مونتجومري اوف علمين يزور القاهرة

مونتجومري اوف علمين يزور القاهرة

طار مونتجومري الى القاهرة ومنذ اللحظة الاولى التي غادر فيها طائرته الحربية الخاصة.. وضع مونتجومري"تكشيرة"رهيبة على وجهه!!
وقد تعمد"مونتي"ان يبدو صارما حازماً..
هكذا اراد مونتجومري ان ينهي"عمله"في مصر!

حتى وهو يتحدث مع مستقبله في المطار عن الدقائق التي طارها فوق العلمين.. وكيف دارت في مخيلته صور المعارك الرهيبة، وصلاة جنود الجيش الثامن في ليل الصحراء.
"قف بجانبي يا الهي.. في الليل الحالك"
"ان الليل بارد يا الهي."
"وحتى لا تنطفئ شجاعتي.. طوال هذا الليل الطويل"
"قف بجانبي يا الهي.. وابعث في القوة"
المظاهرات في الحياة المصرية
وبدا مونتجومري نشاطه في القاهرة وانتهى منه في يوم واحد!
في اللحظة التي دخلت فيها سيارته وزارة الخارجية.. كانت هناك مظاهرة يحاول وزير الخارجية فضها..
ونزل مونتجومري يقول بحزم: ما هذا وقال وزير الخارجية: انها ليست ضدك.. ان الشعب يحتج على فرنسا من اجل مراكش.
وقال مونتجومري بسرعة: يبدو ان المظاهرات اصبحت شيئا عاديا في الحياة المصرية.
فقال وزير الخارجية محاولا تعليل الموقف: ان كل الشعوب تبدي شعورها بهذه الطريقة.
ووضع الفيلد ماريشال ابتسامة على شفتيه ثم قال:
هل نستطيع ان نتكلم.
وهنا صاح وزير الخارجية في المصورين بعصبية: ما تتفضلوا بقى..
وزير جديد
وذهب مونتجومري الى وزارة الحربية ليستقبله نافخو النفير عند الباب بسلام الفريق وعندما قام وزير الحربية يقدم السجائر للماريشال والسفير قال مونتجومري: يبدو انك وزير جديد.. فاني لم ارك قبل الان فقال مصطفى نصرت بك: نعم كنت وزيرا للزراعة ثم اتوا بي الى هنا.
وبعد انتهاء المقابلة طلب المصورون ان يتصافح الوزير والماريشال فقال الوزير: ان العسكريين لا يتصافحون.
فقال"مونتي"بصوت مرتفع: هذا اكبر دليل على انك لست عسكريا!!
وقبل ان يدخل المصعد التفت ليقول للوزير بالحرف الواحد: اذا اردت شيئا ايقضني فوراً.. اني استطيع ان ادفعهم من الخلف.
ثم قابل مونتجومري رئيس الوزراء..
وهكذا.. في نصف يوم انهى مونتجومري كل مهمته التي طار من اجلها الى مصر.. ثم ازاح الستار عن النفاذة التذكارية!!
آخر ساعة/
آذار- 1951