حلم كويلو القديم رواية  الخيميائي  بطبعة مصورة

حلم كويلو القديم رواية الخيميائي بطبعة مصورة

(لقد كان حلم قديم أن أرى رواية الخيميائي بطبعة مصورة وعندما تحقق ذلك الحلم فاق توقعاتي لأنني لم اكن اتصور كم هي جميلة الرواية بهذه الرسوم).
رواية باولو كويلو الكلاسيكية التي تبحث في اكتشاف الذات تتجاوز أخيرا الكلمات لصالح الصورة، فالراعي سانتياغو الأندلسي الرحال سوف يراه القارئ متجسدا أمامه على الورق بريشة الفنان "دانيال سامبير" الذي استوحى تلكم الرسوم من اجواء الرواية الزاخرة

بالاستعارات التي وضعها كويلو والذي لم يلجأ في كتابتها الى الحوارات الطويلة والمملة، بل استخدم لغة مقتصدة للتعبير عن تجربة فريدة ذات عمق إنساني بحت وبجمل مختصرة ومفيدة تصلح لأن تكون امثالا متداولة أو استشهادات أو خلاصة فكر تطور عبر سنوات، وكأن الكاتب يقدم لنا خلاصة افكاره وحياته بلغة شفيفة تلامس الروح وتترك القارئ يعيش التجربة بنفسه،

هذه الرواية بيع منها 40 مليون نسخة في جميع انحاء العالم. العملاقة هي التي تولت طبعها بطريقة مثيرة للوصول الى قراء جدد كما يقول مارك توير وهو أحد الناشرين harper collins publishers دار نشر الذين حققوا مكاسب كبيرة عند نشره"الخيميائي"من قبل، وقد تحدث عنها كُتاب ونقاد ونجوم سينما فقالوا انها رواية جميلة تحدث فيها كويلو عن حُلم البحث عن كنز وبعد رحلة طويلة وشاقة يتبين ان هذا الكنز الذي تعبنا وشقينا بالبحث عنه موجود على مقربة من عتبة بابنا، سانتياغو راع اندلسي سيأخذنا في هذه الرحلة وسيمضي في البحث عن حلمه المتمثل بكنز مدفون قرب اهرامات مصر، تبدأ رحلته من اسبانيا عبر مضيق جبل طارق مارا بالمغرب حتى وصوله مصر وكانت تواجهه طوال تلك الرحلة إشارات غيبية وعقبات كثيرة كادت ان تمنعه من اكمالها الى ان يجد الوسيلة التي تساعده على تجاوزها، لكنه يتعرض للسرقة فيضطر للعمل في متجر لبيع البلور فيتعرف اثناء ذلك على رجل انكليزي ويعود معه لإكمال رحلته فيشهدان معا معارك طاحنة تدور رحاها بين عرب الصحراء حتى يلتقي برجل عارف للإسرار يدعى"الخيميائي"فيحثه على المضي نحو كنزه، في هذا الوقت يلتقي بفاطمة التي سيحبها فيعتمل في داخله صراع بين البقاء الى جانبها أو متابعة رحلته هنا كويلو يضع حكمته امامنا بمنحنا الأمل للوصول الى مبتغانا في هذه الحياة، فلا شيئ يحدث مصادفة في هذه الدنيا إنما هو - دليل أو اشارة - كما اسماها الخيميائي، إذا اخذها الإنسان بجد وفعّل فكره في سبب حدوثها فسوف تساعده على إيجاد دربه لتحقيق امنياته في الحياة. باولو كويلو رأى النور عام 1947 ودخل مدرسة"الجيزويت"في ريودي جانيرو وكان يعشق القراءة بسبب وجود مكتبة كبيرة في دارتهم الواسعة فيقوم بالإشتراك في جميع الفعاليات الثقافية التي تقيمها المدرسة ومنها الشعر والمقالة الأدبية والتمثيل حتى استطاع ان يكسب اغلب جوائزها الممنوحة، لكنه بالمقابل لم يكن راضيا عن مستواه واحيانا كانت أعماله تنتهي الى سلة المهملات وفي إحدى المرات التقطت شقيقته أ حد هذه الأعمال الملقاة في القمامة وقدمتها لمسابقة المدرسة باسمها فحصلت على الجائزة الأولى، في تلك الأيام عرف الصبي مهنته الحقيقية في أن يصبح كاتبا معروفا لكنه يصطدم برغبة والده الذي يريد له ان يكون مهندسا مما ادى الى إثارة روح التمرد عنده وبدأ في خرق القواعد المرعية للعائلة بحسب رأي والده مما جعل الأخير ينظر الى هذا السلوك على انه خروج مجنون فأودعه أحد المصحات العقلية ألا ان اصرار وقوة كويلو على تجاوز تلك المحنة أحيت فيه تلك القوة السحرية التي كان يتمتع بها أجداده، فنهض من كبوته واغلاله كأقوى ما يكون وانطلق ثانية يكتب ويمارس التمثيل على الرغم من إصرار والده على عرضه المستمر على الأطباء النفسانيين لكنهم في النهاية اخلوا سبيله لأنه سليم ولا يمكن أن يكون مجنونا بحسب ادعاء والده. في عام 1982 نشر أولى محاولاته الروائية"أرشيف الجحيم"لكنها لم تلاقى النجاح وعاد عام 1986 ليوثق رحلته العتيدة الى الحج الذي كان اجداده القدامى يمارسونه فبدأ من فرنسا الى سانتياجو دي كومبو ستيلا في شمال اسبانيا، تلك الرحلة التي اتمها بعد مشورة صديقه"ج"الذي يطلق عليه لقب الاستاذ وكتب عنه في"يوميات محارب النور". كانت تلك الرحلة مفتاحا لكتابه"الحج"والذي حمل عنوانا آخرا هو"يوميات ساحر"الذي يحكي فيه تجربته اثناء الحج فاتحا لكتاب آخر هو"الخيميائي"الذي جعل منه اسما لامعا بين ادباء امريكا الجنوبية وترجم الى اكثر من 59 لغة، بعد ذلك توالت اعماله الروائية فأنتج"بريدا"عام 1990، و"فتيات فالكيري"عام 1992، و"على نهر بيدرا جلست وبكيت"عام 1994، و"فيرونيكا تقرر ان تموت"عام 1998 وهي تجسيد لما مر من حياته خاصة أيام دخوله مصحة الأمراض العقلية، وبعد مرور عام على صدورها قرأ السيناتور إدواردو سوبليسي مقتطفات منها في جلسة من جلسات البرلمان البرازيلي ونجح في الحصول على موافقة الأعضاء على قانون يمنع فيه الحجز التعسفي والقسري للبشر في المصحات النفسية إلا بعد التأكد مقرونا بتقارير طبية ممهورة من قبل لجان متخصصة. على أعتاب الألفية الجديدة كان للقارئ لقاءً آخرا مع كويلو اتسم بنشر اكثر من خمسة روايات منها"الشيطان والسيدة بريم"عام 2000، و"إحدى عشر دقيقة"عام 2003، و"الزهيّر"عام 2005، و"النهر الجاري"عام 2006، و"ساحرة بورتوبيلو"بنفس العام، هذه الكتابات الطويلة والمعمقة لم تمنع كويلو من ممارسة السفر والترحال اللذان احبهما بعنف فزار بلدان اسيا وأوربا والأمريكيتين وفي مايو / أيار من عام 2000 كان أول كاتب غير مسلم يقوم بزيارة لإيران منذ الثورة عام 1979 وقد قال عن تلك الزيارة:(لقد تلقيت حبا وحفاوة شديدين لكن الأهم أني وجدت فهما لأعمالي اذهلني وهزني من الأعماق، لقد وصلت روحي قبل وصول ذاتي، كانت كتبي حاضرة ووجدت اصدقاء قدماء لم أقابلهم، انها تجربة عميقة ولقد ملأت روحي بالحب والحياة، أحسست أن الحوار ممكن مع كل البشر في كل ارجائه). الخيميائي مصورة إنجاز آخر يضاف الى إنجازاته العديدة التي ماانفك يتحف بها المكتبة العالمية، وهي جزء من حلمه الكبير الذي يحاول الوصول اليه مع كل عمل خلاق ينجزه، حُلم بدأ مع أولى الكلمات التي قرأها وعاش من أجلها وتحمل ما تحمل وقاسى الأمرين في سبيلها، هاهو يقطف ثمارها واقفا مع الراعي سانتياغو متأملا الاهرامات التي حلم بها من قبل