سليم بركات وغزليته الكبرى

سليم بركات وغزليته الكبرى

أوراق
نثر من شعر ، وشعر من حياة جاءت في المجموعة الشعرية التي تحمل عنوان " الغزلية الكبرى " لسليم بركات والذي صدر عن دار المدى للإعلام والثقافة والفنون بطبعته الأولى عام 2016 .
بقلبِ أو من دونه ، الآثار كلها تحت وشا آثار القلوب الطريحة في معاصرها والآثار الزفرات من أحمال المواعيد ، بسجعٍ وانتظار يكتب بركات أولى قصائد هذا الكتاب ،

فبقلبٍ أو من دونه تستدان زفرة العاشق بقلب ، أو من دونه ، أحبهن يتفهمن أعذار ، يجسد الكاتب أنساقه الإنفعالية في هذه القصيدة ، يحاول طرق أبواب العشق والشجون ، الانتظار وسرعة القرار ، اللهفة واللامبالاة " فبقلب أو من دونه " هو عاشق .
الكتاب يتضمن أكبر غزلية في قصيدة مؤلفة من 150 صفحة ، يحمل الكاتب فيها يأسهُ فطالما "لانجاة لغابة من خطفهن ، كلما ملأن وسائدهن بسماء الغابات وتهكمن طويلاً من أنهن دللن السماء على أرضٍ أخرى وجررن الأمكنه معلقة بأذيال اثوابهن" ، لينتقل إلى العشق في طرحه ، "أحبهن لا يترددن في الوقوف على أنقاضٍ كلما لمحن البحر لا يترددن في الحفر نفخاً بأفواههن على الكلمات ، يخرقنها إلى الجهة الأخرى في الكلمات إذا تتردد الكلمات مثلهن في الرحيل عن المعاني المؤجلة إلى موعد الخراب الآخر ."
للشاعر طقوسه ، ومقاييسه ، ينفر أحياناً من بنات أفكاره ، وأحياناً أخرى يحتضنهن ، جنونهُ الشعري يجعله شخصاً مزاجياً لا يتقبل حتى الحروف المقتحمات كل حديث بالنقر على زجاج المعاني في نوافذ الكلمات ، بالثرثرة مقسومة على "تفضيل القصب على الرياح" ، فهو يضجر حتى في العشق أحياناً كثيرة ايضا ، رغم أن العشق رافده الوحيد .
الشاعر دائماً ما يوظف الطبيعة والحياة للوصول إلى قلب معشوقه ، فهو يحبه "ويؤمن البرق في المقاصير عليه" ، ليشع العشق حتى يسلم البرق ما يسلم الجسد للجسد ، وأحياناً يرى الكاتب الحب أقرب إلى متاهة فهو كتلك المشاعر البائعات للمجهول الذي استجمع بائعات الهوى مالا يحصيهن من خيال الشفق بالأرقام الأرجوانية .
"فإضافات من المتاهة إلى الطرق لا يدحضن الكتافة في لا وجود بقطرة من وجود لا يدحضن كل شيء صحيح في برهتهن ، المزامير العتر ، الصنوج العتر ، اللهب العتر ، الفتكة العتر ، أعراض الملح في ذاكرة الصخرة لا يدحضن الخوض في المعنى حاصلاً من إبادة لا يدحضن خيال هجرة ، مستنبت من خيال البزر وخيال قرمزية عصف قرمز معاكستان لا يدحضن الجدران بلا وضوح والزيت الشيخ بحكمته الزيتونية ودرعاته يدحضن ."
بذلك قدم الكاتب فرادة خاصة وعلى غير تصنيف لا بالحديث في سياق ثرثرات الحداثة ، ولا بالقديم في سياق استثمار الماضي ولا " لغوي " وعلى طريقة البلاغيين ولا اسلوبه على طريقة النمطيين ، فهو صاحب فضاء شعري متحول ومتسع لأكثر من زمن .