بعد انتظار طويل صدر أخيراً للدكتور نجم عبدالله كاظم "فهرست الرواية العراقية 1919-2014"، ليكون أشمل فهرست معنيّ بالسرد العراقي. فقد غطى هذا الفهرست ما يقارب القرن من عمر الرواية العراقية، وهو يقدّم كل ما صدر خلال هذه المدة الطويلة، من روايات، ومن قصص طويلة في بعض المراحل المبكرة حين وجدها تقترب بدرجة أو بأخرى من الرواية.
وفي ظل شيوع صور مشوّهة كثيراً ما يرسمها البعض عن الرواية العراقية، في وسائل الإعلام والدوريات والصفحات الثقافية وأحياناً حتى في دراسات، وهي تنم عن جهل أو تجاهل واستسهال من أصحابها في إطلاق الأحكام، واضحٌ تماماً ما سيشكله هذا الفهرست من أهمية في عالم البحث والكتابة الرصينة، وللدارسين والباحثين المعنيين بالرواية، والسرد، والأدب العراقي عموماً، خصوصاً أن المؤلف لم يكتف بالفهرسة فقط، وبما يعني إدراج عناوين الروايات ومؤلفيها، بل وجدناه، متى ما وجد ذلك ممكناً، كثيراً ما يصف العمل بكلمة أو جملة هي مهمة جداً للباحثين الذين يبحثون عن أعمال بمواصفات بعينها، الأمر الذي سيختصر الكثير الكثير من الوقت والجهد على هؤلاء الباحثي.
كما أن الدكتور نجم عبدالله كاظم قدّم في كتابه، إلى جانب الفهرست الشامل الرئيس، ما سمّاها فهارس فرعية. فقد اشتمل الكتاب على فهرست الرواية النسوية في العراق، وفهرست رواية الفتيان في القرن العشرين، وفهرست روايات الروائيين اليهود ذوي الأصول العراقية، وفهرست الروائيين العرب الذين عاشوا في العراق ردحاً من الزمن. فوق هذا كله ألحق بفهارسه مجموعة من الملاحق بما خرج به من نتائج استقراءاته للفهرست الرئيس والفهارس الفرعية، وهي نتائج إحصائية وتوصيفية طريفة وأحياناً مهمة.
يأتي كتاب "فهرست الرواية العراقية"، ضمن مجموعة من الكتب التي صدرت مؤخراً للمؤلف، ومنها عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت "رواية الفتيان، خصوصية الموضوع والفن" الذي فاز بجائزة خليفة التربوية في الإمارات، وعن نفس الدار كتاب "نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة" الذي فائز بجائزة الإبداع الأدبي التي تمنحها مؤسسة الفكر العربي في لبنان، وعن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة كتاب "على مشارف القصة العربية"، وعن دار المأمون كتاب "بغداد البعد يقترب.. دراسة وقصص قصيرة مختارة من العراق"، وعن دار ثقافة الأطفال كتاب "عاشق الوطن والخليج والمطر"، وهو سيرة روائية عن السياب مقدمةً للفتيان.
