يحمل كـــتاب «أفلام تايرون باور»، لمؤلفيه دينيس بيلافونت وألفين إتش.ماريل، ملامح وتفاصيل مسيرة إبداع وحياة أحد أهم نجـــوم هوليوود. إذ يشكِّل هذا المـــمثل السينمائي الأميركي: تايــــرون باور (1914 ـ 1958) أيقونة العصر الذهبي لهوليوود، وهو الذي مثَّل في أكثر من خمســـين فيلماً، حيث بدأت رحلته في عام 1932.
وكان في معظمها النجم الأوَّل. إذ حصدت بعض هذه الأفلام الكـــثير من جوائز الأوسكار، إضافة إلى بطـــولة أكثر من عشر مسرحيات.. وعشــــرات الأعمال التلفزيونية والإذاعية.
ويؤكِّد المؤلِّفان أنَّ عمل تايرون باور على المسرح، هو الذي كان عاملاً أساسياً جعله يؤدي أدواره المتميِّزة في الأفلام السينمائية. كما أنَّه ممثِّل لديه إرثٌ فنيِّ، فجدُّه الأوَّل تايرون باور 1789 ـ 1841 الذي أتى اسمه من القرية الريفية التي ولد فيها في أيرلندا كان ممثلاً مسرحياً هزلياً. وهو من الرواد المسرحيين لمسرح «درري"في لندن.
وكذا أوَّل ممثِّل أوروبي يذهب إلى أميركا، حيث أصبح في مطلع عام 1833 ممثلاً محترفاً. كذلك والده فريدريك تايرون باور الثاني 1869 ـ 1931 كان فنَّان السهرات المسائية وممثلاً سينمائياً. وكان والده أثناء تصويره فيلم «البرج» في أستراليا وإنجلترا التقى ممثلة أميركية شابة اسمها هيلين إيما ريوم.. فتزوَّجها وغيَّرت اسمها فصارت «باشيا». وفي مدينة «سينسيناتي» بأوهايو وضعت مولودها الأوَّل: «تايرون إدموند باور الثالث» يوم 5 ايار1914.
بدأ تايرون الصغير بممارسة التمثيل وهو في سن السابعة من عمره، حيث جسَّد دوراً في فيلم «الابتلاع"مع والدته باشيا. والتحق بمدرسة برسيل الثانوية، وظهرت فيها موهبته في التمثيل. ومن ثمَّ تدرَّج حتى أصبح ممثلاً مسرحياً معروفاً.
استمرَّ تايرون باور الشاب في التمثيل، وانتقل إلى هوليوود، وأصبح معروفاً في المجتمع المسرحي. وفي مطلع عام 1933 قدم إلى المنتج السينمائي ليونارد سيلمان على أنَّه ممثِّل مُهم. فأُعطي فرصة أداء في مسرحية «أسفل ومراقبة».
وفي عام 1934 حصل تايرون على دور في فيلم «الرومانسي" للمخرج فريد ليفينغستون مع النجمة يوجين لينتوفيتش. وفي نيويورك تعرَّف تايرون إلى صديقة والدته باشيا، الشاعرة الأميركية سترينغ، والتي عرَّفته بدورها إلى المنتج غوثري ماكلينتك زوج الممثِّلة كاثرين كورنيل، حيث كلَّفه بتمثيل مسرحية أزهار الغابة.
ومن ثمَّ مسرحية «روميو وجولييت"ومسرحية «سانتي جوان"للكاتب المسرحي جورج برنارد شو. في هذه الفترة، وفي هوليوود، كان المنتج داريل زانوك يحاول أن يثبِّت دعائم هذه الموهبة تايرون باور لصالح شركة «فوكس"للقرن العشرين. فأعطاه زانوك دوراً في فيلم «مهجع الفتيات"مع النجمة الفرنسية سيموني سيمون وهو أوَّل دور لها في فيلم أميركي. وفي 1936 مثَّل في فيلم «شركة لندن للتأمين البحري». ومن ثمَّ لعب دور البطولة في فيلم «السويس».
حيث جسَّد دور المهندس فرديناند دوليسبس الذي شقَّ قناة السويس. وفي نيسان 1939 ودِّع تايرون باور حياة العزوبية وتزوَّج الممثلِّة «أنابييلا»، وذلك في حديقة الممثِّل تشارلز بويير. ثمَّ يُعطى فرصة لأداء دور الأحمق المضحك في فيلم «زوجة في فترة النهار». بعد ذلك، جاءته أربعة أفلام جلبت له المجد في فترة الأربعينيات من القرن الـ20.
ومن السينما إلى المسرح، يذهب تايرون باور مع زوجته أنابييلا إلى ويست بورت وإلى مدينة كونيكتيكوت، ليؤديا عرضاً مسرحياً «ليليوم»، فيآب من العام 1941.
وفي غمرة الشهرة في المسرح وفي السينما، يشارك باور في الحرب العالمية الثانية بشكل فعلي، حيث التحق بالجيش عقب أن كان قد فرغ من تمثيل دور ضابط قائد غواصة في فيلم «الغوص في الأعماق»، وهو آخر فيلم له قبل تجنيده في آب 1942. فأرسل إلى الخدمة العسكرية كجندي مع المشاة البحرية الأميركية. وفي أثناء خدمته العسكرية الإلزامية اتبع دورة طيران تدريبية في مدينة إل تورو بكاليفورنيا، وكوفئ بجائزة الأجنحة الذهبية في مركز البحرية الأميركية..
وفي شهر شباط 1945 قام باور برحلة بحرية إلى المحيط الهادي كطيار مع قائد الأسطول البحري الحربي رقم 353. ومن ثم أنهى خدمته العسكرية وكُرِّم على أدائه واجبه كملازم أوَّل، سنة 1946. وفي ربيع 1947 عاد للعمل في استوديو شركة فوكس. وكان في حالة من القلق نتيجة تغيير صورته الجميلة على الشاشة السينمائية أمام معجبيه بعد أن تقدَّم به العمر، إضافة إلى خشيته من عدم معاملته لدى الجمهور كممثِّل جدِّي بعد أدائه أدواراً هزلية.
لذلك حثَّ السيد زانوك على السماح له بأداء شخصية «ستان كارليسل"التافه في فيلم «ممشى الروح الشريرة» المأخوذ عن رواية لوليم ليندسي غريشان. واعتبر دوره هذا من أفضل الأدوار التي مثَّلها، ممَّا ولَّدَ لديه الشعور بالرضا الذاتي عن أدائه.
وفي خريف 1954 طالبته زوجته ليندا كريستيان بالانفصال، ومن ثمَّ بالطلاق، حيث دفع لها مبلغ مليون دولار. وكان سبق له أن انفصل عن زوجته أنابييلا في خريف 1943. وفي عام 1958، أثناء تصوير مشهد لمبارزة بالسيف مع النجم جورج سانديرز، طلب تايرون من المخرج كينغ فيدور أن يوقف تصوير مشهد المبارزة ليريح عموده الفقري.. وليرتاح من آلام شديدة في ذراعيه وصدره قائلاً: أنا آسف لأنني لا أستطيع الاستمرار فصحَّتي ليست جيدة.
وبسرعة، نقل من موقع التصوير إلى مستشفى روبير في مدريد. ولكنه توفي بسبب جلطة قلبية، كما حدث مع والده سابقاً. ولكن هذه المرة في أثناء وجوده في موقع تصوير الفيلم، وبعد مراسم خلدت في الذاكرة لجنازته في إسبانيا نقل جثمان تايرون باور إلى كنيسة هوليوود، حيث تليت الصلوات أثناء دفنه في مقبرة حديقة الكنيسة بالقرب من قبر النجم رودلف فلانتينو.
عن البيان الاماراتية