إسماعيل فهد إسماعيل: الرواية إبنة المدينة وإبنة الحاضر

إسماعيل فهد إسماعيل: الرواية إبنة المدينة وإبنة الحاضر

انور محمد

اسماعيل فهد اسماعيل الروائي الكويتي ليس أبرز اسم في الرواية الكويتية فحسب، بل هو مؤسس هذه الرواية بقدر ما هو من جيل مؤسسي الرواية العرب. اسماعيل فهد اسماعيل غزير مثابر كان لنا معه هذا الحديث:


كانت السماء زرقاء أولى رواياتك وقد نشرتها عام 1970 بتقديم من الشاعر صلاح عبد الصبور. هل كان ضرورياً أن يقدِّمك شاعر أو روائي أو ناقد؟
فيما يخص المقدِّمة أنا لم أطلب هذا من الشاعر صلاح عبد الصبور, لكنَّ الذي حدث أنَّ الرواية كانت مخطوطة منذ عام 1965 وحاولت أن أطبعها أيام كنت في العراق فصودرت النسخة من قبل الرقابة, على أثر ذلك قمت بإرسال نسخة منها إلى سوريا لتطبع فيها عسى أن يكون مناخ الحرية أفضل فصودرت أيضاً, فأرسلت نسخة ثالثة إلى مصر وكان لها نفس المصير. أيامها كان صلاح عبد الصبور يتردَّد على الكويت بين سنة وأخرى, وكان عنده برنامج عن الشعر في الإذاعة الكويتية, وأيضاً كان يحرِّر في مجلة البيان, وكان صديقاً للكويتيين فالتقيت به وشكوت له ما تعرَّضت له الرواية, فطلب مني نسخة وقال لي سأقرأها وأنا سأتصرَّف, فأعطيته نسخة منها وكان هذا في عام 1969. في عام 1970 سافرت أنا إلى مصر وهناك التقيت بالشاعر صلاح عبد الصبور وكان معي الشاعر عبد الرحمن الأبنودي فأعطاني مظروفاً فيه الرواية وفيه رسالة, وقال لي بدلا من أن تذهب إلى الكويت مباشرة اذهب إلى بيروت أوَّلاً, وهذه رسالة مني لصاحب دار العودة, وهو صديق لي وكان طلب مني أن أرشِّح له أعمالاً ليطبعها, لكن عندما خرجنا أنا والأبنودي من عند صلاح عبد الصبور لم أتمالك نفسي ففتحت الظرف وإذا فيه رسالة في صفحة واحدة, ومقدِّمة بخمس أو ست صفحات بمثابة تزكية , فقرأ الأبنودي الرسالة والمقدِّمة وقال لي: ليس معقولاً!! صلاح عبد الصبور لم يكتب في حياته مقدمة لرواية, وأن يكتب مثل هذا الرأي فمعناه أنَّ روايتك متميزة.

بعد أن قرأ الأبنودي الرسالة والمقدمة ماذا فعلتما؟
ذهبنا إلى بيت الأبنودي حيث كنت أنزل عنده, وهو مكوَّن من غرفة وممر, فتركَنا أنا وزوجته «عطيات» ودخل الغرفة وقام بقراءة المخطوط, ولم يخرج حتى انتهى منها وكتب لها أيضاً مقدِّمة.

بين أوَّل رواية لك وآخر رواية أظن أنَّه مرَّ عليك ما يقارب الأربعين سنة؛ بتقديرك ما الذي زرعته أو أسَّست له, ومن ثم ماذا حصدت؟
الرواية في الستينيات والسبعينيات كشفت عن روائيين مغايرين لما هو سائد, وكان منهم غسان كنفاني فقرأنا له روايته «رجال في الشمس» و«عائد إلى حيفا» و«ما تبقَّى لكم» وهي التي أثَّرت فيَّ, وقرأنا جمال الغيطاني, وعبد الرحمن الربيعي في روايته «الوشم», وهاني الراهب في روايته «المهزومون», والطيب صالح في «موسم الهجرة من الشمال», وعبد الرحمن منيف في «الأشجار واغتيال مرزوق», وهذه الروايات كانت مغايرة ومختلفة ومخالفة لما هو سائد, مختلفة عن روايات نجيب محفوظ, وحنا مينا.

لماذا كانت مغايرة ومخالفة؟
السبب هو هزيمة 1967 فلقد هزَّت هذا الجيل من الروائيين ما اضــطرهم إلى إعادة النظر في مواقفهم الفكرية.

معظم الروائيين الذين ذكرتهم اشتغلوا رواياتهم على التجريب, فحاولوا نسف الثوب الكلاسيكي التقليدي الذي كتب به نجيب محفوظ وحنا مينا وغيرهما. لكن أعود وأكرِّر أنتَ ماذا أضفت, ماذا حصدت ولماذا الراوية وليس المسرح – وأنت متخرج مسرح - أو السينما أو الشعر؟
خلال سنوات وجودي في البصرة وفي بغداد أو حتى في أيِّ مدينةٍ كنت أحرص على مشاهدة الأفلام السينمائية بشكل يومي, وكنت أدقِّق في تفاصيل الفيلم, وأحاول الاطِّلاع على السيناريو ما أمكن. أنا كنت أريد أن أكون سينمائياً.

سنوات النضال
لماذا أقمت في العراق, هل أنت عراقي؟
أنا كويتي, لكن أمي عراقية وأنا تربَّيت في العراق في بيت خالي, وقد عشت هناك خاصة أنَّ الأوضاع المعيشية في الأربعينيات كانت أفضل في العراق منها في الكويت.


هل كنت عضواً في الحزب الشيوعي العراقي؟
لا، كنت صديقاً, بل أكثر من صديق.

لماذا لم تنتسب للحزب الشيوعي؟
الكويت لم يكن فيها حزب شيوعي.

أنا أتكلم عن فترة وجودك في العراق؟
في العراق كان عندي إحساس بأنَّ إقامتي فيها موقَّتة وهذا ما منعني من الانتساب للحزب, لكن علاقاتي قائمة مع الحزب بدليل الاعتقالات, والمثير والمضحك أنَّه عندما يزور العراق رئيس مثل سوكارنو يعتقل النظام العراقي الشيوعيين, وعندما يزورها مسؤول روسي يفرجون عنهم.

هذا حال الأنظمة العربية. متى كان أوَّل اعتقال؟
كان أوَّل اعتقال لي عام 1956, إذ كنت يومها أقود مظاهرةً ضدَّ الانكليز وإسرائيل وفرنسا في حربها على مصر, يومها كنت طالباً في الثانوية, ويوم خرجت من العراق كان لي عندهم ثلاثة ملفات في الأمن, وكان علي أن أبلِّغهم عن تحركاتي, وعن تغيير مكان إقامتي.

كيف خرجت من العراق ضمن هذا الشرط الأمني؟
العائلة في الكويت رتَّبت سفري فأحضرت لي معها جواز سفر كويتيا, مع اني يومها كنت مطلوباً من المخابرات إذ كان هناك أمرٌ بالقبض علي.

في أيِّ عام كان هذا؟
في عام 1966.

سنعود إلى السينما. قلت إنَّك تحب السينما مع أنك كتبت الرواية لماذا لم تكمل بحثك ومشروعك؟
الظروف السياسية في الخمسينيات وأوائل الستينيات كانت مفاجئة لنا, النظام انقلب على الشيوعيين, وأنت تعرف أنَّ معظم المبدعين من شعراء ورسامين وروائيين ومسرحيين وموسيقيين وسينمائيين هم من اليساريين, وانقلاب النظام عليهم، أو بالأحرى علينا، كان بمثابة ضربة قاسية وموجعة, فاضطَّر معظمنا إلى تأجيل مشاريعه, بل إنَّ أغلبهم هربوا من العراق ومنهم الرسام جبرعلوان الذي هرب في أوائل الستينيات إلى إيطاليا.

العودة إلى الكويت
عندما عدت إلى الكويت في عام 1966 هل شعرت بغربة أو صعوبة في الاندماج في الحياة الثقافية والفكرية الكويتية؟
لا لم أشعر بالغربة ولا بصعوبة, فأنا كنت حينها عضواً في رابطة الأدباء, كما كنت أنشر في المجلات الكويتية وأنا في البصرة, لكن بعد استقراري في الكويت بسنة واحدة حصلت نكسة حزيران 1967, فزعزعت ثقتنا بأنفسنا, بل نسفتها, ما اضطَّرنا إلى مراجعة الذات: أين نحن من كل هذا المشروع القومي العربي الذي بدا أنَّه كان وهماً وسراباً؟.

مع ذلك أنت لم تتوقَّف عن الكتابة أمام هذا الوهم. لقد كتبت حوالى أربعين عملاً بين رواية وقصة ودراسة ومسرحية. مرَّة أخرى، وهو السؤال الذي بدأنا فيه حوارنا... ماذا فعلت؟
أنا عدت إلى قراءة التاريخ وبدأت بقراءة «الجبرتي» عجائب الآثار والأخبار, ثمَّ قرأت لوتسكي, وكتباً أخرى, وبعدها كتبت روايتي «النيل يجري شمالا». في العودة إلى قضية السينما وهو سؤالك الذي تلاحقني به, أقولُ لكَ إنَّ رواياتي وحتى قصصي القصيرة كتبتها بحس سينمائي, فهي سيناريوهات لأفلام ما عدا «النيل يجري شمالا» فهي كتبت بحسٍ روائي سردي عادي, ويومها قرأها المخرج السوري غسان جبري وحولها إلى ثلاثية تلفزيونية على انَّها مكتوبة بأسلوب سينمائي.

كأنَّك تكتب سيناريو لفيلم رغم أنَّها الرواية الوحيدة كما ترى, والتي كتبتها بأسلوب سردي ليس فيها لقطات أو مشاهد؟
ربَّما هذا راجع لثقافتي البصرية السينمائية, فأنا حتى اليوم عندما تأتيني فكرة رواية تنتصب أمام عيني الكاميرا فأرى بعينها. هي فتنة الصورة السينمائية.

لكن ألا ترى أنَّ الرواية أبقى من السينما, ولا سيما أنَّنا نعيش الآن زمن الرواية فيما الشعر إذا لم يكن يتراجع فهو يندحر؟
كلها فنون. والذي يندحر هو العمل التعبوي وليس النخبوي, الإبداع مهما كان جنسه إذا كان صادقاً فإنه يعيش ويبقى. المسرح اليوناني ما زال يعيش وسيعيش لأَّنَّنا نحتاج اليه, لأنَّه يمسُّ القلب والعقل, ويرفع من معنوياتنا مهما كانت هابطة أو مندحرة. إنَّه الإبداع يشغِّل مصابيح العقل فنفكِّر فلا نموت.

هل هناك رواية خليجية، لنترك السينما والمسرح؟
نعم هناك رواية خليجية, في الكويت عندنا حمد الرجيب, وله ثلاث روايات منها «بدرية» وهي أوَّل رواية كويتية, ورواية «موستيك» ورواية صدرت له مؤخراً وهي علامة مهمة في الرواية الكويتية «اليوم التالي لأمس». وهناك طالب الرفاعي وليلى العثمان وبثينة العيسى, وميس العثمان, ومحمد المغربي وهو شاعر أصدر رواية, وسعد الجوير شاعر وأصدر رواية, وغيرهم من كتاب الجيل الجديد. في السعودية هناك أسماء مثل: يوسف المحيميد, ورجاء الصانع خاصة في روايتها التالية فهي أنضج كثيرا من «بنت الرياض», وأحمد الحزام له رواية كتبها بالفرنسية وأعاد كتابتها بالعربية. من الصعب وأنا في هذا السن أن أتذكَّر بقية الأسماء..

حتى لو لم تتذكَّر, فإنَّنا اليوم أمام كمٍّ هائلٍ من الروايات سواء في مصر أو في سوريا أو في المغرب العربي وليس في الخليج فحسب, كأنَّ أصحابها يستسهلون هذا الجنس الأدبي. فكلمة روائي تغريهم, كأنَّها مثل رتبة تمنحهم امتيازاتٍ اجتماعية وربَّما سياسية وحتى عسكرية؟
تعال نسأل: لماذا الرواية الآن؟. أنا برأيي الرواية هي ابنة المدينة, ابنة الحاضرة. ففي مجتمع غير مستقر, مجتمع بدوي متنقل صعبٌ أن يظهر فيه روائي. لأنَّ الرواية مشروع حياة, مشروع عمل تحتاج إلى سفر في الزمان والمكان.الذي حدث أنَّه في نهاية حرب الخليج الثانية بدأت المنطقة العربية تأخذ تحتلُّ مكاناً في العالم, فالانترنت والفضائيات والتماس المباشر مع الغرب كانت سبباً فيه أكثر من شرط موضوعي لظهور الرواية. مثلاً رجاء النقاش كتب عني مقالة في الآداب عام 1973 وكان فيه سؤال مركزي: لماذا إسماعيل فهد إسماعيل في المنطقة يجيد كتابة الرواية, هل لأنَّه تربى وعاش في الحاضرة, عاش الصراعات الإيديولوجية والسياسية؟.. الرواية برأيي تحتاج لمثل هذه الأجواء. الأمر الآخر الذي اعتبره ظاهرة إيجابية هو إذا افترضنا أنَّه خلال خمس سنوات ظهر عشرون اسما في السعودية على سبيل المثال, واستمرَّ بعضها في إصدار الرواية فهذا يعني أنَّ انتقالاً حقيقيا يحدث, بل إنه يقيم قطيعة مع الماضي البدوي, لأنَّه كما قلت: الرواية ابنة المدينة, الحضارة, الاستقرار.

هذا لا يكفي. وأنا في سؤالي كنت أريد أن أقول انَّ جيل محفوظ ومن ثمَّ جيلكم الروائي؛ كانا يحملان في أعماقهما كما في نصِّهما الإبداعي مشروعاً نهضوياً. سأتوسَّع أكثر؛ في الرواية الأوروبية والأميركية وحتى العربية عندما تذكر همنغواي تظهر لك العجوز والبحر, وعندما تذكر غوركي تظهر لك الأم, وعندما تذكر شولوخوف يظهر لك الدون الهادئ, وعندما تذكر بلزاك يظهر لك الأب غوريو وامرأة في الثلاثين, وعندما تذكر هنري ملفل تظهر لك موبي ديك, وعندما تذكر نجيب محفوظ تظهر لك الثلاثية, وحنا مينا تظهر لك الشراع والعاصفة وعبد الرحمن منيف مدن الملح... إلخ. هذا الجيل الذي استسهل كتابة الرواية كأنه يستغبيك, فهو لا يعرف ما المشروع النهضوي. أوروبا نهضتها قامت بها الآداب والفنون وليس الحروب الاستعمارية. وبذلك فإنَّ نصَّه مهما كان شكله أو لونه فهو لا يضيف شيئاً إلى ذاكرة مشروعنا النهــضوي أو إلى رصيد الرواية العربية؟
الآن دخلنا إلى باب جديد, لكن قبل أن أمضي, أنت ذكرت شولوخوف وغوركي وديســـتويفسكي وملفل وبلزاك. سؤالي لك: كم من كاتبا آخر كان يعيش يكتب معهم وفي زمنهم؟

الرواية الجديدة
عشرات وربَّما مئات الكتاب؟
نفس الوضع عندنا.

أنا أتحدَّث عن رواية شغلت, حفرت, أخذت مكاناً في الحياة العقلية للأمَّة. روايةُ اليوم التي يكتبها الجيل الجديد سواء قلَّ أو كثُرَ عدد كتَّابها بلا قضية؟
أنا معك. فهذا الجيل غابت القضية عنده. لكن هناك أمرا على المستوى العالمي, فما حدث في التسعينيات وسقوط المجتمع الاشتراكي وتحوُّل العالم إلى سيطرة الرأسمال تحت راية أميركا, لعب دوره في تهميش الكثير من المشاريع النهضوية والتحررية في العالم وليس في منطقتنا, أيضاً هناك أمرٌ هام جداً وهو غياب دولة التنظيمات السياسية في الوطن العربي, يعني الخليج بالأساس هو غائب, حتى لو كان هناك شكل من أشكال الديموقراطية, وحتى هذه الديموقــراطية مكتوبٌ عليها أن تنمو أو تأخذ بالنـــموذج الأميــركي وإلا فلن تنجح ولن تستمر, أميركا نفـــسها لو عدنا إلى أوائل القرن الماضي وحتى منتصــفه ألم تكـــن تحكمها المافيا؟ ما هذه الديموقراطيــة, وما هو نوعــها حتى في هذه الأميركــا؟ الآن لو اســترجعنا أو رجعنا إلى الروائيين الأميركــيين التقدميــين التـــنويريين كم يبلغ عددهم.

بالتأكيد هم قلَّة؟
إذاً هي مشكلة تعانيها الرواية في كل مكان في العالم.
أريد أن نتحدَّث عن جائزة البوكر العربية التي تمَّ استحداثها. ففي السنة الماضية ذهبت جائزتها إلى بهاء طاهر. هناك الكثير من الكتاب المبتدئين يفكرون في الترجمة قبل أن يكتبوا, وإذا ما قرَّر أحدهم الكتابة فهو سيذهب للكتابة عن (المحرمات) وهذا ما يسهِّل وصوله كما يعتقد, لكن هذا لا يخدم حركة التنوير والتطوير في عالمنا العربي. أنا ضد تكريس التخلف في الكتابة, الغرب والرأسمالية عموماً يشجِّعان مثل هذه التوجهات والرغبات عند مثل هؤلاء الكتاب المبتدئين. وفي العودة الى سؤالك، هناك جوائز كثيرة للرواية خاصة الرسمية تلعب فيها العلاقات الشخصية والوساطة، وليس جودة النص الإبداعي. أنا سأسرد لك هذه الحادثة؛ فيوم مُنح صنع الله إبراهيم جائزة الرواية العربية بترشيح من محمود أمين العالم اتصل د. جابر عصفور بصنع الله وبلَّغه قرار اللجنة بمنحه الجائزة وهو قرار لا يزال في مرحلته السرية قبل الحفل, فأعلن عن سعادته وفرحه بتشريفه بهذه الجائزة, ثمَّ إذا به في الحفل يرفضها ما أحرج محمود أمين العالم الذي قال: كيف قبلها وأعلن عن فرحه. هل يهزأ بنا؟. ولمَّا التقينا بعد الحفل سألته أنا لماذا رفضت الجائزة؟ فأجابني بسؤال: ما رأيك بالموقف الذي فعلته وكان سعيداً. فقلت له: أنت لا تزال في الطابق السابع لأنَّني لم أكن أريد أن أنغص عليه فرحته, ثمَّ تابع وهو يقول لي: لو لم أرفــض هذه الجــائزة وأقف هذا الموقف لما انكشف الدور الأمــيركي الذي يدعم النظام المصري. بالنسبة لي هذا موقف خاطئ من صنع الله إبراهيم. وكان بإمكانه أن يرفض الجــائزة بشكلٍ مشرِّف وليس كما فعل, كان بالإمكان أن يعــتذرعن تسلُّم الجائزة وبتصريح صحافي يقول بأنَّ اللجنة مشــبوهة. ثمَّ كيف تكون اللجنة مشبوهة وفيها محـــمود أمين العالم وفيصل دراج والطيب صالح ورضــوى عاشـــور وخيري شلبي وأنا؟.

هل من فرقٍ بين هذه الجائزة التي رفضها صنع الله إبراهيم وجائزة البوكر العربية؟
بلا شكَّ هناك فرق فالبوكر جائزة مكشوفة ومشبوهة.

هل سبق ورشِّحتَ لجائزة الرواية العربية؟
نعم سبق ورُشِّحت للجائزة الأولى للرواية العربية, ولم يكن لي علم بها حتى اتصل بي د. جابر عصفور وقال لي لقد تمَّ ترشيحك من قبل جمال الغيطاني وإبراهيم أصلان وفتحي غانم وآخرين.. هل توافق؟ قلت له: نعم. لكن ترشيحي يا صديقي لا يعني الفوز.


السفير 2009