تمائم كواكب هوليود.. وكواكينا...

تمائم كواكب هوليود.. وكواكينا...

هل تعلم؟
ان موريس شيفالييه يتفاءل خيراً بقبعته المصنوعة من القش؟
وان جانيت جاينور تحتفظ بحذاء قديم وتعتقد انه سبب سعدها وتوفيقها؟
وان ريشارد ريكس يتفاءل خيراً بالمطر؟ وان ليلى هوارد يتفاءل خيراً بجنيه من الذهب؟

لعل الحظ من اكبر العناصر أثراً في حياة كواكب هوليوود، سواء في حياتهم الخاصة او حياتهم العامة. لذلك اصبح الكواكب من اكثر الناس تفاؤلا وتشاؤما، فهم يتخذون من كل حادث تافه او عارض بسيط فألا يعتقدون انه سيؤثر تأثيراً قوياً في مجرى حياتهم ولذلك نجد اكثر اساطين هوليوود يحتفظون بتمائم صغيرة يعزون اليها الاثر الاول في نجاحهم وتوفيقهم. فهم من هذه الناحية من اكثر الناس اعتقاداً بالتمائم والخرافات. ففي اليوم الاول الذي يبدأ فيه تصوير مناظر فيلم جديد تجد كل واحد من المشتغلين في الفيلم: من المخرج الى النجمة الى المصور يعمد الى امر معين او شيء مخصوص يكتسب به الحظ السعيد.
وقد وفد على هوليوود أخيراً شارل بواييه الممثل الفرنسوي الكبير فسخر من عقائد هوليوود، وقال لمن حوله انه لايؤمن بالتمائم والطلاسم والتفاؤل والتطير، ومع ذلك يحتفظ بسلسلة صغيرة من الذهب حول معصمه. ولما مثل دوره امام كاترين هيبورن طلب المخرج ان ينزع من معصمه هذه السلسلة الذهبية فأبى بتاتاً، ولما سأله عن امرها قال انه كان يلبسها في أيام الحرب العظمى وقد نقش عليها اسمه ونمرة فرقته فكان لايخلعها قط في ايام القتال، ثم تعود على ذلك حتى لم يعد يستطيع ان ينزعها من يده، ولعله يتفاءل بها خيراً لانه نجا من اهوال الحرب ومجزرته الكبرى، وهو يحمل هذه السلسلة حول معصمه.
ويتفاءل ريشارد ريكس بالمطر في اليوم الاول من تصوير احد افلامه. فتجده في اليوم الاول للتصوير ينظر الى السماء في قلق ولهفة، ويطلب من الله ان يسبغ عليه شآبيب مطره.. فأذا أمطرت السماء في ذلك اليوم استبشر وفرح وأيقن ان نصيب فلمه النجاح الكبير بدون شك!
وتتفاءل انا ستين بحذاء رخيص لبسته في تمثيل دورها في رواية "نانا" وكأنها تعزو نجاح الفيلم الى هذا الحذاء الزهيد الثمن، فهي لاتمثل اي فيلم الا اذا لبست في بعض مناظره هذا الحذاء..
وتحتفظ جوان بلوندل بسفط صغير تضع فيه ادوات زينتها، ولاتبدل به غيره من الاسفاط الحديثة الثمينة الغالية الثمن التي يتباهى بها الكواكب، وتعتقد ان هذا السفط سبب نجاحها وتوفيقها، فأنها قدمت الى هوليوود في أول امرها عندما اختارها جيمس كاجني تمثل امامه دوراً صغيراً في احدى رواياته، وكانت في ذلك الوقت رقيقة الحال، فلم تشأ ان تضيع نقودها في الكماليات، ولم تكن لديها نقود لتضيعها في ذلك.
ونزلت السوق لكي تبحث عن سفط زهيد فاشترت واحداً ثمنه خمسة قروش تقريباً، وضعت فيه ادوات الزينة والماكياج، وراحت بعد ذلك تؤمن بفائدة هذا السفط فهي لاترضى عنه بديلاً. وقد ايقنت بأن حظها جاءها مع هذا السفط فهي لاتستبدل سواه به لانها لا تريد ان تبدل حظها بحظ اخر..
ولجانيت جاينور تمائم خاصة بها، وهي الاحذية، فقد بدأت نجاحها الاكبر عندما مثلت مع شارل فاريل رواية "السماء السابعة" فتفاءلت خيراً بالحذاء الذي كانت تلبسه في هذا الفيلم واصبحت تلبسه في بعض مناظر الافلام الجديدة التي تمثلها.
ولا تستطيع كونستانس بيت ان تتخلى عن سوار من الفضة تلبسه حول معصمها وتعتقد انه يغدق عليها الخيرات والبركات. وتراها احيانا في الحفلات الساهرة وذراعاها مثقلتان بالحلي المرصعة بالالماس وبينها هذا السوار الزهيد القيمة.
واما سر هذا السوار فانها لاتبوح به لأحد ويحتفظ وارين وليم بتمثال صغير من العقيق اقتناه من احد هياكل الصين، فلا يخرج من منزله صباحاً قبل ان يمس هذا التمثال بيده وبذلك يكون يومه سعيداً!
ويحتفظ ليسلي هوارد بتميمة لطيفة وهي جنيه انجليزي من الذهب كان هو اخر ثروته عندما تنكرت له الايام، فقد حل به يوم لم يكن يملك من حطام الدنيا سوى هذا الجنيه. وعرض له في ذلك الحين عملان. عمل في شركة تجارية، وعمل في شركة تمثيلية، فرمى القرعة بالجنيه بأن قذفه وتناوله على ان يلتحق بالشركة التجارية اذا سقط الجنيه علىاحد وجهيه وبالشركة التمثيلية اذا سقط على الوجه الاخر.
وسقط الجنيه على الوجه الاخر فالتحق ليسلي بالشركة التمثيلية وفيها اصبحمن اشهر كواكب العالم، ولذلك فهو يعتز بذلك الجنيه.
وبلغ من اعتزازه به انه صنع له اطاراً صغيرا من الذهب وعلقه في سلسلة ساعته وحدث ان فقدمنه الجنيه وهو يلعب البولوني في احد الايام فأعلن عن جائزة.

كل شيء والدنيا /
حزيران- 1935