جلالة الملك فيصل الاول المعظم :
((انت تعرف بشكل مؤكد ان الدراسة في اللغة الكردية هي احد مطالبنا الاربعة الى عصبة الامم وان الحكومة العراقية ودول الحلفاء وضعوا ضماناَ لتنفيذ ذلك ولكن بعد خمس سنوات لم نجد شيئاَ قد تحقق من ذلك (15).
فاز محمد أمين زكي عن لواء السليمانية في انتخابات الدورة الأولى لمجلس النواب التي بدأت أعمالها يوم السادس عشر من تموز عام 1925م(أربعة نواب من أصل ستة وثمانين نائباَ)مثلوا جميع ألوية العراق في تلك الدورة ، كان محمد أمين زكي احدهم حيث كان قد حصل على 125صوتاَ، أولى محمد أمين زكي التعليم اهتماماَ استثنائياَ من منطلق فكري واهتمام بالتربية والتعليم،وقد ناقش هذا الموضوع باسهاب في مجلس النواب وطلب بفتح المدارس في لواء السليمانية قال إذ لم يحصل مائة وستين الف نسمة من ابناء السليمانية الا على مدرسة واحدة(16).
وقدم محمد امين زكي تقريراَ مفصلاَ عن التعليم في العراق الى مجلس النواب في جلسته الخامسة والثلاثين من اجتماعه غير الاعتيادي الاول للدورة الانتخابية الثانية بتاريخ الثلاثين من آب 1928وقال ان 38% من واردات لواء بغداد من الضرائب تصرف على المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم تتراجع النسبة لتصبح 19% في لواء الموصل و5ر12% للواء كربلاء و10% للواء الدليم و9% للواء كركوك و8% لكل من لوائي البصرة وديالى و7% للواء المنتفك و5 ر4% للواء اربيل و5 ر2% للواء الديوانية و ا% فقط للواء السليمانية.
وان هذه الفروق الموجودة بين معارف الالوية في الحال الحاضر لاعتقادي انها قد تكون خطراَ هائلاَ على مستقبلنا وإجحافاً صريحاَ لسكان بعض الالوية، ويخشى جداَ ان تصل هذه الفروق المستمرة في سيرها في المستقبل الى درجة شل التفاهم والتعاضد الفكري بين ابناء الشعب، وقد تكون، معاذ الله سبباَ طبيعياَ لحصول النفور بينهم من جهة، ومن جهة اخرى سوف يسبب تفوق وسيطرة قسم صغير منهم على اكثرية الشعب)).
ونطرق الى مشاكل التي تواجه الطلاب وواقع التعليم في العراق فضلاَ عن مشكلات الكتب المدرسية باللغة الكردية ، وطالب بتأسيس كلية مسائية.
ورد مديرعام المعارف طه الهاشمي امام مجلس النواب على تقرير محمد امين زكي قائلاَ:((ليس لي علم باحوال لالوية الجنوبية، ولكن لي علم في الالوية الشمالية، خاصة في السليمانية، ان اهالي هذا اللواء سادتي يطلبون فتح المدارس، ويشكون من قلة الوسائط الدراسية، ككتب والواح وآلات وادوات مدرسية، وقلة المعلمين، ولم تغدهم هذه الشكوى ابداَ. نعم زميلي المحترم الاستاذ معالي امين زكي بيك بين بصورة واضحة وصريحة مستنداَ الى وثائق وزارة المعارف الرسمية ـ النسبة المئوية لكل الوية العراق بالنظر الى وارداتهم، لما ننظر لهذه الارقام نجد ان حصة لواء السليمانية بالنظر لجميع ألوية العراق اقل درجة، واخر درجة في العراق، وهو واحد بالمائة فقط. ونظراَ لبيانات سعادة المدير العام قد تكون هذه النسبة ناتجة من عدم رغبة الاهالي في السليمانية الى المعارف هل هذا اعتقاد وزارة المعارف. وجعل هذا صحيح. لا ياساداتي ليس كذلك،اني تألمت جداَ لما سمعت هذه الكلمات من حضرة مدير المعارف العام امام المجلس العالي ساداتي اني اطمئن وزارة المعارف ان رغبة اهالي السليمانية في المعارف ان لم اقل اكثر من بغداد نفسها،ولكن اقول ليست اقل منها،لان لواء السليمانية ليس حديث العهد يتعلم فضيلة العلم والمعارف بل منذ زمن بعيد انتفع بثمرة العلوم والمعارف))(17).ويرى محمد امين زكي ان كل مشكلات المجتمع في الجهل والتخلف وطلب محمد أمين زكي بارسال الطلبة العراقيين إلى الخارج للتخصص في المؤسسات العلمية العربية والغربية ومصر وسورية.
وكذلك رفع تقريراً بتطوير الطرق بين اربيل وراوندوز وشقلاوة وكويسنجق وبين الأخير واربيل.((إننا نجلب نظر الحكومة لإصلاح الطريق المذكور وتعميره مهما كان لكي تحصل السهولة للمارين و العابرين وتتيسر المناقلات التجارية)).
وورد في الكراس الذي أصدره تحت عنوان(المحاسبةالنيابية)في إحدى وثلاثين صفحة جاء فيها((أما بالنسبة للمهمات العامة اكتفي بالقول بأنه في غضون السنتين ونصف السنة الأخيرة أدينا بضمير حي وقناعة ثابتة غير متطرفة كل ما كان بوسعنا على درب خدمة هذه المملكة ولصالحها سواء داخل المجلس أم خارجة، ووقفنا دوماَ إلى جانب الحق والنفع العام بعيداَ عن الإفراط والتفريط ولم نتكلم من دون مناسبة،لذا لم نسيء لأنفسنا أو لكم وكونوا على ثقة بأننا لم نأت عملاَ إلا بنية صادقة وفكر خيَر،ولم نقبل أن نرد شيئاَ إلا عن قناعة))(18).
وفي جلسات الدورة الانتخابية الاولى للمجلس اثار موضوع الخدمات الصحية في مداخلاته البرلمانية واقترح على انشاء مستشفى من عشرين سريراَ مع صيدلية متكاملة داخل المدينة السليمانية،وتعيين عدداً من الاطباء والصيادلة في مركز اللواء وفي قضاء حلبجة وغيرها، فضلاَ عن مقترحات مفيدة اخرى انجز عدد منها من قبل الحكومة بفضل متابعاته الشخصية للموضوع خارج المجلس ايضاَ(
