لما طالت "الاسئلة" و"الاجوبة" توسل رياض بك الى الصحفيين ان "يرحموه" ويكتفوا بما قال..! فلما قالوا له إنه لم يقل شيئاً يرضي فضولهم الصحفي، أجابهم : "ليس هذا ذنبي، وانما هو ذنب فضولكم الذي يستحق العقاب..!"
انتهز الصحفيون قصة وصول دولة رياض الصلح بك رئيس وزراء لبنان الى القاهرة في طريقه الى بيروت، فشنوا عليه هجوما خاطفاً مفاجئاً في الفندق.. ولما كان دولته "ضعيفاً أمام الصحفيين" – على حد قوله – فلم يسعه إلا ان ينزل على إرادتهم، ويجلس امامهم على "كرسي الاعتراف" ويجيب على اسئلتهم الدقيقة في لباقة السياسي المحنك، ودعابة الأديب الظريف.
"ليس كل ما يعرف يقال، ولا كل ما يقال ينشر" بهذا تخلص دولة رياض بك من الاجابة عن معظم الاسئلة الحرجة التي وجهها اليه الصحفيون، متعذراً بان الصهيونيين قد يفيدون من ذلك!
لم ينقذ رياض بك من طول بقائه على كرسي الاعتراف الا ياوره الخاص عند ما أسر في أذنه بان بعض كبار الزائرين في انتظاره من مدة، فقال له بصوت سمعه الصحفيون: "دعهم يدخلون".
وانطلق دولته ضاحكا عندما قيل له إنه الآن على كرسي الاعتراف وقال: "هأنا اجيبكم على كل شيء ولكنكم لا تستطيعون ارغامي على ان اجيبكم بالاجابات التي تدور في رؤوسكم!"
الاثنين والدنيا/ 1948