اغنية (سمر سمر) والهجوم على الفنان رضا علي

اغنية (سمر سمر) والهجوم على الفنان رضا علي

جميل المشاري
يعد الفنان الراحل رضا علي واحدا من اشهر مطربي العراق. وهو بحق سفير للاغنية العراقية فقد ولد في بغداد سنة 1936 وقضى دراسته المتوسطة فيها وفي نهاية الاربعينيات من القرن الماضي دخل معهد الفنون الجميلة فرع العود وتتلمذ على يد الموسيقار محي الدين حيدر وفي الاذاعة انضم الى فرقة الموشحات التي كان يشرف عليها علي الدوريش ثم تقدم الى لجنة الاختبار كمطرب.

فاجتاز الاختبار او بعد ان تمكن ونال شهرته داخل القطر في مجال التلحين او الغناء اشترك في عدد من الحفلات في مصر وسوريا ولبنان فضلا عن الولايات المتحدة وفرنسا. ومن خلال سفراته وقضاء عدة شهور من كل سنة في ربوع تلك الدول، اما في لبنان فكانت سفراته كل صيف وذلك اثناء العطلة الصيفية حيث كان يتمتع بعطلته بعد انتهاء العام الدراسي حيث مصايف لبنان وجمالها وأقامة الحفلات في تلك المصايف كونه رحمة الله يعمل مشرفا تربويا.. اما صداقاته مع الفنانين العرب فحدث ولا حرج حيث ربطته صداقات حميمة معهم فهو صديق لــ 90 % والعشرة الباقية يكن له الحب والاحترام والتقدير. فقد سبقته الحانه الجميلة التي اعطت الشهرة لنجوم الطرب في ذلك الوقت. فقد غنت له المطربة الكبيرة (فائزة احمد) (والثلاثي المرح) و (سميرة توفيق) و(فهد بلان) و (طروب) وكان هناك مشروع لحن بينه وبين العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ ولكن المرض الذي داهم عبد الحليم ومن ثم وفاته حالت دون اتمام هذا المشروع، وهذا ما اكده لي الفنان رضا علي في سبعينيات القرن الماضي في مطعم صديقة محمدعبد الله (مطعم افراح الكرادة) كما كانت تربطه علاقة صداقة مع الموسيقار الراحل فريد الاطرش وكان في كل زيارة له الى القاهرة لابد ان تكون له ليلة ممتعة في بيت فريد. وهذا على المكانة التي يتمتع بها رضا علي في الوسط الفني العربي خاصة عند نجومه الكبار وذلك لما قدمة من روائع الالحان، سواء في الحان الاغاني التي غناها بنفسه او تلك الالحان التي قدمها لغيره من المطربات والمطربين. ولكن كيف كانت وقفة صحافة الخمسينيات والنقاد من هذا الفنان الذي يعرف كيف يختار الاغنية واللحن المطلوب لها.
فبعد ان قدم الشاعر الغنائي الراحل (سيف الدين ولائي) اغنية (سمر سمر) اعجب بها ولحنها ومن ثم سجلها لاذاعة بغداد. وما ان اذيعت الاغنية حتى قامت قيامة الصحافة والنقاد لتهاجم هذا الفنان ولم تبق صحيفة فيها صفحة فنية لم تهاجم فناننا بسبب هذه الاغنية وانصب هجوم الكتاب بشأن موضوع الاغنية واللحن واتهام الفنان رضا علي بافساد ذوق المستمع والانحناء بالاغنية البغدادية التي كانت متسيدة الساحة في ذلك الحين منحى جانبيا وطالبوا منع هذه الاغنية وعدم بثها. اما موقف الفنان رضا علي فقد كان موقفا صلبا ومدافعا ومتحديا ومراهنا على نجاح الاغنية اذا اعتبرها لونا جديدا ومغايرا لما هو متسيد في الساحة من غناء. وبعد بث الاغنية اصبحت على كل لسان وغدت اغنية الشارع لانها طفت على الاغاني المنتشرة في ذلك الحين ومنها اغنية المطرب حمدان السامر (رمانتين افد ايد ما تلزم) حيث اصبح الكبار والصغار يرددون

سمر سمر.. ياسمر ــ منك يغار الكمر
سمرة وسيعة عين ــ عيني سمر
حلوة جمالج زين ــ فدوه سمر
عيني سمر وين تروح ــ انت الكلب وانت الروح
يسميرة الله وياج ــ اويلي اويلي
كلبج بحب الغير ــ لو بس الي
لجلج اني تبريت من كل هلي
عيني سمر وين تروح ــ انت الكلب وانت الروح
هذه الأن مازالت باقية لحد الان كلما سمعتها كانك تسمعها لاول مرة وقد مضى على تسجيلها اكثر من نصف قرن فأين هذا مما نسمعه الان من اغان ليس لها طعم او مذاق..؟!