زايــــا .. جديد الكاتبة السعودية ريم الصقر

زايــــا .. جديد الكاتبة السعودية ريم الصقر

توقع الكاتبة السعودية ريم الصقر روايتها الجديدة "زايا" الصادرة حديثا عن "مجموعة النيل العربية للنشر" خلال معرض أبو ظبي الدولي للكتاب..
والرواية هي العمل الإبداعي الثاني للكاتبة بعد مجموعة قصصية متميزة صدرت لها العام الماضي تحت عنوان "بنات النعمة" .

"أهلي وأنا .. نشبه من اقتلع نبتة من مكان .. وحين جفت جذورها أعاد غرسها بمكان آخر .. لم يتمكن أبي أن يزرعني في السعودية ..رغم ميلادي بهـا .. وصالح لم يستطع أن يغرسني بالإمارات .. رغم أنها كانت أكثر يسرا .. وبحبوحة .. ربما لأن كليهما كان أقل من أن يهديـني حبا حقيقيا .. لكن بالحب .. استطاع محمد أن يغرسني في بلاد الفرنجة كما يسميها ونضحك منها.
تلك هي اقتباسة من رواية "زايا".. تلخص بدقة حالة التشتت التي عاشتها بطلتها.. وما ترمي إليه الكاتبة السعودية ريم الصقر عبر سطور روايتها شديدة الحبكة متميزة المفردة والصورة .
تطرح الرواية استفهامات عميقة لعل من أبرزها.. لماذا الجنسية أو "الهوية" التي تعد من أثمن الأشياء.. قد تكون أحيانا من أرخصها ؟.. ولماذا تقييم الآخر لك يبتدئ فقط بعد أن يعرف من أين أنت..؟؟ مثل هذه الأمور هي ما ظلت الكاتبة ترصدها وتلح عليها عبر المراحل والأحداث التي مرت بها بطلتها "زايا".
ريم الصقر أرادت أن تقول ببساطة إنه أينما يوجد الظلم وجد الانسان.. مستلهمة أفكار جيفارا وغاندي عبر سطور روايتها فقد ظلت البطلة "زايا" مثلهما تقاوم وتتمسك بالأمل إلي أن كافأتها السنون بالحب وألقت بها على شاطئه بعد طول معاناة.
الرواية في ظني هدفها أعمق وأبعد كثيرا من مجرد تسليط الضوء على المصاعب والعقبات التى تواجه المرأة العربية المثقفة في مجتمعاتها المحلية ما يدفعها للتنقل إلى ثلاث دول واحدة منها غربية.. فزايا بطلة الرواية رمز لكل امرأة فقدت هويتها ووجدت نفسها في وقائع بيت كما تقول الكاتبة نصا "فـُـككت عُراه .. الأم .. الأب .. المجتمع .. حين لا تمنهج الأم علاقتها بابنتها ..فتتبدى لها بصورة الشر المطلق .. وحين يصعر الأب خده حتى يتشيأ كأرجوحة الحدائق العامة تتمكن منها كل مؤخرة عابرة.. ومجتمع لم يرأف بآتٍ غريب" ..
ورغم الختام الذي يبدو سعيدا للرواية إلا أنها أبدا لم تكن كالأفلام العربية.. فقد يكون هذا الانتصار مؤقتا وهو ما دفع ريم الصقر لأن تقول في التتمة رغم رسوها علي شاطئ الحب "أنا أيضا .. تمسكنتُ كثيرا .. وتألمت أكثر .. وحين نظرت بالأمر كله وجدتني أعيد تاريخ أبي وأتذكر رحلة البحرين الأولى .. فبنت الخادم .. تمسي خادمة ولو بعد حيــن