من تقاليد الزواج في الهند.. لكي تتزوج...قدم طلبا بماء الذهب

من تقاليد الزواج في الهند.. لكي تتزوج...قدم طلبا بماء الذهب

في أواخر الشهر الماضي وقف سكان لندن في قاعات "ماري ليبسون" وعلى وجوههم دهشة شديدة، فقد تحولت القاعات امامهم الى ما يشبه المعبد الهندي.. فانطلقت السنة اللهب في المجامر، وتصاعدت رائحة البخور المعطرة من أبناء الجالية الهندية في انجلترا، وهم يرتدون ثيابهم الداخلية، بينما شيخ منهم يتلو بعض العبارات الهندية،


وفجأة فتح الباب الكبير، ودخل العروسان السيد مشري وهارام ساند من أبناء الهند وصاحب المطعم المشهور باسمه في لندن والانسة سارة ديركن وهي فتاة ايرلندية تعمل ممرضة في احد المستشفيات.. وقام الشيخ الهندي بالطقوس الدينية المتبعة بين أبناء طائفة العريس في الهند، فوضعت العروس زهرة كبيرة في سترة العريس ثم وقفت امامه بأدب جم وقد أطرقت برأسها الى الارض، فأعطاها حفنة من الارز وأخذ لنفسه من الكاهن حفنة مثلها ثم القياها في النار، وعندئذ أعلن ان العروسين قد اصبحا زوجا وزوجة.. وخرج المدعوون من غير الهنود يتحدثون عن أغرب زواج ثم على ضفاف التايمز.
خطبة بماء الذهب
وتختلف الطقوس المتبعة عند الزواج في الهند باختلاف المقاطعات والعقائد، ولكن التقاليد تكاد تكون واحدة في القارة الهندية كليها..
وتعقد الخطبة عادة بين أسرتين العريس والعروس،دون ان يسمح لاحدهما بان يرى الآخر، ويرسل طلب الزواج على ورقة كبيرة مذهبة بحواشٍ، مكتوبة بماء الذهب، فاذا وافق اهل العروس قامت امها بابلاغها النبأ في سياق حديث عابر، دون ان تنتظر منها الموافقة او الرفض، بينما يذهب اهل العريس الى المنجمين، ليقوموا بتحديد تاريخ العقد وساعته، ولهذا التحديد اهمية كبرى في هذا المجال.
26 ليلة..
وبعد تحديد التاريخ يبدأ مهرجان الزفاف، فتقام الافراح 26 ليلة منها ثوبا بلون خاص، ما عدا اللون الابيض الذي يعبر عن الحزن في الهند، وتقبع العروس في مكان واحد لا تفارقه ابدا، في حين تتولى ام العروس او اقرب النساء اليها مهمة تزيينها وتضميخها بالعطور والادهنة الطيبة، وفي تلك الاثناء تنشط حالكات الثياب في انجاز ثياب العروس التي سترتديها في بيت الزوجية.. ولا يهتم الهنود بشيء قدر اهتمامهم بالثياب والحلي، وهم يكتفون بالقليل البسيط من الاثاث، وتراعى فيه الفائدة البحتة قبل المظاهر.
قسمة ونصيب
وفي يوم العقد تجلس العروس في "الكوشة" وقد أحاطت بها الزهور العطرية المجدولة بعناية، بينما يغطى وجهها ستار من الزهور التي تنسدل الى أخمص قدميها، ويجلس العريس بجوارها حتى اذا تمت الطقوس الدينية طبقا لتقاليد الطائفة، جيء للعروسين بمرآة.. وفي هذه المرآة يرى العروسان وجهيهما للمرة الاولى.. ويرضى كل منهما بقسمته ونصيبه، فلا مجال للتراجع بعد ذلك..
وتستمر الاحتفالات حتى بعد ليلة الزفاف، وانصراف العروسين الى عش الزوجية، وغداة ليلة الزفاف تعود العروس الى بيت اهلها حيث تقضي التقاليد بان تتناول الطعام على مائدة ذويها يوم "الصباحية" ويلحق بها العريس ولكنه يجد باب البيت مغلقا، ولا يفتح له الا اذا قام بتوزيع مبلغ معين على أطفال الاسرة، وعندئذ يشارك عروسه واسرتها الطعام المعد من الشمع وورق الشجر، بشرط ان يخلع حذاءه وفي اثناء الطعام تسرق اخت العروس حذاء العريس، ولا ترده قبل ان تحصل على هديتها، "حفنة من المال".. ولقد إندثرت بعض هذه التقاليد عند المقاطعات المتحضرة في الهند، ولكن بقي تقاليد الطعام المصنوع من الشمع وورق الشجر، ولا تزال شقيقة العروس تصر على سرقة حذاء العريس!.