وفنية 1858 م – 1958 م

قراءة في كتاب الحلـــة .. لمحات اجتماعية وادارية وفنية 1858 م – 1958 م

شكر الصالحي
يأتي كتاب – الحلة / لمحات اجتماعية وادارية وفنية 1858 م – 1958 م الصادر ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لمؤلفه المثابر عامر جابر تاج الدين ليعزز قناعاتي الراكزة بدأب هذا الباحث الطموح واصراره على الحفر في كل ما يخص تاريخ مدينته الحلة واضاءه جوانبه المشرقة التي كانت وما تزال مثابر اعجاب واهتمام الدارسين والقراء على حد سواء........


احتوى الكتاب على الاهداء والمقدمة وخمسة فصول اضافة الى الملاحق والمصادر والمراحع وبلغت صفحاته (480 ) صفحة من الحجم الكبير.....
جاء الفصل الأول : تشكيل الإدارة العثمانية 1858 – 1917م .
وهو يبدا من الصفحة 13 , يليه الفصل الثاني الحلة 1914 – 1917 م , وهو يبدا من الصفحة 67 ,ثم الفصل الثالث – عهد الادارة البريطانية من اذار 1917 الى آب 1921 ,ويبدأ من الصفحة 119 ,ثم الفصل الرابع الذي يبدأ من الصفحة 159 وبعنوان : تشكيل الادارة الملكية 23 آب 921 – 14 تموز 1958 , ويليه الفصل الخامس وهو الاخير الذي يبدأ من الصفحة 345 والذي جاء بعنوان (بواكير النهضة الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين .) أما ملاحق الكتاب فكانت بقسمين الأول تضمن كشفا بأسماء رؤساء البلدية , ومدراء الشرطة ومدراء المعارف ورؤساء الصحة للفترة الزمنية التي تناولها الكتاب , أما القسم الثاني فقد احتوى على مجموعة الصور القديمة لأحياء الحلة ومحلاتها لذات الفترة الزمنية ...مما زاد من قيمة الكتاب ودقة المعلومات التي وردت في متن الكتاب ,.. جاء في مقدمة الكتاب قول المؤلف عامر تاج الدين:
ان هذه الدراسة لمدينة الحلة تنصب على العصر الحديث لتاريخها المحلي وخلال سيطرة العثمانيين والانجليز ,وتحديدا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين , دراسة تأريخها عبر عشرة عقود من الزمن , اذ قدر للحلة ان يكون لها شأن مهم في صنع الكثير من الاحداث التأريخية المتعددة التي أدت دورا بارزا في تاريخ العراق الحديث من النواحي السياسية والادارية والاقتصادية والفكرية والعسكرية الى جانب المدن الرئيسة في العراق كبغداد والموصل والبصرة ..
ولابد من الاشارة الى ان ادارة الحلة في العهد العثماني شابها الكثير من الاضطرابات والفوضى الذي انعكس على استقرارها الاداري , فقد كان مسؤولو ادارتها من غير ابنائها وهم غالبا ما يكونون عرضة للتغيير والنقل والأقصاء ,لكونهم من العثمانيين الذين يجهلون طبيعة عادات اهلها وتقاليدهم وطبيعة مجتمعهم , اما في عهد الاحتلال البريطاني فكان حكامها من صغار الضباط الذين تعوزهم الخبرة وتنقصهم التجربة ,وكان لاخطائهم الفادحة في التعامل مع اهلها الدافع الكبير في ثورات ابنائها والتصدي للمحتلين .
وفي الفصل الاول : تشكيل الادارة العثمانية 1858 – 1917 ,يحاول المؤلف اعطاء صورة موجزة عن الحلة ومجتمعها اذ يقول :
كان المجتمع الحلي يتكون من عشائر عربية واكراد , وسكان المدينة الأصليين ,أما العرب فكان اكثرهم من بني أسد وعبادة وعقيل ومن قبائل زبيد الكبيرة التي تمتد منازلها بين دجلة والفرات من شمال الكويت بقليل حتى منتصف الطريق الى بغداد .... أما الاكراد فهم قبيلة الجاوان ...
ويقول الفيروز ابادي في معجمه (وجاوان قبيلة من الاكراد سكنوا الحلة المزيدية) واحتوى الفصل الثاني على دراسة احداث الفترة الزمنية الممتدة من بداية الحرب الكونية الاولى وحتى بداية الاحتلال الانكليزي , كما تناول الباحث حالة الحلة عند نشوب هذه الحرب واشار الى واقعة عاكف الضابط العثماني الذي انتهك حرمات الحليين ودمر بيوتهم وقتل ابرز رموزها وبحث الفصل الثالث الادارة البريطانية منذ دخولها الحلة الى حين تتويج الملك فيصل الاول ,وكشف في الفصل الرابع الغطاء عن خفايا واسرار تشكيل الادارة الملكية حتى نهاية عهد الاحتلال الاجنبي في 23 آب عام 1921 يوم تتويج الملك ,ليدخل العراق كله تحت الانتداب البريطاني المشؤوم ,ويستمر هذا الفصل بتشيت اسماء المتصرفين الذين تعاقبوا على ادارة المدينة حتى سقوط الملكية وقيام الحكم الجمهوري :
أما الفصل الخامس فقد تناول بواكير النهضة الحديثة (الطب والكهرباء والماء والمدارس ) وكل جديد لم يألفه الحليون في ظل احتلال العثمانيين........
وهذا الفصل – كما أرى – من اهم فصول الكتاب واغزرها معلومات نافعة اذ يمتد من ص 345 حتى ص 457 ,
ومما يحسب للمؤلف اعتماد جهده القيم هذا على:
.. الوثائق المحفوظة في مركز حفظ الوثائق
.. الكتب المطبوعة
.. الصحف والمجلات
.. المقابلات الشخصية وأقوال المعمرين .
.. المذكرات والكتب المخطوطة
.. اضافة الى عدد من الصور الوثائقية التي عززت الحقائق التي توصل اليها المؤلف الكريم..
الحلة .. لمحات اجتماعية وادارية وفنية
كتاب جدير بالقراءة والاطلاع على ما ضمه من حوادث تشير الى بسالة ابناء الحلة في مقارعتهم للظلم والاحتلال والقهر على مدى هذه الحقبة موضوعة البحث ...ولي ملاحظة ختامية حول عنوان الكتاب المذكور فقد ورد في تقريض الشاعر السيد محمد على النجار (متصرفو الحلة في قرن)ص 5 في حين ان الكتاب الذي بين ايدينا بغير هذا العنوان وكما صدر عن وزارة الثقافة..
على أية حال
شكرا لكل من كان وراء اصدار هذا السفر الرائع والف شكر للباحث المثابر عامر جابر تاج الدين والف .. الف شكر لكل من يقرأ هذا الجهد الطيب ففيه من المنفعة والمتعة ما يزيدنا اعتزازا بتاريخنا المجيد ..........