«بحيرة البجع» فولكلور يتدفق رقصاً من آلات موسيقية

«بحيرة البجع» فولكلور يتدفق رقصاً من آلات موسيقية

ترجمة بهاء سلمان
ألف الموسيقار بيوتر اليتش تشايكوفسكي (1840 – 1893) باليه"بحيرة البجع"عامي 1875 و1876، في أربعة فصول، من وحي الحكايات الشعبية الروسية، راويَّاً قصة"اوديت"الأميرة التي حولها ساحر شرير الى بجعة.

صمم جوليوس ريزنغر الرقصات في العرض الاولي، لفرقة مسرح البولشوي في موسكو، التي عرضتها مطلع آذار 1877.
تباينت آراء النقاد بشأن المصدر الأصلي للقصة، لكنهم داروا حول"الخمار المسروق"للكاتب الالماني جوهان كارل أوغست موساس؛ لأنها تعطي المخطط العام لسير العرض، فيما حملت حكاية"البطة البيضاء"اوجه تشابه معها، ويحتمل انها تمثل مصدرا آخر.
يتذكر معاصرو المؤلف بانه مهتم بحياة الملك البافاري لودفيج الثاني المأساوية، كما يفترض بعلامة البجعة، التي اختيرت أنموذجا اوليا للأمير الحالم سيغفريد.
اطلق رائد هذا الفن فيدور لوبوخوف عليها تسمية"الباليه الوطنية"لأنه يراها آتية من مصادر الاشعار الرومانسية الروسية، قائلا:"كلا من الحبكة الروائية وصورة البجع والفكرة السامية للحب المخلص هي بالاساس روسية".

حماسة
تتضح حماسة تشايكوفسكي لموسيقاه من خلال سرعة تأليفها مبتدئا بربيع 1875 لتكتمل في غضون سنة واحدة.
تشير رسائله الى سيرجي تانييف في آب من العام ذاته، بأن حماسته هي التي الزمته باكمال العمل سريعا، في نيسان التالي.

ضوء القمر
يبتهج الامير سيغفريد بعيد ميلاده مع اصدقائه في الفصل الاول، وسط حديقة القصر، وتخبره والدته بضرورة انتقائه عروسا، خلال حفلة ملكية ستقام غدا. يقترح عليه صديقه بينو صيد بجعات شاهدهن في الجوار، لينطلق الجميع حاملين اقواسهم ونشابهم.
ينفصل عن رفاقه في الفصل الثاني ليصل الى حافة بحيرة عند غابة وسط ضوء القمر، توكر البجعات فيرمي الامير سهمه، لكنّه صعق لرؤيته تحول احداهن الى فتاة جميلة هي"اوديت".
ارتعبت من الامير في البدء، ولما وعدها بعدم ايذائها؛ اخبرته بأنها ورفيقاتها ضحية عمل الساحر الشرير فون روثبات، ذي شكل البوم، يبقيهن بجعات في النهار ويمكن لهن في الليل فقط ان يرجعن الى هيأتهن البشرية، عند بحيرة رائعة كونتها دموع أمّها، ويمكن زوال السحر في حال تعهد رجل لم يعشق سابقا، ان يحبها الى الابد.
يظهر روثبارت فجأة، ويوشك سيغفريد على قتله، لكنها تتدخل؛ لأن موته يثبت السحر مطلقا.
باختفائه يخلو المكان لسيغفريد مع الفتيات؛ حائزا ثقة"اوديت"ويقعان في الحب، وفجرا يتحولن.
الأميرات الست
يصل الضيوف الى الحفل في الفصل الثالث، وتطلب الام منه ان يختار عروسا من بين ست اميرات؛ فيشكو عدم حبه لهن؛ ليصل روثبات وابنته ديل، التي حول شكل وجهها لتشابه اوديت تماما في كل الجوانب ما عدا ارتداءها للاسود بدل الابيض، رقص الامير معها مخدوعا، وظهرت الحبيبة الحقيقية كرؤيا محاولة تحذيره، لكنه بقي غافلا، ليعلن للبلاط نيته الزواج منها.
في الفصل الرابع، تحزن المتحولة ورفيقاتها يخففن من وطأة ألمها، غير انها استسلمت للموت.
يعود للبحيرة ويدرك الامر، مقدما الاعتذار مشوباً بعاطفة شجيّة؛ فتسامحه، مؤكدان حبّهما، لكنَّ الشرير يلزم الحبيب بعهد الزواج من ابنته؛ واوديت بجعة مدى الحياة، الا ان الامير يختار النهاية الى جانب حبيبته بالقفز الى البحيرة، متّحدين بالموت، ما يحطم عمل روثبارت الموجه ضد الفتيات فيتحررن ويفقد الشرير سلطته عليهن، متلاشيّاً.